ثقافةفي مثل هذا اليوم

في مثل هذا اليوم:حزب البعث يتولى السلطة في سوريا في انقلاب عسكري مسمّى”ثورة الثامن من آذار”

 

الحوار نيوز – خاص

 

في مثل هذا اليوم ،8 آذار 1963،تولى حزب البعث العربي الاشتراكي الحكم في سوريا في انقلاب عسكري قادته لجنة من الضباط ضمت صلاح جديد وحافظ الأسد ومحمد عمران، وأطلق عليه إسم “ثورة الثامن من آذار” ،وما زال الحزب يحكم سوريا منذ 61 عاما.

قادة الانقلاب

 حزب البعث العربي الاشتراكي هو حزب سياسي تأسس في سوريا على يد ميشيل عفلق وصلاح البيطار وزكي الأرسوزي. تبنى الحزب مفهوم البعثية (وتعني “النهضة” أو “الصحوة”)، وهي خليط ايديولوجي من القومية العربية والوحدة العربية والإشتراكية العربية ومعاداة الإمبريالية. وتدعو البعثية إلى توحيد الوطن العربي في دولة واحدة. شعاره “وحدة، حرية، اشتراكية“، ويرمز إلى الوحدة العربية والتحرر من السيطرة والتدخل غير العربي.

 

ثورة الثامن من آذار، هو الاسم الرسمي الذي يطلق على الانقلاب العسكري الذي جرى في سوريا في 8 آذار 1963 ضد الرئيس ناظم القدسي والحكومة المنتخبة برئاسة خالد العظم. كان من نتائج الثورة، قيام دولة الحزب الواحد في سوريا وإنفاذ قانون الطوارئ منذ عام 1963 .

بطلا الانقلاب حافظ الأسد وصلاح جديد

شارك حزب البعث العربي الاشتراكي في الحياة السياسية في سوريا منذ تأسيسه عام 1947، وأحرز في الانتخابات النيابية لعامي 1954 و1961 المركز الثالث بعد حزب الشعب والكتلة الوطنية، وشارك في عدد من الحكومات خلال عهد الرئيس شكري القوتلي ووافق على الوحدة مع مصر عام 1958 رغم أنها أدت إلى توقيف نشاط الحزب داخل سوريا بشكل علني، إذ كانت من شروط عبد الناصر للوحدة حل كافة الأحزاب السورية، ونقل البعث مقرّه خلال تلك الفترة إلى بيروت.

وكانت حكومة الجمهورية العربية المتحدة بين مصر وسوريا قد راكمت “أخطاءً كثيرة” دفعت الجيش بقيادة عبد الكريم النحلاوي لفك ارتباط سوريا بالجمهورية العربية المتحدة، وأعاد العمل بدستور 1950 بعد إدخال تعديلات عليه أقرّت في استفتاء شعبي، ثم أجريت انتخابات نيابيّة حقق فيها حزب الشعب المركز الأول، وانتخب ناظم القدسي رئيسًا للجمهورية في حين شكل خالد العظم الحكومة.

 وقد أعادت الحكومة نهج التعددية السياسية والاقتصادية، وأعيد بقانون صادق عليه المجلس النيابي قانون الإصلاح الزراعي، كما أعادت الحكومة المصارف الخاصة وسائر الشركات التي استحوذت عليها الدولة خلال عهد الوحدة؛ وقد أدى هذا التراجع عن السياسة الاشتراكية لحصول أول صدام بين الحكومة والأحزاب الاشتراكية وكان أولها في شباط 1962، ثم أصدر حزب البعث بيانًا دعا فيه لعودة الوحدة مع مصر.

وفي 28 آذار 1962 حدثت محاولة انقلاب عسكري، فشلت نتيجة الخلافات بين قادتها من الضباط، وفي 25 أيار 1962 وجه البعث نداءً للحكومة لإعادة المفاوضات حول الوحدة مع مصر، ومنذ أواخر 1962 تفجر خلاف بين رئيس الحكومة خالد العظم وحزب البعث. وفي 8 شباط 1963 قام البعث بانقلابه في العراق وبعد شهر وقع انقلاب البعث في سوريا.

 

نتيجة التوتر في العلاقات بين الحكومة وحزب البعث قرر مجموعة من الضباط البعثيين في الجيش السوري الانقلاب على الحكومة واستلام السلطة، وشارك في التخطيط أشخاص من خارج الجيش أمثال ميشيل عفلق المنظر الأساسي للحزب؛ واتفق قبل الشروع بتنفيذ الانقلاب حول طريقة تقاسم السلطة بعد نجاحه، على أن يكون لؤي الأتاسي رئيسًا لمجلس قيادة الثورة ورئيسًا للوزراء في اليوم ذاته. في صباح الثامن من آذار، تحركت الفصائل المنقلبة من الجيش في دمشق وحاصرت المقرات الهامة في العاصمة واعتقلت رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة وأغلب الوزراء، وحدثت مناوشات عسكريّة، غير أن فصائل الجيش في المحافظات اعترفت بسلطة الانقلاب بعد نجاحه، كما درجت عادتها منذ 1949. ثم أخذت الدول الاعتراف بالحكومة الجديدة كان وعلى رأسها العراق البعثي ومصر الناصريّة وتولى الاتحاد السوفييتي إقناع المجتمع الدولي بالاعتراف بالنظام الجديد، وقبل انتصاف النهار تألف مجلس قيادة الثورة برئاسة لؤي الأتاسي وجاءت تركيبته من عشرة ضباط.

في اليوم نفسه، دعا حزب البعث حلفاءه من الأحزاب اليسارية إلى اجتماع في مقر وزارة الدفاع بهدف تشكيل حكومة مدنيّة انتقالية ولدت في صباح اليوم التالي برئاسة صلاح الدين البيطار، وكانت حكومة مدنيّة ،غير أن وزيري الدفاع والداخلية كانا من الضباط.

 يذكر أن مجلس قيادة الثورة، ومع استلامه السلطة أعلن حالة الطوارئ في البلاد، وهي الحالة التي ظلت سارية المفعول لسبع وأربعين سنة لاحقة، كما عطل العمل بالدستور السوري ولم يتم وضع دستور جديد حتى 1973، كما صدر قرار بحل جميع الأحزاب المناوئة لحزب البعث مع الإبقاء على الحزب الناصري والشيوعي، ونفيت أغلب الطبقة السياسية السورية على رأسهم الرئيس القدسي ورئيس الحكومة العظم إلى الخارج، لا سيّما لبنان، وشهد الجيش عمليات تسريح جماعية لضباط غير بعثيين، كما خرجت بنتيجة الانقلاب رؤوس أموال ضخمة إلى الخارج خوفًا من استيلاء الدولة عليها وفق السياسة الاشتراكية.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى