ثقافةفي مثل هذا اليوم

في مثل هذا اليوم:وفاة فلاديمير لينين قائد الثورة الاشتراكية في روسيا

 

الحوار نيوز – خاص

(“في مثل هذا اليوم ” هو عنوان فقرة يومية جديدة تستحدثها “الحوار نيوز” ، بهدف ثقافي بحت يرمي الى توسيع دائرة المعلومات لدى القراء.نأمل أن تلقى رواجا لدى عامة الناس .والله ولي التوفيق).

 

              فلاديمير لينين

 

 

في مثل هذا اليوم عام 1924 توفي قائد الثورة البولشفية الاشتراكية في روسيا فلاديمير إيليتش لينين الذي يعتبر واحدا من كبار الشخصيات التاريخية.

 

ولد فلاديمير أوليانوف المعروف بلينين في 22 أبريل عام 1870 في مدينة سيمبرسك (تعرف اليوم باسم أوليانوفسك). وبعد أن أنهى المدرسة دخل كلية الحقوق في جامعة مدينة قازان، إلا أنه فصل من الجامعة بسبب مشاركته في تظاهرات الطلاب.

 بعد إعدام أخيه ألكسندر بسبب مشاركته في تنظيم محاولة اغتيال القيصر ألكسندر الثالث عاد لينين إلى مدينة قازان وانضم إلى إحدى الجمعيات الماركسية فيها، وفي عام 1893 انتقل لينين إلى العاصمة سانت بطرسبورغ وبدأ بتأليف كتب في موضوع علم الاقتصاد الماركسي وتاريخ حركة الفلاحين والعمال في روسيا.

 وتتواصل محطات حياة لينين مع اعتقاله بسبب نشاطه السياسي الماركسي، فتم نفيه إلى سيبيريا لمدة عام، وتمكن هناك من تخصيص فترات طويلة من وقته للكتابة إلى المفكرين الشيوعيين في أوروبا. وفي عام 1900 سافر لينين إلى سويسرا وبقى خارج روسيا حتى عام 1905. وخلال هذه الفترة تم اختياره لزعامة حزب العمال الاشتراكي الديمقراطي الروسي الذي تأسس في عام 1898.

لم يمارس لينين مهنة المحاماة بعد حصوله على الرخصة القانونية التي تؤهله،بل انصرف إلى العمل على تفعيل العمل الثوري والانعكاف على دراسة الماركسية في مدينة سانت بيترسبرغ. في 7 ديسمبر 1895، تم إلقاء القبض عليه وتوقيفه لمدة عام كامل ليتم نفيه إلى سيبيريا، وفي يوليو من عام 1898م تزوج لينين من الاشتراكية ناديجدا كروبسكايا، وفي أبريل من عام 1899م تمكن من إصدار كتابه المعنون بـتطور الرأسمالية في روسيا. ومع نهاية مدة نفيه في سيبيريا عام 1900م انتقل لينين في روسيا وأوروبا وعمل على إنشاء الصحيفة الاشتراكية “أسكرا كما عمل على نشر الكتب المتعلقة بالعمل الثوري.

كان لينين من الأعضاء النشطين في حزب العمل الاشتراكي الاجتماعي حيث تولى في عام 1903م زعامة الحزب البلشفي. وتم اختياره لزعامة حزب العمل الاشتراكي الاجتماعي عام 1906م وانتقل إلى العيش في فنلندا عام 1907 لدواع أمنية.

مع رفيق دربه وخليفته جوزف ستالين

في الأول من أغسطس عام 1914م أعلنت ألمانيا الحرب على روسيا. وبحلول العام 1917 كان الشعب الروسي يئن تحت وطأة الفاقة والعوز، وبدا أن المجاعة على الأبواب. وظهر نقص في المواد الغذائية على اختلافها حتى الخبز. والحكومة عاجزة عن عمل أي شيء. العمال يضربون عن العمل وصفوف النسوة تطول أمام الأفران يوماً بعد يوم. وبدأت التظاهرات العارمة، ورفض الجنود هذه المرة تنفيذ أوامر قياداتهم بإطلاق النار، ما اضطر القيصر إلى التنازل عن العرش وتسليم السلطة إلى حكومة برئاسة الأمير جورج ليفوف في 15 مارس 1917م.

عاد لينين إلى روسيا وكذلك معظم قيادات الحزب البولشيفي الذين كانوا منفيين إلى سيبيريا. وفي 16 إبريل عام 1917م وصلوا إلى بتروغراد واستقبلوا استقبال الأبطال. طالب لينين بإنهاء الحرب ضد ألمانيا فوراً وبأن تعود ملكية الأراضي إلى الدولة وبإسقاط حكومة ليفوف. واستطاع استعادة زمام قيادة الحزب البولشفي إلا أنه لم يتمكن من الوصول إلى السلطة. في تموز شكلت حكومة جديدة برئاسة الكسندر كيرينسكي، وأصدرت أمراً بإلقاء القبض على لينين بتهمة العمالة للألمان. فغادر إلى فنلندا حيث كتب واحداً من أهم أعماله الدولة والثورة وفيه شرح كيفية تنظيم الثورة ونوع الحكومة التي يجب أن تتولى السلطة بعد إسقاط الحكم القائم. ثم أرسل كتاباً إلى الهيئة المركزية للحزب البولشيفي معلناً أن زمن الخطابات قد ولى وحان وقت العمل الثوري قائلاً:إن التاريخ لن يغفر لنا إذا لم نستعد السلطة الآن.

  •  

عاد لينين إلى بتروغراد في أكتوبر عام 1917 ودعا الهيئة المركزية للحزب إلى أعلان الثورة حالاً. كانت حكومة كيرينسكي ضعيفة، وكان ليون تروتسكي أحد القادة البارزين في الحزب يحظى بولاء مجموعات كبيرة من الجنود. وأعلن بعض فرق البحرية تأييد الثورة. وهكذا قرر البلاشفة التحرك. سقطت بتروغراد بأيديهم دون مقاومة تذكر – 7 نوفمبر، الموافق 25 أكتوبر حسب التقويم الشرقي – في موسكو كانت المقاومة أشد إلا أن البلاشفة سيطروا على المدينة في أقل من أسبوع. وهكذا صارت كل الروسيا تحت سلطتهم. واستطاعوا اكتساب ثقة الأهالي بالشعار البسيط الذي رفعوهالخبز والسلام والأرض للجميع.

اجتمع مجلس السوفييت فروع الحزب – الأعلى في 8 نوفمبر 1917م وضم ممثلين عن كافة الأقاليم الروسية. وانتخبوا مجلس مفوضي الشعب الذي انتخب لينين رئيسا له. وهكذا صار فعلياً رئيس الدولة الروسية. وفي الاجتماع الأول سأل لينين المجلس أن يعطيه تفويضاً بإعلان إنهاء الحرب ضد ألمانيا وبإلغاء الملكية الفردية. فوافق المجلس على الشأنين. وهكذا بدأت مفاوضات السلام مع ألمانيا وبدأ العمل على إلغاء الملكية الخاصة للأراضي وإلحاقها بممتلكات الدولة. ليتم فيما بعد توزيعها على الفلاحين.

 

 

وفاة لينين

ضريح لينين في الساحة الحمراء
جثمان لينين محنطا

 

في 30 آب 1918 أطلقت فانيا كابلان النار على لينين وأصابته في رئتيه وكتفه قائلةً: “اليوم أطلقت النار على لينين لأنه خان الثورة”، ولكنه عاش بعدها رغم أنه لم يتعاف كلياً وكانت للرصاصة التي أصابت عنقه أكبر الأثر في انهيار صحته.وقد أزالها الأطباء من عنقه عام 1922، ولكنهم لم يستطيعوا إلغاء آثارها القاتلة حيث كانت محاولة الاغتيال إضافة لهموم إدارة الدولة أخذت نصيبها من صحة لينين ،فأصيب بجلطة في مايو عام 1922 شلّت نصف جسمه الأيمن وقللت من مشاركاته السياسية. وبحلول شهر ديسمبر من نفس العام، المّت به جلطة ثانية ،حينها أمرت الإدارة السياسية أن يبقى لينين بعيداً عن الأضواء. وفي مارس 1923، أصيب لينين بجلطة دموية ثالثة ألزمته الفراش وحرمته القدرة على الكلام قبل أن يفارق الحياة بجلطة أخيرة في 21 يناير 1924 وقد حُنط جسد لينين ودفن في الساحة الحمراء في موسكو.

مؤلفاته

بالإضافة إلى عمله ونشاطه السياسي كان لينين فيلسوفا ومؤلفا سياسيا غزير الإنتاج. أنجز العديد من المؤلفات عن الثورة البروليتارية، وكتب العديد من النشرات والكتب والمقالات بدون مساعدة لم يمنعه عنها إلا المرض.بلغ مجموع ما ألّفه خمسة وأربعين مؤلفًا، تُرجمت إلى العديد من اللغات.

ومن أشهر مؤلفاته:

  • ما العمل، عنوانه بالكامل “ما العمل؟ المسائل الملحة لحركتنا، (1902) تحدث فيه عن أن الثورة تحتاج إلى حزب قوى تتولى طليعته قيادة الثورة.

  • الإمبريالية وأعلى حالات الرأسمالية” (1916) تحدث فيه عن كيفية استمرار الرأسمالية وأن الحرب العالمية الأولى كانت مجرد حرب راسمالية للسيطرة على البلاد والثروات والأيدي العاملة.

  • الدولة والثورة“(1917) تحدث فيه عن أفكار كارل ماركس وانغيليس عن الثورة وأن الحزب الشيوعى الديموقراطى غير قادر على اتخاذ موقف فعال في الثورة.

  • اطروحات ابريل” (1917) اوضح الضرورة الاجتماعية والاقتصادية إلى الثورة الشيوعية.

  • أمراض الطفولة لدى اليسار المتشدد“(1920) وفيه ينتقد اليسار المتشدد.

  • المادية والمذهب النقدي التجريبي” كتب لينين هذا الكتاب في مرحلة من تاريخ روسيا كانت فيها الأوتوقراطية القيصرية قد فرضت في البلاد الإرهاب البوليسي القاسي بعد أن قمعت الثورة الروسية الأول1905 إلى 1907

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى