سياسةمحليات لبنانية

حذار تغليب الشكل على المضمون!

 

على أهمية إستقالة رئيس الحكومة سعد الحريري بعد أن عجز عن تحقيق مكاسب فئوية بحجة "ضغط الشارع"، وبعد رفض شركائه فكرة ترأسه تشكيل حكومة تكنوقراط بإعتباره حزبيا ولا تستقيم رئاسته مع الفكرة، إلا أنّ "الحراك الثوري" يبدو أنه يتعامل مع الإستقالة أو الإستقالات اللاحقة بالكشل لا بالمضمون.
لا يرضي الغالبية الساحقة من اللبنانيين أن تستقيل الحكومة أو أن تقصر ولاية مجلس النواب ويبقى الإصلاح السياسي أو الاقتصادي معلقا، ومن يقرأ بين السطور يكتشف كم الأفخاخ التي تضمنتها الورقة التي تكرس مذهب النصب والفساد الذي قام ويقوم عليه النموذج الاقتصادي اللبناني.
لا قيمة للثورة ما لم يتخذ مجلس النواب " الإجراءات الملائمة لتحقيق إلغاء الطائفية السياسية وفق خطة مرحلية وتشكيل هيئة وطنية برئاسة رئيس الجمهورية، تضم بالإضافة إلى رئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الوزراء شخصيات سياسية وفكرية واجتماعية.."، وفقا لما نصت عليه المادة 95 من الدستور.
الرئيس العماد ميشال عون ملزم القيام بإستشارات نيابية ملزمة وهنا يصبح للنواب رأي حاسم في تحديد شكل الحكومة وهوية رئيسها، وعلى الحراك أن يبدأ الضغط لفرض أن تأتي الحكومة بما يسهم في تحقيق المطالب المحقة والهداف المشروعة.
يحاول اليوم الرئيس الحريري الإستفادة من الإستقالة وتظهيرها وكأنها جاءت عن قناعة ورضوخا طوعيا لرغبات الشارع، فيما الحقيقة أنه قام بها مرغما بعد سقوط عدة مناورات لتفويضه إعادة تشكيل الحكومة بشروطه السياسية والإقتصادية. وستكشف الأيام المقبلة أي موقف لكتلة المستقبل حيال المطالب الإصلاحية للحراك.
ما بعد الإستقالة أكثر تعقيدا من ذي قبل، والمواجهة باتت أصعب، والتركيز يجب أن يبقى على المضمون لا الشكل، وربما من الأفضل أن يسبق المضمون، الشكل!!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى