رياضة و شباب

تحطيم ملعب جونية يشوه عرس اللحظة الأخيرة(اسماعيل حيدر)

 

اسماعيل حيدر – الحوارنيوز

“هذا ما جناه ابي علي”

هو قول ماثور ينطبق على الفلتان الذي ضرب حالة كرة القدم، توقعنا ان تصل الأمور الى هذا الدرك من الإستخفاف والمماطلة فوقعت الكارثة..

تحول العرس النهائي للموسم الكروي الى مأتم أخلاقي وفلتان عقلي لم يسلم منه “صندوق الفرجة” في جونية.. الملعب الجميل الذي يصلح لمباريات ودية فقط وليس لختام حساس مثل الذي شهدناه بين العهد والأنصار.
سنأخذ البطولة بالدم.. ما قاله النائب نبيل بدر عندما خسر فريقه أمام النجمة كاد ان يتحقق لو لم يتم تداركه في الوقت المناسب، ولو لم تتعامل معه القوى الأمنية بالشكل المناسب.
بقوله شحن بدر جمهوره على التعامل مع المباراة بهذا الشكل، وبدلا من ان تكون المناسبة عرسا بكل ما للكلمة من معنى، استبدلت بعرض هستيري لتحطيم ما يمكن ان تطال ايدي الجمهور من مقاعد وسياج وغيرها. ما عطل اللقاء في الدقائق الخمس الأخيرة من الوقت بدل الضائع وتعطل معه كل شيء..

فرحة العهد الذي تقدم (3ـ2) ومحاولات الأنصار لتعديل النتيجة التي كان يمكن لو استمر ان يفعلها وحفل التتويج .. فذهب مجهود الموسم أدراج الرياح..
الدم استبدل بالشغب .نفذ جمهور الأنصار قول سيده فدمر ما طالت يداه.. امر تعودنا عليه في المدينة الرياضية.. توقعنا قبل اسبوع ان يكون ملعب فؤاد شهاب مسرحا لذلك كونه لا يصلح أمنيا لإقامة مثل هذه المباريات المشهودة. حذرنا كثيرا من ان تنقلب الأمور راسا على عقب نظرا لمساحة الملعب الذي يشبه صندوق الفرجة، وقلنا إرحمونا وإرحموا جمهور اللعبة وإنقلوا المباريات الكبيرة لكن أحدا لم يسمع ولم يتجاوب.. هذا لأننا في لبنان “كل يغني على ليلاه” و”يتعنت ويتمسك برأيه” بهذه الجملة بدأنا القول ان الاتحاد جنى على نفسه وافسد الختام قبل ان يبدأ..
وهناك مثل اخر يقول “جبنا الأقرع ليونسنا فكشف عن قرعته وفزعنا””، استعان الاتحاد بطاقم حكام عماني لا يصلح لقيادة مباراة في ملعب ارض جلول، فكان الأسوأ بتاريخ التحكيم على الإطلاق.
أولا فانه ارتكب خطأ مميتا عندما احتسب ركلة حرة للأنصارلمضايقة اللواتي بدلا من ان يترك الفرصة لنادر مطر الذي استقبل الكرة وسجل التعادل للأنصار وهو هدف عليه بعض الملاحظات لو كان صحيحا، لكن يجب التنبه الى ما فعله الحاج مالك الذي كان متسللا ومنع مدافع العهد من التصدي لبدر قبل ان يستقبل الأخير الكرة يعني ان الهدف مشكوك به ولا صحة للقرارين ..
ثانيا عاد الحكم ليصحح الخطأ بخطأ اخر عندما إحتسب ركلة جزاء للأنصار بعد عرقلة الحاج مالك العائد من التسلل، وهي ركلة غير صحيحة بتاتا.
ثالثا قام حسين دقيق بدفع الحكم بيديه فلم يتم طرده ببطاقة حمراء.
رابعا رفع الحكم البطاقة الصفراء على محمد حيدر بعد محاولته إضاعة الوقت فقام السيسي بدفع الأخير ورماه على الأرض وكان يجب رفع البطاقة الصفراء الثانية بوجهه يعني الحمراء التي كانت ستعرضه للطرد لكن الحكم تغاضى عن ذلك..
هنا بدأت المشكلة وثار جمهور الأنصار وحطم ما يلزم قبل ان يعطل المباراة ويمتد الأمر الى خارج الملعب.
رابعا وأخيرا فان جمهور العهد لم يتوقف بدوره وكاد ان يحتك برجال الأمن وردد موشحاته الطائفية المعروفة في قلب منطقة محسوبة على أطراف مسيحية..
صحيح أننا في بلد الفلتان وفيه على من “تدق مزاميرك يا داود” وما حصل شوه كرة القدم وحشر الاتحاد في زاوية ضيقة هذه المرة وسيترتب على ذلك الكثير من القرارات التي قد تكون مصيرية، وقد تكون احداها حل لجنة الحكام وإعلان بطل الدوري الذي قد يكون على الأرجح هو العهد..
في قطر تطلب الأمر لفك “استاد 974 ” اكثر من إسبوع وفي لبنان تم تفكيك ملعب جونية وتدميره بأقل من ربع ساعة..
مؤسف ومؤلم ان يتحول ختام الموسم الكروي الى ساحة شغب وأن تصبح كرة القدم طريقا لزرع الفتنة وليس لإشاعة الروح الرياضية التي يجب ان يتم البناء عليها في الموسم المقبل..
لقد وضعوا “ذيل الكلب في وعاء ثلج دهرا كاملا وبقي أعوج”، ونحن في لبنان لن نستقيم أبدا.. للأسف يا سادة هي الحقيقة التي لا بد أن تقال..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى