سياسةمحليات لبنانية

قالت الصحف: الإرتطام الكبير

الحوارنيوز – خاص

اقترب لبنان من الارتطام الكبير في وقت ما زال أهل السياسة يتنازعون حول الحصص الحكومية والصلاحيات الدستورية التي لم تعد لها قيمة، وسط تزايد حجم الأزمة الإنسانية للبنانيين، وعجز نظام المحاصصة الطائفية عن إجتراح أبسط الحلول.

كيف عكست صحف اليوم آخر الأجواء والتطورات؟

  • صحيفة “النهار” عنونت:” لبنان تحت وطأة الاختناقات والرفع التسلسلي للدعم”، وكتبت تقول:” ‎مرة أخرى وبتداعيات وظروف أشد وطأة وثقلا من كل مرة، تعود الدوامة الجهنمية إياها لتطبق حصارها الخانق ‏على اللبنانيين وسط فكي كماشة الانسداد السياسي التام وتفاقم الازمات على اختلافها. ما بدأ يتصاعد بقوة ‏جارفة من أزمات الخدمات والغلاء وفقدان مواد حيوية وأساسية بدءاً بالأدوية بلوغاً الى المحروقات مجدداً ‏وحتى الخبز والبن، وينذر بكثير من الاخطار الاجتماعية في حين تضغط هذه الازمات او يجري توظيفها ‏للضغط لتطيير الدعم للمواد الاستراتيجية وسط مراوحة قاتلة في إقرار البطاقة التمويلية التي يفترض ان تخفف ‏الوطأة الثقيلة لتفلت الأسعار بعد رفع الدعم‎.‎

    فليس خافياً ان الكثير من الجهات المعنية بدأت تكشف معطيات بالغة الجدية والخطورة حيال الاتجاهات التي قد ‏تسلكها الأمور في الأسابيع المقبلة اذا مضت دوامة الإفلاس السياسي والعجز التام عن اجتراح مخرج للازمة ‏الحكومية المستعصية على الحل بعدما جرى تباعاً اسقاط الوساطات والمبادرات الداخلية والخارجية المتعاقبة. ولم ‏يكن التفاقم الواسع الذي طبع تلاحق الازمات الخدماتية والمعيشية والمالية في الأيام الأخيرة سوى انعكاس للتدهور ‏السياسي الحاد الذي عاد يطبق على الازمة الحكومية، الأمر الذي فتح الأبواب على مصاريعها امام تفاقم الازمات ‏في معظم القطاعات الخدماتية والاجتماعية واثار ذلك الخشية الكبيرة من ان تكون حقبة جديدة من التراجعات ‏البالغة الخطورة قد بدأت مع شيوع الانطباعات المتشائمة حول استحالة التوصل الى حل يفتح الباب امام تشكيل ‏حكومة انقاذية‎.‎

    ولم تكن هذه الانطباعات في حاجة الى اثبات ما دامت كل الجهود المبذولة لإحداث خرق في الازمة الحكومية ‏منيت بإخفاق مدو عقب تجميد مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري على يد رئيس “التيار الوطني ‏الحر” جبران باسيل. واذا كانت حركة التواصل ما بين “حزب الله” وباسيل استعادت زخمها امس تلبية لدعوة ‏باسيل السيد حسن نصرالله لمعالجة الازمة، علم ان اجتماعا عقد امس بين باسيل ورئيس وحدة التنسيق والارتباط ‏في الحزب وفيق صفا، لم يبلغ حد التوصل الى تسوية، بل اتفق خلاله الطرفان على متابعة التشاور، وتم البحث في ‏افكار عدة سيحملها صفا الى بري والحريري ونصرالله‎.‎

  • صحيفة “اللواء” عنونت لإفتتاحيتها:” بعبدا تنتظر مساعي حزب الله” وعرضت لمواقف القوى السياسية وكتبت في هذا السياق:” أغرب ما يجري الآن، هو ترداد المواقف السياسية حول ضرورة وأهمية تأليف الحكومة، إما لإغراق البلد أكثر فأكثر ‏في الدوامة، وإما لتبرئة الساحة، ثم المشاركة على مواقع التواصل أن الدنيا ليست بخير، وأن الأسعار آخذة ‏بالارتفاع كعلامة من علامات الانهيار، وأن سلعاً جديدة، أضيفت إلى الملف المعيشي المأزوم، كارتفاع سعر كيلو ‏البن إلى مئة ألف ليرة، وارتفاع سعر ربطة الخبز بسبب رفع الدعم عن السكر‎.‎

    ومع انكفاء الطبقة السياسية الممسكة بزمام الأمور، تظهر كل ساعة، وكل يوم مظاهر الفساد، وفصوله، ووقائعه، ‏سواء على مستويات الدولة وكبار الموظفين والمؤسسات والمرافق العامة. واللافت، في الوضع هو بروز ثلاثة ‏تيارات في ما خص تأليف الحكومة‎:‎

    ‎1- ‎حلف بين عين التينة والرئيس المكلف سعد الحريري، في ما خص مبادرة الرئيس نبيه بري، الماضي بالتمسك بها ‏إلى النهاية، وهذا الحلف أشبه “بالحلف المؤقت” بعد وحدة الموقف، والاتحاد بين الرئيس بري والحريري‎.‎

    ‎2- ‎حلف غير خفي بين التيار الوطني الحر وحزب الله، وإن بدا الحزب يمسك العصا من الوسط، مع دعم مباشر من ‏فريق سياسي، على ارتباط بعاصمة معنية، لقصر بعبدا، والتيار الوطني الحر‎.‎

    ‎3- ‎تيار ثالث، يعبّر عنه النائب السابق وليد جنبلاط يجنح إلى التسوية مع بعبدا، وتأليف حكومة، مقابل تنازلات ‏متبادلة، وفقاً لمقتضيات التسوية‎.‎

    على جبهة بعبدا، يتحدث زوار القصر عن أن الرئيس ميشال عون يدرس بعض الخيارات، بدءا من الاسبوع المقبل، ‏وفي ضوء ما تصل اليه الاتصالات الجارية مع حزب الله، عبر النائب باسيل، الذي رمى كرة النار إلى الأمين العام ‏لحزب الله‎.‎

    وهذه الخيارات تتعلق “بلعبة قانونية” لسحب التفويض النيابي للرئيس المكلف تأليف الحكومة، في ضوء وساطة ‏حزب الله بين بري وباسيل‎.‎

    وقالت مصادر متابعة لعملية تشكيل الحكومة ان التواصل بين الأطراف المعنيين بعملية التشكيل متوقف حالياً، ‏باستثناء اتصالات جانبية غير معلنة في حين انحصرت الاتصالات خلال اليومين الماضيين بين مسؤولين في حزب ‏الله ورئيس المجلس النيابي نبيه بري لتطويق الاشتباك السياسي العالي النبرة مع رئيس التيار الوطني الحر النائب ‏جبران باسيل ومنع تفاعله نحو الأسوأ. وقد نجحت الاتصالات في إبقاء ما حصل ضمن اطار محدود، وتجنب معظم ‏النواب والقياديين من الجانبين التعليق على الخطاب الأخير لباسيل‎.‎

    وأشارت المصادر إلى انه وبرغم حدة الاشتباك السياسي بين بري وباسيل وحساسية الموقف الذي أعلنه باسيل ‏بتفويض الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله بما يقبله بخصوص حصة الرئيس عون الوزارية ومن خلاله حصة ‏التيار الوطني الحر، وما تسبب فيه من إحراج واستياء ملحوظ داخل الحزب، جراء هذا الطلب، فان مقربين من ‏الحزب أكدوا أن التوجه لديهم هو المحافظة على العلاقة التحالفية المميزة مع سائر الحلفاء وفي مقدمتهم بري، وعدم ‏السماح لأي كان التأثير سلباً على هذه العلاقة أو إحداث اي شرخ فيها، وفي الوقت ذاته ابقاء خطوط التواصل مع ‏التيار الوطني الحر قائمة، لأجل التفتيش عن حل للازمة بأسرع وقت ممكن. ولذلك لم يتوقف التواصل مع رئيس التيار ‏الوطني الحر لهذه الغاية برغم الأثر السيئ لموقفه الأخير لدى الحزب، وتمّ التفاهم على ايفاد أحد مسؤولي الحزب للقاء ‏باسيل والاستفسار منه عن المضامين الأساسية لموقفه الأخير، والتباحث معه أيضاً في ضرورة إحداث اختراق بملف ‏التشكيل.‎

  • صحيفة “الجمهورية” تابعت آخر التطورات فيما يتعلق بحركة التواصل بين حزب الله وباسيل وكتبت تقول:” لا جديد على خط التأليف الحكومي الى درجة انّ الخطابات العالية ‏السقف لم تحرّك بعد عجلة الاتصالات، وبَدا انّ القطيعة بين المعنيين ‏بالاستحقاق الحكومي قد تزايدت، ما دفع بعض المراقبين الى الاعتقاد ‏بأنّ هؤلاء، وعلى الاقل بعضهم، قد يكونون ارتأوا تعليق إنجاز هذا ‏الاستحقاق على حبل التسويات والاتفاقات الاقليمية والدولية ‏المتنوعة الجاري إعدادها هذه الايام، وفي مقدمها الاتفاق النووي ‏المنتظر بين الولايات المتحدة الاميركية وايران، فيما البلاد في حاجة ‏الى حكومة تشرع في وضع البلاد على سكة الانقاذ خصوصاً على ‏الصعد الاقتصادية والمالية والمعيشية.‏

    علمت “الجمهورية” من مصدر رفيع المستوى مواكب لملف تأليف ‏الحكومة ان اي اتصال او اجتماع لم يحصل بعد بين المعنيين بحركة ‏التفاوض حتى على خط الفريق الواحد في انتظار “اللا شيء”، وذلك ‏في اشارة من المصدر الى استنفاد كل المحاولات في هذا الاتجاه، ‏محذراً من “الوقت القاتل في الفراغ السياسي حيث تتفاقم الازمات ‏والمشكلات فيما المسار العلمي والمنطقي للأمور جعل سرعة ‏التدهور تحتسب اليوم 10 ايام.‏

    ‏ ‏

    وعمّا اذا كان كل المسؤولون قد سلّموا بالأمر في انتظار المعجزة، ‏قال المصدر: “لبنان اصبح اليوم كطائرة مات فيها الكابتن والمساعد ‏وتعطّل الطيار الآلي وبدأت تهوي، فيما بعض ركابها يتنازعون على ‏المقاعد الامامية وآخرون يبحثون عن المأكل والمشرب لتأمين الصمود ‏وفي النهاية الجميع سيسقطون ويرتطمون، الا اذا تبين انّ من بين ‏الركاب من يختبر الطيران ويعمل مع مجموعة حكيمة على التدخل ‏ومحاولة كبح جماح الطائرة، وهذا الطيار غير موجود حالياً”.‏

    ‏ ‏

    وختم المصدر: “للمرة الألف يثبت انّ باب الحلول هو تشكيل حكومة ‏وكل ما يعمل عليه من جهد فردي يصطدم بهذا الممر الالزامي، ‏فمجلس النواب يعمل المستطاع ويتجه اليوم الى وضع البطاقة ‏التمويلية على جدول اعمال الجلسة التشريعية المرتقبة، كما انّ كل ‏الاتصالات والمحاولات مع الدول الشقيقة والصديقة للمساعدة تنتظر ‏تأليف الحكومة”.‏

    ‏ ‏

    الخليل وصفا وباسيل

    ‏ ‏

    لكن رغم هذه المعطيات المتشائمة تردّد أمس أنّ الحاج حسين الخليل ‏المعاون السياسي للأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله، ‏ومسؤول الارتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا قد يلتقيان رئيس ‏‏”التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل خلال الساعات المقبلة، ‏لاستكمال محاولة تثبيت التهدئة السياسية وسعياً الى تجديد البحث ‏في مخارج من الازمة الحكومية.‏

    ‏ ‏

    وفي انتظار اتّضاح الطريقة التي سيتعامل بها الحزب مع احتكام ‏باسيل اليه في ملف الحقوق المسيحية، نُقل عن أحد رؤساء الحكومات ‏السابقين رفضه خيار اعتذار الرئيس المكلف سعد الحريري وتمسّكه ‏ببقائه مكلفاً الى حين ان يتمكن من تشكيل الحكومة.‏

    ‏ ‏

    وفي هذه الاجواء كشفت مصادر مطلعة لـ”الجمهورية” انّ حركة ‏الاتصالات بين قيادتي “حزب الله” و”التيار الوطني الحر” فتحت امس ‏بهدف الوصول الى اجتماع سيُعقد بين باسيل والخليل وصفا بغية ‏التنسيق والوقوف على ما أراده باسيل في اطلالته الأخيرة وما يطلبه ‏من السيّد نصرالله.‏

    ‏ ‏

    وفي المعلومات المتداولة انّ اللقاء وإن لم يكن قد انعقد ليل امس ‏في البياضة، فإنه سيعقد في الساعات المقبلة في وقت لا يُبنى عليه ‏اي جديد يستحق الذكر او التأثير لانطلاقة جديدة للمفاوضات ‏الحكومية. وبعدما اشارت مصادر قريبة من “حزب الله” الى مثل هذا ‏التطور اكدت لـ”الجمهورية” انّ ما طالبَ به باسيل “يحتاج الى كثير ‏من التمحيص للتثبّت من إمكان ان يحمل طرحاً جديداً”. ولفتت الى ‏أنها ليست على علم بتطورات جديدة غير تلك التي كانت مدار بحث ‏معمّق مع موفدي الثنائي الشيعي الى باسيل على مدى الاسبوعين ‏الاخيرين في اجتماعات عقدت بين اللقلوق والبياضة وبعبدا.‏

  • صحيفة “الأنباء” عنونت:” الدعم يتلاشى وجديده الخبز .. المسؤولية مشتركة على حكومة تصريف الأعمال وعلى معرقلي التأليف” وكتبت تقول:” بات يمكن الجزم أن الدعم قد رُفع عن كل شيء، لكن بحكم الأمر الواقع وليس بقرارٍ مدروس من الحكومة. فمصرف لبنان كان حدّد في وقت سابق أن نهاية أيار سيكون موعداً لرفع الدعم، لكن المعنيين لم يجدوا الوقت الكافي بين السجالات العقيمة للقيام بأي خطوة لتفادي الإنفجار الإجتماعي، فباتت الأمور خارج السيطرة.

    وقد بدأ يتلمّس المواطن رفع هذا الدعم مباشرةً، فسعر ربطة الخبز بات 3250 ليرة، بسبب رفع الدعم عن السكّر، ومن المتوقع أن يرتفع السعر أكثر في الأيام المقبلة مع رفع الدعم عن باقي المواد التي تدخل في صناعة الرغيف. كما أن الأمر لن يقتصر على الخبز فحسب، بل سيطال مختلف أساسيات العيش، من مواد غذائية مروراً بالأدوية وصولاً إلى المحروقات.

    لا مجال للحكومة للندب والبكاء على الأطلال، فالحلول البديلة لطالما كانا موجودة، وكل ما تطلّبه الأمر عقد اجتماعات وزارية لإقرار رفع الدعم والتوجه نحو البطاقة التمويلية للتخفيف من الأعباء على المواطنين، لكن غياب روح المسؤولية والجرأة على اتخاذ القرارات حالا دون القيام بأي إجراء، تحت ذريعة تصريف الأعمال وعدم خرق الدستور، فمات المواطن جوعاً وذلّا، وحافظنا على الدستور.

    وفي سياقٍ متصل، يتشارك المعنيون بتشكيل الحكومة الجديدة مع رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب بتحمل المسؤولية عن الانفجار المرتقب. فتأخير تأليف الحكومة المنشودة يعقّد الأمور أكثر ويقف عائقاً أمام أي حلٍ ينتظره اللبنانيون، الذين ما عادوا يصدقون أي من الحجج الواهية التي يختبئ خلفها المعرقلون، وهم على علم أن حقوق الطوائف والصلاحيات صارت أهم من المعيشة.

    ومع الحديث عن إجتماع عُقد بين وزارة الصحة ومصرف لبنان للإتفاق على آلية لإستيراد الدواء، لفت نقيب مستوردي الأدوية كريم جبارة إلى أن “الكلام عن آلية جديدة لاستيراد الدواء لا يزال كلاماً صحافياً، فالنقابة لم تتبلغ بعد أي قرار ولم نعلم بعد أي تفاصيل عن الآلية المذكورة، بانتظار بيان من المصرف المركزي لتوضيح المسألة”.

    وفي حال نصّت الآلية على تخفيض كلفة الدعم من مليار و200 مليون دولار إلى 800 مليون، حسب ما ورد في الإعلام، أكد جبارة في حديث مع جريدة “الأنباء” الإلكترونية أن “عندها يكون مصرف لبنان قرر ترشيد دعم استيراد الأدوية، وهذا المطلوب في محاولة لحل أزمة فقدان الأدوية”.

    وعن تحويل الأموال من المصارف التجارية ومصرف لبنان إلى الخارج لدفع فواتير استيراد الادوية، ذكر جبارة أن “المستوردين دفعوا هذه المبالغ، والأمور لا زالت عالقة عند المصارف ومصرف لبنان، بانتظار ما سيصدر عن الأخير بعد اجتماعه مع وزارة الصحة”.

    على خط آخر، قررت وزارة الاقتصاد رفع سعر ربطة الخبز إلى 3250 ليرة، بعد أن أعلن مصرف لبنان رفع الدعم عن السكر. وفي هذا السياق، أوضح مدير عام الحبوب والشمندر السكري في وزارة الاقتصاد جريس بربارة أن “الوزارة تبلّغت من مصرف لبنان رفع الدعم عن السكر، وهو عنصر أساسي بصناعة رغيف الخبز، وبالتالي تم رفع سعر الربطة، كما تم الأخذ بعين الإعتبار رفع قيمة أرباح الموزّع الذي بات يتكبّد تفاصيل تصليح سيارته بالدولار”.

    وفي إتصال مع جريدة “الأنباء” الإلكترونية، أكد بربارة “استمرار المحاولات لإبقاء سعر الربطة بحدود الـ3000 ليرة، وقد ترتفع 500 ليرة إضافية إذا تقرر رفع الدعم نسبياً عن المحروقات”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى