سياسةمحليات لبنانية

قالت الصحف: سباق أم كباش بين الاستقرار والفوضى

 


الحوارنيوز – خاص
عكست الصحف في افتتاحياتها مشهدا داخليا هو أقرب الى سباق بين من يحاول تثبيت دعائم الاستقرار انطلاقا من تكليف الدكتور حسان دياب مهمة تأليف الحكومة الجديدة وفق معايير وطنية ومهنية تقتضيها المرحلة، وبين حركة داخلية تستولد الفتنة والشغب تحت عنوان نصرة الرئيس رفيق الحريري ورفع المظلومية عن الطائفة السنية وحركة موازية خارجية ضاغطة وإن بدبلوماسية ناعمة، حتى الآن، عبر عنها أمس وكيل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية دايفيد هيل.
صحيفة النهار عنونت:"سباق بين التأليف والشارع الغاضب" وكتبت تقول:"
في الوقت الفاصل بين التكليف والتأليف، يختلط الحابل بالنابل وسط حراك شارعي ضاعت معالمه بين الانتفاضة الشعبية المطالبة بالتغيير، والشارع السني الغاضب من طريقة اختيار الرئيس المكلف تأليف الحكومة حسان دياب، وتخوف من حصول فتنة مذهبية بين شارعين متقابلين، نضاف اليها ضغوط متعاظمة على الجيش وقوى الأمن لفتح الطرق ولو بالقوة تجنبا لمواجهات اهلية وتصادم بين اللبنانيين. وفي هذا الاطار، علمت "النهار" ان ضغوطاً حزبية مورست أمس على المؤسسة العسكرية لاستخدام القوة في فتح الطريق التي تربط بيروت بالجنوب، وتجنبت قيادة الجيش اتخاذ أي تدبير متهور يساهم في تأجيج مناطق اخرى، وعملت عبر مديرية المخابرات على انتاج حلول سلمية تبلغ الهدف المنشود من دون اعادة اثارة شوارع كانت اشتعلت قبل الظهر.


لكن أعمال الشغب استمرت ليلاً في الشوارع البيروتية وفي عدد من المناطق بما ينذر بمزيد من التصعيد، ترافقت مع دعوات الى اقفال الشوارع المؤدية الى ساحة النجمة صباح اليوم، حيث من المقرر أن يجري الرئيس المكلف استشارات مع الكتل النيابية للوقوف على آرائها في عملية التأليف.


واذا كانت حركة الشارع التي بلغت حد الشغب، مترافقة مع احتقان كبير في الشارع السني، احتلت مشهداً متقدماً ومواكبة واسعة لاستيعابها امس، فانها لم تحجب الاهتمام بزيارة وكيل وزارة الخارجية الاميركية للشؤون السياسية ديفيد هيل للبنان في هذه المرحلة المفصلية، وعلى أبواب التحضير لتأليف حكومة جديدة.


وعلمت "النهار" ان الاجواء الإيجابية سيطرت على لقاء هيل والرؤساء الثلاثة. وكشف أنه ينقل رسالة من وزير خارجية بلاده مايك بومبيو. وأكد دعم اللبنانيين للتوصل إلى حلول سريعة تخرجهم من ازماتهم، وشدّد على أن تعمل الحكومة بعد تشكيلها لتنفيذ جملة من الإصلاحات المطلوبة، إضافة إلى ضرورة الاستجابة لمطالب اللبنانيين الذين عبروا عنها في الشارع.


ووفق المعطيات التي توافرت لـ"النهار" ان هيل لم يتطرق الى مسألة توزير هذه الجهة أو تلك، كما لم يضع فيتو على أي فريق سياسي، بل دعا الى "حكومة شريكة للمجتمع الدولي وتلتزم الاصلاحات المستدامة ومكافحة الفساد ووقف الهدر وتنظيم الموازنة العامة على أسس صحيحة وواقعية وليست مضخمة ولا منفوخة. لان المؤسسات الدولية والعربية الراغبة في مساعدة لبنان تتطلع الى ممارسة الشفافية في اداء المسؤولين في الحكومة الجديدة واجهزة الدولة على اختلافها".

بدورها عنونت الأخبار:" الحريري يقطع الطرقات" وكتبت تقول:" تبيّن من المشهد الميداني، أمس، أن الرئيس سعد الحريري يكيل بمكيالين. في السياسة يظهر تجاوباً وإيجابية مع تكليف الرئيس حسان دياب لتأليف الحكومة، وفي الشارع يُحرّك مناصريه لغاية لم تتّضح بعد… فهل يستمرّ دياب ويجتاز قطوع محاولة إسقاطه في الشارع؟

بدت القوى السياسية كأنّها تنفّست الصعداء، للمرة الأولى منذ ما بعد "ضربة" الاستقالة التي وجّهها رئيس الحكومة السابق سعد الحريري في 29 تشرين الأول الماضي. هذه القوى التي لطالما غفت في الأيام الماضية على كوابيس سيناريوات الفوضى والفتنة، اعتبرت بعد تكليف الرئيس الجديد حسّان دياب لتأليف الحكومة أنها مرّرت "القطوع" بأقل ضرر… حتى الآن! التسمية التي أتت على عجل، بعد اعتذار الحريري عن عدم القبول بالمهمة، لا تعني طيّ الصفحة التي فُتِحت مع انطلاق الانتفاضة، وإدارة الأزمة على الطريقة التقليدية. وإن صحّ وصفها بـ"المدوزنة"، فإن رد الفعل عليها في الشارع لا يعطي انطباعاً بأن الأمر قد قُضي. لم يكد دياب يُنهي قراءة بيان التكليف من بعبدا، حتى بدأ الوجه المُعاكس لتيار المُستقبل يظهر في الشارع، إذ تجدّدت فصول قطع الطرقات والاعتصامات، التي بدأت أولاً من أمام منزل الرئيس المكُلف في تلّة الخياط، حيث كال المعتصمون الشتائم لدياب، وردّدوا هتافات التأييد للحريري كونه "الممثل الوحيد للسنّة، والطائفة لا تقبل بغيره بديلاً". ثمّ تطورت الأمور الى تجمعات متفرقة من بيروت الى البقاع والشمال وطريق الجنوب التي تسمّر فيها المواطنون لساعات منذ بعد ظهر أمس نتيجة قطع طريق الناعمة.

وعنونت صحيفة اللواء:" مواجهات الكورنيش تربك المعالجات وهيل لحكومة بلا حزبيين"! وكتبت تقول:" جمعة الرسائل على وقع الاضطرابات المتمادية في شوارع العاصمة، لا سيما كورنيش المزرعة، تمثلت بغير اتجاه، على مرأى ومسمع من مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية ديفيد هيل، الذي حمَّل تصريحاته عند الرؤساء الثلاثة، رسالة بأبعاد ثلاثة:

1- تأليف حكومة لإجراء إصلاحات هادفة ومستدامة.

2- لا تمثيل للحزبيين فيها.

3- توحي بأشخاصها وبرامجها بالثقة للمجتمع الدولي.

من وجهة نظر الدبلوماسي الأميركي ان الشراكة بين بلاده ولبنان قائمة، لكن الالتزام بالاصلاحات الفورية من شأنه إعادة إخراج لبنان من النفق، والسير به إلى الاستقرار والأمن وحتى الازدهار.

ووصفت مصادر مواكبة للقاءات التي اجراها السفير هيل ان الرسالة التي اوصلها الى المسؤولين اللبنانيين انه من دون تأليف حكومة جديدة تلبي تطلعات ابناء الشعب اللبناني ولاسيما، منهم الذين نزلوا الى الشارع، وتعمل على القيام بالاصلاحات المطلوبة وتبدأ تنفيذها سريعا على الأرض ،لا يمكن للولايات المتحدة والمجتمع الدولي ان يمد يده للمساعدة وتنفيذ ما نص عليه مؤتمر سيدر.

وقالت المصادر إنه لوحظ ان الموفد الأميركي كان على اطلاع على تطورات الأوضاع في لبنان، أن على صعيد التظاهرات أو مسار الحركة السياسية لجهة تشكيل الحكومة الجديدة ومن خلال استفساره عن العديد من النقاط والتفاصيل التي ادت الى تكليف حسان دياب لتشكيل الحكومة، وبدا مهتما بكل ما يتعلق بخصوصها، في حين لم يوفر ملاحظات حكومته ورفضها للتعرض غير السلمي للمتظاهرين، ان كان من قبل قوى حزبية معروفة أو من خلال القوات الامنية حول المجلس النيابي، مكررا موقف بلاده الداعي لحماية المتظاهرين وعدم التعرض لهم.
 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى