سياسةمحليات لبنانية

ضرورة المحافظة على عفوية الحراك المطلبي المحق

 

    تحافظ الحركة المطلبية على زخمها منذ السابع عشر من الشهر الماضي وتدرجت حتى لامست بنية النظام العام للدولة، ونعتقد انها خرجت على طاعة الاحزاب والقوى السياسية التقليدية رغم ما بذلته هذه القوى وما زالت، لاستثمار هذا الحراك واستغلاله واغتصاب عفويته.
    تشير الوقائع من خلال اتساع مروحة المطالب وآخرها محاولة تعطيل انعقاد الجلسة البرلمانية يوم غد لمناقشة العفو العام الذي ينبغي ان لا يطال المجرمين والقتلة والمعتدين على القوى الامنية وعلى ارواح وممتلكات الناس بالظلم والعدوان،مع التنويه بجرأة الحراك الذي يدل على ثقة وتنظيم وغرف عمليات وخبرات وعلم يجيد تطبيق "سيكولوجية الجماهير" والتحكم بسلوكيات الناس من اهم ادواته الاعلام الذي يُوجه ويُلقن ويُحرّض ويشتم اذا دعت الضرورة. والامثلة على ذلك كثير وما زالت متواصلة. والاعلام بالمناسبة، وسيلة مكلفة جدا وسبق واشرنا الى ان البث التلفزيوني تُحسب كلفته بالثانية وليس بالساعة.
    لذلك، نحن نخشى على الحراك ليس من المستثمرين المحليين بل من الرياح الاقليمية والتي تقودها الولايات المتحدة وغايتها في المدى المنظور تجزئة العالم العربي وتحويله الى كيانات طائفية هزيلة ممسوخة تدوسها "اسرائيل" متى شاءت !!
    وليس خفيا ان الولايات المتحدة التي تدعي خضوع الدولة العراقية للنفوذ الايراني وعلى العراقيين ان يثوروا وهي تحركهم وتمولهم، وآخر الانباء تشير الى ان الحكومة العراقية بدأت تسيطر على الوضع متجاوبة مع مطالب الناس.
    وكذلك اعلان الحرب التجويعية على اللبنانيين ومطالبتهم بابعاد حزب الله عن الحكومة ما ادى الى استقالة هذه الحكومة في الوقت المناسب والمتزامن مع الحراك المطلبي المحق والذي يجب ان يستمر .
    وتبقى الخشية من تداعيات يتبارى فيها اللاعبون تحديا وتعطيلا ولا نتمنى توترات امنية متممة لحادثة البساتين قبر شمون!! ولا نفقد ثقتنا بوعي اللبنانيين وبما يملكونه من مخزون قيمي واخلاقي ووطني لمحاصرة الحرائق المتنقلة والتي تضمر الشر للجميع دون استثناء.

                                                                  

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى