سياسةمحليات لبنانية

قالت الصحف: مؤشرات التأزم تصاعدية

الحوارنيوز – خاص

الأوضاع المؤلمة في لبنان بأسبابها الدخلية والخارجية الى مزيد من التعقيد، فكل المؤشرات توحي بمزيد من التأزم،وهو ما عكسته الصحف في عددها الصادر اليوم.

 

 

  • صحيفة “النهار” عنونت: الدولار 23 الفاً… على صفيح التعطيل والتصعيد” وكتبت ” النهار” تقول: مضت مسارات الأزمات التي تتخبط فيها البلاد نحو مزيد من التفاقم على مختلف الصعد والمستويات، وسط شلل تام غير مسبوق في المبادرات السياسية الرسمية لتجاوز الإنسداد الذي أصاب من الحكومة مقتلاً مبكراً وجعل مجلس الوزراء يقبع في مربع التقاعد والانتظار القسريين. ولم يكن المؤشر الأشدّ تعبيراً عن التأزم التصاعدي الذي يحاصر البلاد سوى الارتفاع الجنوني في سعر الدولار الأميركي في السوق السوداء، اذ اعتبر سعره أمس الأعلى قياسياً على الاطلاق خلال هذه السنة، وبلغ مساء سقف الـ 22 الفا و900 ليرة وذلك عقب الكلمة التي القاها الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله مساء والتي عكست تصعيداً مطّرداً من جانب الحزب تجاه المملكة العربية السعودية وانعدام افق أي حل للازمة مع الدول الخليجية.

وإذا كان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي “يجهد” في محاولات التعويض عن الشلل بحركة كثيفة لاطلاق مبادرات تتصل بالقطاعات المختلفة على غرار إطلاقه أمس مبادرة “صندوق إعادة بناء مؤسسات الاعمال في بيروت على نحو أفضل”، فإن هذا الجانب على أهميته لم يحجب حال التفرّج على الازمة الذي يطبع مواقف اركان السلطة الاخرين في وقت تتجمع نذر موجة جديدة من التأزم والتصعيد في الازمة بين لبنان والدول الخليجية. ولعلّ أكثر ما يلفت اهتمام البعثات الديبلوماسية المعتمدة في لبنان والتي ترصد مسار هذه الازمة بدقة وجدية، وفق ما تفيد مصادر معنية، ان معظم المسؤولين الكبار يبدون برودة مخيفة حيال ما يتوجب عليهم القيام به بأسرع وقت لانهاء هذه الازمة قبل ان تتضخّم تداعياتها إلى حدود لن يعود ينفع معها أي تحرك او اجراء او وساطة.

 

هدأت… ولكن

ومع ان الردود بين بعبدا وعين التينة توقفت أمس، الا ان الجمر ما زال تحت الرماد بينهما في العديد من الملفات المفتوحة والتي ترخي بتداعياتها على عمل المؤسسات الدستورية من تعطيل مجلس الوزراء، إلى التجاذبات في مجلس النواب، إلى الحرب المفتوحة في اروقة وغرف قصر العدل على التحقيق العدلي في جريمة المرفأ وحفلة الردود والدعاوى والارتياب، وصولاً إلى المجلس الدستوري الذي سيكون امام امتحان الطعن في قانون الانتخاب المعدّل الذي سيقدمه “تكتل لبنان القوي”.

في عين التينة هدأت العاصفة، وفي القصر الجمهوري كذلك، حيث تؤكد مصادره ان رئيس الجمهورية بتغريدته لم يقصد شخصاً وتحديداً الرئيس نبيه بري بل انه “مسؤول عن سلامة كل المؤسسات والسلطات ولذلك كانت تغريدته من اجل تقوية القضاء وتحصينه ضد فيروس السياسة والطائفية والمذهبية التي تشرذمها وتكاد تقضي عليها”. وتقول هذه المصادر ان “السلطة القضائية لا تمس بهذه الطريقة. يكفينا المشكل الاقليمي مع المملكة العربية السعودية وموضوع استقالة الوزير جورج قرداحي. على الجميع ان يهدأ ويتروى”.

من وجهة نظر المصادر الرئاسية ان “لا اجتماعات لمجلس الوزراء ولا قضية استقالة قرداحي تعالج بعد بشكل صحيح، الا ان العمل يتواصل لمعالجة الازمة الحكومية خصوصاً وأن هذه الحكومة حاجة للجميع كما لكل مكوناتها ولا أحد لديه الترف اليوم لتدميرها وتعطيلها”. وفي هذا الاتجاه، تشير المصادر إلى ان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أرسل انذاراً جدياً من طرابلس ولا يزال مثابراً ومؤمناً بأن ثغرة سوف تفتح بهذا الجدار السميك”.

وعن مصير التحقيق العدلي في ظل حرب الدعاوى والردود، تجيب المصادر الرئاسية: “لن يتوقف التحقيق العدلي بقوة الاقتناع لدى القاضي (طارق البيطار)، وفي غياب اي تدبير ملاحقة في مجلس النواب والمجتمع الدولي يدعم التحقيق ولا يفهم الا بشفافيته واستقلاليته”.

وتقول المصادر ان دخول الرئيس بري على الملف كان للاسف مذهبياً وطائفياً وهذا ما ادى بنادي القضاة إلى ان يحذر وكان لمجلس القضاء الاعلى كما لوزير العدل موقفهما اللافت.

وفيما يبدي الفريق الداعم لقانون الانتخاب المعدل ثقته بأن الطعن الذي سيقدم إلى المجلس الدستوري سيردّ، تبدي مصادر فريق العهد خشيتها من دخول السياسة على المجلس الدستوري فتعطله كما تم تعطيل مؤسسات اخرى بدءاً من مجلس الوزراء.

  • صحيفة الجمهورية عنونت: “الأزمة مع الرياض على غاربها .. ودخول تركي على الخط”،وكتبت تقول: فيما توقف السجال الحاد على جبهة بعبدا ـ عين التينة بفعل اتصالات ومساعٍ مؤثرة على الجانبين، ظلّت الأزمة الناشئة بين لبنان وبين المملكة العربية السعودية ومعها بعض دول الخليج على غاربها، نتيجة غياب المعالجات العملية والفاعلة لها، ولم تنفع معها مواقف رئيس الحكومة نجيب ميقاتي المتلاحقة، والمشدّدة على حرص لبنان على أوثق العلاقات بينه وبين أشقائه العرب وعلى رأسهم السعودية. في وقت ذهب مصدر مسؤول الى وصف المواقف التي عبّر عنها الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله من الأزمة مع الرياض، على خلفية مطالبة البعض باستقالة وزير الإعلام جورج قرداحي، لتكون مدخلاً للحل، بأنّها “مواقف سياسية” يمكن البناء عليها في قابل الأيام، لتحقيق التهدئة التي من شأنها التمهيد للمعالجات المطلوبة، والإنصراف الى ورشة العمل لوضع البلاد على سكة التعافي سياسياً ومالياً واقتصادياً ومعيشياً، قبل الإنغماس العملي في استحقاق الإنتخابات النيابية المقرّرة في أواخر آذار المقبل.
    علمت “الجمهورية”، انّ اتصالات أجرتها جهات فاعلة وعلى مستويات عليا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، أثمرت توقف السجال الحاد الذي دار “تويترياً” وعبر البيانات، بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري، خصوصاً بعدما شهدت السوق المالية السوداء أمس ارتفاعاً في سعر الدولار على حساب قيمة العملة الوطنية، بما يهدّد اكثر فأكثر بتفاقم الازمة المالية والمعيشية، ويطيح كل المحاولات الحكومية والدولية لتحقيق الاصلاحات الموعودة لوقف الانهيار الذي تعيشه البلاد.

وفي هذه الأثناء، يواصل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي محاولاته في غير اتجاه لتأمين عودة جلسات مجلس الوزراء الى الانعقاد، عبر تحقيق حلحلة في القضايا التي كانت سبب توقفها، وفي مقدّمها التحقيقات في تفجير مرفأ بيروت وأحداث الطيونة، علماً انّ توجيهاته الى الوزراء بوجوب إنجاز الملفات الاساسية المتصلة بالإصلاحات الإنقاذية وبتسيير شؤون الناس ومعالجة ازمة الكهرباء لا تزال سارية، لتكون جاهزة للإقرار والتنفيذ فور عودة مجلس الوزراء الى الانعقاد.

 

 

 

 

  • صحيفة “الاخبار” وتحت عنوان:” نصرالله لن نتنازل للرياض” كتبت تقول:” أقفل الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصرالله، الباب أمام التنازل للسعودية في الأزمة التي افتعلتها على خلفية تصريحات الوزير جورج قرداحي. حزب الله لم يوافق على إقالة الأخير، ويرى أن المصلحة الوطنية توجب عدم التنازل الذي لا تلاقيه الرياض بإيجابية، بل تطالب بالمزيد. كذلك يرفض الحزب التفاوض باسم اليمنيين، إذ يمكن السعودية حل مشكلتها معهم بوقف الحرب ورفع الحصار وبدء المفاوضات السياسية
    لا تنازل للسعودية التي بعدما أخذت «ألِف» إقالة وزير الخارجية السابق شربل وهبة، انتقلت إلى «باء» المطالبة بإقالة وزير الإعلام جورج قرداحي. وفي حال نالت مرادها، ستطالب وتطالب حتى تصل إلى «الياء». بهذه العبارة يمكن تلخيص موقف حزب الله الذي عبّر عنه أمينه العام السيد حسن نصرالله، من الأزمة التي أكّد أن النظام السعودي افتعلها مع لبنان بذريعة تصريح لقرداحي عن حرب اليمن، يسبق تعيينه وزيراً. في خطابه بمناسبة «يوم الشهيد»، أمس، بدا نصرالله كمن يقول لمحمد بن سلمان إن مسؤوليتك أنت أن تحل الأزمات التي تفتعلها، وليس من واجبنا أن نقدّم لك سلّماً للنزول عن الشجرة. فبالنسبة للذريعة السعودية التي تعتمدها لمعاقبة لبنان، والمتمثلة باتهام حزب الله بقيادة عمليات «أنصار الله» العسكرية في اليمن، ردّ السيد نصرالله بنفي ما وصفه بـ«الأوهام»، ناصحاً السعوديين بأن «الحل في اليمن يبدأ بوقف إطلاق النار ورفع الحصار، وبدء مفاوضات سياسية». وفي هذا السياق، نفى ما تردد في الأسابيع الماضية عن المفاوضات السعودية- الإيرانية في بغداد، وتحديداً لجهة القول إن طهران قالت للرياض إن الملف اليمني بيد حزب الله، أو السيد حسن نصرالله تحديداً.

خطاب السيد أمس حمل تعبيراً عن قرار بعدم الرضوخ للإملاءات الخارجية، منتقداً الذين طالبوا الوزير قرداحي بتقدير المصلحة الوطنية وتقديم الاستقالة، «فمَن قال إن المصلحة الوطنية تكمن في الخضوع للمطالب الخارجية؟». في الوقت عينه، كانت لغته هادئة، وأكّد أن الحزب لا يريد التصعيد مع السعودية ولا مع أي دولة خليجية.


ووصف نصرالله رد فعل السعودية على تصريحات قرداحي بأنه «مبالغ فيه جداً، لأن هناك سياسيين ومسؤولين أميركيين وأمميين قالوا ذات كلام قرداحي ولم يردّ السعوديون، إضافة إلى قيام أفراد بشتم النبي محمد ومع ذلك لم تقدم السعودية على قطع العلاقات مع الدول التي حمت هؤلاء الذين شتموا، إضافة إلى جانب آخر يتعلق بصداقة السعودية مع اللبنانيين فهل هكذا يتعاطى الصديق مع صديقه؟». وأضاف: «حملات الشتم لم تتوقف ضد سوريا منذ 15 عاماً، ومع ذلك لم تقف سوريا ضد القرار الأميركي الذي سمح بمرور الغاز المصري والكهرباء الأردنية في أراضيها»، مؤكداً «أن هذا التصرف هو عنوان الصديق، مثلها في العلاقة مع إيران التي لم تمنن لبنان بما قدمته وساندت من خلاله لبنان وبخاصة في دعمها لطرح الاحتلال الإسرائيلي».
وأعلن أن حزب الله رفض إقالة الوزير قرداحي، «لأن السعودية لم تقابل لبنان بأية إيجابية عندما تمت إقالة الوزير شربل وهبي». وبرأيه، فإن «السعودية تبحث عن حجة لتفتعل أزمة مع لبنان»، لأن ذلك جزء من المعركة مع مشروع المقاومة في لبنان»، مذكّراً بالدور السعودي التحريضي ضد المقاومة في حرب تموز 2006.

لا مقايضة بين ملفي انفجار المرفأ ومجزرة الطيونة التي ارتكبها حزب القوات اللبنانية

وتوقف عند ما قالته السعودية من أسباب مشكلتها مع حزب الله، وتحديداً اتهام الحزب بالهيمنة على لبنان. بالنسبة للأولى، قال نصرالله إن حزب الله هو «أكبر حزب سياسي في لبنان، ولكن نحن غير مهيمنين على لبنان، لا بل هناك من لديه تأثير في مفاصل الدولة أكبر من تأثيرنا». وأعطى أدلة على قوله هذا بمسائل كالتحقيق في انفجار المرفأ، قائلاً: «ما هو هذا الحزب الذي يهيمن على القرار في لبنان، والذي لا يستطيع أن ينحّي قاضياً عن ملف نعتقد أنه يعمل بشكل استنسابي ومسيّس. كذلك الأمر بالنسبة لسفن المازوت من إيران، أين هيمنتنا على الدولة في وقت نأتي بالمحروقات عبر سوريا وننقله لنحو 200 كيلومتر لأن الدولة اللبنانية ترفض استقبال هذه السفن في منشآت النفط. ومِثلها في مطالبتنا بالتوجه شرقاً مع الحفاظ على علاقات مع الغرب، أو بتفعيل العلاقة مع سوريا».
وعن اليمن وموقف حزب الله من الحرب فيه، قال نصرالله: «موقفنا واضح منذ سبع سنوات عندما أيدنا الشعب اليمني، فلماذا القصة الآن؟ إنها قصة مأرب ونتائج الحرب هناك، هذه الحرب التي فشلت بعد كل سنوات الحرب على الشعب اليمني. فتداعيات سقوط مأرب ستشمل المنطقة والسعودية تعرف ذلك». وعبّر عن رفضه «احتمال أن يكون الضغط علينا كي نضغط على أنصار الله (الحوثيين) في اليمن»، نافياً «الخبر الذي قيل عن أن الإيراني طلب من السعودي في بغداد أن يقوم حزب الله بهذه المهمة»، ومشدداً على رفضه «التفاوض نيابة عن اليمنيين وهذا أيضاً موقف إيران». وكشف أنه «مطّلع على محاضر جلسة الحوار السعودي الإيراني في بغداد، والتي لم يؤتَ فيها على ذكر ما أشيع».


وأكد الأمين العام لحزب الله أن مشكلة السعودية في لبنان أن حلفاءنا لم يأخذوا البلد إلى حرب أهلية، وهم قسمان: جزء عاجز عن جر البلد إلى حرب أهلية، وجزء يرفض الحرب الأهلية. لكن على رغم ذلك، السعودية استمرت بالسعي إلى إشعال الحرب داخل لبنان، سواء بعد حرب تموز 2006، أو عندما خطفت الرئيس سعد الحريري عام 2017، أو اليوم.
وختم السيد نصر الله بالقول: «نحن نريد التهدئة، وأطالب اللبنانيين بالصبر، ونحن صبرنا وضغطنا على جروحنا ونريد السير بالطريق الصحيح، ونحن منفتحون على المعالجات الهادئة، وهذا ما قمنا به في حادثة خلدة، ومثلها في مجزرة الطيونة التي ارتكبها حزب «القوات اللبنانية» تصميماً وتحضيراً واستجلاباً لعناصر من خارج منطقة عين الرمانة». وأكّد عدم وجود أي مقايضة بين ملفي الطيونة والمرفأ، لافتاً إلى أن أهالي الشهداء في المرفأ كعوائل الشهداء في الطيونة، «ونحن سنتابع القضيتين لأنها مسألة أخلاقية ووطنية نلتزمها».
نصرالله بدأ خطابه بالتشديد على أهمية الإنجازات التي حققها شهداء المقاومة، وشهداء الدول العربية، في مواجهة العدو الإسرائيلي، لجهة «تحرير الأرض وتحرير الأسرى والحماية والردع وهي مستمرة، ومنها مواجهة المشروع الأميركي التكفيري في المنطقة الذي انتصرنا عليه ومنع الحرب الأهلية التي لا يزال يجري التخطيط لها».


كذلك من أهم الإنجازات التي تحدّث عنها، «منع الإطباق الأميركي الكامل على لبنان، على رغم النفوذ الأميركي الكبير فيه، لكن منعناه من الهيمنة الشاملة على لبنان. وكل ما يحتاجه هو رفض الإملاءات السياسية، كما في قضية ترسيم الحدود البحرية، لأن المنطقة هناك تحتوي على ثروة نفطية وطنية». ونوه بعدم خضوع الدولة «إلى الآن»، للإملاءات الأميركية في مسألة ترسيم الحدود، «والسبب هو استناد لبنان إلى قوة المقاومة القادرة على ردع العدو ومنعه من أن يمد يده إلى ثروة لبنان وأي حبة تراب».

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى