رأي

إسرائيل في سُلّمْ السقوط .. تبحث عن نجاح فتجني الفشل (جواد الهنداوي) 

 

  د. جواد الهنداوي – الحوار نيوز

 

          حدثان جديدان ،احدهما أمني تجسّسي والآخر سياسي ، يؤشران على فشل اسرائيل في جهودها لتحقيق نجاح ما ، يوقف دوامة الانتكاسات المتتالية التي تحصدها ،ومنذ مُدّة ،سواء على الصعيد العسكري والامني مع المقاومة الفلسطينية ومع حزب الله ، او على الصعيد السياسي في الملف النووي و ملف التطبيع.

      الحدث الاول الامني ، هو نجاح ألأمن الداخلي اللبناني و بناء على معلومات قدّمها حزب الله ، بكشف واعتقال جاسوس روسي يعمل لصالح اسرائيل ، وَفدَ الى لبنان لغرض مهمة في الضاحية الجنوبية ، حيث القي القبض عليه ، في المطار ،عند عزمه مغادرة لبنان . ( حول تفاصيل الموضوع ،انظر جريدة الحوار الالكترونية ،الصادرة ليوم ٢٠٢٣/٨/٢٨ ، والرابط هو – hiwarnews .com https/ : al , كيف وقع العميل الروسي في الاسر ) . 

 

قراءة التفاصيل تكشفُ مدى ترّدي الجهد الاستخباراتي الاسرائيلي ولجوئه الى توظيف واستخدام عناصر لا تمتلك شروط العمل المطلوبة ،الامر الذي يدّلُ على الحاجة السريعة و الملّحة لاسرائيل للحصول على معلومات او القيام بعمليات تخريب ،هذه الحاجة المُلّحة ،والتي ،على ما يبدو ،تتطلبها المرحلة الحرجة الآن للمنطقة ، جعلت اسرائيل مضطّرة لتوظيف واستخدام اي متقدم لخدمة العمالة ، دون تلك الرعاية والاهتمام بما يمتلكه المتقدّم من خبرة و مهارة وشروط . يبدو ايضاً عودة اسرائيل ،مرّة اخرى ، الى الاعتماد على الجهد الاستخباراتي البشري، إمّا للحصول على معلومات ، و إمّا للقيام بعمليات او المساعدة على القيام بعمليات في الوقت المناسب . غالباً ما تقوم امريكا و اسرائيل ،وقبل شنّهما الحرب ، بزج عدد لا بأس به من العملاء والجواسيس في الساحة المُستَهدفة ، واجبهم جمع المعلومات والرصد و المتابعة و التحريض وأعمال تخريب داخلية مساندة للمعركة . 

نجح حزب الله وبالتعاون مع قوات الامن اللبنانية اليوم بكشف جاسوس ، و لا يمكن استبعاد وجود آخرين في لبنان و في غير لبنان ،طالما المنطقة بأجمعها هي المُستهدفة. 

اعتماد اسرائيل مجدّداً على العنصر البشري لجمع المعلومات والتخريب يدّلُ ايضاً على صعوبة استخدام الطائرات المُسيّرة او استنفاذ هذا الخيار بسبب امتلاك الحزب سلاح اسقاطها .

 الفشل الثاني لاسرائيل هو  سياسي ودبلوماسي بامتياز، ويتعلق باللقاء الذي جمع وزير خارجية ليبيا مع وزير خارجية اسرائيل في ايطاليا ، وتعمّد اسرائيل وبتوجيه من وزير خارجيتها بنشر الخبر في وسائل الاعلام ، الامر الذي سبّبَ احراجاً كبيراً لحكومة ليبيا و للوزيرة ، والتي اقيلت من مهام عملها ، و مُنعت من السفر وتواجه التحقيق ،حسب ما اعلنته وكالة فرنس برس ،اليوم. واستنكرت احزاب ليبية اللقاء وحذرّت من التطبيع مع الكيان المحتل . كذلك كان موقف الصحافة الاسرائلية ،والتي انتقدت بشّدة نشر الخبر وعدم مراعاة سريته ، ووصفَ كثير من المحللّين الاسرائيلين ، وكذلك احزاب اسرائيلية اداء الوزراة بالفشل ، و علّقَ موقع يديعوت احرنوت على نشر الخبر  بالعبارة التالية ” هواة يديرون وزارة الخارجية ” .

ما نستنتجّه من الحدث ، وهو الامر الذي يهّمنا ، هو تخبّط اسرائيل وفقدانها لعنصر الصبر وسعيها عن البحث ،وبأي ثمن ،عن انتصار سياسي او عسكري ،يرفعُ من معنوياتها  و يحسّن الصورة السيئة للحكومة عند الإسرائيليين ولدى حلفاء اسرائيل .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى