سياسةمحليات لبنانية

رندى بري:حق الناس في العيش باستقرار هو حق عابر للطوائف

 رعت عقيلة رئيس مجلس النواب رئيسة ملتقى الفينيق للشباب العربي السيدة رندى عاصي بري اﻻحتفال التربوي الحاشد الذي نظمته بلدية السكسكية  في باحة حديقة بلدة السكسكية ، تكريما للطﻻب المتفوقين في الشهادات الرسمية وحملة اﻻجازات الجامعية.

استهل الإحتفال بآي من الذكر الحكيم ثم النشيد الوطني اللبناني ودخول موكب الطﻻب المكرمين .
بعدها القى رئيس بلدية السكسكية علي عباس كلمة هنأ فيها الطﻻب الناجحين شاكرا للسيدة بري رعايتها الدائمة للطﻻب واحتضان امالهم وتطلعاتهم .
ثم القت السيدة  بري كلمة الرعاية وجاء فيه :
هي أول سطر في كتاب أمل و مقاومتها ، هي السكسكية نقرأ في كتابها أبجدية الإنتفاضة الأولى ضد الاحتلال الاسرائيلي، فلا تبارحنا صورة أطفالها و نسائها و شيوخها و شبابها وهم يلاحقون آليات العدو بالحجارة و بما ملكت أيديهم ، ونقلب في صفحات كتاب هذه القلعة العاملية ، فيستعيدنا الشهيد القائد " أبو حسن نعمة مروة " قامة مقاومة شامخة تحمل إسم هذا الصرح التربوي ، نستعيده قدوة و دليلا و مرشدا للناشئة و الأجيال التي حفظت عن ظهر قلب وصيته و أمنيته ، بأن نحفظ لبنان و في قلبه الجنوب.
واضافت بري: كما نقرأ في كتاب السكسكية في تاريخها و حاضرها و مستقبلها سيرة العشرات من خيرة شباب هذه البلدة الكريمة الذين تقاسمنا و دولة الرئيس نبيه بري معهم الخبز و الملح ، و الألم و الأمل ، الصمود و الصبر ، المقاومة و الانتصار، في بربور أيام الشدة يوم عز الوقوف وقلّ النصير فكانوا خير الرجال و خير من يؤتمن على الأمانة إلى جانب حامل الأمانة دولة الرئيس نبيه بري ، فمنهم من قضى نحبه شهيداً في حفظ الأمانة و منهم من حمل جراحه و أكمل المسيرة و لا زال و منهم من ينتظر و ما بدلوا تبديلا.
وتابعت بري:  اليوم و في هذه الأمسية التي نلبي فيها دعوة كريمة من رئيس وأعضاء المجلس البلدي في السكسكية، و في مقام من نتكرم بهم و نعتز بتفوقهم ونجاحهم و تميزهم في مسيرة جهادهم الأكبر ، مسيرة تحصيل العلم والمعرفة من أبناء هذه البلدة في كافة مستويات التعليم الجامعي و الثانوي و المهني و المتوسط ، اسمحوا لي أولاً : أن أوجه باسم رئيس مجلس النواب رئيس حركة أمل الأستاذ نبيه بري و باسمي الشخصي التحية والتقدير لشهداء هذه البلدة كل شهدائها إسماً إسماً ، و لعوائلهم و لكل جرحاها و لكل عائلاتها و فعالياتها ، التحية و التقدير لعطائهم الذي لا يوازيه عطاء ووفائهم الذي لا يقاس .
و اسمحوا لي ثانياً ، أن أنقل التهاني الشخصية التي حملني إياها دولة الرئيس لكل فرد من هذه الكوكبة المتألقة التي نكرمها اليوم  و للحضور جميعاً ، متمنيا لهم و لكم أطيب و أصدق التمنيات بدوام التألق و التقدم ودوام النجاح .
واضافت بري في كلمتها: لا أفشي سراً أمامكم و أصدقكم القول ، بأنني كلما دعيت إلى تكريم كوكبة كمثل هذه الكوكبة المتألقة من المتخرجين من حملة إجازات جامعية وناجحين في الشهادات الرسمية الثانوية أو المهنية أو المتوسطة ،تمتلكني الرهبة و تختلط لدي المشاعر والأحاسيس بين شعور بالاعتزاز و الفخر بهؤلاء الأبناء وبما حققوه، و بين شعور بالقلق والخوف ، نعم الشعور بالفخر يعززه الإيمان المطلق بأن وطنا يمتلك هذه الطاقة من الشباب المتحفز دائماً على مواصلة تحصيله العلمي مهما قست عليه الظروف الاقتصادية ، هو وطن لا يمكن أن يسقط أو يستسلم تحت أي ظرف من الظروف، وان وطناً يمتلك مثل هذه النخبة الواعدة التي تمثلون اليوم فيها طليعة متسلحة بعزيمة لا تلين و إرادة لا تنكسر ، هو وطن قادر على كسر كل القيود التي يمكن أن تكبل طموحات أبنائه ، هو وطن قدره و قدر أبنائه القيامة و الإنتصار على كل الأزمات .

واضافت :  لكن بموازاة هذا الشعور و الايمان الراسخ ، بصدق أقول : يخالجني أيضاً شعور معاكس أقرأه أسئلة مرتسمة على جباه الطلاب، ألمحه قلقا يغالب الفرح في عيونهم .
وتابعت بري : نعم أيها المكرمون أيها الأهل ، من حقكم علينا و على كل القوى الحية في هذه البلدة  و في كل بلدة أن نقيم للطلاب إحتفالات التكريم ، لكن قبل أي شيء من حقهم الحصول على أجوبة شافية لتساؤلاتهم المشروعة حيال العديد من الحقوق و الهواجس و على سبيل المثال لا الحصر .
من حق كل حامل إجازة بأن تكون له فرصة عمل لائقة على غرار أي وطن يحترم انسانه و يقدر طاقاته المتعلمة ، ومن حق كل مبدع و مبدعة أن تتأمن لهما المناخات الملائمة لتنمية إبداعهما و الإستثمار و الإستفادة من هذا الإبداع لمصلحة الانسان و لمصلحة لبنان أولاً و ثانياً و آخراً .
واضافت : أيضاً و أيضاً من حق كل خريج على دولته بأن يسأل عن كيفية تبديد القلق الذي يساوره خشية أن تتحول الشهادة أو الإجازة التي يحملها من جواز مرور نحو أسواق العمل إلى جواز مرور نحو الهجرة .
و من حق الكادر التعليمي أيضاً و خاصة المتعاقدين منهم في التعليم الثانوي و الناجحون في مجلس الخدمة المدنية ، أن يطمئنوا على مستقبلهم وأن تتأمن لهم أبسط قواعد الإستقرار الوظيفي بما يمكنهم من آداء رسالتهم التعليمية على أكمل وجه ،  فمن غير الجائز أن تبقى مطالب آلاف المعلمين مادة في سوق الطائفية والمذهبية الضيقة .
وتابعت بري : ومن حق الطلاب و الأساتذة و الأهل و كل مواطن لبناني على وزارة التربية وعي أن الحاجة باتت ملحة للمبادرة نحو تطوير النظام التربوي بما يلائم إحتياجات العصر لجهة مواءمة الإختصاصات باحتياجات سوق العمل ، و إنجاز كتاب التاريخ الموحد بما يمكن كل طالب لبناني القراءة في كتاب وطني موحد حول مفهوم الوطن و المواطنية و التربية على الديمقراطية و قبول الآخر .

وختمت السيدة بري كلمتها بالقول : بكل بساطة ان المدخل الحقيقي والطريق الأقصر للاجابة على هذه الأسئلة المشروعة و المحقة للطلاب المتخرجين و للأساتذة و لكل اللبنانيين ، يكون بوعي الدولة بكل سلطاتها و كل صناع القرار السياسي فيها لمسؤولياتهم وايقاظ الشعور لديهم بأن " حجم " الأزمات التي يئن تحت وطأتها المواطن و " حجم " التحديات التي تحدق بالوطن و مستقبل أبنائه ، هي أهم و أكبر من لعبة " الأحجام و الأوزان " التي مارستها بعض القوى السياسية على مدى أكثر من أربعة أشهر، فأبقوا لبنان و اللبنانيين معلقين على جلجلة الانتظار من دون حكومة و من دون سلطة تنفيذية تلامس إحتياجاتهم وتلبي طموحاتهم … فقط من أجل تحصيل مقعد وزاري هنا أو هنالك و نسوا بأن حقوق الناس في العيش باستقرار  ، هي حقوق عابرة للطوائف  وعابرة للأحجام  والأوزان السياسية.
اﻻحتفال اختتم بتقديم بلدية السكسكية درعا تقديرية للسيدة بري ثم بتوزيع الشهادات التقديرية على الطﻻب المتفوقين .
وكان سبق الحفل مأدبة غداء اقامها رئيس بلدية السكسكية علي عباس تكريما للسيدة بري حضرها حشد من الشخصيات والفعاليات ومديرون عامون وقيادات امنية وعسكرية وسياسية .

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى