رياضة و شباب

الحاج محمود حمود ..أيقونة الطفولة والشباب(سليم عواضة)

كتب سليم عواضة – خاص الحوار نيوز

في ملعب نجمة المصيطبة، كنا صغارا وعشقنا كرة القدم ،وكان الحاج حمود ايقونتنا التي رسخت فينا حب الساحرة المستديرة.
عرفت الحاج محمود حمود اول مرة عندما سمعت “زيكو” (محمد عانوتي) مرحبا به “الله معك يا هداف العرب”. حشريتي وانا لم ابلغ العاشرة من عمري دفعتني للسؤال:  لماذا تنادونه هكذا ،ومن هو هذا الرجل؟
اجابني يومها الكابتن زين هاشم الذي كان يدرب شباب الساحل يومذاك: ” انه محمود حمود نجم نادي النجمة وابن “المنطقة” الذي تألق وسجل الاهداف مع منتخب لبنان في كأس العرب ،حيث كانت مشاركة تاريخية أنذاك، واليوم في خضم هذه المسابقة العائدة الى الواجهة، نستفيق على هذا الخبر الاليم.
كانت الوالدة اطال الله بعمرها ترسلني الى سوق الخضار في “حي اللجا” لشراء بعض الحاجيات. كنت امر من امام محل “عصير مبارك” للاخ ناجي، واذ ارى الحاج حمود جالسا بقرب الاحباب والاصحاب، انسل بينهم لسماع اخر الاخبار بدلا من العودة الى البيت، وانا اعرف سلفا ان ام سليم ستوبخني، لكن لا ضير فمجالسة الحاج وشباب المنطقة تستحق.
بمجرد ان يلمحني كان يقول ” اسعد الله مساءكم”، وذلك لأن الوالد الحبيب كان مذيعا في تلفزيون لبنان الرسمي.
كان الحاج يسألني “كيفو الاستاذ” طمني عنو؟
فأرد عليه “انت طمني شو وضع النجمة”.
كنت اعلم الجواب سلفا “ان شاء الله خير”.
هكذا عرفت الحاج حمود وعايشته بعدما امتهنت الصحافة الرياضية. اول لاعب كرة قدم التقيه في حياتي ،وبرحيله الذي اوجعني كثيرا هذا الصباح لا يمكنني ان اطوي صفحة من ذكريات طفولتي، ستظل محفورة في داخلي ..

هو أيقونة الطفولة والشباب،ولا يسعني الا سؤال المولى عز وجل ان يتغمده بواسع رحمته وان يسكنه فسيح جناته. كيف لا وهو الطيب المحب صاحب الاخلاق الرفيعة الذي اغمض عينيه مرتاح الضمير وعلى علاقة طيبة مع الجميع من دون استثناء.
وداعا ابن حي اللجا المكان الذي يحمل ذكريات طفولتنا.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى