العالم العربيرأيسياسة

طريق الانتصار بتوحيد االخطاب الجهادي(أحمد عياش)

د.أحمد عياش

في خطاب الانتصار ،بدا السيد نصرلله  قائدا طبيعيا للمرحلة السابقة و الحالية واللاحقة، قائدا فرضته حركة التاريخ التحرري والمقاوم من ناحية ،ومن ناحية اخرى انتجته الوقائع والحقائق وحركة الناس الحالمة والواثقة بفجر ساطع للوطن وللأمة.

المقاومة شرف رفيع لا يعرف معناه الا الأحرار في عقولهم والابطال في قلوبهم.

الا انه بدى ايضا مريضا ومتعباً ومرهقا..

المرض والسلامة والشفاء من رحمة الله وحده.

لا ينسى السيد فلسطين ابدا . نادرة جدا الخطابات التي لا يذكر فيها فلسطين والقدس، وهذا يؤكد ان اللبناني المقاوم ابن امته وان الحرب مع العدو الأصلي غير محصورة بتلال كفرشوبا وشبعا، انما هي حرب تحرير ضد غزاة ومغتصبين للارض.

الحرب ضد اسرائيل ، حرب وجودية لا علاقة لها بحدود  اوطان خط مسافاتها السيدان سايكس وبيكو.

انها حرب اخلاقية وانسانية ضد صهاينة زوّروا التاريخ ولعنوا الجغرافيا ونشروا اعداء بالوكالة في كل مكان، بهدف تدمير الجيوش، وغسلوا ادمغة الناس بالشك والظن والتكفير والحذر لتتقاتل في ما بينها الى الابد.

وحّد الرسول محمد (ص) القبائل ليجعلها أمة، ودمّر العدو الأمة ليعيدها قبائل.

ما تركوا قائدا الا ونشروا حوله الاكاذيب اعلاميا وشوّهوه وجعلوه عميلا وخائنا ،وحضروا عبر مخابراتهم تحت عناوين دولية ليعدموه.

لم يخن قائد واحد الامة انما شبّه لهم ،وكل من قتله الغزاة تحت اي حجة من الحجج اثباتا لبراءته من الخيانة ،واما مقولة”انتهى دوره” فانها مقولة اخترعتها المخابرات لتقنع الشعوب ان كل قادتهم انذال.

بعد حروب لبنان وفلسطين  لا بد من توحيد الخطاب الجهادي ، لا بد من كلام موّحد في مواجهة الاحتلال، لا بد من اعادة صياغة خطاب فكري-جهادي يوحد كل المقاومين من اسلاميين ومن ماركسيين ومن قوميين ومن مستقلين لترتقي الامة بالنفوس والعقول والارواح.

ما كان خلاف في عهد الخلفاء الراشدين تؤجل تفاصيله الى يوم القيامة لينظر الله فيها، وما كان خلاف في الحاضر يوضع على طاولة البحث من مفكرين غير طائفيين لايجاد نقاط مشتركة لا تغضب احدا وتنصر الامة.

من اراد رضى الله والناس والتاريخ فليحضر الى كلمة سواء .

البطولة في منع الفتن وتوحيد الهمم والمسامحة والغفران على اسس اخلاقية لا طائفية.

وحدها الشعارات الاخلاقية والانسانية المقاومة تنصرنا وتوحدنا وكل شعارات الطوائف والاحزاب تدمرنا.

من اراد الانتصار فليتبع الاخلاق، ومن اراد تكرار الهزيمة فليبق في شعاراته الطائفية والحزبية.

لا احد يحب النقد ،وكل منّا يعتقد ان الله خلقه وما خلق من بعده احد، فلنترفع عن الافكار الثابتة التدميرية ولنمض يدا بيد لبعث اخلاق انسانية تجمعنا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى