رأي

باسيل يَسقُط في فخ جعجع..وبري يُسقِط التقاطع بالضربة القاضية (علي يوسف)

جبران المتذاكي ..وحشرجات جنون الغرق..!

 

كتب علي يوسف – الحوار نيوز

 

تحديد الرئيس نبيه بري يوم ١٤ حزيران الحالي موعدا لجلسة انتخاب رئيس للجمهورية ،هو اسقاط لجبران باسيل وكل المتقاطعين على ترشيح جهاد ازعور، وكذلك ازعور ،بضربة المعلم القاضية بحيث أوقع مناوراتهم المتنوعة الأهداف بحسب كل متقاطع  في احضانهم …  

 وقبل الدخول في تفنيد  تفاصيل الضربة وما سُمّي بالتقاطع،لابد من تسليط الضوء على  الواقع الهش ومظاهر جنون السقوط للوزير باسيل ، وهو  يحاول التكتكة بتموضع جديد على أمل صبياني بإخراج سليمان فرنجية  عن سكة الرئاسة …..

ابرز هشاشات واقع باسيل ومظاهر جنون سقوطه :

١- انه نفذ وبذل طلب جعجع والقوات اللبنانية المذل بإعلان ترشيح ازعور علنا قبل الجلوس معه، مع  استمرار التشكيك بالتزامه حتى بعد الاعلان  ..

٢- انه في خطابه في جبيل أفرد وقتا  فائضا وتبريرات متنوعة لكيفية  اتخاذ القرارات في التيار والنقاشات والاختلاف وتنفيذ القرار بعد صدوره ،وتنازله عن صلاحياته المطلقة “لتحقيق الديموقراطية “التي يمتاز بها التيارالوطني الحر       ( ديموقراطية الصهر والاولاد طبعا ) وذلك في اشارة واضحة الى المأزق الداخلي الذي يواجهه  ،بسبب مهزلة ترشيح ازعور ومبرراتها السوريالية ..!!!

٣- اعلن في خطابه ان عدم ترشحه هو شخصيا  لرئاسة الجمهورية وعدم ترشيح احد من التيار هو ” لحماية التيار ” وهو مبرر اقل ما يُقال فيه انه  خفيف وجنوني..

-هل يريد ان يقول باسيل بشكل غير مباشر ان  عهد ميشال عون كان كارثة على التيار ..؟؟؟  

– وهل يريد ان يقول ان توليه هو أو أحد من تياره لرئاسة الجمهورية في حال فوزه سيكون كارثة على التيار؟

– اي رئيس لتيار سياسي هذا الذي يعتقد ان وجود احد من التيار على رأس السلطة هو كارثة عليه ؟

– ونسي جبران ان يقول حماية  التيار من ماذا؟.. هل يقصد من نفسه ؟    

-واذا كان تسلم التيار للمسؤولية هو خطر عليه، فلماذا ما يزال يعمل في السياسة  ؟..   ثم ان تيارا غير قادر على حماية نفسه كيف يحمي البلد والشعب  ؟

٤- ويتابع جبران  في جنون السقوط فيقول انه في الاوضاع الراهنة  لا يمكن لأي مرشح من التيار ان يحقق انجازات اكثر من التي حققها ميشال عون..  انجازات عون ؟ هل يعي ما يقول ؟ أيقصد انجازات انهيار البلد وافقار الشعب واذلاله وانهيار مؤسسات الدولة ؟ أم يقصد تجديد حربي الالغاء والتحرير،ولكن على الدولة اللبنانية ومؤسساتها وشعبها ؟

٥-ولعلها من افظع مظاهر جنون السقوط حين يقول جبران اذا جئنا برئيس ليس منا ،هكذا لن نكون مسؤولين عن اعماله !!

لا ادري لماذا يتكبد كل هذا العناء والذل اذا كان همه عدم تحمل المسؤولية؟..غريب !! لماذا  يعمل في السياسة ؟؟ للنكد فقط ؟ لماذا لا يفتح مطعما وهو مشهور انه ذوّاق للطعام وللنبيذ المميز باهظ الثمن ؟

 

٦-ومع الاسف يمكن القول ان ابرز مظهر لجنون السقوط  هو اعلان ترشيح ازعور  المعروف بوزير مالية هدر ال ١١ مليارا لمصلحة السنيورة  ووزير وقف مشاريع الموازنة العامة ووزير وقف قطع الحسابات …باختصار وزيرمالية السنيورة .

ويُبرر  باسيل  رفض ترشيح فرنجية  وترشيحه  لأزعور تحت عنوان ان الأخير يملك برنامجا اصلاحيا ..  ولا ادري اذا كان قد وعده بإعادة ال١١  مليار دولار !

ولا يخجل باسيل من ان ينسب ترشيح ازعور هذا الى التيار الوطني الحر،اي  هو طبعا.. ليتباهى ان ما يُسمى هزلا بالمعارضة  هي التي اتت إليه وليس هو الذي  ذهب اليها !!!  كمن يُحاول اظهار قوته بإطلاق النار على نفسه …!!

هل كان يُصدق باسيل نفسه وهو يقول هذا الكلام ؟

 

كل ما قاله باسيل من تبريرات وحجج يمكن وصفها  ومن دون اي تردد انها ” حشرجات ارتياب وجنون السقوط والغرق “!

 

التقاطعات  النكدية

 

لا شك أن اختيار تعبير “التقاطع “على  اسم أزعور هو اختيار مبتكر، اذ انه  يدل على ان كل واحد من المتقاطعين ما يزال على زاويته ،كما يدل على ان ازعور مرشح شبه غريب على الرغم من ان الذي روّج اسمه بالاساس (ام عبدو)  كان من ضمن مشروع ان يكون ازعور رئيس جمهورية وريا الحسن رئيسة لمجلس الوزراء كرد اميركي على المشروع الفرنسي السعودي  الذي وافق على ترشيح سليمان فرنجية في مقابل نواف سلام لرئاسة مجلس الوزراء …

ولعل تحديد موعد جلسة الانتخاب سيعطي اشارة الانطلاق للزوايا الاربع فيحدث الاصطدام الكبير بين المتقاطعين …

هي في الحقيقة صورة كاريكاتورية ولكن حقيقية لسياسات كاريكاتورية….

ازعورليس بالتأكيد مرشح جعجع واتباعه سامي الجميل وبعض الكاريكاتور” التغييري”، وهو الذي يريد مرشح مواجهة مع المقاومة وحلفائها، ليس بهدف ايصاله للرئاسة، ولكن لإبقاء الفراغ انتقاما من جميع القيادات المارونية بما فيها البطريرك ،ومن منصب الرئيس بسبب عدم قدرته  هو  على الوصول الى الرئاسة ،ولذلك افشل اجتماع القيادات الذي دعا اليه الراعي سابقا…

الا ان الموافقة على اسم ازعور هو لجر باسيل الى ملعبه وفك علاقته مع حزب الله تمهيدا لاعلانه غير موثوق  ولا يمكن الركون اليه ولتحالفاته وصدقيته، وأنه ساقط اخلاقيا وبالتالي سياسيا،وبالتالي تفجير التيارالوطني الحر وانهاء  ما يُسمى بالعونية……

اما باسيل  بصبيانيته وكيديته التي تغلب على موقفه فقد ذهب الى “جلاده”جعجع نكاية بفرنجية، واسقط نفسه والتيار في لعبة تذاك وابتزاز سخيفة  مع حليف اهم ما فيه  صفة الوفاء  ولا ينتابه لحظة ارتياب تجاه لعبة كهذه…. لقد راهن باسيل على ان تأمين تقاطع اكثرية مسيحية على اسم  محدد، وان كان ترشيحه مناورة ،يمكن ان يدفع حزب الله الى دعوة فرنجية للانسحاب للاتفاق على مرشح “وفاقي” …. مستندا الى  شعار عصبوي اطلقه هوعندما قال “لا نقبل ان يفرض  احد علينا  رئيسا ولا ان نفرض رئيسا على احد” …!!ولم يدرك ان عدم تحديد ماذا يعني بكلمة علينا  ولا بكلمة  احد( أي الآخر)هو  يثبت  استمرار تمسكه  بالعقلية  الانتحارية لخطوط التماس…

يبدو ان باسيل لم يعرف ابدا حزب الله ولم يعرف ابدا الرئيس بري ولم يعرف ابدا المقاومة وحلفاءها. ويبدو ان باسيل وهو يذهب الى جعجع يذهب للمخاطرة باستمرار الفراغ في مرحلة تشهد تغيرات كبرى  لن ترحم  من لا يعرف مواكبتها وصياغة موقع فيها .

التاريخ مثل القانون لا يرحم المغفلين!!

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى