سياسةمحليات لبنانية

هكذا احتليت بيروت..

 

ليست ليلة عادية.

لأول مرة استطيع لوحدي تطويق و احتلال بيروت، لا احد غيري في الساحات، لا احد غيري في الشوارع، اسير في وسط الطريق كالنمر، لا سيارات تعترضني، لا باعة متجولين بعرباتهم يعترضون سيري، وحدي مع ظلي في المدينة.
فجأة انتبهت اني اعزل السلاح، لا رصاص لا سكين.  تناولت بيدي نبريشا مهترئاً من مدخل عمارة ساكنة، لا حسٍّ فيها ولا خبر، مشيت ، ارتبكت، لا يليق النبريش كاداة قتال بقائد محتل مثلي، ربما انتبه احد المواطنين لحقيقة النبريش وفضح امري، لا، لا يليق النبريش بهيبتي كغاز للمدينة، رميته تحت سيارة راكنة عند زاوية الزاروب، اكملت طريقي، عتمة هنا، نور خافت هناك، صمت يطبق على المكان، لم ادر يوما بعظمتي وبمكانتي وبشخصيتي المرعبة كالليلة، تقدمت، وجدت عصا غليظة، وضعتها تحت معطفي الشتوي الطويل لتبدو كبندقية، سرت في الازقة، سرت في وسط بيروت، حتى المنتفضين اخلوا خيامهم الثورية، اي قائد مهيب انا، استرديت المدينة من القوى الامنية ومن الجيش ومن الاحزاب ومن العصابات ومن الشبيحة ونصّبت نفسي أميرا اوحد للعاصمة بيروت، تشجعت اكثر، طالما لا يواجهني ولم يحتج ضدي احد، تشجعت ان احتل طرابلس  وصيدا وزحلة وبعلبك وجونية وصور ايضا، نعم تشجعت ان احتل كل الريف لوحدي، انا وظلي والعصا تحت معطفي، لا احد في الشوارع، عرفت اعداد قتلاي من عدد الكمامات المرمية على الارصفة ومن تكاثر اصوات الاسعافات من بعيد، تشجعت اكثر، أممت المصارف في الظلام، اعدت للشعب امواله المنهوبة، حجرت على الفاسدين لمعالجتهم نفسيا ولاعادة تأهيلهم، شنقت المجرمين الماليين، قطعت رؤوس المتهمين بالخيانةالاقتصاديةالعظمى من دون العودة لقضاة، اتيت بالقضاة جلدتهم وسط الساحات وعطست في وجوههم ، قيدت رؤساء اجهزةالرقابة والتفتيش وتركتهم لطلوع الضوء لتراهم الناس، حفرت قبور متآمرين على الوطن واقفلت السفارات ووقفت كالمارد الجبار فوق صخرةالروشة وبقيت تمثالا للذكرى هناك .
خسرت كل شيء وربحت المدينة، ربحت شعبي ،ربحت البلاد، فزت ورب الكعبة بالوطن.
في هذه الليلة اعلنت ولائي للفيروس كوفيد 19 الملقب لعظمته ولملكيته بالتاج بالكورونا.
 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى