منوعات

الوقاية من امراض القلب والشرايين : كيف نقوّي عضلة القلب ونحميها من الأمراض؟

١-عضلة القلب : تتألف عضلة القلب من العديد من الخلايا العضلية القلبية (بالإنجليزية: Cardiomyocytes)، بحيث تحتوي الخلية الواحدة منها على نواة واحدة أو نواتين، والميتوكندريون، وبروتينات الأكتين والميوسين، كما تحتوي عضلة القلب أيضاً على الألياف العضلية، والألياف العصبية وهي شبكة مُعقدّة تسير داخل القلب ولها إمتداداتها بين الأذينين الأيمن والأيسر إلى داخل البطينين الأيسر والأيمن. وهي التي تتحكم بسرعة نبض ودقّات القلب، وهي قد تُصاب بمشاكل متعددة ،منها تباطؤ النبض او توقّفه او تسرّع ضربات القلب وما ينتج عنها من خفقان قلب وإضطرابات خطيرة في كهرباء القلب قد تكون مُميتة احياناً.
وتجدر الإشارة إلى أنّ القلب يضخ حوالي 6 إلى 7 آلاف لتر من الدم يومياً إلى أنحاء الجسم المختلفة.اي ما يعادل 3 الى 4 ملايين  ليتر من الدم سنوياً في شبكة من الشرايين والأوعية الدموية ( شبكة انابيب) تشّكل حوالي مئة الف كلم من الأنابيب المُتعددة المقاسات. وتحصُل نبضات القلب  بِفعل الومضات الكهربائية التَلقائية التي تلِد في الشبكة الكهربائية في العُقدة الجيبية الموجودة في أعلى القلب في الأُذين الأيمن، وتتسلّل الى الأسفل بفضل الشبكة الكهربائية المُعقّدة التي أشرنا اليها.
٢- كيفية تقوية عضلة القلب : يُمكن الوقاية من أمراض القلب بطُرق مُختلفة من خلال تغيير نمط الحياة والسيطرة على عوامل الخطر المُسبّبة لهذه الأمراض ، إذ إنّه وكما ذكرنا تُعتبر المُسبّب الأول للوفيات في لبنان وعلى مستوى معظم دول العالم، و يمكن إتّباع طُرق مُختلفة للوقاية من هذه الأمراض ولتقوية عضلة القلب، والحد من الإصابة بأمراضها. وفي ما يلي بيان لهذه الطرق:
أ-الإقلاع عن التدخين: يُعتبر التدخين أحد المُسبّبات الكبرى لأمراض القلب، وهو المسؤول عن حوالي ثلث هذه الإصابات ، وبالتالي فإنّ الإقلاع عنه أمر في غاية الأهمية. وتجدُر الإشارة إلى توفر العديد من الطرق التي من شأنها المُساعدة على ترك التدخين.
ب-تقليل الوزن: يُمكن تقليل الوزن من خلال اتباع نظام غذائيّ صحيّ وممارسة التمارين الرياضيّة.

ج-تناول الأطعمة الصحيّة للقلب: من المُمكن تناول الوجبات الغنية بالدّهون الصحيّة، مثل سمك
السلمون،والترويت  والتونا  والغواكامولي (بالإنجليزية: Guacamole) للحفاظ على صحّة القلب. وتجدر الإشارة إلى أنّ تناول الشوكولا بكمياتٍ مُعتدلة أيضاً مفيد لصحة القلب، نظراً لإحتوائه على مضادات ألأكسدة، التي تزيد من مستوى الكولسترول الجيد، وتقلّل من مستوى الكولسترول السيئ، بالإضافة إلى تحسين وظيفة تخثر الدم.

د-عدم الإفراط في تناول الطعام: يجب الانتباه إلى أهمية تجنّب تناول كميات كبيرة من الطعام، خاصةً في الأعياد والمناسبات، إذ إنّ تناول الكميات الكبيرة يُحفّز انتقال الدم من القلب إلى الجهاز الهضمي، مما يُسبّب تسارع وعدم انتظام في دقات القلب وبالتالي يزيد من إمكانات الإصابة بنوبات  قلبية أو التعرُّض لفشل القلب.

ه-تقليل التعرّض للضغوط النفسية: تُسبّب الضغوط النّفسية حوالي 1400 استجابة او ردّة فِعل  كيميائية حيوية مُختلفة في جسم الإنسان، ومثالُ ذلك إرتفاع ضغط الدّم وتسارع دقات القلب، ومن هنا تجدُر الإشارة إلى أهميّة التّحكّم في الضغوط النفسية وتحاشي حالات التوتر والقلق والغضب والإكتئاب وأهميّة أخذ وقت كافٍ للراحة والإسترخاء والتأمل وممارسة المطالعة او المشي في الطبيعة  او سماع الموسيقى الهادئة او ممارسة اليوغا او الصلاة او الدعاء وغيرها من الهوايات التي تُخفّف التوتر والقلق وتُحسّن النوم وتزيد من هرمونات السعادة وفي مقدّمتها السيروتونين.

و- مُمارسة التمارين الرياضية: يُوجد العديد من أنواع التمارين الرياضية الفعّالة في الحفاظ على صحّة القلب، نذكر منها ما يأتي:
١-التّمارين الرياضّية الهوائيّة-Aeorobic sports-: تقوم هذه التّمارين في مبدأها على الحركة بما يكفي لرفع مُعدّل ضربات القلب والتّنفّس بشكلٍ قوي، مع الحرص على ألّا تؤثر سرعة هذه الحركة في قدرة الإنسان على التّحدث مع الآخرين أثناء ممارسة هذه التّمارين، ومن الأمثلة على هذه التّمارين الجري، والركض البطيئ، وركوب الدراجة وغيرها من الرياضات. ويُنصح عادةً بممارسة التمارين الرياضية ذات المستوى المُنخفض  او المتوسط بحسب الأطباء المتخصّصين في هذا المجال مثل السباحة أو المشي السريع خاصّةً  في الحالات التي يُعاني فيها المريض من مشاكل في المفاصل.

٢- تمارين الإطالة: يجب ممارسة تمارين الإطالة بلطف تجنّباً لتعريض التنفّس لأي أذى، وهي أيضاً تمارين  هوائية متنوّعة، وقد تشمل عددا كبيرا من الرياضات الهوائية التي ذكرناها سابقاً ،لكنها هنا تُمارس لفترات طويلة ( قد تكون ساعات طويلة في اليوم) وعدّة مرات في الإسبوع، والهدف منها زيادة قدرة جهازي القلب والتّنفُّس  والجسم بشكلٍ عام على تحمّل الجهد لفترات طويلة وإستخراج كميات كبيرة من الأوكسيجين خلال الجهد، وهي تمارين مطلوبة عند كل الرياضيين المحترفين.وعند ممارسة هذه التّمارين عدّة مرات في الأسبوع الواحد، فإنّ الجسم يصبح أكثر مرونة وكفاءة.

٣- تمارين القوة: يمكن القيام بتمارين القوة بما مُعدّله مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعياً، ويُمكن استخدام الأوزان، أو أحبال المقاومة، أو وزن الجسم عند القيام بهذه التّمارين.لكننا بشكل عام لا ننصح المرضى الذين يعانون من إرتفاع غير مراقب بالضغط الشرياني او من تصلّب او نشاف شرايين القلب او من قصور القلب او إضطربات خطيرة بضربات القلب ،بأن يقوموا بهذا النوع من الرياضات -anaerobic sports -لأنها قد تتسبب بإرتفاع خطير ومباغت في الضغط الشرياني ،ما قد يؤدي إلى حوادث قلبية مفاجئة وخطيرة . واذا كان ولا بد من هذه الرياضات فلا بد من إستعمال اوزان خفيفة او الإستعاضة عنها كلياً بالرياضات الهوائية التي تعتبر الأفضل للقلب ،لأنها تقوّي عضلة القلب وتزيد من سماكتها وقدرتها على الضخ وتفتّح الشرايين وتفتح روافد وشعيرات شريانية اخرى تسمح بمرور الدم إلى الأماكن غير المُتغذية بشكل طبيعي وتعيد تغذيتها بشكل طبيعي. كذلك تسمح الرياضة بإختفاء او الشفاء من بعض إضطرابات ضربات القلب ،وتسمح بشفاء بعض اماكن العضلة التي قد تكون قد تضررت من ذبحة قلبية سابقة. كذلك تزيد الرياضة من الكتلة العضلية الخارجية ( عضلات الأطراف) . وتسمح الرياضة ايضاً بتحسين مرض إرتفاع الضغط الشرياني ومرض السكري ،وتؤدّي الى إنخفاض الدهنيات الضارة وزيادة مستوى الدهنيات المفيدة وتُساعد في تخفيف الوزن . وتزيد الثقة بالنفس وتحمي من التوتر وتُعالجه وتُعالج ايضاً بعض انواع الإكتئاب والحالات العصبية وتزيد من مناعة الجسم ضد بعض انواع الإلتهابات.
*طبيب قلب ورئيس جمعية عطاء بلا حدود. 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى