العالم العربيسياسة

افتتاح مؤتمر”الآفاق المسـتقبلية لأتباع أهـل البيـت” في بغداد/ العلامة الخطيب: أهم عوامل الضعف تقسيم الأمة إلى مذاهب سياسية/ السيد الحكيم:يريدون فلسطين قضية بلا أرض

 

الحوار نيوز – واصف عواضة من بغداد:

أفتتحت في بغداد أعمال المؤتمر الدولي العلمي الثاني تحت عنوان “الآفاق المسـتقبلية لأتباع أهـل البيـت” والذي تقيمه مؤسسة “أنكي” للدراسات والبحوث برعاية وحضور رئيس تيار الحكمة ورئيس تحالف قوى الدولة الوطنية في العراق السيد عمار الحكيم ،وبمشاركة أكثر من مائة شخصية علمائية وأكاديمية من نحو خمسين دولة في العالم،بينهم نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان العلامة الشيخ علي الخطيب الذي كانت له في الجلسة الإفتتاحية كلمة مؤثرة لاقت إعجاب المشاركين.

 

وبعد آيات من القرآن الكريم كانت مداخلات للعديد من المشاركين أبدوا فيها آراءهم وملاحظاتهم حول جدول أعمال المؤتمر .

كلمة الخطيب

 ثم كانت كلمة العلامة الخطيب وجاء فيها:

 

الأخ العزيز سماحة السيد عمار الحكيم،

السادة الحضور،

أُبارك لكم أولاً الثالث عشر من رجب المرجب ولادة سيد الاوصياء أمير المؤمنين الإمام علي ابن أبي طالب (ع)، وأتوجّه بالشكر الجزيل لمؤسسة “أنكي” على إقامة هذا المؤتمر برعاية أخي العزيز سماحة السيد عمار الحكيم وعلى دعوتي للمشاركة في هذا المؤتمر الهام تحت عنوان: “الآفاق المسـتقبلية لأتباع أهـل البيـت عليهـم السـلام”، الذي تتناسب مواضيعه المُدْرَجة مع هذه المناسبة العطرة وهي مواضيع هامة تفرضُ نفسها في هذه المرحلة الهامة والتاريخية من الأحداث الكبرى والتحوّلات المصيرية التي تجري في المنطقة العربية والاسلامية والتي يلعب فيها المُكوِّن الإسلامي الشيعي دوراً مؤسِّساً وفاعلاً كما في كل الأدوار المفصلية التي مرَّ بها العالم العربي والإسلامي وسَجَّلَ فيها هذا المكوِّن برموزه الدينية وعلى رأسها المرجعية الاسلامية الشيعية دوراً إيجابياً لمصلحة الأمة الاسلامية والعربية دون أن يتأثر بالواقع السلبي الذي عاشه أو يكون للمظالم التي تعرَّض لها ومحاولات العزل والتكفير واستباحة دماء أبنائه أيّ ردّ فعل في مواقفه المبدئية حول وحدة الامة وفي الدفاع عن مصالحها وكرامة أبنائها في مواجهة اعدائها، أعداء دينها وقيمها والطامعين في تاريخها وأرضها وثرواتها وهو في ذلك وكما أفهم يرى أن خطّ أهل البيت (ع) كما خطَّه أمير المؤمنين (ع) هو الدفاع عن الأمة ومصالحها، وإن نهجهم ليس بديلاً عن الإسلام ولم يحصل على الإطلاق أن نهجوا سبيلاً يؤدي إلى تقسيم الأمة أو كَفَّروا مسلماً أو أحلّوا دماءهم أو أموالهم أو أعراضهم، وإنما قدَّموا مصالح الأمة على مصالحهم وقدَّموا في هذا السبيل أرواحهم وابناءهم وما أتاهم الله من علم ومعرفة دفاعاً عن الإسلام وقيمه، ولم يحصل أبدا أنهم كانوا في موقع المنافسة في سلطان أو التماس شيء من فضول الحطام كما رسم أمير المؤمنين (ع) للأمة معالم المرحلة التالية لهم (لدور أهل البيت “ع”) بعد أن أُبعد عن القيام  بهذه المهمة من موقع الحكومة والولاية موضِّحاً هذا الدور بقوله (ع): “اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنَّهُ لَمْ يَكُنِ الَّذِي كَانَ مِنَّا مُنَافَسَةً فِي سُلْطَانٍ وَلَا الْتِمَاسَ شَيْ‏ءٍ مِنْ فُضُولِ الْحُطَامِ وَلَكِنْ لِنَرِدَ الْمَعَالِمَ مِنْ دِينِكَ”.

ومن كلام له عليه السلام لما عزموا على بيعة عثمان: “لَقَدْ عَلِمْتُمْ أَنِّي أَحَقُّ النَّاسِ بِهَا مِنْ غَيْرِي، وَوَاللَّهِ لَأُسْلِمَنَّ مَا سَلِمَتْ أُمُورُ الْمُسْلِمِينَ وَلَمْ يَكُنْ فِيهَا جَوْرٌ إِلَّا عَلَيَّ خَاصَّةً الْتِمَاساً لِأَجْرِ ذَلِكَ وَفَضْلِهِ وَزُهْداً فِيمَا تَنَافَسْتُمُوهُ مِنْ زُخْرُفِهِ وَزِبْرِجِهِ “.

 

لقد انتقل أمير المؤمنين (ع) بعد أن سجَّل موقفه التاريخي في أحقّيته بالخلافة ولم يجعلها مادة للتنازع وسبباً لانقسام الأمة ومادة للخصومة وإنما عقيدة تُسأل عنها وأمراً أُجِّلَ تحقّقه ليوم يبعث الله فيه من أئمة أهل البيت المهدي الموعود (عج) من يقيمه (إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً وَنَرَاهُ قَرِيباً).

سجَّل هذا الموقف التاريخي في خطبته المشهورة والموسومة بإسم الشقشقية المستوحى من عبارته الشريفة فيها (تلك شِقْشِقَة هَدَرَتْ ثم قَرَّتْ) تعبيراً عن هذا المعنى وانه تسجيل لموقف ليس إلا.

 

لقد كان همَّه سلام الله عليه بعد ذلك عليه التأسيس للمرحلة الجديدة وللمهمة الأصيلة وهي خط الاصلاح لتفويت الفرصة على اعداء الأمة أن ينالوا منها ويُحرّفوا أهدافها ويحولوها إلى أمة الحاكم وعبيد السلطان، وقد كان أول خطواته بعد استلامه السلطة وهو كارهٌ لها أن تعامل معها كأمة وليس كأحزاب، فساوى بين أبنائها في العطاء وفي الحقوق والعدالة وضرب لها مثلاً من نفسه حينما أخضع نفسه للقضاء مع اليهودي الذي سرق درعه وطلب من القاضي أن يساويها بنفسه حين خاطب أمير المؤمنين (ع) بلقبه دون اليهودي ثم حكم لليهودي بالدرع، وكذلك فعل مع الأحزاب كالحزب الاموي كما العثماني والخوارج فيما بعد فلم ينتقم من خصمائه وتعامله مع الخارجي ابن ملجم الذي اغتاله أمر معروف بل حتى في فترة ما سُمّيَ بالخلافة الراشدة حيث كان يُسدي النصيحة فيما فيه حفظ الاسلام والأمة.

 

والخلاصة ان أمير المؤمنين (ع) لم يتولَّ الخلافة أو يبايع على أساس التسليم له بالوصية والولاية بل لدفع الفتنة التي حدثت بعد مقتل عثمان، وكذلك فعل الامام الحسن (ع) وهو شعار الامام الحسين (ع) في ثورته المباركة (إنما خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي)    

وحين بلغ فساد السلطة المدى بتسلم يزيد لها وهو المعلن بالفسق والفجور أعلن الامام الحسين (ع) الثورة مبرّراً لاسبابها قائلاً: “اني لم أخرج اشرا ولا بطرا ولا مفسدا ولا ظالما وإنما خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي اريد ان آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر إلا ترون إلى الحق لا يعمل به والى الباطل لا يتناهى عنه”.

فالأمة أمة جده وهو يقوم بحركته الاصلاحية فيها: أيّها النّاس، إنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) قال: مَنْ رأى منكم سلطاناً جائراً مستحلاًّ لحرم الله، ناكثاً لعهد الله، مخالفاً لسنّة رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان فلم يغيّر عليه بفعل ولا قول كان حقّاً على الله أنْ يدخله مدخله، ألا وإنّ هؤلاء قد لزموا طاعة الشّيطان وتركوا طاعة الرحمن، وأظهروا الفساد، وعطّلوا الحدود، واستأثروا بالفيء، وأحلّوا حرام الله وحرّموا حلاله وأنا أحقّ مَنْ غَيَّر”.

 

لقد حوَّلَ بنو أمية الأمة إلى عبيد وساموها الخسف والذلّ فكانت ثورة الامام الحسين (ع) لإصلاح الأمور ولرفع المظالم وتحقيق العدالة الاجتماعية.

لقد واجه النظام نهج الاصلاح الذي أسّس له أهل البيت (ع) في الأمة بأسلوبين:  

الاول: بالعنف وبالملاحقة بالقتل وسفك الدماء.

والثاني: بالتكفير والعزل لما رأوا فيه من خطر على مصالحهم المتمثلة في التمسك بالسلطة واستمرارها والمنع من وعي الامة لخطورة نهج السلطة الفاسد وأهدافها الانقلابية على الإسلام وأهدافه وقيمه وتأثّرها بنهج الاصلاح لأهل البيت (ع) وما يُشكّله هذا الوعي من إفشال الأهداف الجاهلية لسلطة الحكم الانقلابية.

وفي مرحلة ثانية استخدام المذهبية السياسية وتقسيم الأمة وفقاً لها وضرب بعضها بالبعض الآخر بعد إثارة العامل القبلي واستخدامهما في صراعات ألهت الأمة عن أهدافها الاساسية وعن أهداف السلطة وانحرافاتها الخطيرة، وقد لعب هذان العاملان أي الصراع المذهبي والصراع القبلي دوراً خطيراً أدخلا الأمة في صراعات لا تنتهي لا تزال تتحكّم بمصيرها حتى الآن تستخدمهما الانظمة المتتالية لإلهاء الأمة عن قضاياها الأساسية وعن أعدائها الحقيقيين.

وقد طوَّر النظام العربي استخدام الصراعات القبلية إلى الصراع القومي والفئوي والاثني إلى مراحل متقدمة من تمزيق الأمة الإسلامية رغم ان هذا الاستخدام أُثير في مرحلة متقدمة في التاريخ الاسلامي للأسف بما اصطلح عليه بالعرب والموالي وإثارة هذه النزعات العصبية لكنها أخذت شكلها الاخطر في المراحل المعاصرة المتأخرة.

ولقد كانت لهذه السياسات نتائجها الخطيرة على وحدة الامة فتقسّمت إلى أمم متنازعة وأضحت من الضعف والهوان ما سَهَّل على أعدائها استضعافها وتقسيمها وتقاسم أرضها وخيراتها وثرواتها وأن يعلنوا الثأر لما أصابهم منها رغم أنها تمتلك أهم موقع جغرافي مترامي الاطراف يسيطر على اهم الممرات المائية والتجارة العالمية والثروات التي تحتاجها الدول الصناعية.

وليست القضية الفلسطينية إلا مظهراً من مظاهر الضعف والهوان التي هي فيه، فقد سَهَّل هذا الوضع على أعداء الأمة المتمثّل في الغرب الكافر والمنافق استهدافها برموزها، فقد تناولها أعداؤها بالإهانة واستهدفوا مقدساتها فأحرقوا القرآن الكريم وتناولوا نبيّها أقدس مقدساتها بالسبّ والشتم والاتهامات الكاذبة والباطلة في امتحان لمدى إحساسها ولما بَقيَ لهذه الرموز من قدسية لديها تُحرّك فيها الاحساس بالحمية للدفاع عن دينها والوعي لما يراد بها حتى إذا لم يجدوا لديها ردة الفعل اللازم تجرؤا عليها باستخدام نفس السلاح الذي استخدمته الانظمة الحاكمة والمتحكمة من الطائفية والمذهبية السياسية فأشعلت نارها وغدا المسلمون يستبيح بعضهم دماء بعض فيما العدو يحتل أرضهم، وتيقَّن الغرب ان لم يعد في المسلمين والعرب من روح أو حياة.

 ولكن هذه الفئة من هذه الامة وهم اتباع أهل البيت (ع) لم تتخلَّ عن نهجهم، فكانت المقاومة في جنوب لبنان التي أسّسها الامام موسى الصدر ورفدها العلماء والمفكّرون منهم بالدفع والمساندة ثم كانت الثورة الاسلامية في إيران التي أعطت دفعاً كبيراً للمقاومة في لحظة الانهيار العربي وإعلان الاستسلام الكامل من قبله تَمثَّل في ما سُمّيَ باتفاقيات السلام لتبعث الروح في هذه الأمة من جديد.

ونشهد اليوم معارك العزة والكرامة في غزة وجنوب لبنان وسوريا والعراق واليمن والتحدي الكبير الذي تُمثّله في وجه هذا الغرب لأول مرة في هذا الزمن.

 

إنّ هذه المواقف التي يقفها اتباع أهل البيت (ع) لم تكن ولن تكون بداعي النفوذ السياسي المذهبي التي سارعت القوى المذهبية والقوى المتخاذلة والعميلة والمعادية للأمة لمواجهتها باتهامات مذهبية وانها ليست الا لتعزيز النفوذ الشيعي تارةً والايراني ثانياً ولإخافة الأمة ثالثاً حتى لا تلتحق الأمة بهذه المعركة الفاصلة في مواجهة الغرب المنافق للتخلّص من نفوذه وظلمه واحتلاله وقهره للأمة ومنع توحدها في وجه عدوها.

لقد رفض اتباع أهل البيت (ع) الإنعزال عن الأمة وكانت همومها هي التي تحرّكهم لرفع الضيم عنها، وقد رفضوا دائماً الإنجرار نتيجة المظالم التي تعرضوا لها إلى ردة الفعل باعتبار أنفسهم أقلية فيستجيبوا لدعوة الغرب الذي حاول استخدامهم لتحقيق أغراضه الخبيثة، ولكنهم أبوا الإستجابة لهذه المؤامرة ولم يعتبروا أنفسهم إلا جزءاً من هذه الأمة، وأنهم نهج فيها وليسوا مذهباً سياسياً يسعى إلى فرزهم كمذهب سياسي على الامة وإنما الطليعة إلى جانب المخلصين منها في الدفاع عن وحدتها وكرامة أبنائها وتحقيق أهدافها كأمة تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وترسّخ القيم المعنوية التي تتبناها في مواجهة القيم المادية لنظام الكفر الغربي التي تنتجها وفقاً لما يتوافق معها.

 

أيّها الأخوة الاعزاء،

هنا لا بد من التأكيد على ما يلي:

أولاً: إعلان ان نهج أهل البيت (ع) ليس مذهباً في مقابل المذاهب الاخرى وان تقسيم الأمة إلى مذاهب سياسية أهم عوامل الضعف الذي ينفذ منه الأعداء وتستخدمه الانظمة لإشغال الأمة عن قضاياها الأساسية ويخالف المبدأ الالهي في اعتبار أنها أمة واحدة في قوله تعالى: (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ).

ثانياً: اعتبار الاختلافات المذهبية والاعتقادية من التكاليف الفردية التي يُسأل عنها كل فرد أمام الله وهي تبقى مسائل علمية محلّها الحوزات والجامعات ولا يجوز جعلها سبباً للتنازع أو التكفير بين أبناء الامة.

ثالثاً: عدم جواز جعل الانتماء المذهبي والطائفي حاجزاً بين أبناء الأمة ووجوب اعتبارهم أخوة في الإسلام كما اراد الله تعالى كما في كتاب جامع احاديث الشيعة ص 167 ج 2 – علي بن إبراهيم عن أبيه ومحمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان جميعا عن حماد بن عيسى عن ربعي عن فضيل بن يسار قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله [ولا يغتابه ولا يخونه ولا يحرمه]، وغيره من الأحاديث التي تبلغ حد التواتر.

رابعاً: التواصل بين المراكز العلمية المختلفة لتعزيز هذه الأخوّة وتبني النشاطات المختلفة لهذا الغرض وللتعارف بين أبناء الأمة وتمتين العلاقة فيما بينهم وتعميقها وخصوصاً التواصل بين النجف والأزهر.

خامساً: اعتبار مصالح الأمة العليا سقفاً لا يجوز تجاوزه عند اختلاف المصالح الوطنية واعتبار استخدام العامل المذهبي في صراعات الدول والأنظمة أمراً مخالفاً للدين ومحرّم شرعاً ويجب الوقوف في وجهه ووجوب حلّها عبر الوسائل السلمية.

سادساً: إن الناس مكرّمون من الله تعالى (ولقد كرّمنا بني آدم) وأنهم متساوون في الحقوق والواجبات وأن التمايز الديني والطائفي والعرقي ليس مقياساً في التكريم ولا يُعطي حقوقاً مضافة كما يقول أمير المؤمنين (ع) : ” الناس صنفان: إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق”، وكما يقول الله تعالى: ( وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم) في جعل التقوى قاعدة للتكريم والتمايز وهو ما أكّده رسول الله (ص) بقوله: “الخلق كلهم عيال الله وأحبهم إليه أنفعهم لعياله”، فالمقياس في التكريم هو القيام بخدمة عيال الله وأداء الوظيفة.

 

وأحيّي أخيراً دولة العراق وما قامت به من دور إيجابي في التقريب بين السعودية وإيران وما نتجَ عنه من تنفيس للجوِّ الطائفي الذي ساد في الفترة السابقة، كما نأمل من دولة العراق الشقيق ومن حكومته مواصلة هذا الدور في حل المشاكل العربية البينية بما يخدم قضية الامة الأساسية وهي القضية الفلسطينية.

كما أحيّي العراق شعباً وحكومةً لما قدَّمته من مساعدات للشعب اللبناني في أزمته الراهنة الناتجة عن الحصار الأمريكي خدمة للكيان الصهيوني والمعادي لقضايا العرب والمسلمين وخصوصاً للمقاومة الاسلامية اللبنانية التي حرّرت لبنان وأسهمت في تنامي المقاومة في البيئة العربية ودعمت المقاومة الفلسطينية التي تبدع اليوم في مواجهة العصابات الصهيونية المحتلة لفلسطين والقوى الغربية التي تقف خلفها.

كما نوجِّه التحية إلى كل قوى المقاومة التي تساند الشعب الفلسطيني اليوم في مواجهة العدوان البربري والابادة الجماعية التي يرتكبها الغرب ضد الشعب الفلسطيني الشريف في غزة وندين بأشدّ عبارات الادانة العدوان الذي تقوم به الولايات المتحدة وشركائها ضد قوى المقاومة وشعوب المنطقة ودولها في العراق وسوريا واليمن، ونحن على ثقة تامة بأن النصر الذي حقّقته المقاومة سينتهي قريباً إلى فشل كل المحاولات التي يبذلها العدو لمحو هذا الانتصار وعدم تعميم نتائجه ويفضي إلى التحرير الكامل لفلسطين وخروج القوى الداعمة للاحتلال من المنطقة العربية والإسلامية.

وأخيراً أُوجّه الشكر الجزيل للأخ العزيز سماحة السيد عمار الحكيم (حفظه الله وأيده) ولمؤسسة “إنكي” لإقامة هذا المؤتمر مع الأمل بأن يفضي إلى نتائج إيجابية وعملية تخدم الأمة وقضاياها.

 

كلمة الحكيم

وكانت كلمة الختام لراعي المؤتمر السيد عمار الحكيم ،فشكر المشاركين على تلبيتهم الدعوة،مشيرا إلى أن أهمية المؤتمر اليوم تنبع من موقعه لما يمثله العراق في هذه المنطقة وفي هذه المرحلة من ثقل ومن موقع لأهل البيت ،حيث كانت بداية التاريخ ونهايته هنا على هذه الأرض.

وقال إن الهدف من هذا المؤتمر أن نقف عند الفرص والتحديات ،ونحوّل التحديات إلى فرص.وليس لهذا المؤتمر أجندة خاصة محددة،بل أن سقفه هو أن علماء جاؤوا لكي نخرج برؤية مشتركة حول الموضوع المطروح.

وأضاف “أن الشيعة في العالم يواجهون اليوم تحديات كبيرة،لعل أبرزها ما يجري في فلسطين.فبعد 75 عاما من الاحتلال يريدون إبعاد الفلسطينيين عن أرضهم لكي تصبح فلسطين قضية  بلا  أرض. وكلنا يعرف أن الأخوة الفلسطينيين هم من الطائفة السنّية الكريمة،لكن من يدعمهم اليوم هم من الشيعة حتى بدا للبعض أن قضية فلسطين هي قضية شيعية ،لكنها في الحقيقة قضية إسلامية عربية.

وختم مكررا الشكر للحضور مشيرا إلى أن الكثير من التفاصيل ستطرح خلال جلسات المؤتمر الذي يستمر اليوم الخميس ويختتم أعماله غدا بالتوصيات.

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى