رأي

آخ يا بلدنا..حتى ينقطع النفس!

 

كتب واصف عواضة
عام 1974 ،أي قبل 45 عاما بالتمام والكمال،أطلق الفنان حسن علاء الدين(شوشو) مسرحيته الشهيرة بعنوان “آخ يا بلدنا”، وضمّنها أغنية صارت من أهازيج الشارع بعنوان “شحادين يا بلدنا..جوعانين يا بلدنا”..
..ربما زادها شوشو يومها..كان لبنان في عز الترف .لم يكن في لبنان “شحادين ولا جوعانين” بالمعنى الحقيقي،ولا كانت ال”آخ” في محلها إذا ما قورنت بما نحن عليه اليوم.
ضحكنا يومها من أعماق قلوبنا على مسرحية شوشو.لكن الحرب دهمتنا في السنة التالية ،وغلا سعر الضحك منذ ذلك الحين.تألمنا،جعنا ،شحدنا..ومتنا، وما نزال كل يوم نتألم ونجوع ونشحد ونموت.
كان شوشو فنانا مبدعا.قرأ حالتنا مسبقا،ومات كمدا في السنة التالية عام 1975 ،وفي عز الحرب الأهلية.
تُرى .. لوكان اليوم حياً،فماذا عساه كان يقول ويغني؟
لم تعد ال”آخ” كافية،ولا أعداد الشحادين والجوعانين باتت تُعد وتُحصى.
آخ يا بلدنا:
آخ من الجوع..
آخ من الفقر..
آخ من التعب..
آخ من الدولار..
آخ من الفراغ..
آخ من السياسة..
آخ من السفارات..
آخ من الإعلام..
آخ من وسائل التواصل..
آخ من الانهيار..
آخ من لصوص الهيكل..
آخ من التجار..
آخ من المستشفيات..
آخ من الدواء..
وآخ من الكورونا..
آخ من الحجر المنزلي والفندقي..
آخ من الإقفال العام..
آخ.. وآخ.. وآخ،حتى ينقطع النفس!
والآخ الكبرى من هذا النظام السياسي العفن الذي لا أمل بالخلاص في ظله ..
هل هي دعوة الى اليأس؟
نعم..في ظل هذا النظام!
والسلام على من اتبع الهدى..

• مرفق أغنية شحادين يا بلدنا

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى