ثقافةرأي

دعاء خيره في نهاياته(عمار مروة)

.. دعوه ؟ او لعلّه دعاء ولا كل الادعيه لعلكم به تتفكرون؟! . دعاء لكل الشهور والايام والاديان والبلدان والقارات والشعوب والافراد وفيه شفاء من الامراض والعاهات وكل حالات اليأس والاحباط والقنوط !

بقلم : عمار مروة
دعاء خير من الوف الادعيه المتعدده في تعدد الأديان ! دعاء لا يدّعي ولا يستلب ولا يُأسلِب ولا يتأَسلَب .. دعاء مفتوح مرت عليه ســِعَةْ دوستويفسكي وهي تحاول ان تحتوي اسباب الشر لتطويعه، وإنفتاح افاق مخيلة توليستوي الفكريه في سعه مسيحيته التي سمت فوق ضيق مخيلة الإكليروس الطبقية والاجتماعيه والفكريه وحتى اللاهوتيه التي تجاوزها ليطوي بمسيحيته إسلام العدل والتسليم ببساطة تعلمها من السيد المسيح . دعاء ما زالت أسئلة انطون تشيخوف تستنطقه لتتوسل منه أجوبه النهايات المفتوحه على اللاجواب . رمادية اللاجواب التي دفعته الى طرح الاسئله الصحيحه المُقتضبه في وحدتها التي تشتعل بأنوار الطيف اللوني وهو يتعدد في المسافه المتراميه بين الأبيض والأسود . أبيض يتوسل القلب ، وأسود يحاصر العقل عبر امتداد نشاطهما معاً على كل مساحة طيف الازرق والاخضر والاحمر والاصفر التي تطوي الوان زرقة السماء والبحر باصفرار انوار الشمس واخضرار الارض بالمحاصيل والشجر !. دعاء يقارب فراغ الاجوبه من الدعوه الى الصبر وهو يمتد فوق ما في الحكمة من انفتاح يطوي مجرتنا وهي تبتعدد بشموسها لتتصل بهذا الكون الذي يتوازي فوق الاكوان الاخرى بعلاقه لا قدره لكائن ولا مخلوق مهما علا وسمى ان يفقهها . دعاء مفتوح على لغز قّدره الخالق ليستغرق فينا بشغف كل ما يتّسع به الحب الالهي في لاتناهيه وهو يطوي الخلائق التي لا تتعب في سعيها لاجوبه تكتشف قصورها في امتناع خريطة جيناتنا الممتنعه على كوزموبوليتانية التأويل الكوني لهدف الخلق !. دعاء يمتد بين سهوله الانفتاح على اللامتناهي وصعوبة القبول بالنتائج التي ستفرض نفسها ضد بلادة البشر وجشعهم عبّر عنصرية اديانهم وتمايزهم العرقي والعنصري والفلسفي . أكان ذلك ايضاً عبر علومهم المتعدد بنظريات اجتماعها وتعددها وتقاطعها التي ستؤدي حتماً في المستقبل الى نظريه الاوتار الواحده التي تسمح لأكوان لامعدوده ان تتوازى بحب وجمال وكمال وتآلف بلا تفسير ولا هدف ! . دعاء اذا قرأته فلا تقف في خيره عند بداياته الاولى، لان خيره في نهاياته مفتوح على موسيقى البدايات المرسله التي لا تحتاج الى ايقاع يهديها سواء الطريق ، ولا لتفكيك لغز ما يربطها بما يليها .. فهي تسير بثقه الى سدرة المنتهى التي لا تعرف الا البارئ الممتنع وحده . البارئ الواحد الاحد الذي يملك مفاتيح مداخل ومخارج الاكوان من الازليه الى الابديه ، مهما إدّعت أجوبه البشر من ثِقه بنفسها التي ستبقى دائماً وأبداً مفتوحه على لا نهائيه الاسئله !. دعاء لا تساوم الحكمه في تقطيعه الى أجزاء أو ايقاعات او عناصر ، لانه لا مُرْسَلْ ولا مُوَقّع ْ.. بل هو حتماً موصول بالمطلق ويُعْزَف بأي أله من اوركسترا الات القلب والعقل والوجدان لتتوحد كلها بنسيج هارمونيات ألحانها في سيمفونيه الكون اللامتناهي وهو يجتمع بإخوته في الاكوان التي يتوازى بها وتتوازى به بلا تقاطع ولا تقطُّع ولا سينكوب ولا صمت ولا نشاز ولا ضجيج رغم تصاعديته في كريشندو الصدى لموسيقى الكون !، ومع ان الحان كوننا هذا على الأغلب تحتمل الارتجال وفنون التنويع على مقام الجمال الالهي من الداخل لمن يملكون موهبه هذه القراءه والحياكه بفطنه وذكاء ، دون حاجه لشهادات وليسانسات واجازات ودكتوراه .
فسيبقى هذا الدعاء حتماً هو خير الادعيه ولا لزوم لتقديمه ولا لتفسيره ، فقط جربه وأقبله كي يقع عليك كما يقع جلاله الحب على قلب عصفور صغير يحلم بطيرانه فوق سماء لامحدوده وكأنها خُلِقت خصيصاً له ، او كطفل يحلم باسئله لا موقَّعه ولا مقوننه وضعياً باجوبه يحتويها عقل بشر !. دعاء ستجد فائدته ومردودات مضامينه فقط اذا تفهمته بهدوء ينبع من سر استودعه الله فيك في مكان سري يعرفه قلبك ويخفيه عنك جيداً ، ولن يستطيع عقلك ان يجده ويتدبره ولو اجتمعت فيه علوم الارض برسلها وأئمتها وعلمائها وأخضعوه لأكثر مختبرات العلماء قدره على التحليل بالكيمياء والفيزياء وعلوم الفلك والطبيعه مجتمعه . دعاء يستهدي بموسيقى قرآنيه خاشعه تقول حرفياً : بسم الله الرحمن الرخيم ، ولا تهدي من احببت إن الله يهدي من يشاء ! .
رؤيه بقلم وروح المحب: عمارمروه

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى