اجتماعياتمنوعات

لمناسبة يوم المرأة العالمي: تكريم للراحلة نعمت جمال الدين

 

الحوارنيوز – خاص

 

لمناسبة الثامن من آذار، نظّمت جمعية “مساواة – وردة بطرس للعمل النسائي”، هذا العام، لقاء تكريميا للمناضلة في صفوفها، الراحلة نعمت جمال الدين ،تخلله لقاء حواري بعنوان “العنف ضد المرأة في لبنان: أسبابه وكيفية القضاء عليه”.

نعمت جمال الدين

شارك في اللقاء ما يقارب المئة من ممثلات وممثلي القوى السياسية والنقابية والجمعيات النسائية والاجتماعية، إلى جانب عدد من القانونيين والاعلاميات والاعلاميين والشباب، تقدمتهم والدة المناضلة نعمت وأسرتها.

افتتحت الاحتفال الأستاذة مريم شميس قصّار، عضو قيادة الجمعية، متحدثة عن دور نعمت التي ساهمت في إطلاق الحملة الوطنية ضد العنف، والتي استمرّت في النضال حتى الرمق الأخير في النضال والعطاء وكذلك في مواجهة المرض بإصرار.

وأشارت، في هذه المناسبة، إلى الدور الوطني لعائلة الفقيدة، التي قدّمت الشهداء في سبيل الوطن والشعب.

بعد ذلك، أعطيت الكلمة للسيدة إحسان جمال الدين شقيقة المناضلة الفقيدة، التي ركزت على الدور الريادي للنساء في وطننا، كما في العالم، وعلى حركة النساء المناضلات من أجل بناء المجتمع الانساني، وتغييره، ونقله من الجهل والتخلف والعنف الى نور التطور والرقين مشيرةغلى الدور الذي لعبته نعمت جمال الدين من داخل تلك الحركة ودعواتها المستمرة إلى بذل المزيد من أجل حقوق النساءن بل وحقوق الشعب اللبناني كله الذي يعاني اليوم آلام الفقر والجوع.

الكلمة الثالثة كانت للدكتورة ماري ناصيف – الدبس، رئيسة جمعية “مساواة – وردة بطرس”، التي افتتحت كلمتها بالاشارة إلى أن الهدف من اللقاءات في الثامن من آذار يكمن في استعراض النضالات التي تخوضها المرأة اللبنانية ، وما آلت إليه من نتائج، وكذلك في وضع الشعارات الأساسية للبرنامج النضالي المستقبلي. “أما هذا العام، فالصورة متغيّرة، إذ إن لقاءنا له طعم آخر، مختلف”.

وبعد أن أشارت إلى الغياب الأليم، والذي لا يعوّض، للمناضلة نعمت جمال الدين، التي انضمت إلى رفيقتيها المناضلتين ناتالي تاهوكيليان وزينة فرح، وإلى كوكبة من مناضلات كبيرات تركن بصمات من نور في سماء الوطن، آخرهن كانت المناضلة القدوة ليندا مطر، أكّدت أن هذه الفاجعة تدفعنا إلى استعادة مجرى الحياة والكفاح دون تردد، من أجل الشعب اللبناني الذي يئن تحت وطأة الأزمات الجسام، ومن أجل الشباب الهائم في كل أنحاء الدنيا بحثا عن الحلم الذي تواطأوا على قتله، وخاصة من أجل النساء المعذّبات اللواتي يواجهن كل صنوف التمييز والعنف.

بعد ذلك، قدّم القاضي الرئيس جون قزي مداخلة حول العنف الممارس ضد المرأة، بدءا بتزويج القاصرات وما يتركه من تأثيرات سلبية على الصحتين الجسدية والنفسية لدى العديد من النساء، ومرورا بالآثار السلبية لزواج الاكراه الذي أدى، خلال السنوات القليلة الماضية، إلى تزايد حالات الطلاق التي بلغت نسبتها في العام 2022 ما يزيد عن 26 بالمئة، مع ارتفاع هذه النسبة في العاصمة بيروت إلى حوالي 34 بالمئة…

وركز على التأثير السلبي لهذه الحالات على الأسرة التي هي عماد المجتمع وأساسه، وحيث تلعب المرأة – الأم الدور الأساس سلبا أم إيجابا.

كما استعرض القاضي الرئيس قزي ما تحمله بعض القوانين من عنف ضد المرأة، بدءا بقانون الجنسية الذي يحرم الأم اللبنانية المتزوجة من غير لبناني من حقها في إعطاء جنسيتها لأولادها، بينما يسمح للرجل في إعطاء زوجته الأجنبية جنسيته بعد مرور سنة على تسجيل الزواج، مرورا بقانون العقوبات ووصولا إلى قانون مناهضة العنف الأسري الذي، وإن  جرى تعديله باتجاه أكثر عدالة في الآونة الأخيرة، لا يزال يحتاج إلى تعديلات أساسية أخرى. وختم مداخلته القيّمة بإعطاء صورة عن دور القاضي في تأمين العدالة دون تحيّز أو استنسابية، وعن دور الأم تحديدا في تربية الأجيال بإتجاه صحيح.

وجرى نقاش للقضايا التي طرحها القاضي قزي، واتفق الجميع على ضرورة متابعة التحرّك من أجل مناهضة العنف في مجتمعنا، خاصة ضد المرأة.

كما تسلّمت عائلة جمال الدين، أثناء الاحتفال، درع وفاء من جمعية مساواة – وردة بطرس للعمل النسائي.

 (تصوير: خالد عياد)

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى