غير مصنف

المرتضى من امام ضريح رشيد نخلة:أشلاء الأطفال ستكتب نهاية الاحتلال

 

رأى وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى أن الاستقلال مسيرةُ نضالٍ ذاتُ محطاتٍ تتمدد فوق خريطة الكرامة الوطنية، معتبرًا أن لبنان لا يكون سيِّدًا حرًّا مستقلًّا إذا سكت على اعتداءات الصهاينة.”

وأكد”أن الدماء الزكيةُ التي يبذلُها المقاومون والأبرياءُ من المدنيين والصحافيين فوقَ أرض الجنوب، لم تُسْكَبْ إلا للذودِ عن الحق والكرامة الوطنية، بل عن الإنسانية جمعاء أمام الهمجية الهاجمة على الأطفال والنساء والمقدسات.”

كلام الوزير المرتضى جاء خلال رعايته وحضوره فعالية تكريمية من تنظيم وزارة الثقافة بعنوان “نشيد الرشيد “في بلدة الباروك تكريما لواضع النشيد الوطني اللبناني رشيد بك نخلة وذلك بالتعاون مع بلدية الباروك والفريديس وجمعية تخليد ذكر رشيد وأمين نخلة .
كما وضع الوزير المرتضى بحضور الفاعليات السياسية والاجتماعية والثقافية التي شاركت إكليلًا من الزهر على ضريح الراحل رشيد بك نخلة لمناسبة ذكرى الاستقلال .
قال المرتضى في كلمته:

 

قبلَ ستَّ عشرة سنةً من استقلاله السياسي، كان لبنان على موعدٍ مع بدايات استقلالٍ ثقافي، تمثَّلَت باعتماد النشيد الوطني الذي يطوي مئويته الأولى بعد أربعة أعوام من اليوم. فلقد كان ينبغي للدولة الجديدة، وهي لا تزالُ تحت الانتداب، أن تعلنَ عن مظاهر سيادتِها أولًا بأول، في مسيرةِ نضالٍ انسربَتْ هَوْنًا رخِيًّا في استحقاقاتٍ ما، وتعثّرَت في أحيانٍ أخرى، حتى انتهت في الثاني عشر من تشرين الثاني عام 1943 إلى استقلالٍ كاملٍ عن الانتداب. من هنا لا يمكننا أن نُخرجَ حدث اعتماد النشيد الوطني عن سياق الصراع الاستقلالي اللبناني، وهذا هو معنى وضع الإكليل على ضريح الرشيد ناظم النشيد.

الاستقلال إذًا مسيرةُ نضالٍ ذاتُ محطاتٍ تتمدد فوق خريطة الكرامة الوطنية، وتثبتُ من عصرٍ إلى عصر، بمقدار ما تبذلُ الأجيال من جهدٍ لتطوير الاستقلال والمحافظة على وهجِه؛ وبخاصةٍ عندما تتراكم التحدياتُ والأزماتُ وتتألَّبُ على أحوال الوطن داخليًّا وخارجيًّا كما يحدثُ معنا اليوم. ففي غمرةِ المواجهة المفتوحة مع العدوان الإسرائيلي، على طول الحدود مع فلسطين المحتلة، يتعمقُ معنى الاستقلال، ويصبح حقيقةً ملْءَ البصر، كلما ازدادَ اتّحادُ المواطنين حول مقدراتِ قوتِهم وصمودِهم. فلبنان لا يكون سيِّدًا حرًّا مستقلًّا إذا سكت على اعتداءات الصهاينة. والدماءُ الزكيةُ التي يبذلُها المقاومون والأبرياءُ من المدنيين والصحافيين فوقَ أرض الجنوب، لم تُسْكَبْ إلا للذودِ عن الحق والكرامة الوطنية، بل عن الإنسانية جمعاء أمام الهمجية الهاجمة على الأطفال والنساء والمقدسات.

هذه الدعوة إلى الوحدة الوطنية ليست إلا صدًى لمعاني النشيد الوطني. ومثلما قلتُ في مناسبة سابقة، كأني برشيد نخلة حين نظمَ النشيد وضمَّ ألفاظَهُ بعضَها إلى بعض، كان في الوقت نفسِه يضمُّ لبنان: سهلَه إلى الجبل، وبحرَه إلى البرّ، ليرسيَ في أذهانِ الأجيالِ التي ستَسْمعُه وتُنشِدُه، مفاهيمَ الاتّحاد في القول والعمل لأجل الوطن، والانتفاضِ لعزَّتِه متى ساورَتْهُ الفتَن، حتى يصير حقيقةً دُرَّةَ الشرقَيْن ومالئَ القطبَيْن.

انطلاقًا من هذه المسلمات، وفي ظل صمود المقاومة في غزة وفي الجنوب، وتكبيدها أفدح الخسائر العسكرية بجيش الاحتلال، الذي يصب جام غضبه على الأبرياء والبُنى المدنية، فإن أشلاء الأطفال وركام المستشفيات والمساجد والكنائس، هي التي ستكتب نهاية هذا الاحتلال البغيض. التعويلُ الآن كله على المقاومين، وعلى تضحياتهم في سبيل الحق والحرية.

بوركت في فلسطين كل زيتونة وليمونة وبندقية

بوركت كلُّ أمٍّ تسلم الثأر من شهيد إلى شهيد

بوركَ كلُّ وطنٍ يحرسُه أسْدُ غابٍ متى ساورتْه الفتن.

عشتم وعاش لبنان.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى