رأي

روسيا-أوكرانيا ومرتزقة ويمين متطرف(د.أحمد عياش)

بقلم د.أحمد عياش

الغريب في الحرب الأوكرانية-الروسية ان الدولتين تتنافسان على استقطاب متطوعين اجانب للقتال، فيما عدد سكان روسيا الاتحادية يفوق 140مليون نسمة وعدد سكان أوكرانيا يتجاوز ال 44 مليوناً .

لماذا هم مهتمون بالمرتزقة وجيشاهما يضمّان مئات الاف الجنود ؟

وهل الهدف توريط دول وشعوب أخرى في الحرب؟

ربما لكييف مصلحة، انما لا يعني ذلك شيئا لموسكو.

دعوة المرتزقة لساحات الحرب يعني ان العقل العسكري ملوث بالتجارة وباختصاص ادارة الاعمال. فربما تكلفة سقوط مقاتل من المرتزقة اقلّ من كلفة مقتل جندي نظامي، وربما ايضا ان العامل العائلي-الاجتماعي لا يتحمل مقتل ابن وحيد للعائلات الروسية والأوكرانية.

لا الروس ولا الأوكران ينجبون اكثر من ولد او ولدين في افضل الحالات، عكس الوضع العائلي ابان الحربين العالميتين الاولى والثانية، اذ كانت العائلات الاوروبية تنجب اطفالا اكثر.

حتى عائلات الدول النامية والعالم الثالث ما عادت تنجب اكثر من ثلاثة اولاد جراء صعوبات الحياة.

بمن سيقاتل اذن الاوروبيون في حروبهم المقبلة؟.. فعند مقتل كل جندي سيموت بعده والداه في دار العجزة، وستعود ثروة العائلة إما للدولة او لجمعيات انسانية او حيوانية.

اليمين المتطرف الاوروبي الذي يدفع بمرتزقته لنصرة يمينيي الأوكران يؤسس لمآس في دوله إن عادوا بالتوابيت. فالمسألة ليست نزهة ربيعية لعرض عضلات او لعرض أزياء.

بدل مقارعة الافكار المتطرفة العدوانية، فإن النظام الأوكراني ضم رجال كتيبة او ميليشيا آزوف بزعامة النازي اندريه بيليتسكي الى وحدات الجيش النظامي، كما ان اليمين المتطرف الفرنسي المتمثل بمارين لوبين زعيمة التجمع الفرنسي والمتطرف الفرنسي اريك زيمور والبريطاني نايجل فاراج (زعيم حزب استقلال المملكة المتحدة)وحتى ممثل اليمين المتطرف الاميركي دونالد ترامب، أبدوا استياءهم من دخول القوات الروسية الى اوكرانيا بعدما كالوا المديح سابقا للرئيس بوتين نكاية بوحدة الاتحاد الاوروبي .

القوميون الاوروبيون تجمعهم كراهية وحدة اوروبا.

اليمين المتطرف اللاهث للقتال في اوكرانيا لا يفعلها الا نصرة لمن يظن ويؤمن بتفوق العرق الابيض وبمعاداة المسلمين الذين يعتبرونهم طارئين على الحياة الأوروبية، رغم ان لا مانع لديهم ان يعملوا كمستخدمين وكأجراء مياومين بلا حقوق انسانية متساوية مع ابناء البلاد.

اليمين المتطرف ليس حكرا على مسيحيين، فدول اسلامية كثيرة تمارس ما هو اسوأ من افكار اليمين المتطرف مع الوافدين اليها، حيث يحتفظ الكفيل بجواز سفر الوافد للعمل ليصبح اسيره، وتماما كما يفعل لبنانيون كثر مع العاملات في المنازل الوافدات من بلدان فقيرة .

اليمين المتطرف ليس انتماء رسميا لحزب، إنما هو فكر عدواني في العقول قابل للتحول لتعصب اعمى ضد كل مختلف في اللون وفي اللغة وفي الدين.

الدول الاوروبية لا يحكمها اليمين المتطرف، لذلك من يعيش فيها له حقوق متساوية مع ابناء البلاد ،وله حق نيل الجنسية بسهولة، اما بعض الدول الاسلامية مثلا ورغم ادعائها تطبيق الشرائع الالهية على الأرض، فإن منح الاقامة الدائمة والجنسية لوافد، ولو كان مسلما،فهو شبه مستحيل!

اليمين المتطرف يهدد انسانية اوروبا.

العالم يتجه للتعصب ولهيمنة افكار اليمين المتطرف ،لذلك فهو يسير قدما باتجاه الحروب، وفي حال فتح النقاش مجددا حول القوميات فإن ما بين الدول الاوروبية من انهار دم ومن احقاد وحروب ستعود بسرعة الى الوعي كعدوانية مفرطة.

اليمين المتطرف حظيرة وحوش.

لا بدّ من محاربة افكار اليمين المتطرف اينما كان، ولو ان ذلك صار صعبا بعد انحسار اليسار العالمي .

الطائفي اللبناني يميني متطرف وجب علاجه او حجره او سجنه لأن افكاره معدية وتدميرية وقاتلة.

ليست المسألة محصورة في الأوكرانيين الدونبريين فقط، ولا في افكار المتحمسين للقومية الروسية الصاعدة، إنما هي افكار مرضية نفسية مشبعة بالسمّ تأتي بالمتطوعين المجرمين الحمقى من كل العالم ليقاتلوا كمرتزقة.

سلام وتحية ليسار نشتاق إليه!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى