ثقافةرأي

“البحر المالح لا ينجب عسلا من كنعان”(مريانا أمين)

مريانا أمين – الحوارنيوز

المبدعون لم يقولوا كلماتهم كي تموت بعد رحيلهم عن هذه الدنيا، بل هي باقية ما بقينا، ومستمرة باستمرار رسالتهم الانسانية، فكيف إذا كان المبدع متمردا على واقع مريرٍ.

والواقع الفلسطيني اليوم يؤكد لنا ما قاله المبدعون المتمردون كي نبقى نسير الى الامام دون تراجع،  وما يحصل في القدس يذكرنا بما  قاله شاعر الثورة الفلسطينية  وأحد اعلام الشعر العربي المعاصر “عزالدين المناصرة” الذي رحل منذ أسابيع قليلة، في  قصيدته تحت عنوان “الافعى” :

“البحر المالح لا يُنجب عسلا من كنعان”

وها هو اليوم الشعب الفلسطيني  يقضّ مضاجع المحتلين  ويتمرد عليهم ولا يدعهم يتمتعون في عيشهم، فهو عصيّ على المعاصي، يمنع عنهم الإستقرار والاطمئنان والتلذذ بخيرات أرضه، فالبحر المالح  يُغرق كل من يخوض في غمراته،  وهذه الأرض عتيّة على الأعداء، رغم أنها خيّرة معطاء، فليس للمعتدي فيها طعام الا طعام الحميم، والعسل من خيراتها ومن مهد أنبيائها كنعان، محرّم على كل معتدٍ أثيم،

فهو طعام أبنائها المالح زندهُم والقويّ على مقاومة المحتلّ، فلا ينتظر منهم إلا الشقاوة والتعاسة والعيش السقيم.

ورسالتهم له بألا يتفاءل وينتظر خيرا من شعب أغتصبت أرضه، فسيسقيه الماء المالح الآثم ويطعمه مرارة الحياة ويبقى يقاوم حتى آخر رمق.

فشباب القدس يعرفون جيدا أن التمرد ثمنه باهظ جدا لانه ثمن للحرية والكرامة، فها هم  يعطون عدوهم العين الحمراء على الدوام ويؤرقونه من جديد كي يبددوا عيشه الهنيء ويغرسوا الخوف واليأس في قلبه كي لا  يأمل خيرا بالبقاء على أرض فلسطين، أرض أجدادهم  وأبنائهم ولوّ كثُر من يعدونه بالعسل في الداخل والخارج.

فالبحر المالح وحده هو الذي سيجتاح فلسطين من جهة غزّة ليُخيف الظالم ويجعل من الحرب معادلة، فلا يتوقع صهيوني واحد من إنسان فلسطيني أو اي إنسان على وجه البسيطة  يحمل القضية في قلبه أن تبقى القدس محتلة، فالتحرير آتٍ وفلسطين ستُغرق في خضمّها كل معتدٍ أثيم.  وكل ما يحصل ما هو إلا  دليل على استمرارية فكرة وفلسفة الانتصار على الطغاة  في كل الأوقات.

وها هم يقولون للعدو كما قال “المناصرة ” البحر المالح لا يحقق إلا  الموت لكل من يغوص في غمراته، فلا تنتظروا  فيه حياة، ففيه نهايتكم ،لأنه لا ينجب لكم العسل من كنعان.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى