طب

مستشفيات لبنان على شفير الإغلاق بسبب المحروقات وفقدان الأدوية والمستلزمات الطبية(حسن حدرج)

كتب حسن حدرج- خاص الحوار نيوز

أزمات حياتيّة و معيشيّة متتالية تعصف بالمجتمع اللبناني واحدة تلو الأخرى، لكن أخطرها حتماً أزمة المستشفيات التي ظهرت بعد شحّ المحروقات و فقدان الأدوية الأساسيّة في علاج المرضى.

المستشفيات التي تعتبر شرش الحياة و حبل الخلاص للناس من الموت مع عودة أعداد المصابين بجائحة كورونا الى الإزدياد، بسبب المتحوّر الجديد دلتا، باتت مهدّدة بالإقفال لعدم توفّر مادّة المازوت لمولّداتها التي يفترض بها العمل لإبقاء الكهرباء ٢٤/٢٤.

” الحوار نيوز” تواصلت حول هذا الموضوع مع النائب الدكتور فادي علامة الذي أفادنا “أن المستشفيات بالمطلق تعاني و تواجه مشاكل عديدة في المستلزمات ،خصوصاً مع عدم التزام مصرف لبنان تغطية المدعوم منها، الأمر الذي أدّى إلى وجود حالات كثيرة تستدعي الإستشفاء، لكنّها لم تستطع دخول المستشفيات”.

وشدّد علامة على أهمّيّة مادّة المازوت و توفّرها للمستشفيات “لأنّها شرش حياة دائم وفي عمل مستمر ٢٤/٢٤ ،خصوصاً في مجال العنايات الفائقة التي تحتاج الى التيار الكهربائي بصورة دائمة تؤمّن لها من خلال  المولّدات، و هي تستهلك كمّيّات هائلة من مادّة المازوت”.

ولفت علامة إلى “أن المازوت أصبح مقنّنا كالكهرباء، ووجوده في السوق السوداء بكلفة عالية و باهظة جدّاً ،وهذا لا يعتبر حلّاً و غير مقدور عليه أصلاً، إضافة إلى صعوبة تأمينه بالكمّيّات اللّازمة حتّى من السوق السوداء، مع العلم أن مصفاة الزهراني و طرابلس تؤمّن نسبة من مادّة المازوت لكنّها غير كافية أيضاً”.

 ما سبق ذكره بنظر علامة سيؤثّر حتماً على بقاء المستشفيات، “إذ إنّها لا تستطيع إدخال مريض إلى الطّوارئ أو حتّى إلى العناية إذا احتاجها مع عدم وجود التغذية الكهربائيّة داخلها. إذاً فمعظم المستشفيات اليوم بغضّ النّظر، إذا توفّرت لديها القدرة الماليّة على تأمين مادّة المازوت ،باتت تعيش قلقاً يوميّاً حول إمكان تأمين هذه المادّة لاستمرار عملها وعناية المرضى الموجودين داخلها و إبقائهم على قيد الحياة”.

نقابة المستشفيات في أحاديثها مع الدكتور علامة الذي يشغل مركز نائب رئيس النقاية ،وجّهت صرخة و شكاوى كبيرة حول الدّواء أيضاً، إذ إن مستشفيات كبيرة في لبنان تحفّظ الدكتور علامة عن ذكر أسمائها، باتت تعاني أيضاً من مشكلة تأمين الدّواء لمعالجة المرضى حسب البروتوكولات الدّوائيّة و الطّبّيّة المطلوب اتّباعها.

أمّا بالنسبة للجنة الصّحة ودورها ،فقد أفادنا الدكتور علامة عن اجتماع سيتمّ اليوم بحضور وزير الصحّة الدكتور حمد حسن، للبحث في موضوع الدّواء و المازوت و عديد المستشفيات و طاقمها الطبي في ظل الانتشار الكبير المسجّل بفايروس دلتا (متحوّر كورونا)، فالمستشفيات فقدت أعدادا كبيرة من طاقمها الطبي الذي هاجر بنسبة كبيرة خارج لبنان بعد المواجهة الأولى مع فايروس كورونا. ويتوّقع علامة أن تكون لدى وزير الصّحّة اليوم حلول على مختلف الأصعدة لتطبّق فعليّاً على أرض الواقع.

هنا وجب السؤال في بلد انقطعت فيه جميع سبل الحياة، هل أصبحت صحّة المواطن رهناً للتجاذيات السّياسيّة التي تدخّل بها مصرف لبنان؟ وهل يمكن توصيف أزمات المستشفيات و تقاعس الدّولة والمصرف المركزي بالطبيعيّة الحدوث؟

 هي جريمة إنسانيّة لا بل مجزرة بحق النّاس جميعاً..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى