قالت الصحف: قراءات في نتائج الانتخابات البلدية في جبل لبنان .. حماس تتجاوب مع السلطات اللبنانية

الحوارنيوز – خاص
قرأت صحف اليوم في نتائج الإنتخابات البلدية والاختيارية في جبل لبنان وفي أجواء الجولة الثانية من الانتخابات التي ستجري الاحد المقبل في محافظة الشمال.. الى ذلك ابرزت الصحف تجاوب حركة حماس الفلسطينية مع السلطات الأمنية والقضائية اللبنانية من خلال تسليمها لعدد من عناصرها الذين نفذوا عمليات اطلاق صواريخ فاشلة باتجاه كيان العدو مؤخرا..
ماذا في التفاصيل؟
صحيفة النهار عنونت: أي خلاصات لنتائج جبل لبنان ومعاركه المتوهّجة؟ “حماس” تسلم الجيش 9 مطلوبين بإطلاق الصواريخ
لا يمكن الاستناد الى هذه الانتخابات لاعتبارها “بروفة” للانتخابات النيابية المقبلة نظراً إلى الاختلاف بين النظامين الانتخابيين، الأكثري والنسبي
وكتبت تقول: بين الأحد الماضي والسبت في 24 أيار الحالي سيكون لبنان على موعد أسبوعي مع جولات الانتخابات البلدية والاختيارية تباعاً، وبعد الجولة الأولى في محافظة جبل لبنان ستكون الجولة الثانية الأحد 11 أيار في الشمال ومن ثم الجولة الثالثة الأحد 18 أيار في بيروت والبقاع، ومن ثم الختام في الجولة الرابعة السبت 24 أيار في الجنوب. وتبعاً لهذا التسلسل بدأت الأنظار تتجه غداة الجولة الأولى إلى محافظتي الشمال وعكار لرصد صورة الواقع الانتخابي وما يمكن أن يشهده من تحالفات ذات طابع سياسي أو إنمائي أو عائلي، علماً أن العاملين الأساسيين اللذين سيتم رصدهما بتدقيق بالغ في المنطقة الشمالية هما التنافسات السنية في طرابلس والمنية ومعظم عكار، والتنافسات المسيحية من البترون والكورة حتى بشري وزغرتا. وستغدو الصورة على هذا المنوال حتى نهاية الجولات الأربع، علماً أن ما أسفرت عنه الجولة الأولى من نتائج في محافظة جبل لبنان يملي تسليط الأضواء على مجموعة خلاصات يرجح أن تتكرر في سائر المحافظات ولو مع تمايزات وخصوصيات تتصل بكل منطقة، ومن أبرزها الآتي:
أولاً: أبرزت النتائج والوقائع الانتخابية في جبل لبنان أن كل القوى الحزبية والسياسية انخرطت في تحالفات مع عائلات ولو في معارك بين بعضها البعض، بما يعني أن الطابع المختلط السياسي – العائلي كان سيّد الساحات في المتن كما في كسروان وفي جبيل أيضاً وهي المناطق التي تعتبر “درّة” المعارك الانتخابية التي ميّزت هذه المناطق عن سواها وتميّزت بحيوية مشهودة عبرت عنها نسب الاقتراع المرتفعة.
ثانياً: كانت الجولة الانتخابية بمثابة اختبار قوة شعبية وقوة تحالفية لكل من الأحزاب والقوى الكبيرة كالقوات اللبنانية والكتائب والتيار الوطني الحر، ولكنها أتاحت فرصة ثمينة للغاية لـ”القوى العائلية” التقليدية إذا صح التعبير لإثبات حضورها وتأثيرها على غرار عائلات البون وافرام والخازن في كسروان والمر في المتن. هذا الطابع لم يكن مشابهاً لدى الدروز والسنّة والشيعة في الأقضية الأخرى بما أتاح للمناطق “المسيحية” “التوهج” بمعاركها.
ثالثاً: بالغ معظم الإعلام الموالي لهذا الفريق أو ذاك في إظهار طابع “كسر العظم” للنتائج، في حين أن لا اجتياحات ولا هزائم كاسرة حصلت، بل أن “الكل” خرجوا بأرصدة شعبية ولو متفاوتة، أما على الصعيد الحزبي الصرف، فإن تقدماً قوياً وملحوظاً سجل للقوى السيادية على خصومها.
رابعاً: لا يمكن الاستناد الى هذه الانتخابات لاعتبارها “بروفة” للانتخابات النيابية المقبلة نظراً إلى الاختلاف بين النظامين الانتخابيين، الأكثري والنسبي، كما إلى طبيعة الاصطفافات والفرز والتنافسات المتوقعة في الانتخابات النيابية، ومع ذلك فإن جسّ نبض القواعد العائلية والشعبية في هذه الانتخابات يصح اعتباره تحفيزاً أولياً يمكن أن تنطلق على أساسه الحسابات العميقة لموقعة أيار 2026 النيابية.
في أي حال، لم تنشر بعد رسمياً النتائج النهائية للانتخابات البلدية والاختيارية في جبل لبنان، إذ أشرف وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار صباح أمس على تسليم محافظ جبل لبنان محمد المكاوي النتائج إلى المديرية العامة للشؤون السياسية واللاجئين، وعزي هذا الإجراء إلى الحرص على ضمان شفافية ونزاهة الانتخابات.
وأوضح الوزير الحجار أنه أشرف على النتائج “بشكل مباشر مع جميع المعنيين، حيث تصدر النتائج عن لجان القيد، وتُسلَّم إلى القائمقام والمحافظ، كما طلبتُ منهم رفعها إلى وزارة الداخلية لأشرف عليها بنفسي، وذلك للتأكد من عدم وجود أي خطأ ولضمان أن تكون النتائج دقيقة ومؤكدة”. أضاف: “كما وضعنا برنامجًا على الحاسوب للتدقيق في النتائج قبل إعلانها بشكل نهائي عبر موقع وزارة الداخلية”. وأشار إلى أنّ “وزارة الداخلية ستقوم بعملية تدقيق شاملة لكلّ الأسبوع الانتخابي لتدارك الثغرات والمشاكل اللوجستيّة التي حصلت وتلافيها في الأيّام الانتخابية المقبلة. وقال: “ستصدر النتائج تباعًا خلال الساعات القليلة المقبلة، وقد اتخذنا القرار النهائي بإجراء الانتخابات في موعدها، رغم التحفظات وقلة الإيمان بإمكانية تحقق ذلك، ونجاح هذه الانتخابات يعود إلى جهود الدولة وموظفيها، ووسائل الإعلام، ووعي المواطنين ومحبتهم لوطنهم وإيمانهم بإعادة تفعيل العمل الإنمائي في بلداتهم”. وأضاف: “ممّا لا شكّ فيه أنّ انطلاق العهد الجديد وتشكيل الحكومة انعكسا إيجابًا على كلّ البلد”. وأجريت اتصالاً مع وزير العدل، فهناك بعض الملاحظات من قبل القضاة في لجان القيد في عمليات الفرز، وسيكون معنا قضاة في عملية التقييم لنقدم عملية انتخابية ناجحة وتفادي كل الثغرات”.
أما في الردود البارزة أمس على نتائج الانتخابات، فاعتبر رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع أن “التغيير الذي حصل، خصوصًا في البلدات الكبرى، له مؤشر واضح يؤكد أن الناس، بانتماءاتها السياسية كافة، لم تعد ترضى بأي فساد أو سوء إدارة على المستويات كلها”. ورأى أن “ما حصل في الانتخابات البلدية والاختيارية في جبل لبنان كله يبشٍّر بالخير، ويؤكد أن لبنان انتقل إلى مرحلة جديدة بعدما نفض عنه جلدًا قديمًا أثخن جسده بالجراح على مدى ثلاثين سنة مضت. وطبعاً بانتظار الجولات الأخرى في سائر المحافظات اللبنانية التي لن تكون أقل إشراقًا وتغييرًا عن الواقع الجديد في جبل لبنان”.
أما رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، فبارك للعهد والحكومة واللبنانيين بإجراء الانتخابات، وقال إن تياره احترم إرادات العائلات في المعيار البلدي الانمائي، وأضاف أن “نتائج الانتخابات تدلّ على انتشار “التيارالوطني الحر” في كلّ جبل لبنان وأنه لا يزال القوة الأساسية، وإذا كنا خسرنا مدناً أساسية فقد دخلنا في انتخاباتها بهدف تأكيد وجودنا مقابل تحالفات كبيرة معروفة”. وتابع، “حاولنا صياغة توافقات ونجحنا في عدد منها أو دعمنا مرشحين ولوائح، وعلى هذا الأساس عندما نقول فزنا، فهذا يعني أننا فزنا مع العائلات والناس ولا نحتكر ذلك”.
صحيفة الأخبار عنونت: نتائج جبل لبنان: خيبة أصحاب الرؤوس الحامية
وكتبت تقول: منذ إعلان وقف إطلاق النار في الجنوب، بدأ الفريق المعادي للمقاومة في لبنان، بدعم من واشنطن والرياض وعواصم أخرى، استثمار نتائج الحرب داخلياً في مواجهة حزب الله وحلفائه ومن بقوا على علاقة جيدة معه. وقاد حزب «القوات اللبنانية» الحملة مستفيداً من ماكينة إعلامية وُضعت في خدمته، وشاركه حشد من قوى وشخصيات كانت تعاني دائماً من «ضائقة شعبية»، حالت دون قدرتها على تحقيق نفوذ كبير على مستوى المجلس النيابي وبقية المؤسسات التنفيذية والتمثيلية في الدولة.
خلال الفترة الماضية، أوحى الضجيج الإعلامي لهذه الماكينة بأن هذه القوى باتت هي الأبرز في البلاد. وأوحت «جماعة أميركا والسعودية» بأنه تمّ القبض على الشارع السنيّ بعيداً عن تيار المستقبل وزعيمه سعد الحريري، وبأن حضور القوى التي كانت تربطها علاقات مع حزب الله انتهى تماماً، وبأن «اندثار» التيار الوطني الحر و«انقراضه» مسألة وقت، ورهن الاستحقاقات الانتخابية، بعد إزاحته من مواقع السلطة عقب الانتخابات الرئاسية وتشكيل الحكومة. وكان الأهم في جدول أعمال أعداء المقاومة، إبراز حالة اعتراضية وسط الجمهور الشيعي، بعدما صدّق بعض المراقبين العرب والأجانب في لبنان رواية جماعاتهم من اللبنانيين، بأن الانتخابات البلدية ستعطي إشارة انطلاق انهيار القاعدة الاجتماعية والشعبية لتيار المقاومة، وللثنائي أمل وحزب الله.
هذه الموجة من التعبئة الوهمية تعرّضت لنكسة كبيرة بعد ظهور نتائج المرحلة الأولى من الانتخابات البلدية. وتكفي مراجعة طبيعة التحالفات التي رافقت عملية تأليف اللوائح، والأرقام التي حصدها الفائزون والخاسرون، لإظهار أن الواقع مخالف تماماً للسردية التي عمل أعداء المقاومة وداعموهم على الترويج لها. وهي حملة لن تتوقف خلال الاستحقاق الحالي على أيّ حال، وستشهد تصاعداً أكبر كلما اقتربنا من الانتخابات النيابية، خصوصاً أن القوى الخارجية بدأت عملية تمويل لنشاط سياسي وإعلامي معادٍ للمقاومة.
عملياً، بيّنت نتائج الانتخابات البلدية في جبل لبنان أن القاعدة الشعبية لتيار المستقبل لا تزال صاحبة نفوذ كبير بين السنّة، وأن حضور الجماعة الإسلامية التي شاركت في حرب الإسناد لغزة آخذ في التوسّع في الشارع السنيّ، وأن خصوم المقاومة بين الشيعة لا يشكّلون أي قوة ذات تأثير تستدعي التعبئة ضدهم، وأن التيار الوطني الحر صامد رغم «حرب الإلغاء» المُعلنة ضده منذ عام 2019، فيما أصيب حزب «القوات اللبنانية» بخيبة كبرى، إذ يدرك القواتيون أنهم لم يفوزوا وحدهم في بعض البلديات الكبرى، وأنهم ما كانوا ليحقّقوا ما حقّقوه لولا خضوعهم للسير في تحالفات مع قوى وشخصيات لديها مشكلة مع التيار الوطني الحر.
الأحد المقبل، سنكون أمام جولة ثانية، سيكون فيها الكثير من العناصر التي تخصّ حلفاء وأصدقاء حزب الله، كتيار المردة والتيار الوطني الحر، كما سيكون هناك اختبار لطبيعة التمثيل السنيّ في طرابلس وعكار، رغم تدخّلات الرياض. ولا توحي المؤشرات بأن الجولة الثانية ستحمل نتائج مخالفة لما جاءت عليه نتائج انتخابات جبل لبنان، بحيث يمكن القول إن النتيجة الواقعية ستحتّم على أصحاب الرؤوس الحامية أن يفكّروا في طريقة للنزول عن الشجرة.
صحيفة الديار عنونت: لبنان المحاصر «بالنيران» يختبر الضمانات الأميركيّة؟!
نتائج البلديّات مُؤشر للمستقبل… «الكباش» الأقسى مسيحياً
الأحزاب المسيحيّة و«الثنائي» نجحوا في إثبات حضورهم
جنبلاط ــ إرسلان لتحالف ضدّ «التغييريين»
وكتبت تقول: يجهد لبنان المحاصر «بالنيران» الملتهبة على حدوده الشرقية والجنوبية، وفي ظل الاعتداءات «الاسرائيلية» المتواصلة، وان كانت بوتيرة منخفضة، لإبراز اهمية النجاح في المرحلة الاولى من الانتخابات البلدية والاختيارية في جبل لبنان. واذا كانت الارقام الرسمية تشير الى ان نسبة الاقتراع بلغت 45.16 في المئة، حيث بلغ عدد المقترعين 376.725 ، فان المبالغة في اسقاط النتائج السياسية المحققة على الانتخابات النيابية العام المقبل، لا تبدو في مكانها، ولا تمت الى الواقع بصلة. فالنظام النسبي المعتمد في الانتخابات البرلمانية يغير قواعد احتساب الرابحين والخاسرين، كما ان طبيعة التحالفات في الاستحقاق البلدي كانت مختلفة، ولم تكن وفق معيار واحد في كل البلدات المدن .
لكن هذا لا يلغي اهمية قراءة بعض المؤشرات العامة، ومنها ان «الكباش» الاقسى سيكون على الساحة المسيحية، بعد نجاح «التيار الوطني الحر» في اثبات حضوره مجددا بعد فترة من التشكيك في تماسك شعبيته، بعد التصدعات الداخلية وخروجه من السلطة. في المقابل، لم تنجح «القوات اللبنانية» الحاضرة شعبيا، في تظهير الادعاءات السابقة باكتساحها الشارع المسيحي.
وفيما ثبّت «الثنائي الشيعي» حضوره الطاغي في البيئة الشيعية، حيث غابت اي منافسة جدية للوائحه، كان واضحا تشتت الصوت السني في غياب «تيار المستقبل» عن المشهد. اما درزيا، فكان تحالف الحزب «الاشتراكي» مع الحزب «الديموقراطي» حاسما في القرى والبلدات الدرزية، وهو يؤسس على ما يبدو بحسب مصادر الطرفين، الى مرحلة تعاون مستقبلية على الصعيد النيابي، لاستعادة مقعدين نيابيين من «التغييريين».
وفي المحصلة اثبت الاستحقاق الانتخابي في جبل لبنان، ان الاحزاب السياسية لا تزال الاكثر فعالية في التأثير، على الرغم من الطابع العائلي والانمائي للانتخابات البلدية والاختيارية.
المنطقة «تغلي»
هذه «النشوة» في النجاح بتمرير المرحلة الاولى من الاستحقاق، لا تلغي بواعث القلق الجدية من الاحداث الملتهبة في المنطقة، في ظل اندفاع حكومة اليمين في كيان العدو الى التصعيد على مختلف الجبهات. وفي هذا السياق، اتهم وزير الخارجية الايرانية عباس عراقجي بالسعي الى جر الولايات المتحدة الى كارثة في الشرق الاوسط، محذرا من اي محاولة لشن حرب على ايران. وكتب عراقجي على منصة «اكس» أن رئيس الوزراء «الاسرائيلي» بنيامين نتانياهو «يتدخل في شكل مباشر لدى الحكومة الأميركية، لجرها الى كارثة أخرى في منطقتنا».
المخاطر «الاسرائيلية»
واذا كانت الغارات العنيفة مساء امس على اليمن، مؤشرا واضحا على النيات «الاسرائيلية» المبيتة لاشعال حريق كبير قد لا يقف عند حدود معلومة، اضافة الى موافقة الحكومة «الاسرائيلية» على توسيع العمليات في غزة بهدف احتلال القطاع، فان ما يبيت لسوريا يرخي بظلال «سوداوية» على الواقع اللبناني. وبحسب مصادر سياسية بارزة، ثمة تحسّب داخلي لتداعيات المشهد السوري المفتوح على كل الاحتمالات، في ظل الصراع المفتوح بين تركيا و «اسرائيل» على النفوذ، ومحاولة الدول العربية ايجاد «موطىء قدم» هناك. فيما يسود الشك والريبة ازاء موقف واشنطن التي تمنح نتانياهو «ضوءا اخضر» للتصرف في سوريا ولبنان وغزة، وتضع له «خطوطا حمراء» في ايران، حيث تسير المفاوضات على «قدم وساق».
وهنا تبرز مخاوف جدية، ليس من محاولات «اسرائيل» تخريب المسار التفاوضي، وانما الاندفاع نحو تحقيق استراتيجة التوسع الجغرافي انطلاقا من سوريا وغزة، وتكريس تقسيم الاراضي السورية في ظل علاقاتها الوطيدة مع الاكراد، ومحاولة استغلال اخطاء الحكم الجديد في دمشق تجاه الدروز والعلويين، لفرض امر واقع بقوة الحديد والنار.
الضمانات الديبلوماسية؟
وفي ظل هذه التطورات الغاية في الخطورة، يجهد لبنان ديبلوماسيا لتأمين «مظلة» حماية دولية واقليمية لتخفيف حدة التداعيات، لكن لا شيء مضمون في ظل انعدام الثقة بالوعود الاميركية، حيث تتماهى ادارة ترامب مع الاستراتيجية «الاسرائيلية».
ووفق مصدر مطلع، لا ضمانة حتى الآن بان تثمر الاتصالات في تأمين مناخ شبه مستقر للوضع الداخلي، خصوصا ان الاميركيين لا يعدون بشيء ويعتمدون مقولة «سنجري الاتصالات اللازمة». وقد يكون الاختبار الاولي الاكثر جدية للضمانات الاميركية مرحلة الانتخابات البلدية في 24 ايار في الجنوب، حيث طالب لبنان بمنع «اسرائيل» من تخريب هذا الاستحقاق.
عون يشيد بالاستحقاق
انتخابيا، مرت المرحلة الاولى بسلاسة، وشكلت انجازاً مهما في سجل العهد والحكومة، وقد هنأ رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون الفائزين في الانتخابات البلدية والاختيارية، وشدد أمام زواره الذين التقاهم في قصر بعبدا، على ان «هذه الانتخابات تؤكد ان لبنان يخطو على مسار النهوض والتعافي، رغم كل الازمات والتحديات التي مر بها». كما نوه بالجهود التي بذلتها وزارة الداخلية والقوى الامنية في سبيل اتمام هذا الاستحقاق، والمحافظة على حسن سير العملية الانتخابية.
ارقام الداخلية
من جهته، عقد وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار مؤتمرا صحافيا تناول فيه الانتخابات البلدية والاختيارية في محافظة جبل لبنان، واكد وضع برنامج على الكومبيوتر للتدقيق في النتائج، قبل إعلانها بشكل نهائي عبر موقع وزارة الداخلية». وأشار إلى أنّ «وزارة الداخلية ستقوم بعملية تدقيق شاملة لكلّ الأسبوع الانتخابي، لتدارك الثُغر والمشاكل اللوجستيّة التي حصلت، وتلافيها في الأيّام الانتخابية المقبلة. وقد تسلم وزير الداخلية نتائج الانتخابات من المحافظ محمد مكاوي.
وقد فازت 70 بلدية من أصل 330 بلدة في جبل لبنان بالتزكية، وتوزّعت النسب بحسب الأقضية بين 59% لكسروان، 41% لعاليه، 56% لجبيل، 38% لبعبدا، 37% للمتن الشمالي، و44% لقضاء الشوف.
الساحة المسيحية
سياسيا، لم تتمكن «القوات اللبنانية» من اثبات تفوقها مسيحيا، وأظهر «التيار الوطني الحر» قدرة على لملمة وضعه الداخلي، واستعادة شعبيته بعد ازماته العميقة. والمفارقة ان التحالف السياسي بين التيار والوزير السابق الياس المر في المتن الشمالي، حقق انتصارا واضحا سيترجم فوزاً برئاسة اتحاد البلديات على حزب «الكتائب»، الذي كان يطمح إلى إحلال نيكول أمين الجميل مكان ميرنا ميشال المر. ويمكن القول ان الاستحقاق البلدي اخرج «التيار» من محاولة عزله، ونجح في اثبات حضوره في البلدات المسيحية.
باسيل: «التيار» قوة اساسية
وقد اعلن رئيس «التيار» جبران باسيل في مؤتمر صحافي ان «النتائج تدلّ على انتشار «التيار» في كلّ جبل لبنان، وأنه لا يزال القوة الأساسية»، وقال «إذا كنا خسرنا مدناً أساسية، فقد دخلنا في انتخاباتها بهدف تأكيد وجودنا مقابل تحالفات كبيرة معروفة». واضاف «حاولنا صياغة توافقات، ونجحنا في عدد منها أو دعمنا مرشحين ولوائح، وعلى هذا الأساس عندما نقول فزنا، فهذا يعني أننا فزنا مع العائلات والناس ولا نحتكر ذلك».
جعجع: مرحلة جديدة
من جهته اكد رئيس «القوات اللبنانية» سمير جعجع إن التغيير الذي حصل، خصوصا في البلدات الكبرى، له مؤشر واضح يؤكد أن الناس، بانتماءاتها السياسية كافة، لم تعد ترضى بأي فساد أو سوء إدارة على المستويات كلها». وقال «ان ما حصل في الانتخابات البلدية والاختيارية في جبل لبنان كله يبشٍّر بالخير، ويؤكد أن لبنان انتقل الى مرحلة جديدة، بعدما نفض عنه جلدًا قديمًا أثخن جسده بالجراح على مدى ثلاثين سنة مضت. وطبعا بانتظار الجولات الأخرى في سائر المحافظات اللبنانية، التي لن تكون أقل اشراقا وتغييرا عن الواقع الجديد في جبل لبنان»…
«الثنائي» : لا منافس
في هذا الوقت، لم تشهد البلديات التي خاض فيها «الثنائي الشيعي» منافسة تذكر، وسجل فوز لائحة «التنمية والوفاء» للثنائي حركة أمل وحزب الله بالتزكية في برج البراجنة والمريجة – الليلكي – تحويطة الغدير، وغياب المنافسة في الغبيري وحارة حريك، فيما كانت المعركة الفعلية معركة مخاتير، فاز فيها «تجمع عائلات حارة حريك المدعوم من النائب ألان عون بجميع المقاعد في المجلس الاختياري في حارة حريك، مقابل خسارة جميع مرشحي «التيار الوطني الحر».
نتائج لافتة
وفي استعراض لنتائج بعض البلدات والمدن الحساسة، كانت المفاجأة المدوية في دير القمر، حيث خسرت اللائحة المدعومة من «القوات اللبنانية» في مسقط رأس النائب جورج عدوان، بعد تحالف حزب «الوطنيين الاحرار» مع «التيار الوطني الحر». وان ابرز نتيجة في المتن كانت في بلدية الجديدة – البوشرية – السد، حيث فازت اللائحة التي يرأسها أوغست باخوس مدعومة من حزبي «الكتائب» و «القوات اللبنانية» والنائب ابراهيم كنعان على اللائحة المدعومة من «التيار» وآل المر. اما الكحالة وسوق الغرب ففاز بها «التيار». وفي بعبدا كان الفوز ساحقا «للتيار» بفوز لائحة جورج عون على لائحة «القوات» برئاسة عبدو شرفان.
اما في كسروان فقد فازت لائحة «نهضة جونية» برئاسة فيصل افرام، مدعومة من النواب نعمة افرام وفريد الخازن والنائب السابق منصور البون و «القوات» و «الكتائب»، في وجه لائحة «جونيتنا» برئاسة سيلفيو شيحا، بدعم من رئيس البلدية جوان حبيش و «التيار الوطني الحر»، في جونية.
اما في جبيل فتمكنت لائحة «جبيل أحلى»، برئاسة جوزاف الشامي المدعومة من النائب زياد حواط من تحقيق فوز كبير، حيث حصلت على 1700 صوت مقابل 700 صوت فقط للائحة المنافسة، وفازت لائحة إيلي جبرايل المدعومة من «التيار الوطني الحر» في غلبون، ولائحة «قرطبا بتستاهل» في قرطبا، حيث خسر النائب السابق فارس سعيد في مسقط راسه.
اصلاح القضاء؟
وسط هذه الاجواء، دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري هيئة مكتب المجلس إلى اجتماع في تمام الأولى من بعد ظهر الخميس المقبل . ووفق مصادر نيابية لن يدرج على جدول الاعمال قانون الاصلاح القضائي لعدم جهوزيته بعد، فعندما ترسله الحكومة يحتاج الى احالة الى اللجان المشتركة.
ملف الصواريخ
امنيا، اعلنت قيادة الجيش ـــ مديرية التوجيه، انه إلحاقًا بالبيان السابق المتعلق بتسلُّم مديرية المخابرات من حركة حماس فلسطينيًّا مشتبهًا في تورطه في عمليتَي إطلاق صواريخ باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة بتاريخَي22 و 28 /3 /2025، واستكمالًا لملاحقة بقية المتورطين في هاتين العمليتين بناء على توصية المجلس الأعلى للدفاع وقرار الحكومة اللبنانية، تسلمت مديرية المخابرات من حركة حماس الفلسطيني (ي. ب). بوشر التحقيق مع الموقوف بإشراف القضاء المختص.