قالت الصحف: هواجس تداعيات الحرب على لبنان

الحوارنيوز – خاص
بقيت تداعيات المواجهة المفتوحة بين ايران ودولة الاحتلال محور اهتمامات صحف اليوم.. وبرز تشديد السلطة اللبنانية على عدم توريط لبنان في وقت لا زال الاحتلال على عدوانه وجرائمه وخروقاته اليومية وسط عجز رسمي مطلق وتواطؤ من الدول الراعية لتفاهم وقف النار..
هذا الموضوع الى مواضيع أخرى تناولتها صحف اليوم على النحو النالي..
- صحيفة النهار عنونت: عون وسلام يتشدّدان في رفض توريط لبنان… إنجاز التشكيلات الديبلوماسية وخطة عودة النازحين
انطباع باريس أن أصحاب المصارف لا يريدون القيام بالإصلاح المطلوب، علماً انهم يَعِدون بأنهم سينفذون الإصلاحات المطلوبة لكنهم لا يفعلون
وكتبت تقول: بعد أربعة أيام على الحرب الإسرائيلية- الإيرانية، ومع استمرار حال الترقب الحذر للاختبار الدقيق الذي يجتازه لبنان في قلب الإعصار الحربي الإقليمي الأخطر منذ عملية “طوفان الأقصى” في 7 تشرين الأول 2023، شكل إعلان كل من الرئيسين جوزف عون ونواف سلام عن موقف الدولة الحاسم بإبعاد لبنان عن الصراعات والحؤول دون توريطه بأي شكل في الحرب، تطوراً مهماً وبارزاً لجهة تثبيت جدية وصدقية الالتزامات المقطوعة حيال آحادية قرار الدولة في السلم والحرب واحتكارها للسلاح. ونظر إلى الموقف الرسمي الذي أعلنه رئيسا الجمهورية ومجلس الوزراء من جلسة رسمية لمجلس الوزراء على أنه مؤشر مشجع على تفهّم المحاذير التي تحوط بلبنان، لجهة رصد ما إذا كان “حزب الله” سيتورط في الرد على الهجمات الإسرائيلية المتدحرجة على إيران وما يمكن أن يكون العهد والحكومة قد قاما بها استباقياً مع الحزب للحؤول دون أخطر ما يمكن أن يتعرض له لبنان في حال التورط. وإذ تحدثت معلومات عن استمرار حصول اتصالات وتبادل معطيات ومواقف مشجعة بين أركان السلطة و”حزب الله” في الأيام الأخيرة، نُقل عن مراجع رسمية اطمئنانها إلى وجود مناخ مختلف تماماً عن السابق في شأن احتواء المرحلة التصعيدية الحالية في المنطقة، وأن ثمة وعياً جماعياً لوجوب تمرير العاصفة على لبنان بأقل الأكلاف ولا سيما منها الأمنية، إذ يكفي لبنان المخاوف من الأكلاف الاقتصادية وتهديد موسم الصيف، وهي أخطار ليس بيد لبنان وقدرته أن يردها إذا طالت الحرب وتمادت تداعياتها في كل المنطقة.
وفي هذا السياق، أفادت مراسلة “النهار” في باريس رندة تقي الدين، أن لدى باريس مخاوف من أن تطول الحرب الإسرائيلية على إيران وأن يكون لها عواقب على لبنان. فالتحليل الفرنسي السائد حالياً هو أن حلفاء إيران في لبنان لن يتحركوا الآن لأن قدرتهم لا تسمح لهم بذلك، لكن كلما طالت الحرب ازداد هذا الخطر. لذا اتصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بنظيره اللبناني جوزف عون ليؤكد له ضرورة القيام بما يجب فعله لضبط الأوضاع الأمنية ومنع أي ردة فعل على الأرض. وترى باريس أن الجميع يريدون تجنّب مثل هذا الاحتمال. واستناداً إلى هذا التحليل فثمة اختبار حقيقي للرئيس عون، لأنه في السابق لم يكن هناك رئيس عندما فعل “حزب الله” ما يشاء، أما الآن، فهناك رئيس وحكومة ويعني ذلك أنها مسألة صدقية لهم. وباريس ترى ضرورة نزع سلاح “حزب الله” لكن بالحوار والتشاور.
أما عن التجديد لليونيفيل، فهناك بعثة أميركية تزور لبنان حالياً، ومن المتوقع أن تتبعها بعثة فرنسية الأسبوع المقبل للنظر في الوضع قبل أن يتم التجديد للقوة في مجلس الأمن في نهاية آب. فالإدارة الأميركية تريد مهمة صلبة وتحرّك أقوى والمحادثات حول ذلك لم تبدأ بعد، لكن هناك احتمال إذا لم تحصل الإدارة الأميركية على ما تريده لهذه القوة أن تضع فيتو على قرار مجلس الأمن ولو أنه حتى الآن ليس هناك أي مؤشر على ذلك. أما بالنسبة إلى بقاء إسرائيل في التلال الخمس، فإن باريس تطالب باستمرار الإسرائيليين بالانسحاب منها، والجنرال الفرنسي العضو في لجنة وقف إطلاق النار يزور إسرائيل باستمرار للسعي إلى اقناعها بضرورة الأنسحاب.
أما عن زيارة الموفد الرئاسي جان إيف لودريان إلى بيروت، فكانت لحثّ الحكومة والأحزاب على ضرورة التقدم في الإصلاحات، إذ أن الانطباع أن الأوضاع بطيئة جداً. وأفهم لودريان محاوريه مدى أهمية إصلاح القطاع المصرفي بالنسبة لإعادة الإعمار والمساعدات. فقراءة باريس أن المصارف لا تريد التقدم في إصلاح القطاع رغم أنها تدّعي بأنها ستقوم بذلك، لكن لم يتم شيء حتى الآن والمجتمع المدني يكتفي بالقول إن الحكومة بطيئة جداً في الإصلاحات، لكن باريس ترى أن المجتمع المدني أيضاً لا يتحرك للضغط بشأن الدفع إلى التقدم على صعيد الإصلاحات. انطباع باريس أن أصحاب المصارف لا يريدون القيام بالإصلاح المطلوب، علماً انهم يَعِدون بأنهم سينفذون الإصلاحات المطلوبة لكنهم لا يفعلون.
في غضون ذلك، واكبت الأجواء الحربية المتفجرة بين إسرائيل وإيران جلسة مجلس الوزراء اللبناني أمس، فشدّد الرئيس عون في مداخلته في الجلسة على “دقة الوضع في المنطقة، منوهاً بمواقف الفعاليات اللبنانية كافة للمحافظة على الاستقرار، خاصة مع بداية موسم صيف واعد”. وأشار إلى الجهود التي يبذلها وزير الأشغال العامة والنقل لمعالجة أوضاع الطيران، مثنيًا على دوره، وشدّد على “ضرورة بذل كل الجهود الممكنة لإبعاد لبنان عن الصراعات التي لا شأن له بها”.
وعبّر عن “أمله في ألا يؤثر الوضع الإقليمي على الفرص المتاحة أمام لبنان”.
وبدوره، شدد الرئيس سلام خلال الجلسة على “ضرورة الحؤول دون توريط لبنان في أي شكل من الأشكال بالحرب الدائرة، لما يترتب علينا من تداعيات لا علاقة لنا بها”. وذكر أنه طلب من الرئيس الفلسطيني محمود عباس وضع المقررات بخصوص السلاح الفلسطيني موضع التنفيذ، موضحاً أنه لم يحدد أي موعد رسمي بشأن تسليم السلاح.
وفيما وافق مجلس الوزراء على التشكيلات الديبلوماسية التي وضعها وأنجزها وزير الخارجية يوسف رجي، اعتبرت مصادر وزارة الخارجية أن التشكيلات جاءت شاملة وأعادت الانتظام الى السلك الديبلوماسي بعد 8 سنوات من تعثر إجرائها. وقالت إن الوزير رجي أصرّ على تخفيض ٍكبيرٍ في عدد السفراء من خارج الملاك من 14 الى 6 مقارنة بالتشكيلات الأخيرة. وفيما تمّ حفظ معظم المراكز الأساسية لمستحقيها من السفراء من ملاك الوزارة، كانت الاستعانة بخبرات خارجية، أي من خارج الملاك، الاستثناء لا القاعدة، كما تمت إعادة كل السفراء الذين تجاوزوا مدتهم القانونية في الخارج التزاماً بالقانون. وأشارت إلى أن التشكيلات تميّزت بضخّ دمٍ في السفارات اللبنانية لمواكبة العهد والحكومة الجديدة، وأن الوزير رجي وضع المسودة من دون أي تدخلات سياسية، وأدخل إليها تعديلات، أخذاً ببعض الملاحظات ورافضاً ما لم يقتنع به.
وأوضح وزير الاعلام بول مرقص في سياق إعلانه المقررات الرسمية، أن وزير الخارجية شرح لمجلس الوزراء وضعية مئات اللبنانيين العالقين في المطارات حول العالم وسبل معالجة أمورهم. كما أخذ المجلس علماً من وزير الأشغال بشأن حركة المطار. وأوضح أن الحديث جرى بشأن التعديلات المرجوة على قانون الانتخاب وتم تشكيل لجنة وزارية للبحث فيها. وأشار مرقص إلى أن مجلس الوزراء درس اقتراح نائب رئيس مجلس الوزراء طارق متري بشأن خطة عودة النازحين السوريين ووافق عليها. كما تمت الموافقة على رفع قيمة قرض الإسكان للمستفيد الواحد من 50 إلى 100 ألف دولار.
- صحيفة الديار عنونت: المنطقة على حافة الإنفجار… ولا تطمينات أميركيّة للبنان
إجراءات أمنيّة وشلل سياسي… وتضرّر كبير للسياحة
ملف السلاح الفلسطيني الى «ثلاجة» الإنتظار مُجدّداً!
وكتبت تقول: حالة الترقب والحذر على الساحة اللبنانية بفعل العدوان «الاسرائيلي» على ايران، اصابت الحياة السياسية بالشلل في ظل عدم اليقين من التداعيات الخطرة لهذه الحرب غير المسبوقة على لبنان والمنطقة. وبعدة شغل محلية تستكمل الحكومة التعيينات بإنجاز الديبلوماسي منها بالأمس، فيما التعيينات القضائية لا تزال عالقة في «عنق الزجاجة».
اما ملف معالجة السلاح الفلسطيني فمر الموعد المفترض بالأمس دون اي اجراءات عملية، ويبدو انه دخل في «ثلاجة» الانتظار بحجة الحرب، علما ان الرئاسة الفلسطينية لم تف بالتزاماتها اصلا، ولم تنجح في تقديم اي خطة للجانب اللبناني.
لا تطمينات اميركية
وفيما ينتظر البعض في لبنان «جثة» النظام الايراني على ضفة النهر، لاستثماره داخليا، ولا يخجلون من دعم «اسرائيل» في عدوانها، لم يتلق المسؤولون اللبنانيون اي تطمينات من الجانب الاميركي حيال النيات «الاسرائيلية» تجاه الجبهة اللبنانية.
ووفق مصادر سياسية بارزة، فانه مقابل توجيه واشنطن تحذيرات شديدة اللهجة الى الجانب اللبناني، بضرورة منع حزب الله من التدخل في المواجهة الدائرة، علما انه لا مؤشرات او معطيات حيال هكذا احتمال، فان الاتصالات الرسمية مع هذه القنوات الاميركية المؤثرة في البيت الابيض، لم تفض الى الحصول على اجوبة قاطعة عن الاسئلة اللبنانية القلقة، من احتمال اقدام «اسرائيل» على تصعيد انتقامي غير مبرر، يشبه ما حصل في الضربات الاخيرة على الضاحية الجنوبية، لا سيما وسط التعبئة في ألوية الاحتياط في جيش الاحتلال في الشمال، حسب ما أوردت وسائل اعلام عبرية تحدثت عن حشد الفرقة 146 ولواء الاحتياط «القبضة الحديدية» (205) وفرق اخرى ستكون كاحتياطي لسيناريوهات مختلفة في الساحة الشمالية.
غموض اميركي
وتكتفي واشنطن في هذا السياق، بالتشديد على ضرورة التزام لبنان بالقرار 1701 ، مع ترداد عبارة «حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها»، وتعد بمناقشة اعمق للمسائل العالقة عندما يزور السفير الاميركي في تركيا توم براك بيروت!
اجراءات امنية
وامام هذه المعطيات، اتخذ القرار بعد الاجتماع الامني الموسع في بعبدا قبل ايام، بتعزيز انتشار القوى الامنية في أكثر المناطق اللبنانية حساسية، ومنع اي حادث يمكن ان يشكل خرقا للاستقرار، في ظل مخاوف من توسع الحرب لتشمل جبهات جديدة في المنطقة، ما قد يزيد من حدة التوتر الداخلي.
ارتفاع منسوب القلق؟
وفي هذا السياق، يرتفع منسوب القلق من دخول الولايات المتحدة الاميركية الحرب، في ضوء التصريحات المتناقضة للرئيس الاميركي دونالد ترامب، تزامنا مع ارسال قطع حربية بحرية الى الشرق الاوسط، وكذلك الكشف عن تقديم فرنسا وبريطانيا الدعم اللوجستي للجيش «الاسرائيلي»، فيما تتواصل الضربات العنيفة، وتوعد طهران بقصف «أشد تدميرا»، بعد تجاوز قوات الاحتلال كل «الخطوط الحمراء» بقصف التلفزيون الرسمي الايراني.
تهديدات متبادلة
وذكرت وسائل إعلام إيرانية رسمية، أن الحرس الثوري الإيراني دعا سكان «تل أبيب» إلى الإخلاء في أقرب وقت ممكن، وذلك بعد وقت قصير من إصدار «إسرائيل» تحذيرا بإخلاء منطقة محددة في طهران. وفيما اكدت هيئة الأركان الإيرانية ان» استشهاد قادة قواتنا المسلحة يجعلنا أقوى والكيان الصهيوني في مسار الأفول»، لم يستبعد رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو اغتيال المرشد السيد علي خامنئي، زاعما ان حصول ذلك «سيؤدي الى تهدئة التوترات وليس تأجيجها كما يشاع».
خداع ترامب
ويواصل الرئيس الاميركي استراتيجية الخداع، رافضا تقديم اجابة عن احتمال دخول بلاده الحرب. وفي تصريحات أدلى بها على هامش القمة، زعم ترامب إن استعداد إيران للتفاوض إشارة إلى نيتها خفض التصعيد تجاه «إسرائيل»، وقال: «لكن كان عليهم فعل ذلك من قبل، أعطيتهم 60 يوما، وكان لدي 60 يوما (لإبرام اتفاق نووي)، وفي اليوم الـ61 قلت: ‹ليس لدينا اتفاق». وأضاف ترامب: «عليهم إبرام اتفاق، إنه أمر مؤلم للطرفين، لكنني أقول إن إيران لن تفوز بهذه الحرب… ويجب أن يتفاوضوا فورا قبل فوات الأوان». وعند سؤاله عن إمكان تدخل الولايات المتحدة عسكريا في الصراع بين طهران و «تل أبيب»، رفض ترامب التعليق قائلا: «لا أريد الحديث عن ذلك».
… وحشد عسكري
وقد غادرت حاملة الطائرات الأميركية «نيميتز» بحر الصين الجنوبي صباح امس متّجهة الى الشرق الاوسط، بعد إلغاء رسوها الذي كان مقرّرا في ميناء بوسط فيتنام. وكانت حاملة الطائرات تخطّط لزيارة مدينة دانانغ في وقت لاحق من هذا الأسبوع، لكن مصدرين أحدهما ديبلوماسي قالا «إن الرسو الرسمي الذي كان مقرّرا في 20 حزيران ألغي»، ولفت أحد المصدرين إلى أن السفارة الأميركية في هانوي أبلغته بالإلغاء بسبب «متطلّبات عملياتية طارئة».
تشكيك بجدوى الحرب
في هذا الوقت، بدأت تصدر في «اسرائيل» اصوات تشكك في جدوى الحرب ضد ايران، وقالت صحيفة «يديعوت احرنوت» انه من المهم فحص شعار «تدمير البرنامج النووي لانه غير قابل للتحقق بمعركة عسكرية فقط، ويستوجب اتفاقا سياسيا أيضا. أما التمسك الأعمى بالهدف فقد يدفع نحو حرب استنزاف بلا إطار زمني واضح، حيال قوة عظمى إقليمية خطرة».
استدراج واشنطن
ولفتت الصحيفة الى «ان المعركة الحالية بدات بأداء مبهر على مستوى تاريخي، لكن قد يكون طريق التباهي قصيرا، لانه في هذا السياق، من المهم فهم طبيعة العدو. فهناك عداء مرير تجاه التعالي والإهانة والتهديدات الوجودية من جانب جهات خارجية، مغروس عميقا في الوعي الجماعي الإيراني، سواء في أوساط أناس النظام أم في أوساط المعارضين له. إلى جانب الصبر والقدرة على إدارة معركة طويلة (كما ثبت في الحرب ضد العراق في الأعوام 1980 – 1988)، فإن إيران لا تتطلع فقط الى الصمود، وبالتالي ربما توجه جهودها للبنى التحتية القومية، للمنظومات الأمنية الاستراتيجية ولكبار المسؤولين «الاسرائيليين». لهذا، يجب تجنيد ناجع وذكي لواشنطن لغرض استكمال المهمة»، حسب تعبير الصحيفة.
«النشوة» المؤقتة
بدورها، اكدت صحيفة «هارتس» ان الفرح كان سابقًا لأوانه، فمنذ اللحظة التي سقطت فيها الصواريخ الإيرانية الأولى السبت في «رمات غان» وفي مركز «تل أبيب» للمس بوزارة الدفاع، فإن النشوة المؤقتة التي استمرت لنصف يوم، تحولت إلى خوف وقلق. الإدراك بعدم وجود حروب سهلة يسود في أوساط الجمهور «الإسرائيلي»، الذي يتحمس ويهتاج من إنجازات الضربات الافتتاحية في عمليات لامعة، ليدرك لاحقا أن النجاح الاستراتيجي يقاس بالنهاية».
تجربة الحرب العراقية- الايرانية!
واشارت الصحيفة الى ان ايران ترتكز على آلاف سنوات التاريخ الفارسي المجيد، وأثبتت صمودا وتصميما على تحمل الضربات وليس الاستسلام. في نهاية العام 1979 شن رئيس العراق صدام حسين هجوما مفاجئا على إيران الضعيفة والمفككة. تصرف صدام حسين على فرض أنه سيهزم إيران في غضون أيام أو أسابيع، ولكن سرعان ما تبين خطأه. الامام الخميني رفض الاستسلام، وحشد الشعب في حرب استمرت ثماني سنوات.
انجازات مؤقتة
وشككت «هارتس» في نجاح طلب الجيش «الإسرائيلي» من سكان طهران الإخلاء، وقالت «تم تجريب هذه المقاربة بدون نجاح كبير في لبنان وفي قطاع غزة، على أمل استخدام الجمهور ضغطا على القيادة، من أجل الاستسلام أو التنازل. وحتى لو كانت هناك إنجازات مؤقتة، فمشكوك فيه أن يؤثر هذا الأمر بدولة عدد سكانها 100 مليون نسمة، ومساحتها أكبر بثمانين ضعفا من مساحة «إسرائيل». ويبقى الخوف أن تصل «إسرائيل» إلى حرب استنزاف يصعب عليها الصمود فيها».
الاستراتيجية الايرانية
من جهتها ، اشارت صحيفة «معاريف» الى «ان هدف إيران هو أن يفوق عدد صواريخها عدد صواريخ الاعتراض «الإسرائيلية». الخطة الإيرانية هي مواصلة إطلاق الصواريخ الباليستية حتى بعد أن تنفد صواريخ «حيتس» الاعتراضية لدى «إسرائيل»، وحتى المساعدة الأميركية لا تكفي، وعندئذ ستجد «إسرائيل» نفسها تحت وابل من الصواريخ الباليستية مع رؤوس متفجرة ، دون قدرة دفاعية كافية.
التعيينات الديبلوماسية
وفي انتظار ما ستؤول اليه الحرب من نتائج، حضرت هذه التطورات في جلسة مطولة لمجلس الوزراء في قصر بعبدا، حيث تم التشديد على ضرورة عدم اقحام لبنان في الصراع العسكري. وأقرت الجلسة التشكيلات الديبلوماسية، بينما تشير المعلومات الى انه سيجري اقرار التعيينات المالية ضمن سلة متكاملة الأسبوع المقبل، فيما لم يتم التوافق بعد على التعيينات القضائية.
وسبق الجلسة اجتماع بين الرئيسين عون وسلام بحث في المستجدات والأوضاع العامة، وتناولت المواضيع المدرجة على جدول الاعمال والتطورات السياسية والأمنية وملف التعيينات. وشدد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون خلال الجلسة على «دقة الوضع في المنطقة»، منوها بمواقف الفاعليات اللبنانية كافة «للمحافظة على الاستقرار، خاصة مع بداية موسم صيف واعد». وشدد رئيس الجمهورية على «ضرورة بذل كل الجهود الممكنة لإبعاد لبنان عن الصراعات التي لا شأن له بها»، آملا «ألا يؤثر الوضع الإقليمي في الفرص المتاحة أمام لبنان. وأقر مجلس الوزراء التشكيلات الديبلوماسية.
ملف السلاح الفلسطيني مؤجل؟
وفميا اكد رئيس الحكومة نواف سلام، إنه طلب من الرئيس الفلسطيني محمود عباس وضع المقررات بخصوص السلاح الفلسطيني موضع التنفيذ»، موضحا أنه لم يحدد أي موعد رسمي بشأن تسليم السلاح. علما انه كان مقررا بدء خطة سحب السلاح من مخيمات بيروت الثلاثة امس، تمهيدا لاستكمالها في سائر المخيمات.
ووفق مصادر مطلعة، فان الحرب ليست السبب وراء عدم بدء التنفيذ، لان الاجراءات العملانية لم تحسم بعد، بعد فشل السلطة الفلسطينية في المضي قدما بما وعد به الرئيس محمود عباس، فمنظمة التحرير الفلسطينية لم توافق اصلا على قرار ابو مازن، وهو اتفاق متعثر اصلا، لانه لا اجماع فلسطيني حوله. وكان وفد سياسي- امني فلسطيني بحث قبل عيد الاضحى الملف، لكنه غادر ولم يعد الى بيروت، وبات من المسلم به انه لا اجراءات جدية قبل انتهاء المواجهة الاقليمية.
الاعتداءات «الاسرائيلية»
ميدانيا، اغار طيران العدو المُسَيَر على مواطن كان يعمل في تربية النحل في الاطراف الغربية لبلدة حولا، ما ادى الى استشهاده. واستهدف جيش الاحتلال بقذيفة هاون منطقة العويضة في اطراف بلدة كفركلا، كما القى اربع قذائف مدفعية بين بلدتي الطيبة وعديسة. وسجل تحليق للطيران المعادي المسير على علو منخفض فوق بيروت وضواحيها. وبعد منتصف امس الاول، تعرضت أطراف بلدة عيترون لعملية تمشيط بالاسلحة الرشاشة المتوسطة.
- اللواء: عون وسلام: لا مصلحة للبنان في التورط بالحرب الدائرة
إقرار سلس للتشكيلات الدبلوماسية.. وقرض البنك الدولي للإعمار قطع شوطاً
وكتبت صحيفة “اللواء”: تمضي دورة الحياة اليومية في البلاد، على نحو منتظم وهادئ، من دون ان تقوى ضربات الطيران المعادي والمسيّرات الاسرائيلية والصواريخ الايرانية البالستية، التي تسيطر على الاجواء، على طول مسافة لا تقل عن 2500 كلم غرب آسيا، وبين اسرائيل المدججة بالاسلحة وتكنولوجيا القتل والتجسس غير المسبوقة، والتي يلوّح رئيس وزرائها «بالخيار النووي»، او الاستعانة بالولايات المتحدة الاميركية وايران القادرة على استهداف اسرائيل بالمسيّرات والصواريخ البالستية.
حتى الساعة، تمكَّن لبنان مع مرور اربعة ايام على الحرب التدميرية بين دولتين ذات تأثير في الشرق الاوسط من العبور الى مصالحه بسلام.
وشدد الرئيس جوزف عون في مستهل جلسة مجلس الوزراء على «وجوب القيام بالمستحيل» لابعاد لبنان عما يحصل من صراعات لا دور لنا فيها او علاقة بها»، منوهاً بموقف الفاعليات اللبنانية كافة للمحافظة على الاستقرار، مع موسم صيف واعد.
واكد الرئيس سلام على اهمية عدم توريط لبنان بأي شكل من الاشكال بالحرب الدائرة لما يترتب علينا من تداعيات لا علاقة لنا بها، خلال تطرق مجلس الوزراء الى ما يجري في الحرب الدائرة في المنطقة.
وأوضحت مصادر وزارية لـ«اللواء» ان ما خرج من مجلس الوزراء هو موقف متناسق بين رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ورئيس مجلس الوزراء القاضي نواف سلام لجهة إبعاد لبنان عن صراعات لا دخل له فيها، وكان توافق على ضرورة الا يؤثر الوضع الإقليمي على الفرص المتاحة امام لبنان.
وفهم انه جرى استعراض هذه التطورات بتداعياتها على لبنان انما تقرر عدم الحديث عن أية خطوات تفاديا لخلق بلبلة ما، ولذلك كان الحديث عن أهمية المحافظة على الإستقرار.
وفي ملف التشكيلات الديبلوماسية، علمت «اللواء» انه لم يشهد اي تباين بعد تفاهم مسبق على الاسماء وعكست تمثيلا طائفيا مع الأخذ بملاحظات رئيس الجمهورية وجاءت بلمسة وزير الخارجية والمغتربين جو رجي الذي حرص على اخراجها وتقادي اي خلاف والتمسك بالشفافية.
اما في ورقة نائب رئيس الحكومة طارق متري بشأن ملف النازحين السوريين فقد استغرقت بحثا داخل المجلس وجرى التأكيد على عودة النازحين عبر مراحل. وأشار متري في وقت سابق إلى أننا «سنسعى لإنجاز المرحلة الأولى قبل انطلاق العام الدراسي مطلع شهر أيلول المقبل من دون القدرة على تحديد الأعداد، وإن كنا نتوقع أن تتراوح بين 200 و300 ألف، وذلك يتوقف على نجاح العملية»، على ان تكون منظمة وغير منظمة والمهم هو حصول العودة.
إذاً، وقع لبنان خلال الايام الماضية تحت تأثير الحرب الكبرى بين ايران واسرائيل لا سيما لجهة المخاوف من افتعال توترات امنية عند الحدود الجنوبية والشرقية، وتراجع الموسم السياحي، بانتظار زيارة الموفد الاميركي ستيف ويتكوف الى بيروت والتي لم يتحدد موعدها بعد حسب مصادر وزارة الخارجية اللبنانية وإن كان البعض رجّح حصولها نهاية الاسبوع. بينما واصلت الحكومة انجاز ملفاتها المتراكمة واقرت التشكيلات الدبلوماسية تمهيداً لإنجاز التشكيلات القضائية والتعيينات المالية اللتين تشهدا تجاذباً سياسياً لا سيماحول تعيين المدعي العام المالي والنائب الاول لحاكم مصرف لبنان.
تشكيلات دبلوماسية خلافاً للسابق
وأقر مجلس الوزراء في جلسته أمس التشكيلات الديبلوماسية بصورة سلسلة.
وذكرت مصادر وزارة الخارجية لـ«اللواء»: ان التشكيلات الدبلوماسية جاءت شاملة وأعادت الانتظام الى السلك الدبلوماسي بعد ٨ سنوات من تعثر إجرائها.وأصر وزير الخارجية يوسف رجي على تخفيض ٍكبيرٍ بعدد السفراء من خارج الملاك من ١٤ الى ٦ مقارنة بآخر تشكيلات.
واضافت: تمّ حفظ معظم المراكز الاساسية لمستحقيها من السفراء من ملاك الوزارة. والاستعانة بخبرات من خارج الملاك كانت هي الاستثناء .كما تمت إعادة كل السفراء الذين تجاوزوا مدة خدمتهم القانونية في الخارج الى الادارة المركزية في بيروت التزاماً بالقانون. وتميزت التشكيلات بضخّ دمٍ في السفارات اللبنانية لمواكبة العهد والحكومة الجديدة.
واوضحت ان الوزير رجي وضع مسودة التشكيلات من دون أي تدخلات سياسية، وأدخل عليها تعديلات، أخذ ببعض الملاحظات ورفض ما لم يقتنع به. و يمكن التأكيد بأن كل المسؤولين المعنيين أبدوا تجاوباً وتعاوناً ومرونة، وجرى نقاش هادئ وبناء عندما قدم رجي مسودته، وكشفت المصادر ان الرئيس جوزاف عون فوض رجي إجراء ما يراه مناسبا لمصلحة السلك الدبلوماسي ولبنان، من دون مناقشة الاسماء، ولذلك كانت هي افضل الممكن، ووزير الخارجية راضٍ بشكل عام ومرتاح الضمير. والتشكيلات الجديدة تخطو خطوة في اتجاه إبعاد السلك الدبلوماسي عن الزبائنية، وهو ما يطمح اليه رجي.
وذكرت ان رسالة رجي للسفراء الجدد تتلخص «بأن لبنان يدخل مرحلة جديدة، وعليكم مواكبتها لنكون على مستوى المسؤولية».
وتلا وزير الإعلام بول مرقص، بعد انتهاء الجلسة في القصر الجمهوري في بعبدا، المقررات الرسمية، وقال: ان الرئيس نواف سلام شدد، في خلال الجلسة على «ضرورة الحؤول دون توريط لبنان في أي شكل من الأشكال بالحرب الدائرة لما يترتب علينا من تداعيات لا علاقة لنا بها، وذكر الرئيس سلام، إنه طلب من الرئيس الفلسطيني محمود عباس وضع المقررات بخصوص السلاح الفلسطيني موضع التنفيذ، موضحا أنه لم يُحدّد أي موعد رسمي بشأن تسليم السلاح.
وأشار مرقص، الى ان وزير الخارجية شرح لمجلس الوزراء وضعية مئات اللبنانيين العالقين في المطارات حول العالم وسبل معالجة أمورهم. كما أخذ المجلس علما من وزير الأشغال بشأن حركة المطار.
وأوضح في ما خص مشروع قانون الانتخاب، وقبل المباشرة بجدول الاعمال، تم الحديث عن التعديلات المرجوة عليه، وتم تأليف لجنة صياغة من وزراء: العدل، الداخلية، الاعلام، الخارجية والمغتربين، العمل، المهجرين، وتكنولوجيا المعلومات، برئاسة دولة نائب رئيس مجلس الوزراء لاقتراح التعديلات المطلوبة.
وأشار مرقص الى ان مجلس الوزراء درس اقتراح نائب رئيس مجلس الوزراء طارق متري بشأن خطة عودة النازحين السوريين ووافق عليها.
وقرر مجلس الوزراء إعادة درس اقتراح إنشاء وزارة التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.
كما وافق المجلس على إبرام اتفاقية مع صندوق النقد الدولي لإنشاء مكتب ممثل الصندوق المقيم في لبنان.ووافق المجلس أيضا على رفع قيمة الإسكان للمستفيد الواحد من 50 إلى 100 ألف دولار، اضافة الى موافقته على العديد من طلبات الوزارات وعلى هبات ورفض هبة مشروطة.
السفراء الجدد في العواصم الكبرى والعربية
ومن ابرز التعيينات الدبلوماسية على مستوى السفراء:
1- ندى عادل حمادة معوض في واشنطن.
2- ربيع جرجس الشاعر في باريس.
3- هند احسان درويش: المندوبة الدائمة لدى الاونيسكو.
4- طارق حسن منيمنة في ابو ظبي.
5- فادي خليل عساف: الفاتيكان.
6- علي ابراهيم الصالح: رومانيا.
7- كارولين الياس زيادة: البعثة الدائمة لدى المنظمات الدولية – جنيف.
8- كارلا البير جزار: ايطاليا.
9- كنج اسحق الحجل: اليونان.
10- حسين ربيعة حيدر: سويسرا.
11- علي حسن المولي: الجزائر.
12- بلال علي قبلان: قطر.
13- اغادي جرجس الخوري: الكويت.
14- هاني ابراهيم الشميطلي: اسبانيا.
15- علي حسين ضاهر: المغرب.
16- فرح نبيه بري: لندن.
17- وائل حيدر: بلجيكا.
18- كريم احمد خليل: تشيكيا.
19- عبير خليل علي: المانيا.
20- احمد صلاح الدين عرفة: البعثة الدائمة لدى الامم المتحدة – نيويورك.
البنك الدولي
نقدياً، بحث وفد البنك الدولي المؤلف من عثمان ديون وجان كريستوف كاريه مع كل من الرئيسين عون ونبيه بري للحث على الاسراع بتنفيذ الاصلاحات المرتبطة بالقطاع المصرفي، نظراً لتأثير هذا الموضوع على تهيئة الظروف الملائمة لموافقة مجلس ادارة البنك الدولي على قرض اعادة الاعمار.
وفيما اكد عون على ان الحكومة ماضية بالاصلاحات بالتعاون مع مجلس النواب، اكد الرئيس بري استعداد المجلس لانجاز التشريعات واقرار مشاريع القوانين المطلوبة والمتفق عليها مع الحكومة.
وفي المجال التشريعي، دعا الرئيس بري لجان المال والموازنة، الإدارة والعدل الصحة العامة والعمل والشؤون الاجتماعية، الدفاع الوطني والداخلية والبلديات، تكنولوجيا المعلومات، والأعلام والاتصالات، الى جلسة مشتركة عند الساعة 11:00 من قبل ظهر بعد غد الخميس الواقع في 19 حزيران 2025 وذلك لدرس جدول الاعمال من عدة اقتراحات قوانين، وابرزها: إقتراح قانون تمكين البلديات، واقتراح القانون الرامي الى إنشاء الوكالة الوطنيه للتحول الرقمي.
صدي: لتعليق أسعار المحروقات
حياتياً، اشار وزير الطاقة جو صدي الى انه اقترح تعليق موضوع زيادة سعر المحروقات علماً أن مبدأ الدعم للعسكريين لن نتراجع عنه واقترحت العودة إلى مجلس الوزراء بمقترح متكامل.
إنقاذ السياحة ينتظر أعجوبة
وعلى صعيد انعكاسات الحرب بين ايران واسرائيل، أعلن رئيس اتحاد النقابات السياحية نقيب اصحاب الفنادق بيار الأشقر في بيان أن «التداعيات السلبية للحرب الدائرة بين إيران وإسرائيل بدأت تتكشّف على الساحة اللبنانية، وفي مقدمها اقفال المجالات الجوية وإلغاء الرحلات التي كانت آتية إلى لبنان، إضافة إلى الفوضى العارمة في قطاع الطيران».
واذ شدد الأشقر على أن «الحروب بشكل عام هي عدو للسياحة»، اعتبر أن أي حرب قادرة على قتل الموسم السياحي، مشيراً في هذا الإطار الى «حصول إلغاءات وبنسب كبيرة في حجوزات القادمين إلى لبنان وفي حجوزات الفنادق أيضاً».
وقال الأشقر «ننتظر أعجوبة بشأن الحرب القائمة بين إيران وإسرائيل، ونتمنى أن تنتهي بشكل سريع».
كما كشف رئيس نقابة مكاتب أصحاب مكاتب السياحة والسفر جان عبود عن وجود إنخفاض في عدد الوافدين الى لبنان بعد المواجهات العسكرية بين إسرائيل وإيران بكشل كبير»، وقال عبود:«حتى الآن لا توجد إحصاءات دقيقة حول إنخفاض عدد الوافدين إلى لبنان، إلا أنه يمكن تقدير النسب إستناداً إلى الرحلات القادمة إلى لبنان، حيث هناك تراجع في عددها بحدود 60 في المئة».
وكشف عبود عن خسائر كبيرة ستتكبدها وكالات السياحة والسفر نتيجة الإلغاءات الحاصلة على صعيد الحجوزات إلى الخارج (الصادرة)، وهي ستكون اكبر بكثير من خسائرها نتيجة إلغاء الحجوزات (الواردة) الى لبنان.
وأكد عبود أنه «على صعيد الحجوزات إلى الخارج والتي كانت مقررة خلال تموز وآب تم إلغاء ما بين 30 و40% منها حتى الآن، وكلما إقتربنا من موعد الحجوزات سيزداد عدد الإلغاءات أكثر فأكثر.
الاعتداءات لم تتوقف
على الارض، استهدفت مسيّرة اسرائيلية مواطناً يعمل في تربية النحل في بلدة حولا، مما ادى الى استشهاده. كما طاول القصف المدفعي بلدات كفركلا والطيبة والعديسة، واستمر الطيران المعادي المسيّر بالتحليق على علو منخف فوق بيروت والضاحية الجنوبية.