في ذكرى التحرير ..تحية واعتذار
زياد الخليل
نستذكر 24 أيار 2000 المجيد ونهنىء اللبنانيين بتحرير الأرض من العدو الغاصب وننحني إجلالاً لأرواح شهداء الوطن الذين عطّروا التراب بدمائهم دفاعاً عن السيادة والكرامة.
أما اليوم وبعد مضي 20 سنة على تحرير الأرض ننحني طالبين عفو المثرب من الشهداء الأبرار لأننا لم نتحرر بعد من تبعية المحاور ولم نرتق بالوطن الى دولة المواطنة الحقة والوطنية الصادقة يحكمها القانون الذي يساوي بين جميع ابنائها دون تفرقة. سامحونا لأننا شرّعنا الفساد منظومة تراعي مصالح البعض على حساب الشعب من أجل منصب أو مكسب في السياسة بدل ان نتحرر من جوعنا وأوجاعنا.
سامحونا يا شهداء الوطن الذين اوليتمونا ثقتكم بأغلى ما عندكم فما كان منا إلا أن خذلناكم الى درجة أننا عجزنا عن تقديم الرغيف والدواء لمن لم يهاجر من أهاليكم وبقي في هذه الأرض الطاهرة ليشهد على استشهادكم "فالناس من خوفها للفقر في فقر وهي من خوفها للذل في ذل". سامحونا لأننا قضينا ثلاثة عقود لم نترك طريقاً يفرقنا الا وعبّدناه بأنانيتنا وكأننا "نرفض أن نذق مر التعلم ساعة لنتجرع ذل الجهل طوال حياتنا". سامحونا لأننا لم نترك فقرة في الدستور الذي يجمعنا إلا وفسّرناها كلٌّ على قياسه لنختلف. سامحونا لأننا لم نترك للقضاء أمراً إلا وتجاوزناه بتدخلاتنا الرعناء لنختلف. سامحونا لأننا لم نترك أمانة في أعناقنا للأجيال القادمة الا واسأنا استعمالها، وما زلنا الى يومنا هذا، حتى أصبح للهدر والدَيْن عنوان في قاموس الأمم إسمه لبنان. نستذكركم ايها الراقدين في جنة الخلد ولن ننسى فضلكم بإذن الله "ونسأل الرب باكين أن يؤتينا رحمته بحسب مشيئته، لنفتخر بتواضعنا مثلما اضطربت قلوبنا بتكبرهم". سامحونا لأننا لا نقرأ تاريخ ولا نتعظ من تاريخ الأمم. "إن الأنانية تولد الحسد، والحسد يولد البغضاء، والبغضاء تولد الاختلاف، والاختلاف يولد الفرقة، والفرقة تولد الضعف، والضعف يولد الذل، والذل يولد زوال الدولة، وزوال النعمة وهلاك الأمة"
سامحونا أيها الشهداء واتركونا ليوم عقابٍ سرمدٍ.