سياسةصحفمحليات لبنانية

قالت الصحف: ترسيم الحدود البحرية الجنوبية على وقع الخلافات الداخلية

الحوار نيوز – خاص

انتهت أمس عملية تحديد الاحداثيات للحدود البحرية الجنوبية رسميا وسط انقسام داخلي بين من يعتبره إنجازا تاريخيا جرى دون التفريط بحقوق لبنان السيادية وبين من يعتبره جاء لينتقص من حقوق لبنان التاريخية.

ماذا في التفاصيل؟

  • صحيفة النهار عنونت: إبرام الترسيم لحقبة جديدة بين لبنان وإسرائيل

وكتبت تقول: الى حقبة جديدة بكل المعايير الاستراتيجية امنيا وعسكريا واقتصاديا، دفع الحدث التاريخي المتمثل بإبرام اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل بوساطة الولايات المتحدة ورعاية الأمم المتحدة الوضع الاستراتيجي ليس بين “الجانبين” المعنيين فقط وانما المنطقة ومحيطها كلا أيضا. ومع ان شيئا لم يكن مفاجئا في يوم “مراسم” اعلان انجاز الإجراءات الشكلية لإتمام الموافقات الرسمية النهائية على الاتفاق، وتسليم وثائق الاتفاق من قبل لبنان وإسرائيل الى المنسق الأميركي الخاص آموس هوكشتاين الذي تولى انجاز هذا الاختراق بنجاح مشهود، كما الى الأمم المتحدة، فان الوهج الكبير الذي طبع الحدث بدا بمثابة انعكاس للدلالات الاستراتيجية الكبيرة التي يكتسبها هذا الاتفاق الذي ولو تصاعد الجدل العقيم حول تسميته اتفاقا او تفاهما او أي مصطلح اخر، فانه شكل اتفاقا استثنائيا في إرساء معالم حقبة سلمية – اقتصادية – استثمارية جديدة للدولتين المعنيتين به، كما لشركاء كل منهما دولا كانوا ام شركات نفطية. ولم تكن موجات ردود الفعل من الأطراف كما من الدول والمنظمات الدولية المرحبة بالاتفاق سوى دلالة على الطابع الاستثنائي للاتفاق الذي ستدخل منطقة الحوض المتوسط في ظله حقبة متطورة في مجال الاستثمار النفطي والتعاون الإقليمي، بدليل ان لبنان سيستقبل غداة ابرام الاتفاق اليوم وفدا قبرصيا للبحث مجددا في تعديل الحدود البحرية بين البلدين.

وشهدت الناقورة خاتمة حدث ابرام الاتفاق حيث سلّم الوفد اللبناني الموفدَ الرئاسي الاميركي اموس هوكشتاين الرسالةَ الموقّعة من رئيس الجمهورية ميشال عون، وفي خيمة اخرى، سلّم الوفد الاسرائيلي ايضا رسالتَه الموقّعة الى هوكشتاين كما تسلمت ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا رسالة وقعها وزير الخارجية عبدالله بوحبيب، تتضمّن تأكيد الإحداثيات المرتبطة بالحدود البحرية لإيداعها الأمم المتحدة وفقاً للآليات المتبعة في قانون البحار. وضم الوفد المدير العام لرئاسة الجمهورية أنطوان شقير والعميد الركن منير شحادة مفوض الحكومة لدى القوات الدولية، وسام شباط عضو هيئة إدارة النفط وأحمد العرفة رئيس مركز الاستشارات القانونية. وقد تأخرت عملية التسليم عن موعدها بعد الظهر ساعة بسبب رفض الوفد اللبناني لخرق إسرائيلي بحري سبق الاحتفال.

 

نصر الله: المهمة انتهت

اما موقف “حزب الله” فجاء سريعا على لسان الامين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصر الله بإعلانه انتهاء الاستنفار الميداني للمقاومة “والمهمة انتهت”. وقال أن “ما حصل من البداية إلى النهاية في ملف ترسيم الحدود البحرية هو انتصار كبير للبنان وللشعب وللمقاومة وكان تجربة مهمة يجب التوقف على نتائجه ودلالاته، وسنتحدث عن هذا الملف بالتفصيل ‏السبت المقبل لتقييم ما جرى مع توقعات المرحلة المقبلة”.

 

أضاف: “المفاوضات حصلت مع إسرائيل بطريقة غير مباشرة عبر الوسيط الأميركي. كما أن لبنان سيوقّع على ورقة وإسرائيل على ‏ورقة أخرى ليتم تقديمها إلى الولايات المتحدة، وبالتالي بالشكل والمضمون السلطة اللبنانية كانت دقيقة للغاية في عدم إعطاء أي شكل ‏من أشكال التطبيع مع إسرائيل”. وأوضح أن “الحديث عن التطبيع والاعتراف بإسرائيل لا صحة له لأن الترسيم لا ‏يعتبر معاهدة إنما اتفاق على الحدود البحرية”.

عون يهدد

وفي حديث ادلى به مساء للمؤسسة اللبنانية للإرسال اعتبر الرئيس عون “أن لبنان أخذ حقه كاملاً في ترسيم الحدود البحرية ونحن نشعر اليوم اننا اعطينا اللبنانيين املاً جديداً لأن هذا الترسيم سيسمح للبنان استخراج النفط والغاز”. وأضاف ان “الساحة الجنوبية أصبحت مستقرة ولن تكون مصدر عنف وقد وقعنا اتفاق ترسيم الحدود لمنع الحرب”.

وتابع: لا توجد أي ورقة أو إمضاء أو أي شيء آخر في عملية توقيع اتفاق الترسيم يؤدي الى اتفاق سلام مع إسرائيل، فالسلام يتطلب استقراراً نتيجةً للمصلحة وليس نتيجة توافق مع إسرائيل”.

في الشق الحكومي أعتبر عون ان “لا إرادة حالية بتشكيل الحكومة، وقلت لميقاتي في آخر زيارة له إلى بعبدا “فينا نشكل حكومة من هلق للّيل” لكنه ذهب ولم يعُد “بكون راح يعمل كزدورة باليخت قبل ما يرجع”. وهدد بان “الحكومة الحالية لا تتمتّع بالثقة ولا يُمكنها أن تحكم أنا على وشك توقيع مرسوم قبول استقالتها “ورح أعطيهم فرصة” حتى نهاية الولاية لتشكيل حكومة وفق معايير موحّدة ويكفي الحديث عبر الهاتف “وإذا باسيل مش مقتنع أنا بقنعو”. وأضاف: “خسرت من ولايتي حوالي ثلاث سنوات بسبب حكومات تصريف أعمال وهذا أمر مرفوض، وهناك خطأ كبير في عدم تحديد الفترة المسموح بها لرئيس الحكومة المكلف وبتأليف الحكومة”. وفي موضوع الفساد والانهيار كرر عون رمي التبعة على الذين يضعون يدهم على السلطات الإجرائية والقضائية والتشريعية والذين يحمون وزير المال وحاكم مصرف لبنان الذي قال انه لم يتمكن من تغييره. وتناول في حديثه علاقاته بحزب الله والرئيس بري والقوات اللبنانية واخرين مبررا خلافاته مع كثيرين ومدافعا عن جبران باسيل ونافيا ان يكون وصيا عليه او ان يكون رئيس الظل كما يتهم.

  • صحيفة الديار عنونت: توقيع ترسيم الحدود الجنوبية البحرية رسمياً وعون يرد على لابيد: لا اعتراف

نصرالله يُعلن الانتصار الكبير دون تطبيع وينهي «الاستنفار»: المهمة انجزت
الرئيس يُغادر الاحد ويسلم الفراغ ويضغط لتشكيل حكومة في اللحظات الاخيرة !

 

وكتبت تقول: وضعت «النقاط» على آخر «حروف» الترسيم البحري مع العدو الاسرائيلي بالأمس مع التوقيع المتبادل غير المباشر على «الوثيقة» الاميركية. وكما كان متوقعا، بالغ الاميركيون والاسرائيليون في منح الاتفاق ابعادا تتجاوز حدوده كإنجاز موضعي تحقق بفعل تقاطع مصالح دولية واقليمية سياسية واقتصادية، وإذا كان الرئيس الاميركي جو بايدن قد تحدث عن «الامن والاستقرار لإسرائيل والمنطقة»، فقد حاولت الحكومة الاسرائيلية ادعاء تحقيق انجازات غير واقعية لا تمت الى الحقيقة بصلة، عبر اعلان رئيسها يائير لابيد «بان لبنان اعترف بدولة إسرائيل في اتفاق ترسيم الحدود»! الا ان الرد لم يتأخر من بيروت حيث أعلن رئيس الجمهورية ميشال عون ان الاتفاق تقني وغير سياسي، اي لا «اعتراف»، فيما كان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله حاسما في نفي اي «شبهة» للتطبيع معلنا انتهاء حالة الاستنفار لان مهمة المقاومة انجزت بتحقيق لبنان انجازا «تاريخيا».

والخلاصة ان المقاومة استخدمت قدرتها الردعية مقابل العدو؛ وثبتت مجددا معادلات وقواعد الاشتباك السائدة منذ العام 2006واليوم منع العدو مجددا من فرض امر واقع على لبنان. اما الاسئلة «المشبوهة» حول ما بعد هذه المرحلة؟ وحول فقدان سلاح المقاومة لدوره! فتبقى مجرد «ثرثرة» لا «تثمن ولا تغني عن جوع»، وخيال يتجاوز الواقع، فالضمانة الوحيدة لالتزام اسرائيل بالاتفاق تبقى توازن «الردع» الذي كان له الفضل الاكبر في حصول «الترسيم» الذي سيبقى متلازما في مشهد واحد مع «مسيرات» المقاومة، تحذيرات «الوسيط» الاميركي عاموس هوكشتاين من تداعيات الاخلال بالالتزامات دلالة واضحة على ضرورة ترقب مرحلة التنفيذ التي تتجاوز مسألة الاقرار بالحدود البحرية الى التزام شركة «توتال» بـ»خارطة طريق» الاستكشاف والاستخراج من «حقل قانا» والتي ستكون «نقطة « تحول فاصلة في الاتفاق من الجانب اللبناني خصوصا اذا ما عادت الشركة الى «المراوغة».

هذا على الحدود، اما في الداخل، فلا شيء يدعو للتفاؤل، صحيا، الكوليرا تتمدد، اقتصاديا، الفوضى هي عنوان المرحلة، اما سياسيا فبات «الفراغ» الرئاسي امرا واقعا قبل يومين من خروج الرئيس عون من قصر بعبدا رسميا وشعبيا. حوار رئيس مجلس النواب نبيه بري المفترض لا مؤشرات جدية على امكان نجاحه، وهو يصب في خانة ادارة الوقت الضائع بانتظار تبلور الصورة الاقليمية والدولية غير المبالية بالاستحقاق. اما فرص نجاح تشكيل حكومة جديدة فلا تزال قائمة بحدودها الدنيا في ظل تحرك مستمر للمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، بدفع من حزب الله، لمحاولة استيلاده «قيصريا» في «الربع الساعة» الاخير، في وقت رفع عون سقف الضغوط بتهديده بالتوقيع على استقالة الحكومة ما لم يتم التأليف في الساعات المقبلة. 

  • صحيفة نداء الوطن عنونت: عون ينسف “حوار برّي”… وميقاتي يضع “تحريف التأليف” في خانة التخريف/ العهد أتمّ واجباته مع “حزب الله”: “الطبع غلب التطبيع”! 

وكتبت تقول: في شكل إبرام اتفاقية الترسيم الحدودي البحري بين لبنان وإٍسرائيل أمس، ظهر طرفا الاتفاقية على طرفي نقيض في كيفية تظهيرها وتوثيقها رسمياً، فبينما كان الجانب الإسرائيلي متصالحاً مع نفسه وشعبه في اتباع الأصول المتبعة والمتعارف عليها دولياً في إقرار الاتفاقيات الحدودية بحيث اجتمعت الحكومة الإسرائيلية وصادقت بكامل هيئتها على اتفاق الحدود البحرية مع الدولة اللبنانية، وسط مجاهرة رئيسها يائير لابيد بأنّ “لبنان اعترف بدولة إسرائيل” بموجب هذا الاتفاق، وتأكيد المتحدث باسم الحكومة أنّ اتفاقية الترسيم البحري المبرمة مع لبنان “ستجعل إسرائيل من أكبر الدول المصدّرة للغاز”، طغت على الضفة اللبنانية المقابلة ملامح الإرباك والارتباك والخجل على أداء السلطة في مشهدية بدت أقرب إلى “التهريبة الوطنية” من “الإنجاز الوطني”.

فمن الضياع الجلي الذي واكب التحضيرات الرسمية لعملية إخراج صيغة وصورة التوقيع اللبناني على الاتفاقية الحدودية حتى لحظة وصول الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين مساء الأربعاء، مروراً باستمرار “قطبة” الوفد اللبناني إلى الناقورة “مخفية” في أروقة القصر الجمهوري حتى صباح الخميس، وصولاً إلى تخريجة تولي رئيس الجمهورية ميشال عون نفسه التوقيع على نص المذكرة الأميركية وتوقيع وزير الخارجية عبدالله بو حبيب على الرسالة الموجهة إلى الأمم المتحدة تأكيداً على موافقة لبنان الرسمية على إحداثيات الاتفاقية الحدودية البحرية المبرمة مع إسرائيل، كان مخاض الترسيم “عسير الهضم” على اللبنانيين تحت وطأة ما تضمنه الضخّ الرئاسي والسياسي والإعلامي العوني والممانع من استغباء فاقع للعقول ومحاولات فاشلة لغسل الأدمغة والتعمية على حقيقة إبرام اتفاق حدودي لبناني مع إٍسرائيل بكامل إرادة “حزب الله” الذي يعلم القاصي والداني في لبنان وخارجه أنه كان له اليد العليا في إدارة عملية التفاوض الحدودي بقفازات العهد العوني، فكان له ما أراد وأنجز العهد مهمته بنجاح وأتمّ بذلك آخر واجباته تجاه “الحزب” بأن أوصله إلى برّ الأمان الحدودي على الجبهة الجنوبية مع إٍسرائيل قبل انتهاء الولاية الرئاسية… وعلى قاعدة “الطبع غلب التطبيع” أخذ عون بصدره وقلمه مسؤولية توقيع “التطبيع المبطّن” مع إسرائيل بالأصالة عن الرئاسة الأولى وبالنيابة عن “حزب الله”.

ورغم كل الوقائع الحسية والملموسة على مرّ مراحل التفاوض مع إسرائيل عبر الوسيط الأميركي والتي بيّنت بما لا يقبل الشكّ أنّ نصّ الاتفاقية الحدودية يؤكد أنّها أبرمت بين “دولة لبنان ودولة إسرائيل”، وعلى الرغم من تشبيه نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب “اتفاقية هوكشتاين” بـ”اتفاقية ابراهام” للسلام والتطبيع مع إٍسرائيل، وتأكيد بو صعب نفسه في وقت سابق على أنّ اتفاقية الترسيم تشمل “ترتيبات أمنية” على الحدود الجنوبية مع إٍسرائيل، فضلاً عن تأكيدات الوسيط الأميركي مراراً وتكراراً على أنّ هذه الاتفاقية تؤمّن أمن إسرائيل على الحدود الشمالية مع لبنان، سعى الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله في إطلالة متلفزة أمس إلى إقناع جمهوره بعدم وجود أي اتفاق بين لبنان وإٍسرائيل حول الحدود البحرية نافياً من جهة أي اعتراف لبناني بإسرائيل أو أي تطبيع معها، قبل أن يوقع نفسه في فخ التناقض في المواقف بين نفيه في ختام حديثه إعطاء “ضمانات أمنية” لإسرائيل وبين إعلانه في مستهل حديثه عن انتهاء “مهمة المقاومة” بعد توقيع الرسائل والوثائق الخاصة باتفاقية الترسيم البحري مع إٍسرائيل، قائلاً: “فيما يتعلق بالمقاومة تكون المهمة قد انتهت، بناءً عليه كل التدابير ‏والاجراءات والاستنفارات الاستثنائية والخاصة التي قامت بها المقاومة منذ عدة أشهر أعلن الآن أنها قد ‏انتهت”، وهو ما أكدت أوساط مواكبة لمفاوضات الترسيم أنه كان “موقفاً مطلوباً” من نصرالله إعلانه بالتوازي مع انعقاد اجتماع الناقورة لإنهاء مراسم إبرام اتفاقية الترسيم.

ومساءً، كانت إطلالة متلفزة لرئيس الجمهورية عبر شاشة “أل بي سي” ضمن سلسلة مقابلات مماثلة ينوي القيام بها في أيام عهده الأخيرة على أن تكون إطلالته اليوم عبر شاشة “المنار”، ففتح عون نيران “تصفية الحسابات” في أكثر من اتجاه رئاسي وسياسي من دون أن يوفّر المؤسسات التشريعية والإجرائية والقضائية، فاعتبر على دارج عادته منذ تبوئه سدة الرئاسة الأولى أنّ الجميع تآمروا عليه في الداخل والخارج لمنعه من “محاربة الفساد”.

وإذ لم يخرج عن المألوف منه في التهجم على الإعلام اللبناني واصفاً إياه بأنه “كاذب وبشع”، أكد عون على طريقته وجود ضمانات أمنية بموجب اتفاقية الترسيم البحري مع إٍسرائيل من خلال تأكيده أنّ “الساحة الجنوبية أصبحت مستقرة ولن تكون بعد الآن مصدراً للعنف واستحالة أن تندلع الحرب” بعد توقيع هذه الاتفاقية، ليدير بعدها فوهة نيرانه باتجاه الداخل اللبناني فلم يتردد في نسف “حوار عين التينة” الذي يعتزم رئيس المجلس النيابي نبيه بري الدعوة إليه للبحث في مسألة انتخاب رئيس جديد للجمهورية، مؤكداً أن هذا الحوار “سيفشل لأنّ بري لا يحق له الدعوة إلى الحوار وأن يحل مكان رئيس الجمهورية في توجيه مثل هذه الدعوة”، مقابل منحه رئيس المجلس حق “التشاور الثنائي” فقط وليس عقد اجتماع حوار موسع بين الكتل النيابية.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى