رأيسياسةمحليات لبنانية

بين مطرانين وزمنين(أكرم بزي)

 

كتب أكرم بزي – الحوار نيوز

 “أَخْرِجْ أَوَّلًا الْخَشَبَةَ مِنْ عَيْنِكَ، وَحِينَئِذٍ تُبْصِرُ جَيِّدًا أَنْ تُخْرِجَ الْقَذَى مِنْ عَيْنِ أَخِيكَ!؟”(الإنجيل)

بدر الى ذهني سؤال حول قضية المطران موسى الحج بعد أن ثبت أنه دأب هو وأسلافه من المطارنة العاملين داخل الكيان الصهيوني على نقل أموال من عملاء الى لبنان: ماذا لو كان هذا المطران او غيره من المطارنة كانوا ينقلون أموالاً لمساعدة المسيحيين الفلسطينيين داخل الأراضي المحتلة؟ هل كانت سلطات الاحتلال ستسمح لهم بذلك أم كانت ستقوم بالاجراءات اللازمة بحقهم لتوقيفهم أو… أو…؟ وهل كان سيكون موقف الكنيسة في لبنان مؤيدا لهذا الموقف ام ستعتبره مخالفاً لقوانين “دولة الكيان الصهيوني”، والكنيسة لا تخالف القوانين؟

من البديهي لدى سلطات أي بلد في العالم أن تحقق بمصدر أي مال يأتي ويذهب وبأي طريقة، ومن المعلوم أن أي شخص في العالم يريد ان يحمل أموالاً تتجاوز قيمتها أكثر من 10 آلاف دولار، يجب ان يصرح عنها لدى السلطات المعنية، مهما كانت صفات هذا الشخص، كاهنا كان أو شيخا أو طبيبا أو حتى رجل أعمال او صيرفيا او ما شابه، فكيف اذا كانت المبالغ التي نقلها المطران موسى الحاج تتجاوز النصف مليون دولار أو أكثر وغيرها؟ كيف اذا كان هذا المال ينتقل من “الكيان الصهيوني” الى لبنان؟ وكيف اذا ثبت أنه وبحسب التحقيقات والمعلومات أنه يأتي من عملاء كانوا وما زالوا يتعاملون مع سلطات الاحتلال الصهيوني؟

إما أن تطبق القوانين اللبنانية على الجميع أو أن تخترع كل طائفة قوانينها الخاصة بها، وبالتالي لا يتم توقيف أي شخص مهما كانت مخالفته او انتهاكاته الا بعد إذن المرجع الطائفي المختص… هزلت!

ولماذا كل ما أثيرت الشبهة حول أحد العملاء او ممن يقف معهم تثير ثائرة البعض ويتم اقحام طائفة لبنانية مقاومة بالموضوع؟ ولماذا توجيه السهام والشتائم والترهيب للآخرين ممن يؤيدون مقارعة المحتل؟

وددت أن أعرف موقف البطريرك من قضية المطران الراحل هيلاريون كبوتشي ،بعد أن رأى المطران الانتهاكات الإسرائيلية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، وانتهاكهم الأراضي والمقدسات، لم يستطع أن يبقى على الحياد، وبدأ دوره كرجل ثائر ومناصر للمظلومين ومعارض للاحتلال الصهيوني والذي جعل عِمته وعباءته الكهنوتية درعاً لمقاومة الاحتلال ومناصراً للقضية الفلسطينية وللمسحوقين في العالم من مسيحيين ومسلمين.

شتان بين هذا وذاك. شتان بين من ينقل المال من العملاء داخل الكيان الصهيوني وبين من كان ينقل السلاح من لبنان، للمقاومة الفلسطينية داخل فلسطين، بواسطة سيارته، معتمداً على حرية حركته كرجل دين، وامتلاكه لجواز سفر دبلوماسي، مُنِح له من الفاتيكان، فقام بنقل السلاح، ثم كان يخفيه في مدرسة الكنيسة اليونانية الكاثوليكية، في بيت حنينا، إلى أن يتم تسليمه لرجال المقاومة.

وددت أن أعرف موقف سيد بكركي او الديمان مع من سيكون لو تزامن الموقف والتقى المطرانان في نقطة الناقورة: الأول يحمل المال من العملاء لنقله الى لبنان، والثاني ينقل السلاح للمقاومة داخل فلسطين المحتلة، وتم القاء القبض عليهما، ترى مع من سيكون؟

رحم الله المطران هيلاريون كبوتشي الذي قال: “المسيح هو فدائي فلسطين الأول”.

 

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى