رأي

اخطر سقطات الوعي والسياسة : ربط الدعوة لعلاقات طبيعية مع دمشق بمعالجة ملف النزوح السوري ! (علي يوسف)

 

كتب علي يوسف – الحوار نيوز

 

لا استغرب القدرالعالي من الجهل السياسي ،فهماً وممارسة، للقوى التي كانت تطلق على نفسها  قوى ١٤ آذار،والناتجة عن تبعية حقدية كانت نتيجتها هذا القدر من التراجع في الموقع والتأثير ،وتحولها كما وصفها يوما وئام وهاب، ك”سيارة خربانة لا يعمل فيها الا الزمّور” .

وبالتالي لا استغرب ان  تكرر هذه القوى يوميا ما تريدها الدول الغربية بقيادة اميركية ان تكرره، وهو ادعاء  ان  النظام السوري يرفض عودة النازحين ويهددهم “بالسجن  والتعذيب والقتل “.. الى آخر الاسطوانة “الخربانة” لتبريرابقاء النازحين السوريين في لبنان ،كورقة ضغط وتفجير في وجه لبنان، وكورقة تهديد بتهجيرهم الى اوروبا  للضغط على  الدول الاوروبية .  

ومفتاح تبرير هذه المواقف شعار” العودة الطوعية”،بغض النظر عن التدقيق في معنى الطوعية ، وما تأثير التهديدات الكاذبة المستعملة لإخافة النازحين على هذه الطوعية ، وكذلك تأثير الاغراءات المالية المشروطة بعدم العودة  وبغض النظر عن  وضعية هؤلاء النازحين  وانتماءاتهم السياسية ومدى ولائهم لما يُحبون تسميته النظام السوري ،وكذلك مدى حركتهم وزياراتهم الى سوريا عبر المعابر الشرعية وغير الشرعية !

 

الا ان ما لا استطيع فهمه ولا ارى تبريرا له هو وقوع  القوى الحليفة لسوريا، اوقوى المقاومة او الممانعة في فخ التوجهات والاهداف الغربية  في مقاربة  موضوع معالجة النزوح السوري الى لبنان ..وكأن  تكراراعلان المواقف من دون التدقيق في المضمون بات مرضا لبنانيا تُعاني منه كل القوى السياسية في لبنان على اختلاف توجهاتها.

 ويبرزالوقوع في الفخ في الخلط بين الرغبة والدعوة لعلاقات طبيعية بين لبنان وسوريا ،وبين  طريقة معالجة موضوع النزوح السوري في لبنان وآثاره الخطيرة والمدمرة على البلدين ..!!!

و اكبر تعبير لهذا الوقوع في الفخ  هو المحاولة الغبية لاستخدام ملف النازحين الضاغط  كمبرر لاعادة العلاقات مع دمشق،ولبدء مباحثات حول اعادة النازحين من دون ان تنسى هذه الدعوات ،وأصر على وصفها بالغبية وسقطة الوعي، وعلى اضافة جملة “العودة الطوعية”  وكأنهم كقوى ١٤ آذار بحاجة الى ابراء ذمة امام المعلم الاميركي -الغربي  بقبول شرطه المانع للعودة .

 

ألا ينتبه هؤلاء إلى أن ربط ” العودة الطوعية”  بمباحثات بين لبنان وبين سوريا، وكأنهم يقولون أن سوريا هي التي تعيق العودة ،وبالتالي يُبررون الدعايات الغربية-الاميركية ؟ ألا يُدرك هؤلاء ان النزوح لم يتم بمباحثات لبنانية – سورية ؟

ألا يُدرك هؤلاء ان المانع للعودة  وراءه اميركا والدول الغربية التابعة لها ؟

لماذا يستبدل هؤلاء  بحث موضوع العودة مع اميركا والدول الغربية  المسؤولة عن النزوح واستمراره بالدعوة لمباحثات مع دمشق، وبحيث يتم لاحقا تحميل فشل العودة الى دمشق تلبية للرغبة الاميركية الاوروبية وبعض العربية ؟

للأسف،ومرة جديدة بعد مرات كثيرة في مقاربة عدد من المواضيع الاساسية والاستراتيجية ،تقع القوى السياسية المناهضة للمشروع الاميركي الغربي الصهيوني في المنطقة، وكذلك قوى المقاومة والممانعة ،في سقطات وعي في الشعارات والممارسات السياسية رغم وضوح اهدافها والتضحيات الجليلة والكبيرة والعظيمة والتاريخية  التي تقدمها لتحقيق هذه الاهداف .

 

اخطر ما في سقطات الوعي انها تزيد الاكلاف!!

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى