سياسةمحليات لبنانية

لبنان:هل الكونفدرالية هي أبغض الحلال؟

ليس الجهل والامية من أسباب تشوش الوعي العام اللبناني ،بل أن أحد أسباب سوء تفاهم اللبنانيين في ما بينهم هو الإفراط في التعلم  من دون معرفة مجدية ،والإفراط في التوق الى الرقي والتحضر من دون أخلاق وتربية عامة نافعتين.
الوعي العام اللبناني مضطرب لأنه ينبثق عن مجتمع مركب غير متناسق، تعمل وتسير أجزاؤه على سرعة تطور خاصة بها، ما يؤسس لفوضوية شبه منظمة تسير باتجاه سلبي بالمجتمع المركب نحو التدمير الذاتي.
ليس الإفراط في التعلم شرطا للتقدم ولو تحقق النجاح بالصدفة عبر أفراد كثر، بل الاستفادة في تقمص  روح تلك العلوم  في التفكير والاداء هو الاساس والشرط، أذ تصطدم دائما بالفارق الهمجي بين شخصية المتعلمين وشهاداتهم الجامعية التي يحملونها ما يجعل المثل صحيحا:
"قدِّم الفهم على العلم ..
هذا المجتمع المركّب ذي الوعي المشوش و الذي تستمد أجزاء وعيه الخاص من ثقافات ومدارس علمية متعددة واديان و رؤى وآلهة مختلفة، فيه من الطاقة المتضاربة ما ليس له من قدرة على تحمله لأنها قوى تختلف في التوجه والاتجاه ، وان قبلت تلك القوى بتسويات فليس من إجل ضبط الاندفاعات على وتيرة سرعة واحدة، بل تقبل التسويات من أجل كسب الوقت للاستعداد للانقضاض على باقي الاطراف لإرغامها على السير وفق شروطها الخاصة، لأن الفكرة الراسخة المقدسة عندها ، آلهة مختلفة، غير قابلة للتسويات بين الجنة والنار .
الوحدة بالقوة لا تنفع، الانصهار بين ناقض ومنقوض لا يوصل الا الى الانفجار كحروب اهلية متكررة.
الدولة اللبنانية المشوهة والميتة ما هي الا نتاج تلك المحاولات لصهر ودمج تلك القوى لأطراف ما عاد لها قواسم مشتركة جوهرية ليبنى عليها من اجل تأسيس وطن.
الفراق والطلاق والرحيل الهادىء عبر فدرالية او كونفدراليات او لا مركزية ادارية واسعة الصلاحيات لأفضل ولأسهل من اي حل وحدوي خيالي ،لا ينتج الا الكراهية والكمائن والضغائن والانتقام ،وليدع القادة اللبنانيون الكلام المنمق جانبا فكل منهم قاتل ومجرم للآخر وكل منهم يعتبر نفسه البطل.
"يعطونك من طرف اللسان حلاوة و يروغون منك كما يروغ الثعلب.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى