سياسةمحليات لبنانية

اعيدوا للبنان وجهه الجميل

 

مريانا أمين -الحوارنيوز خاص

أرى في الزواريب أشلاء عطور وأدتها أيدٍ آثمة؛ أو خلعتها عن تلك الزهور المشنوقة في أول رواق الوطن المتهالك…
وتساقط أمام مشاهدي أوراق الشجر اللواتي أصفرّت وتيبّست بفعل الخوف العظيم الذي أوجده ذاك الحطاب الجاهل بماهية قيمة الشجر وعطائها…
وأرى الطير قيد إقامة جبرية في أقفاص أطبقت على حناجرها وأنزلت أشجى الألحان في سلوك أوتارها الصوتية، أو أنها خضعت إلى الهجرة والإبعاد بفعل تلوّث فضاء عبثت به روائح النفايات البشعة…
أرى طبيعتنا محمية أوبئة وحشرات، ومياه أنهارنا لم تعدّ تُدرك كيفية الجريان فهي مثقلة بحمل الأوساخ، لذا أصبحت بكماء ، دون خرير لذيذ يعيدني إلى رقراق الأنس القديم…
وحتى الظلال الوارفة التي كانت تختبئ  تحت شجيرات الصفصاف أصبحت عاجزة عند تقديم الفيء لتربة عطشى، حتى أنها تفحمت  من سطوة الأشعة الحارقة…

الطبيعة باتت موطن عناء ، لا مقصد راحة ورخاء، فقد أفرغت من معاني الهدوء والأنس والسكون ، وضجّت جوانبها بفوضى الإنهيار وضياع المفاتن الجميلة…
لقدّ صيّرها العابثون بالبيئة لوحة جرداء لا روح فيها ؛ بل جعلوها إعلاناً  لإنهيار الصحة العامة وبداية الفناء لهناءة العيش في بيئة كانت بالأمس نظيفة!!!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى