دولياتدولياترأيسياسة

روسيا تُزيد اهدافها في مرمى الناتو(فلاح الحسن)

 

    بقلم د. فلاح الحسن _ الحوار نيوز

    الرهان على سلاح البرد وعنصر الزمن والانقسام الأوروبي لكسب الحرب في أوكرانيا بدأ يأتي اكله، وخاصة بعد التظاهرات التي شهدتها بعض المدن الأوروبية بسبب معدلات التضخم العالية وارتفاع معدلات البطالة وتوقف بعض المعامل بسبب شحة الطاقة وارتفاع أسعار الوقود وتوجه بعض الشركات الأوروبية للساحة الامريكية بحثاً عن الطاقة الرخيصة.

 والاهم من هذا وذاك هو إدراك البعض في الشارع الأوروبي انهم أصبحوا أداة لتحقيق الأهداف الامريكية للبقاء القوة الأولى عالمياً، رغم معاناة المواطن في القارة العجوز من اجل تحطيم او اضعاف روسيا على اقل تقدير بعد انهاكها في الوحل الاوكراني ومن ثم انهاء تاثيرها إقليميا ودولياً. لكن تجري رياح روسيا ليس كما تشتهي سفن حلف الناتو. فبعد ان تجاوزت هذه الحرب النصف الأول من سنتها الأولى حقق الروس بعض اهدافهم ولو بشكل متأخر مع الكثير من العثرات وسوء التقدير، نالت بشكل او باخر من سمعة الجيش الروسي كواحد من اقوى جيوش العالم:

–        الانقسام الأوروبي الذي ظهر واضحاً قبل وبعد الإعلان عن انشاء منظومة الدفاع الجوية الاوروبية “درع السماء” التي تضم المانيا و14 دولة باستثناء فرنسا.

–        تصدع العلاقات الفرنسية الألمانية على خلفية اختلاف البرامج الاقتصادية منها حزمة المساعدات التي اقرتها برلين بمبلغ يصل ل 200 مليار دولار لدعم شركاتها لمواجهة ارتفاع الغاز والكهرباء ما يؤثر على القدرة التنافسية بين دول الاتحاد.

–        ظهور ملامح الشك لدى الدول الصغيرة بالدور القيادي لألمانيا وفرنسا في الاتحاد

–        إصرار هنغاريا على شراء النفط والغاز الروسي وعدم الإذعان للضغوط الأوروبية وتميز مواقفها تجاه الحصار الاقتصادي ضد روسيا

–        شعور الدول الأوروبية الصناعية بالغبن بسبب ارتفاع اسعار استيراد الغاز الأمريكي بأربعة اضعاف

–        مطالبة بولندا بتعويضات مالية من المانيا عن الاضرار التي لحقت بها نتيجة الحرب العالمية الثانية في وقت يحتاج فيه الحلف الى نبذ الخلافات وتبنى لغة مشتركة

–        توقف التقدم الاوكراني لحد الان في اقليم خيراسون وعدم القدرة على تحقيق منجز على ارض المعركة رغم الدعم الهائل الذي يقدمه حلف الأطلسي بالمال والسلاح والعدد

–        انهيار البنى التحتية للاقتصاد الاوكراني، وبالخصوص منظومة الطاقة مع قرب دخول الشتاء، وكذلك قطاع المواصلات والجسور وإمكانية استهداف السدود المائية التي يمكن ان تؤدي الى كارثة حقيقية لن تتحمل معها كييف الصمود طويلاً

–        دخول أسلحة روسية جديدة للمعركة مثل طائرات سوخوي 57 المتقدمة وهي من الجيل الخامس

–        الاستخدام الواسع لراجمات (TOS 1A) التي تتميز بقدرتها التدميرية الكبيرة لمواجهة التحركات الأوكرانية على جبهة القتال ما يكبدها الكثير من الخسائر البشرية والمادية

–        التركيز على الطائرات المسيرة الانتحارية في اضعاف الخطوط الخلفية واستهداف المراكز الاستراتيجية لشل حركة الجيش الاوكراني ومنعه من الاستمرار في هجماته على خطوط المتقدمة للجيش الروسي

–        دخول القاذفات الاستراتيجية (TU-160) الى المعركة واستهدافها للمناطق ومراكز القيادة والسيطرة في العمق الاوكراني وخطوط الامداد القادمة من بولندا

من جانبها استطاعت أوكرانيا تحقيق بعض النجاحات على جبهات القتال، لكن بثمن عال جداً خاصة بعد زيادة الدعم الأمريكي والاوروبي كماً ونوعاً ،رافقتها ردة أفعال قاسية من الجانب الروسي وخاصة بعد استهداف جسر القرم، واهمها:

–        منع تقدم الجيش الروسي في مناطق ما بعد خيراسون والدونباس ولوغانسك

–        استعادة السيطرة على خاركيف

–        تدمير جسر القرم

–        استهداف ميناء سيفاستوبل

–        منع القوات الجوية الروسية من تحقيق سيادة جوية كاملة على أجواء أوكرانيا وخاصة بعد وصول أنظمة دفاع جوي متقدمة أمريكية وأوروبية

 

      فهل يحقق الروس هدف الحسم وينتقلون لمرحلة المفاوضات وجني الثمار بالتزامن مع إمكانية اجتياح الجمهوريين لمقاعد الكونغرس الأمريكي في انتخابات التجديد النصفي، ما ينذر بقلب الموازين في الداخل الأمريكي لينهار الجيش الاوكراني حال توقف الدعم المادي والبشري من حلف الناتو ليعلن خسارته هذا الشوط ويستعد لشوط آخر في ساحة المعركة؟

 

*عضو المركز العربي الأوروبي للسياسات وتعزيز القدرات/ بروكسل

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى