قالت الصحف:قراءات في الضغوط الأميركية على لبنان والتلويح بسحب “اليونيفيل”

الحوارنيوز – صحف
قرأت الصحف الصادرة اليوم باهتمام في الموقف الأميركي من لبنان والمعلومات المتسربة عن محاولات لدفع لبنان إلى مفاوضات مباشرة مع إسرائيل ،وبينها التلويح بسحب اليونيفيل من جنوب لبنان.
- النهار عنونت: موقف حاسم لسلام من “طي سلاح حزب الله”… تعيينات الأسبوع المقبل والتحرك الخارجي يتواصل
وكتبت صحيفة “النهار” تقول:
اعتبر الرئيس نواف سلام أن “صفحة سلاح حزب الله انطوت بعد البيان الوزاري وشعار “شعب جيش مقاومة” أصبح من الماضي”.
مع ان الملفات الداخلية بدأت تقفز الى واجهة المشهد الداخلي خصوصا في ظل إقرار مجلس الوزراء الخميس الماضي آلية التعيينات الإدارية والتهيؤ لحسم تعيين حاكم مصرف لبنان الأسبوع المقبل مبدئيا وربما أيضا التعيينات الديبلوماسية، برز امس وجه متطور من وجوه المقاربات الحكومية لمسألة حصر السلاح بالدولة وتأثير ذلك على الدعم الخارجي والدولي للبنان. هذه المقاربة برزت في كلام متقدم مباشر يعتبر الأوضح والأجرأ لرئيس الحكومة نواف سلام عن “طي صفحة سلاح حزب الله” وتشديده على التزام لبنان منع تحوله ممرا او منصة تؤثر على امن دول الخليج العربي، الامر الذي ربط بالاستحقاقات والخطوات المتدرجة التي ستتخذها الحكومة على طريق استعادة ثقة الخارج الخليجي العربي والدولي الغربي بالدولة اللبنانية سبيلا لتحصيل الدعم الخارجي الملح المطلوب. كما ان كلام سلام اتخذ دلالات ربطت باقتراب قيامه بزيارته الرسمية الأولى للمملكة العربية السعودية بعد عطلة عيد الفطر باعتبار ان كلامه جاء عبر فضائية “العربية”، علما ان التحرك الخارجي المتنامي للعهد والحكومة سيتخذ زخما تصاعديا ومتدرجا. ومعلوم ان رئيس الجمهورية العماد جوزف عون سيقوم في ٢٨ اذار الحالي بزيارته الأولى لباريس كأول عاصمة غربية يزورها بعد انتخابه.
وقد اعتبر الرئيس نواف سلام في حديث لقناة “العربية” أن “صفحة سلاح حزب الله انطوت بعد البيان الوزاري وشعار “شعب جيش مقاومة” أصبح من الماضي”. وشدد على أن “البيان الوزاري ينص بوضوح على حصر السلاح بيد الدولة والجميع ملتزم بذلك، ولا أحد يعمل في اتجاه معاكس لحصر السلاح بيد الدولة”، معتبرا ان “حصر السلاح بيد الدولة لن يحدث بين ليلة وضحاها”. ولفت الى ان “إسرائيل تتذرع بسلاح حزب الله للبقاء في الجنوب، وهذا البقاء بالجنوب مخالف للقانون الدولي والتفاهمات الأخيرة”.
واضاف: “على إسرائيل الانسحاب الكامل من الجنوب ونضغط عربيا ودوليا لذلك، والدولة وحدها هي المسؤولة عن تحرير الأراضي من إسرائيل”. وقال: “يجب حشد مزيد من الضغط السياسي والدبلوماسي لانسحاب إسرائيل من النقاط الـ5 جنوب لبنان”.
وذكر سلام بأن “الجهات الدولية تؤكد أن الجيش يقوم بدور جيد في الجنوب”. ولفت الى إن يوم الإثنين سيتم الإعلان عن تعيينات بالمناصب الكبرى، و”ستكون هناك آلية جديدة للتوظيف في الدولة بعيدا عن المحاصصة”. واكد أن “الاستثمارات لن تأتي للبنان طالما هناك سلاح خارج الدولة وأن هناك مسعى لاستعادة ثقة الدول العربية”. وشدد على الالتزام بألا يكون لبنان ممرا أو منصة تؤثر على أمن دول الخليج. وقال أن الدولة وحدها هي المسؤولة عن أمن الحدود البرية والبحرية والجوية، ونستكمل نشر الجيش في كامل الأراضي اللبنانية.
اللافت في هذا السياق ان المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان الذي صار ينظر اليه على انه يعكس المواقف الضمنية للثنائي الشيعي التي لا يرغب في تبنيها مباشرة ويترك لقبلان التعبير عنها بطريقته ، سارع الى اصدار رد على كلام رئيس الحكومة في بيان قال فيه: “لرئيس الحكومة السيد نواف سلام المحترم أقول: أنت رئيس حكومة بلد حررته المقاومة وما زالت تدافع عن وجوده وسيادته وكيانه بكلّ ما أُوتيت من قوة وتضحيات، ووجود لبنان وسيادته وثقله مرهون منذ عقود بتضحيات المقاومة وثقل قدراتها وسط شراكة تامة مع الجيش وشعب هذا البلد، والمقاومة مقاومة بحجم نصف قرن من التضحيات السيادية، وهذا يعني أن المقاومة تساوي نصف عمر لبنان منذ تأسيسه، وشطبها يمر بشطب لبنان وسيادته، ولولا تضحيات الحرب الأخيرة وهزيمة الجيش الأسطورة على تخوم الخيام وباقي القرى الأمامية لما بقي بلد وعاصمة وسيادة واستقلال. ولسنا هنا للتحدّي والتهويل لكن أي وطن بهذا العالم إنما يبقى ويستمر بقوته وليس بخطاباته وبياناته، وإدارة البلد بهذه العقلية تضعنا بقلب كارثة داخلية، واحتكار السلاح يمر بتأمين قوة وطنية بحجم قمع قوة إسرائيل وكسر هيمنتها، لا التفرج على عدوانها واحتلالها، والمقاومة قوة تحرير عُليا وفعل سيادي تاريخي وواجب وطني وضمانة وجودية للبنان ولن يقوى أحد بهذا العالم على شطبها، والحل بالإستفادة من المقاومة عبر السياسة الدفاعية وليس بشطب أكبر قوة سيادية ضامنة للبنان”.
في غضون ذلك نقلت قناتا “العربية ” و”الحدث ” عن مصدر دبلوماسي إسرائيلي قوله أن الجيش الإسرائيلي سيبقى في النقاط الخمس التي يتمركز فيها في لبنان حالياً، ما لم يتم التأكد من أن الجيش اللبناني قادر على ضبط الحدود 100 بالمئة. واضاف المصدر أن إسرائيل تعمل على منع أي تسلح لحزب الله في لبنان ونقل الأموال له وتعلم الجهات المعنية عن كل محاولة تهريب أموال أو سلاح، مشدداً بالقول: “لن نكتفي بدور المراقبة”. واعتبر المصدر أن بقاء القوات الإسرائيلية في 5 نقاط بجنوب لبنان “يتوافق مع آلية المراقبة” المنبثة عن اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان إثر الحرب التي خاضتها إسرائيل مع حزب الله في الخريف الماضي.
وفي المقابل رأس الرئيس عون قبل الظهر اجتماعا امنيا في قصر بعبدا حضره قائد الجيش العماد رودولف هيكل، المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء رائد عبد الله، المدير العام للامن العام اللواء حسن شقير، المدير العام لامن الدولة اللواء الركن ادغار لوندوس. وقد هنأ الرئيس عون القادة الأربعة على تعيينهم وتسلمهم مسؤولياتهم، وزودهم بتوجيهاته لاتخاذ الاجراءات المناسبة للمحافظة على الامن والاستقرار في المناطق اللبنانيه كافة.
وعقد قائد الجيش العماد رودولف هيكل في اليرزة اجتماعا استثنائيا، حضره أركان القيادة وقادة الوحدات الكبرى والأفواج المستقلة، تناول فيه آخر التطورات على الصعيدين المحلي والإقليمي وشؤون المؤسسة العسكرية، وزودهم بالتوجيهات اللازمة في ظل المرحلة الراهنة.
وفي هذا السياق، توجه قائد الجيش إلى الضباط بالقول: “أعدكم بأن يبقى الجيش على قدر التحديات، وأن يعمل على بسط سلطة الدولة على الأراضي اللبنانية كافة، ومواصلة تطبيق القرار 1701، بالتعاون مع قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان – اليونيفيل، ومواجهة الاعتداءات والخروق المتكررة من جانب العدو الإسرائيلي. أولويتنا هي ضمان السلم الأهلي في مختلف المناطق اللبنانية، والحفاظ على الأداء الاحترافي للجيش، إلى جانب مراقبة الحدود وضبطها. سنحافظ على الجهوزية القصوى ولن نتهاون مع أي تعرض للمؤسسة”.
- الأخبار عنونت: واشنطن تحضّر لإنهاء مهمة «اليونيفل» في الجنوب
أورتاغوس تضغط: متى تجهزون للمفاوضات؟
وكتبت صحيفة “الأخبار” تقول:
فوقَ الدمار ودماء الشهداء، تُصرّ واشنطن على فرض مراحل تدريجية تصِل في نهاية المطاف إلى ضمّ لبنان إلى اتفاقيات التطبيع مع كيان الاحتلال. ويكرّر الوسطاء والموفدون الغربيون والعرب، المطلب القديم بالتوصل إلى سلام بين لبنان وكيان الاحتلال.
مع تبدّل الظروف اليوم، يعتقد الأميركيون، كما العدو، بأن هناك فرصة لتنفيذ المشروع. وينطلقون من أن الحرب أجهزت على حزب الله، وأن الحاجة إلى إعادة الإعمار تفرض وضع شروط على لبنان لا تقتصر على «الإصلاحات في الدولة»، بل تشمل «خطوات سياسية تبدأ بالشروع في عملية عزل حزب الله وكل من هو مرتبط به، وإبعاده بصورة تامة عن الدولة تمهيداً لنزع سلاحه في كل لبنان».
ويريد الأميركيون أن تبدأ العملية من خلال «المجموعات الثلاث التي دعت إلى تشكيلها نائبة المبعوث الخاص للرئيس الأميركي للشرق الأوسط، مورغان أورتاغوس، والمخصّصة لإطلاق الأسرى اللبنانيين لدى إسرائيل، والانسحاب من الجنوب، وتحديد الحدود الدولية بين البلدين على أن تشمل النقاط الـ13 الواقعة على الخط الأزرق»، لتنتهي في نهاية المطاف بمفاوضات مباشرة حول التطبيع.
واليوم يشترك الإسرائيليون والأميركيون ومعهم بعض العرب في تكرار سيناريو عامي 82 و83، من خلال العمل على جبهتين: عسكرية حيث يواصل العدو بالنار تنفيذ حزام أمني في الجنوب وتوسيعه إلى عمق أوسع من كيلومترين، إضافة إلى منطقة عازلة تحيط بالنقاط التي لا تزال تحت الاحتلال التي يستخدمها جنود العدو للوصول إلى هذه النقاط. أما الجانب السياسي من الحملة، فيتمثّل بالضغط على السلطة السياسية وتجميد أي مساعدة أياً كان شكلها قبل الرضوخ والقبول بهذه الشروط.
هذه المطالب والشروط كانت موضع بحث في الاجتماع الذي عُقد أول أمس بين الرؤساء جوزيف عون ونبيه بري ونواف سلام، قبل الإفطار الرمضاني في القصر الجمهوري، من دون التوصل إلى أي اتفاق، نتيجة عجز السلطة عن مواجهة الضغوط الأميركية. وقالت مصادر مطّلعة لـ «الأخبار» إن «هناك إرباكاً واضحاً لدى السلطة التي تصلها كل يوم أو يومين اتصالات من أورتاغوس تسأل فيها أين أصبحت الاستعدادات، فيما يتهرّب عون من حمل المسؤولية وحده، ويعتبر برّي أن السلطة التنفيذية هي من عليها أن تتعامل مع هذه المطالب وتتخذ قراراً في هذا الشأن».
ورغمَ المعلومات التي تحدّثت عن وجود تفاهم حول «اعتماد آلية للتفاوض مع إسرائيل، برعاية القوات الدولية، وبإشراف هيئة الرقابة الدولية المولجة بتطبيق الاتفاق»، إلا أن الهجمة الأميركية تضع لبنان أمام منعطف خطير، وتجعل الأثمان التي سيدفعها لبنان كبيرة جداً.
السعودية ترفض إلغاء منع السفر إلى لبنان وتطلب إزالة صور حزب الله عن طريق المطار
وفي هذا الإطار، قالت المصادر إن «السلطة الجديدة التي أتى بها الأميركيون بعد الحرب قدّمت التزامات في هذا الشأن، لكنها تعرف أن تطبيق هذه الالتزامات دونه عقبات كبيرة، أخطرها الذهاب إلى صدام أهلي، وانقسام الجيش في حال فكّر أحد في وضعه في مواجهة مع المقاومة وبيئتها وجمهورها». وفيما رجّحت المصادر أن يبادر أهل الحكم إلى صياغة ملتوية للتنازلات لعدم إغضاب واشنطن والشروع في تأليف هذه اللجان، فإن ذلك لن يكون كافياً للأميركيين والإسرائيليين لأن ما يريدونه أكبر من ذلك بكثير».
وتتحدّث المصادر عن «ترتيبات تحضّر لها واشنطن، وقد سمع مسؤولون لبنانيون من دبلوماسيين فرنسيين أن الولايات المتحدة تريد تقليص عديد اليونيفل في جنوب لبنان إلى أقل من النصف، خصوصاً أنها هي من تدفع نصف موازنتهم، وتعتبر أن لا حاجة إليهم في الفترة المقبلة». وكشفت المصادر أن «الفكرة البديلة، كما قال الفرنسيون، هي إبقاء قوة صغيرة تشبه قوة أندوف في الجولان، حيث يكون هناك مراقبون لعمل اللجان التي ستتولى مراقبة الوضع على الحدود، في موازاة عمل اللجان الثلاث». وكشفت المصادر أن «هذا الأمر لمَّح إليه رئيس لجنة الإشراف الخماسية الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز عندما أشار في أحد الاجتماعات إلى أن مهمة اللجنة «محدودة ومؤقّتة».
ولا تبدو المملكة العربية السعودية بعيدة عن هذه الضغوط مع تولّيها الحصار الاقتصادي، ونقل زوار للرياض عنها أنها «لن تدفع فلساً واحداً في إعادة الإعمار». وتؤكد مصادر مطّلعة أن «الرئيس عون سمِع هذا الكلام بشكل غير مباشر خلال لقائه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مطلع هذا الشهر»، كما سمِع «رفضاً سعودياً لرفع الحظر عن سفر السعوديين إلى بيروت، إذ سأل ابن سلمان عون ما إذا كان يضمن سلامة المواطنين السعوديين على طريق المطار في بيروت المليئة بصور لقادة من حزب الله وإيران»، قائلاً: «على الأقل أزيلوا الصور»! وهو مطلب نقله عون إلى بري بعد عودته سائلاً عن «إمكانية تخفيف الصور على طول الطريق».
وعلمت «الأخبار» أن عون سيطلب مساعدة فرنسية، خلال زيارته لباريس في 28 الجاري، لإقناع الرياض بالعدول عن موقفها والمباشرة في مساعدة لبنان. إلا أن كل التوقعات تشير إلى أن هذه المساعي لن تلقى نجاحاً.
- الديار عنون: «اسرائيل» ابلغت لجنة «وقف النار» مواصلة الهجمات في كل لبنان
الحوادث على الحدود اللبنانية السورية مقدمة لنشر القوات الدولية
المعلمون الى الإضراب الاثنين ودعوات عمالية لتصحيح الرواتب والتقديمات
وكتبت صحيفة “الديار” تقول:
القرار الإقليمي والدولي محصور باعطاء «ابر مورفين» في ظل معادلة «الانهيار ممنوع والخروج من الأزمة مؤجل» وهذا ما يؤشر إلى بقاء الستاتيكو الحالي حتى انقشاع الصورة الكبرى وما يقرره لبنان بشان الدخول في المفاوضات المباشرة مع اسرائيل، وحسب مصادر مطلعة على اجواء المفاوضات واعمال لجنة وقف اطلاق النار، فان اسرائيل ابلغت أعضاء اللجنة استمرارها في أعمال القصف في كل المناطق اللبنانية عندما تشعر بوجود خطر ما، ولا استثناءات لاي منطقة حتى للضاحية الجنوبية والمدن اللبنانية، كما ان الهدف الاسرائيلي من التصعيد ايضا، ضرب القطاع السياحي على أبواب الصيف وعرقلة عودة المغتربين اللبنانيين ومنع المصطافين العرب من العودة الى لبنان بعد رفع معظم الدول العربية حظر السفر إلى هذا البلد.
هذا المسار يعرفه حزب الله وعزز إجراءاته الامنية، وله جملة من الملاحظات على أداء وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي الذي لايتوانى عن شن الهجمات على حزب الله في اجتماعاته الخارجية والداخلية الرسمية، داعيا الى تسليم سلاح حزب الله شمال الليطاني كمدخل لاستقرار لبنان ودون ذلك فان الاوضاع الامنية لن تتغير مطلقا، وهذا ما استدعى ردا عنيفا من عضو كتلة الوفاء للمقاومة ابراهيم الموسوي ّ على مواقف وزير الخارجية.
كلام نواف سلام
لكن البارز، ما أعلنه رئيس الحكومة نواف سلام لمحطة العربية، بان صفحة سلاح حزب الله انطوت بعد البيان الوزاري الذي حصر موضوع السلاح بيد الدولة، وهذا الأمر لن يتحقق بين ليلة وضحاها، مؤكدا أن الافرقاء السياسيين يعملون ضمن هذا التوجه، واعتبر سلام، ان معادلة جيش ـ شعب ـ مقاومة اصبحت من الماضي.
كلام سلام استدعى ردا من المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان وقال لرئيس الحكومة : انت رئيس حكومة بلد حررته المقاومة… شطبها يعني شطب لبنان، ولولا صمود شباب المقاومة في وجه الجيش الاسرائيلي لما بقي وطن وسيادة، وان إدارة البلد بهذه الطريقة تضعنا امام كارثة داخلية.
ودعا الشيخ قبلان رئيس الحكومة الى العمل والابتعاد عن الخطابات التهويلية.
اضراب المعلمين
الحكومة اللبنانية حتى الان «مكربجة» في إجراءاتها، والمهلة التي اعطتها النقابات والجمعيات للحكومة للبدء بمعالجة الامور الاجتماعية شارفت على الانتهاء مع اعلان روابط المعلمين الرسميين الإضراب التحذير يوم الاثنين ودعوة الجمعيات العمومية للانعقاد لاعلان الإضراب المفتوح ردا على قرار وزيرة التربية ريما كرامة بالغاء بدل الإنتاجية واستبدالها بتعويضات المثابرة مما ادى الى تقليص حجم الإنتاجية الى النصف، كما يستعد موظفو المصالح المستقلة الى خطوات تصعيدية، وطالب موظفو القطاع العام بتحسين رواتبهم والتقديمات، والا العودة الى الإضراب خلال الأيام القادمة.
وفي موضوع التعيينات، فان ما جرى حتى الان ل ايبشر بنهج مغاير، والخلاف الاميركي ـ الفرنسي على تعيين حاكم جديد لمصرف لبنان واضح، رغم ان القرار النهائي سيكون لواشنطن ولن تغير زيارة لودريان اي شيء، فالوصاية اميركية حتى اشعار اخر.
اما بالنسبة للالية الإدارية وبنودها الـ ٩ التي اقرت للتعيينات، فهي مخالفة للدستور حسب مرجع قانوني لان الطائف اعطى الوزير الصلاحيات المطلقة في عمل وزارته، وهو من يقترح الاسماء ومجلس الوزراء يقوم بالتعيين، والمجلس الدستوري ابطل مفعول اللجان في عهد حكومة حسان دياب لأنها تمس بصلاحيات الوزير، واي طعن بالالية سيؤدي الى وقف العمل ببنودها.
بالمقابل، صدرت في معظم الوزارات تعاميم حملت تعيينات وتشكيلات ومناقلات إدارية قام بها الوزراء الجدد، وابرزها كان في مطار رفيق الحريري الدولي.
الاوضاع الامنية ونشر القوات الدولية
الى جانب المشاكل الاقتصادية والاجتماعية المتفاقمة، يتقدم ايضا الهاجس الامني على الحدود اللبنانية السورية من جهة الهرمل في ظل معلومات عن توجه اممي لنشر القوات الدولية على طول الحدود اللبنانية السورية من العريضة حتى منطقة المصنع اللبناني لضبط الحدود وسد اي منفذ يمكن ان يستفيد منه حزب الله، وفي المعلومات، ان المخطط المرسوم للحدود حاليا يقضي بتصعيد الاشتباكات من قبل هيئة تحرير الشام، وتوجيه الاتهامات لحزب الله بالتدخل في المعارك، مما يعطي المبررات لاسرائيل للقصف، وصولا بعدها الى نشر القوات الدولية، علما ان الطرح ليس جديدا، وفي موازاة ذلك، فان كاميرات المراقبة البريطانية عادت للعمل بشكل طبيعي على الحدود وتسجل أدق التفاصيل.
اما بالنسبة للاوضاع في الشمال وتحديدا طرابلس، فالتركيز الارهابي على طرابلس مكشوف وواضح، مع معلومات مؤكدة عن محاولات الارهابي شادي المولوي المطلوب الى الدولة اللبنانية تحريك بعض الخلايا الارهابية في الشمال، وفي المعلومات، ان المولوي شوهد في دمشق مؤخرا ويتولى الان مسؤولية الشمال اللبناني من قبل هيئة تحرير الشام.
بالمقابل، ترأس رئيس الجمهورية اجتماعا امنيا حضره قادة الأجهزة العسكرية لبحث الاوضاع الامنية في البلاد، كما زار قائد الجيش رودولف هيكل الرئيس بري، واكد خلال اجتماع عسكري، العمل على بسط سلطة الدولة على كامل الاراضي اللبنانية ومواصلة تطبيق القرار 1701. فيما دعا الرئيس السابق للحكومة نجيب ميقاتي الى اجتماع في منزله لفاعليات طرابلس، حضره ايضا قادة الأجهزة الأمنية في الشمال لمناقشة الموضوع الأمني في طرابلس وانتشار السلاح المتفلت والحوادث المذهبية ونزوح عدد لاباس به من العائلات العلوية من الساحل السوري الى جبل محسن ويعيشون ظروفا صعبة.
بالمقابل، تستمر الخروقات الاسرائيلية وعمليات القصف واطلاق النار على القرى الامامية المحاذية للحدود مع فلسطين المحتلة دون اي إجراءات للجنة وقف اطلاق النار سوى تسجيل الاعتداءات، بينما يعاني العائدون من ظروف مناخية ولا اقسى، ولولا حزب الله وامواله للناس لتامين ايجارات سنوية لوقعت الكارثة الكبرى، وتجاوزت نسب الأموال التي دفعها حزب الله الـ 800 مليون دولار، وما زالت عمليات الدفع متواصلة في ظل غياب شامل لكل مؤسسات الدولة وعدم القيام باي إجراءات لاصلاح الطرقات وتقديم بعض الخدمات.
الاوضاع الدرزية
في آخر التطورات المتعلقة بالشان الدرزي، بدات التحضيرات لزيارة وفد درزي من مشايخ فلسطين المحتلة برئاسة موفق ظريف الى الجانب السوري في الجولان، ولم يعرف بعد اذا كان الوفد سيزور السويداء ولقاء الشيخ حكمت الهجري الذي جدد رفضه لمسودة الدستور الجديد برئاسة احمد الشرع، داعيا الى قيام نظام يحظى بثقة كل السوريين، فيما اكد شيخ عقل الطائفة الدرزية سامي ابي المنى تمسك الدروز في بلاد الشام بثوابتهم العربية والاسلامية خلال الإفطار الذي أقيم في دار الطائفة الدرزية في بيروت بحضور الرؤساء الثلاثة والرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط.