دولياترأيسياسة

القيصر حقق مراده… فهل تبدأ الحرب الآن؟ (أكرم بزّي)

 

كتب أكرم بزي – الحوار نيوز

“سيدفع الثمن باهظا”..بهذا التهديد علّق الرئيس الأميركي جو بايدن على إعلان روسيا ضم أربع مناطق أوكرانية، مشيرا إلى أن موسكو تخالف القانون الدولي. (سكاي نيوز).

وقال بايدن في بيان إن “الولايات المتحدة تدين محاولة روسيا القائمة على الاحتيال لضم أراض أوكرانية ذات سيادة”.

المستشارة الألمانية السابقة، أنغيلا ميركل وبعد غياب طويل عن التصريحات، خرجت وقالت إن على القادة السياسيين أن يأخذوا كلام بوتين الخاص باستخدام السلاح النووي على محمل الجد.

ألكسندر أرتاماتوف، الباحث الروسي في العلاقات الخارجية، قال “إن رسالة وتحركات موسكو واضحة ،وهو حال استهداف أراضينا سيتم الرد، حيث أشار الرئيس الروسي مرارا وتكرارا إلى أنه إذا تعرضت وحدة أراضي الاتحاد الروسي للتهديد، فسيتم استخدام “جميع الوسائل المتاحة”، كما قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف إن سياسة الولايات المتحدة وحلفائها في أوكرانيا تقترب من خط خطير”.

الرئيس الأميركي يتحدث وكأنه لا علاقة له بما جرى، ولا ما يجري من احتلالات طالت الكرة الأرضية برمتها من أفغانستان إلى العراق الى غواتيمالا الى فيتنام الى سوريا ونيكاراغوا إلى الدعم غير المشروط للكيان الصهيوني المغتصب لأراض عربية! فالأساطيل الأميركية تتجول في أربع جهات الأرض دون حسيب أو رقيب، بحجة الحفاظ على الامن القومي الأميركي.

دفعت الولايات المتحدة الأميركية بكل ثقلها بالأسلحة والأموال والمعدات اللوجستية وغيرها لأوكرانيا، وأغرقت أوروبا ورأس حربتها بريطانيا، بأزمة اقتصادية لا مثيل لها منذ الحرب العالمية الثانية، نتيجة الضغوط القاتلة لها بحجة دعم أوكرانيا، ودعم النظام “الديموقراطي” فيها. وبذلك خفضت الحرب الأوكرانية النمو الاقتصادي في أوروبا  بنسبة 0.7% إلى 3.7% خلال العام الجاري. كما أشار بنك الاستثمار العالمي غولدمان ساكس إلى أنّ الحرب ستخفض معدل النمو الاقتصادي لمنطقة دول اليورو الـ 19 بنسبة 1.4%  ،، إذن المتضرر الأكبر من هذه الحرب على المستوى الاقتصادي كانت أوروبا.

وبعد ارتفاع وتيرة المطالبات الاوروبية لرفع العقوبات عن روسيا و مطالبات اخرى بتشغيل خط نورد ستريم، عمدت الولايات المتحدة ومعها حلفاؤها، الى تفجير هذا الخط ، (كان الرئيس بايدن قد صرح منذ فترة وجيزة انه سيوقف هذا الخط) ولكن كيف؟ لم يعلم أحد إلا بعدما تم تفجيره… ولكن لماذا هذا التفجير إذا كانت تريد مساعدة أوروبا؟.. الولايات المتحدة اوقفت مشروع “ايست ميد” الاسرائيلي لنقل الغاز الى اوروبا ، وهي ذاتها من تعرقل الاتفاق النووي مع ايران والذي سيؤدي الى رفع العقوبات ويمهد لنقل النفط والغاز الايراني الى اوروبا أيضا، وهي التي تمنع دول الخليج تزويد أوروبا بالغاز.

والآن وبعدما تحقق ما أعلنه الرئيس فلاديمير بوتين في بداية “الحملة العسكرية الخاصة” بعد قرار الضم الرسمي للجمهوريات الأربع، يعتبر وبحسب الدستور الروسي أن القوات الأوكرانية المتواجدة في المناطق الأربع بمثابة قوات احتلال أجنبية لأراضي تخضع لسيطرة الاتحاد الروسي. وهذا ما أشار اليه في بداية المقال ألكسندر أرتاماتوف، وقد تعلن روسيا الحرب الشاملة على أي دولة تعتدي على أراضيها والتي تجيز لروسيا بحسب الدستور استعمال كافة الأسلحة المتاحة بما فيها النووية. والمتوقع خلال الايام القليلة المقبلة أن يسمح ببعض الوقت للرئيس الأوكراني وقواته بالانسحاب، وفي حال تمنع زيلنسكي “وسيمتنع”، سيعلن بوتين الحرب الكبرى على أوكرانيا. وبهذا، يكون فلاديمير بوتين وبعد ضم الجمهوريات الأربعة الاستراتيجية (لوغانسك ودونيتسك وخيرسون وزاباروجيا) والتي تشكل مجموعها 20% من مساحة أوكرانيا و70 % من حجم الاقتصاد الأوكراني)، قدد حقق ما عبر عنه عند بدء الحرب من أنها “عملية عسكرية خاصة”، والسؤال المهم الذي يلي هذه الخطوة، هل بدأت الحرب الفعلية الآن بين “الناتو” بقيادة الولايات المتحدة الاميركية وأوروبا من جهة وروسيا من جهة أخرى.

هل ستبدأ الحرب الكبرى الآن، بعدما حقق القيصر الروسي مراده من “العملية العسكرية الخاصة”، أم أن الولايات المتحدة وأوروبا سيتخذانها ذريعة أخرى لشن حرب مدمرة على روسيا وحلفائها، الهدف منها تدمير روسيا وتقسيمها وسرقة خيراتها.

الأيام القليلة المقبلة كفيلة بالاجابة على هذا السؤال.

 

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى