الرئيسيةمحليات لبنانية

ذكرى اتفاق الطائف: تبرئة المرتكبين من دم البلاد المنهوبة والمنكوبة

حسن علوش – الحوارنيوز
في كلامنا هنا، نبرئ المملكة العربية السعودية وكل الدول العربية التي كانت معنية برعاية إقرار وثيقة الوفاق الوطني المعروفة بإتفاق الطائف في العام ١٩٨٩.


ونتجرأ بكل ثقة على اتهام مختلف القوى التي تناوبت على السلطة منذ ذاك التاريخ وحتى يومنا هذا، بأنها، وعن سابق تصور وتصميم وبكامل وعيها الفئوي والطائفي، قد نفذت ما يخدم مصالحها الخاصة، وعلقت البنود التي تبني لنا وطنا جديدا وجمهورية لبنانية جديدة، قائمة على الغاء الطائفية وعلى المواطنة الخالصة والعدالة الاجتماعية.
هم هم كانوا اليوم في الصفوف الأمامية لإحتفال الاونيسكو، وكانوا على المسرح يتحدثون وفي سرهم فرح كبير، لأن الاحتفالية قد منحتهم صك براءة من دم البلاد المنهوبة والمنكوبة بإرادة سياسية باردة.
بعض هؤلاء، رفض “الطائف” ودخل نعمة السلطة لمنع تنفيذه من الداخل، بعد أن أمنت الكنيسة المارونية له الغطاء السياسي والروحي.
وبعضهم قايض الكنيسة المارونية واشترى صمتها لتمرير مشاريع، وضع من خلالها يده على خيرات البلاد واقتصادها ومواردها وتقاسم مع الشركاء غنائم مرحلة إعادة الإعمار والنهوض.


وبعضهم، عاد ورمى عدم تنفيذ بعض البنود الإصلاحية على حليفته الأحب سورية، دون أن ينتبه إلى أن التحجج بذلك قد سقط مع مرور نحو ٢٢ عاما على مغادرة سوريا عسكريا وسياسيا لبنان، ولم تتمكن قوى السلطة طوال هذه المرحلة من تنفيذ اي بند إصلاحي، بل أمعنت في نهش البلاد ودستورها وخيراتها وعقاراتها، كما نهشت مصارفهم ومصارف ازلامهم، أموال المودعين.
المشهد السوريالي اليوم جمع المرتكبين وألبسهم أثواب الملائكة والقديسين، وصنع لهم أجنحة من ريش ناعم علامة البراءة من دماء اللبنانيين قبل الطائف، ومن جوعهم بعده.
أما النوايا الطيبة للمملكة العربية السعودية، فهي مباركة دون أدنى شك، على أمل أن تساهم فعلا بفرض أجندة تنفيذية لوثيقة الوفاق الوطني، لاسيما البنود الاصلاحية، بعد أن أقر الجميع أمامها اليوم انهم مع تنفيذ الوثيقة.
سعادة السفير: يقول المثل اللبناني: “إلحق الكذاب على باب داره”. فقم بذلك لتكتشف عهر ونفاق من كان يحاضر اليوم في حب الاتفاق..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى