سياسةمحليات لبنانيةمن هنا نبدأ

تغييريون بألوان مختلفة(حسن علوش)

 

حسن علوش – خاص الحوارنيوز

 

أربعة أشهر على الإنتخابات النيابية ولم يتمكن النواب الجدد ممن يطيب لهم تسمية أنفسهم بالتغيريين، من توحيد رؤياتهم بالحد الأدنى، حيال القضايا الرئيسية في البلاد.

بعضهم تميّز أداءه بالقدرة على تغيير ألوانه بسرعة تتجاوز سرعة تغيير الحرباء لونها والمقدرة بنحو عشرين ثانية.

من الأزرق فالأحمر والبرتقالي وغيرها من الألوان الزاهية. هكذا كان بعضهم قبل الانتخابات وخلالها وبعدها.

لم يكن ينقص لبلوغ هذا الاستنتاج سوى بيانهم المشترك حيال ما اسموه مبادرة لانتخاب رئيس جمهورية من خارج الاصطفافات السياسية!

وضعوا مواصفات لرئيس سيأتينا من المريخ.

 لا بأس، فمن حق كل منا المطالبة برئيس وأن يضع له مواصفات ومهام وأجندة وأن يفحص له دمه ليتأكد من فينيقيته المأصلة، أو عروبته المدجنة…

لكن أن نسأل في البيان: “أي لبنان نريد” ولا نجيب، ذلك أمر ينطوي على خليط من ألوان تتدرج من الرمادي الفاتح الى الرمادي الداكن!

حبذا لو أجاب “المتحولون” عن هذا السؤال في بيانهم بدل الاكتفاء بطرح السؤال!

لقد نصت وثيقة الوفاق الوطني المعروفة بإتفاق الطائف على خارطة طريق واضحة للإنتقال من دولة المزارع الى الدولة الواحدة، من دولة المذاهب الى حكم القانون ودولة المواطنة، فلماذا لا يبدأون ورشة لطرح هذه العناوين وتحويلها الى اقتراحات قوانين؟

لقد حاول النائب ملحم خلف، عندما كان نقيباً للمحامين في بيروت، فأعد اقتراح قانون انتخاب خارج القيد الطائفي وعلى أساس النسبية، كمدخل للإصلاح السياسي، وهي محاولة مقدّرة، لكن هل له ان يطلع زملاءه على ما آل اليه الاقتراح.. من تماهى معه ومن رفضه من الكتل النيابية؟

كيف لنا أن نمنحهم الثقة، وهم حلفاء حفنة من النواب الذين لهم سوابق في الجريمة والفساد والخطاب المذهبي والارتهان الى الخارج والاستقواء بالخارج ، على مكون لبناني جريمته الكبرى أنه يريد دولة قوية قادرة على وقف استباحة السيادة وصونها والذود عنها؟

القضية المركزية للإصلاح لا تكمن في شخص الرئيس فحسب، بل في طبيعة النظام. فهل لدى النواب الجدد رؤية لأي نظام يريدون.

إن طرح مسألة انتخاب رئيس من خارج الاصطفافات السياسية، تشبه لعبة تسمية رئيس للحكومة من خارج الاصطفافات، والواضح أن مصير الأولى سيشبه مصير الثانية، فلماذا إضاعة الوقت؟

 

 

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى