بلديات:طرابلس تنتظر النتائج النهائية..و”المردة” يكتسح في زغرتا

الحوارنيوز- انتخابات بلدية
لا نتائج نهائية في طرابلس بعد 50 ساعة من الفرز المتواصل!
تحت هذا العنوان كتبت صحيفة الأخبار:
لليوم الثاني على التوالي، تواصلت عمليّات فرز نتائج الانتخابات البلديّة في طرابلس ولم تنتهِ حتّى ساعةٍ متأخرة من ليل أمس، ما أكّد سلبيات الأسلوب البدائي التي تستخدمه الدولة في عمليّة الفرز.
وأظهرت النتائج الأوّلية حتّى ليل أمس، بحسب الماكينات الانتخابيّة، حصول لائحة «رؤية طرابلس» (المدعومة من النوّاب فيصل كرامي وأشرف ريفي وطه ناجي وكريم كبّارة) على 13 عضواً في المجلس البلدي، فيما فازت لائحة «نسيج طرابلس» (المدعومة من النائب إيهاب مطر و«حركة عمران» وبعض الجماعات الإسلامية) بـ10 أعضاء، وعضو للائحة «حراس المدينة».
ومع تعالي الاتهامات بحصول شوائب في عمليات الفرز، أصرّ وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار الذي واكب عملية الفرز، على أنّ «النتائج موثوقة كما تصدر عن لجان القيْد»، مشيراً إلى أنّ «الفرز يتم على 3 مراحل، ما يؤكد نزاهةَ العملية وشفافيتها».
وطالبت «الجمعية اللبنانية من أجل ديمقراطية الانتخابات» (لادي) بإعادة إجراء الانتخابات، وهو ما طالب به أيضاً القيّمون على 4 لوائح في المدينة، هي: «حراس المدينة» و«طرابلس عاصمة» و«للفيحاء» و«سوا لإنقاذ طرابلس»، في كتابٍ قدّموه إلى رئيس الجمهوريّة، العماد جوزيف عون، أشاروا فيه إلى «توثيق سلسلة من الانتهاكات الإداريّة والقانونية أثّرت سلباً في مجرى الانتخابات».
في المقابل، ازدادت المطالبات الرسمية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي بإبعاد محافظ الشمال القاضي رمزي نهرا عن منصبه، لاتهامه بـ«تسهيل هذه التجاوزات». وتردّدت معلومات رسمية عن اتخاذ وزير الدّاخلية قراراً بوضع نهرا بالتصرّف.
زغرتا: «المردة» الرقم الصعب… ومعوّض يتراجع
وتحت هذا العنوان كتبت ميسم رزق في صحفت الأخبار:
عاشَ قضاء زغرتا معركة انتخابية، إطارها إنمائي وذخيرتها سياسية، حيث حضرت الرهانات حول تأثيرات الحرب الأخيرة على لبنان، وتحديداً على نفوذ فريق المقاومة فيه.
واعتبر الفريق الخصم لأبرز شخصيات القضاء، الوزير السابق سليمان فرنجية، بأن اللحظة مؤاتية للتخلص من تيار «المردة» أو تحجيمه في عقر داره، خصوصاً أن ضربته أتَت مضاعفة بسقوط النظام في سوريا، الحليف الأقوى لآل فرنجية. وكانَ التقدير السائد أن هذا السقوط، إلى جانب وضع حزب الله الراهن، كافيان للانقضاض على زعامة آل فرنجية واعتبارها بحكم المنتهية.
غير أن النتيجة جاءت لتقلب كل التوقّعات، وأهم ما فيها تأكيد «المردة» أنه قوة في الشمال يُعتمد عليها وتشكّل رافعة لحلفائه، ورقم أساسي يصعب تجاوزه في المعادلة الشمالية، عن ظروف المعركة وطبيعة الصراع والظروف المحيطة وموازين القوى الدولية.
الفارق في الأصوات داخل زغرتا كان كبيراً جداً رغم الحشد الذي عمل عليه معوّض و«القوات» وخصوم فرنجية
النقطة المفصلية في هذا السياق كانت أول اختبار عملي للنائب طوني فرنجية، والذي أظهرت نتائج الانتخابات أنه يحتل المركز الأول على صعيد الشعبية، وانتقلت إليه مهمة منافسة النائب ميشال معوض الذي كان يضع نفسه في مواجهة الوزير السابق سليمان فرنجية. وأثبتت صناديق الاقتراع حجم التأييد الشعبي الذي يحظى به «المردة»، في مدينة زغرتا أو في القرى والبلدات التابعة للقضاء، إذ نال التيار مع أصدقائه حصة الأسد وحصدوا الفوز في 19 بلدية، مقابل 6 بلديات لـ«حركة الاستقلال» وحلفائها، فيما حصل توافق في 7 بلديات.
ووصلت نسبة الاقتراع في قضاء زغرتا إلى 38.77%، وتخطّت في مدينة زغرتا الـ 40% وهذا مؤشر إلى حماسة الناخبين. وفازت لائحة «سوا لزغرتا» المدعومة من «المردة» وحلفائه بأعضائها الـ21 بفارق كبير، إذ نال رئيس اللائحة بيارو الدويهي 6572 صوتاً مقابل 2127 صوتاً للخاسر الأول في اللائحة المدعومة من النائب معوض وحلفائه بفارق 4945. وحُسمت رئاسة اتحاد بلديات قضاء زغرتا لـ«المردة»، ورشّح النائب فرنجية بسام هيكل من بلدة إرده رئيساً للاتحاد.
واكتسبت أرقام قضاء زغرتا أهمية استثنائية كونها فرملت اندفاعة معوض الذي بدأ المعركة من مجلس النواب بإعلانه «أننا سنبدأ بمحاربة المافيا والميليشيا من صناديق الاقتراع»، وشكّلت أول حائط سدّ أمام طموحاته، إذ كانَ يعتقد بأن باستطاعته تحقيق تسونامي في الشمال، قبل أن تصدمه النتائج، علماً أن معوض نفسه كان يعرف بأنه عاجز عن تحقيق «النصر»، إذ لم يستطع تأليف لائحة وحده، بل تلطّى خلف لائحة المجتمع المدني في بلدته.
لكنه لم يكن يتخيّل أن ينجح «المردة» في تحجيمه بهذا الشكل، ولم تسعفه أصوات «القوات اللبنانية»، وجاءت النتيجة لتشكّل ضربة ثانية له، بعد انتكاسة وقف تمويل الوكالة الأميركية للتنمية (USAID) بقرار من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إذ إن «مؤسسة رينيه معوض» من أبرز المستفيدين من تمويل الوكالة، علماً أن آثار هذا القرار لم تظهر بشكل واضح بعد، ما يعني أنه في أي انتخابات مقبلة قد يكون الوضع أسوأ بكثير، وهو ما دفع بشخصيات شمالية للتقدير بأن «فرص معوض في الانتخابات النيابية المقبلة ستكون مهدّدة».
أما تيار «المردة»، فيُمكن القول إنه «كرّس زعامة شمالية تجعل منه حاجة لحلفائه وليس العكس، وهو من أعطى للتيار الوطني الحر بالتحالف معه عضوين في زغرتا المدينة، إذ لم يظهر أن للتيار ثقلاً شعبياً نوعياً من شأنه تغيير المعادلات». وهذا واقع يمكن أن يمهّد من جديد لتحالف سياسي وانتخابي، ولا سيما في الاستحقاق النيابي المقبل، فالتيار الوطني الحر يحتاج إلى حلفاء لتكريس حضوره في بعض المناطق، كما أثبتت النتائج، ويبقى «المردة» أقرب إليه من حزبَي «القوات اللبنانية» والكتائب في الساحة المسيحية.