سياسةمحليات لبنانيةمن هنا نبدأ

الصورة سوداء ومظلمة .. فهل بات الحل في “معادلة الزعيم”؟(واصف عواضة)

 

 

كتب واصف عواضة – خاص الحوار نيوز

من يراقب الأوضاع في لبنان والمنطقة والعالم ،وبقليل من البحث والتدقيق، يكتشف أن الصورة سوداء ومظلمة. حتى المنجمين ،فإنهم يرسمون صورة قاتمة خيالية للمستقبل القريب والبعيد.

الدنيا “مقلوبة” عندنا في لبنان..والدنيا “مقلوبة” من حولنا في المنطقة. والأمر نفسه ينسحب على العالم الواسع،وكأننا على عتبة حرب عالمية ثالثة لا تُبقي ولا تذر.

في لبنان اليوم حالة من الإرتباك الشديد ،نتيجة انسداد الأفق أمام أي خطوة تنقل البلد ،على الأقل نحو انتظام المؤسسات ،رئاسةً وحكومةً ومجلساً نيابياً فاعلاً. فالرهان على فرنسا واللجنة الخماسية والوسطاء الكثر،يبدو أنه سقط بالضربة القاضية.أبسط ما اكتشفه اللبنانيون بعد أحد عشر شهرا على الشغور الرئاسي أنهم عادوا إلى نقطة الصفر.

في ظل الإنهيار الاقتصادي والمالي والحصار المفروض على لبنان من المؤسسات الدولية ،

وفي ظل التفلت الأمني في أكثر من مجال ،والذي يعبر عن نفسه في الأحداث المتفرقة وكان آخرها في مخيم عين الحلوة،

وفي ظل الإنقسام السياسي الحاد وانكفاء فريق من اللبنانيين عن منطق الحوار وغياب المعالجات الإصلاحية على خلافها،

وفي ظل أزمة اللجوء السوري المستدام والنزوح المتجدد،

وفي ظل التفاوت السكاني الكبير بين اللبنانيين حيث يسجل البعض انخفاض نسبة المقيمين من المسيحيين في لبنان إلى ما دون ال15 بالمائة حيث يتغير وجه لبنان ديموغرافيا،

وفي ظل ترويج البعض للروح التقسيمية عبر المطالبة بالفدرلة واللامركزية الإدارية والمالية الموسعة،

وفي ظل اتساع مواسم الهجرة الشبابية التي يخشى منها أن يتحول لبنان إلى بلد للعجزة،

في ظل هذا وذاك وذلك ،يبدو لبنان فعلا أمام خطر وجودي كما يرى قائد جيشه،هذا الجيش الذي يتلاشى عديده وعتاده وإمكاناته وفعاليته بسبب القلة والضيق المالي لدى دولته.

هذا في المحلّي ،أما في العربي من حولنا ،فلا يحسدن أحد أحدا :

 من سوريا المهددة بالتجزئة والتقسيم بعد أن فشلت محاولة إسقاط نظامها، فيما لا يمكن أن يكون لبنان بخير وسوريا ليست بخير،

أم إلى العراق المفدرل أصلا بين عرب وكرد وشيعة وسنة ، وصراعات وعجز عن استثمار خيراته الوافرة لأسباب لا تعد ولا تحصى،

أم إلى الأردن الذي “دب مليكه الصوت” من على منبر الأمم المتحدة نتيجة أزمة اللاجئين ،

أم إلى فلسطين التي يتعرض أهلها لأقصى أشكال القمع والتنكيل من قبل العدو الإسرائيلي،في غياب أي مبادرة عربية للتخفيف عنهم على الأقل،

وماذا عن مصر وليبيا وتونس واليمن وما تعانيه في مرحلة ما بعد “الربيع العربي”،

وكيف يصنف المرء دول الخليج الغنية التي تحاول الإبتعاد عن كل ما يشغل الواقع العربي ،وفي الطليعة لبنان ومشاكله؟

دوليا حدّث ولا حرج ،فالصراع بين الجبابرة على أشده ،تعبر عنه حرب أوكرانيا التي لا تبدو لها نهاية ،فضلا عن الصراع على النفوذ الاقتصادي وما يتبعه من حروب باردة وساخنة في أكثر من منطقة في العالم.      

 

في ظل هذه الصورة القاتمة في الداخل والخارج يتساءل المرء:على ما يتقاتل اللبنانيون ويتذابحون؟على رئيس للجمهورية يحمّلونه سلفا أكثر بكثير مما تحتمل صلاحياته الدستورية؟ ألم يفشل قبله رئيس ورئيسان وثلاثة على التوالي في تحقيق إصلاحات وتغييرات عقدوا العزم على إنجازها فساءت حالنا وأحوالنا؟

هل ثمة أمل للبنان بالخلاص والإنقاذ رحمة بالبلاد والعباد؟ وما هو الحل؟

في مسرحية “الزعيم” للفنان الكبير عادل إمام ،يقف رجل الكوميديا الأول في العالم العربي أمام مديرالمخابرات في لقطة معبّرة عن اليأس فيقول:”يا رب تموّت كل الشعوب ،حتى يصحى الزعماء في يوم وما يلاقوش مين يحكموه”!!

 الصورة سوداء ومظلمة ،والبلد فعلا في خطر وجودي ،فهل باتت “معادلة الزعيم” الحل الوحيد لأزمة لبنان؟

 

 

 

 

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى