رأيمن هنا نبدأ

وقف العدوان بتسليم لبنان والعودة به الى العام 82! (حسن علوش)

 

حسن علوش – الحوارنيوز

دأبت بعض الأحزاب المسيحية اللبنانية الملتحقة بالمحور الأميركي وحلفائه الاقليمين وبعض الشخصيات والنواب، على ترداد لازمة المايسترو الموحد لكل هؤلاء تقول: “إن سلاح المقاومة هو سبب الاحتلال”.

لن نستعيد في هذه الأسطر سجل الاعتداءات والمجازر التي نفذها العدو منذ اغتصابه فلسطين ولتاريخه، وهي موثقة ويدركها هؤلاء تماما، لأن المشكلة ليست في الذاكرة،  بل في رؤية هؤلاء لمستقبل لبنان ودوره في المنطقة، وهي رؤية تقوم على أن سلام لبنان واستقراره لن يحصل خارج إطار اتفاق سلام مع كيان العدو حتى ولو كان بشروطه المعلنة: احتلال نهائي لجبل الشيخ وتلال شبعا وكفرشوبا، الاحتفاظ بنقاط أمن استراتيجية في الجنوب لضرورات الأمن القومي، حق التدخل الامني في اي وقت وفي مختلف المناطق اللبنانية، تقزيم دور لبنان الاقتصادي من خلال منعه من استخراج النفط ووضع اليد على المخزون الجوفي للمياه… الخ.

بايجاز هو وضع اليد على الحكم تدريجياً والمجيء بشخصيات تشكل في تكوينها السياسي حزءا من المشروع الإسرائيلي للمنطقة.  

لم يكن سلاح المقاومة في اربعينيات القرن الماضي سببا للمجازر أو لدخول العصابات الاسرائيلية إلى قرانا الجنوبية، لأنه لم تكن ثمة مقاومة. 

المؤسف أن هؤلاء ذهبوا بعيدا في التماهي مع سردية العدو، فقلبوا منطق الأمور. فبدلا من القول إن العدو هو من دمر سابقا ويدمر لبنان، وقتل ويقتل ابناءه، ويهدد دوره الاقتصادي الإقليمي هو اسرائيل، تراهم يقولون إن سلاح المقاومة هو سبب ذلك!

المؤسف أكثر انهم اسقطوا من ادبياتهم اليوم، المطالبة بتنفيذ القرار 1701، لأنه، وبكل بساطة، تنفيذ القرار المذكور والذي ينص على حصرية السلاح، ينص في فقراته الأولى على الانسحاب الاسرائيلي من المناطق التي تحتلها.

لقد نفذ العدو في حربه الأخيرة على لبنان خطة محكمة تقاطعت في طياتها العناصر الإلكترونية  والعسكرية والخروقات المتنوعة، وتمكن من تعطيل بعض عناصر القوة لدى المقاومة، ووفق بمحاصرتها مع انهيار سورية وضرب جيشها بالكامل وتدمير بنيانه العسكري، وهذا يستدعي بطبيعة الحال إعادة النظر باستراتجية المواجهة.

لكن كل ذلك لا يقود عاقل للمطالبة بتسليم السلاح خارج خطة وطنية للدفاع ، كما تحدث رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون.

لماذا إقامة التعارض بين الجهود الدبلوماسية لتحرير لبنان وبين بقاء سلاح المقاومة ورقة قوة بيد لبنان؟

الدبلوماسية وحدها لا تكفي، والشواهد على ذلك عديدة. 22 عاما ولم تنجح الديبلوماسية في تنفيذ القرار 425، رغم توازن القوى الدولي آنذاك، فكيف سيحصل اليوم في ظل الاختلال الكبير في هذا الميزان، وانعدام كلي لقدرة المجتمع الدولي ومؤسساته الأمنية على التنفس، مجرد التنفس؟ 

ما يطالب به هؤلاء يتجاوز فكرة المقاومة وسلاحها، ليطال بالأساس نظام لبنان السياسي، وثيقة الوفاق الوطني، كي يأخذوا البلاد إلى ما قبل الطائف، إلى مفاعيل الاجتياح الإسرائيلي في العام 1982، بعد أن ظنوا بأن مقاومة العام 82 وما تبعها من مقاومات قد انتهت!

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى