“بحصة المقاومة”..وبيت الزجاج الأميركي – الإسرائيلي! (نسيب حطيط)

كتب د.نسيب حطيط – الحوارنيوز
لا يزال سلاح المقاومة الصادقة والثابتة على المبادئ في لبنان، يشكّل العائق الأساسي، للمشروع الأميركي-الإسرائيلي ،لتغيير الشرق الأوسط وولادة الشرق الأوسط الكبير ،الاسم المصطلح المعاصر ل “إسرائيل الكبرى” ، والذي منعت المقاومة في لبنان ولادته عام 2006 بعد إعلان “كونداليزا رايس” هدف الحرب، ولا زالت المقاومة رغم كل الضربات القاسية والمؤلمة وإغتيال قائدها “السيد الشهيد” قادرة على إجهاض المشروع الأميركي-الإسرائيلي وتحشد العالم ضد هذا السلاح ،فجنّدَت الدولة اللبنانية وأجهزتها ومؤسساتها الأمنية والمالية مع أحزاب اليمين وبعض المتساقطين من المسؤولين اللبنانيين او الذين سيتساقطون، بالتكافل مع المخادعين والماكرين وأهل الغدر من الحلفاء.
لم تسقط المقاومة في حرب ال66 يوماً، ولم تسقط المقاومة بعد إغتيال قائدها، ولم تسقط المقاومة بعد 25 ألف شهيد وجريح وتدمير القرى، لكن المشروع الأميركي استطاع ربح نقطة كبيرة، نتيجة إنشغال المقاومة ، فسقطت سوريا بأيام، بعدما استطاعت المقاومة منع سقوطها 13 عاما .
اضطرت أميركا لإجراء مفاوضات مع إيران ،وأضطرت إيران للتفاوض مع “الشيطان الأكبر”، بعدما تم انهاك المقاومة في لبنان، وتعمل أميركا لتهدئه كل الجبهات، فنجحت بتحييد العراق والتفاوض مع إيران وإسقاط سوريا والتدخل العسكري في اليمن واسكات جبهة غزة، للتفرّغ لمحاربة المقاومة ونزع سلاحها في لبنان وإنتهاز الفرصة الذهبية لإجتثاث المقاومة التي لن تتكرر في حال فشلها!
تعتقد أميركا، بشكل يقيني ،أن المقاومة وأهلها وسلاحها في لبنان هم حجر العثرة، لولادة “إسرائيل الكبرى ” او الشرق الأوسط الكبير او صفقة القرن، وكل مشروع أميركي يهدف للسيطرة على المنطقة والتخلّص من المعارضين والغاء فكرة الكفاح والمقاومة المسلحة.
لن تستقر إسرائيل وتعيش آمنه إذا بقي السلاح المقاوم في لبنان.
لن تستقر سوريا اذا بقي السلاح المقاوم .
لن يتم فرض التوطين للفلسطينيين إذا بقي السلاح المقاوم.
لن يتم تجنيس النازحين السوريين اذا بقي السلاح المقاوم.
لن يبقى فكر ومنهج المقاومة المسلحة إذا تم نزع السلاح المقاوم .
لن تستطيع امريكا تحويل لبنان الى مقر “قيادة المنطقة ” لإدارة الشرق الأوسط الكبير وليكون معهداً لتخريج المعارضين لأنظمة الحكم وتخريج زعماء للعاللم العربي وغيره مثل “الجولاني” و “أبو بكر البغدادي” و “الزرقاوي” الذين درّبتهم أميركا في سجن “بوكا” في العراق ، وسيكون لبنان الجديد ” “بوكا ليبانون” الأميركي والناعم والذكي.
أيقظ الامريكيون الموتى و” المومياءات” السياسية في لبنان، وحشدوا كل ما يستطيعون ضد السلاح المقاوم “النووي اللبناني” حتى كاد “الملف النووي الإيراني” يصبح أمراً هامشياً، يمكن الحوار والتفاوض حوله، بل والقبول به في مرحله أولى ورفض الحوار حول سلاح المقاومة في لبنان !
تريد أميركا نزع سلاح المقاومة في لبنان والقضاء عليه، ثم الإنقضاض على ما تبقى من محور المقاومة، وفي طليعة المطلوبين رأس محور المقاومة “إيران” وملفها النووي وإعادة إجتياح العراق بعد محاولة تحييده وفرض “المساكنة “مع “سوريا الجولاني” واعطائه الأمان المؤقت والمزيّف والمخادع.
لم تنته المقاومة ولم تمت ولم تنهزم ولن تستسلم، وستكمل مداواة جراحها وترميم بنيتها، ويمكن أن تستمر بإقامتها في “الكمين الإستراتيجي” الذي ترابط فيه أشهراً او الوقت اللازم الذي يحتاجه، التحضير لتوجيه الضربة المضادة لإستعادة قواعد الاشتباك والردع وانتزاع لبنان من فم التمساح الأميركي.
لقد اظهرت الوقائع ان “بحصة المقاومة” في لبنان ،كانت تسند “خوابي” محور المقاومة جميعها، او كما قال نتنياهو عن قائدها الشهيد بأنه “محور المحور” .وعندما أُصيبت مع أهلها بضربات قاتلة سقطت سوريا وفاوضت إيران وحَايَد العراق وتنازلت حماس عن “حكم غزة”، ويفاوضها الوسطاء لتسليم سلاحها والبدء بمشروع طرد قياداتها من لبنان وتفكيك ذراعها العسكري، فلم تعد “الضاحية” ملجأُ آمناً وحامياً لهم، ولن يجدوا بلداً يأويهم كما آوتهم سوريا- التي انقلبوا عليها- ولبنان.
ستكون “بحصة المقاومة ” في لبنان الهدف الرئيس للمرحلة الثانية للمشروع الأميركي-الإسرائيلي ، وسينحصر هدف المقاومة في لبنان الرئيسي بحماية لبنان وتحريره وحماية أهلها !
لا تزال “بحصة المقاومة” الشجاعة والصلبة التي لا تنكسر، قادرةً على كسر بيت الزجاج “الأميركي- الإسرائيلي “الكبير الذي يحتضن “جنين” الشرق الأوسط الكبير ، أو ” جنين” “إسرائيل الكبرى”.