سياسةصحفمحليات لبنانية

قالت الصحف: ميقاتي يقرر تأليف الحكومة بعد عودته من نيويورك

 

الحوار نيوز – خاص

بعد أشهر على تكليفه قال الرئيس المكلف بعد زيارته الرئيس ميشال عون أمس أنه سيزور قصر بعبدا بعد عودته من نيويورك ولن يغادره الا بتشكيل الحكومة. كلام ركزت عليه صحف اليوم الى جانب آخر التطورات على صعيدي ترسيم الحدود البحرية وجلسة مجلس النواب المخصصة لمناقشة الموازنة العامة والتدهور المعيشي المتواصل.

 

  • صحيفة النهار عنونت: وعد ميقاتي “الحاسم”… أخطار داهمة تحتّم الحكومة؟

وكتبت تقول: اغلب الظن ان لسان حال اللبنانيين أمس كان يتمنى لو ان محطات التلفزة حجبت عنهم التغطية المباشرة لجلستي مناقشة الموازنة، وتركتهم يحتفلون بانتصار فرح خرق كآبة يومياتهم عبر الفوز المدوي لفرقة “مياس”. ولا يتصل الامر بهذا الحدث الفني المبهر فقط، اذ ان مفارقتين لافتتين برزتا في مناقشة مجلس النواب للموازنة تمثلتا أولا في ان الجلسات انطلقت على وقع سقف قياسي جديد سجله ارتفاع سعر الدولار في السوق السوداء وتجاوز37 الف ليرة. وثانيا في ان الموازنة التي شرع المجلس في مناقشتها متأخرة عن موعد استحقاقها عشرة أشهر، وجدت نفسها “يتيمة” في منبريات البرلمان بحيث تعذر العثور على كتلة او نائب يدافع عنها. وبدا كأن هناك شبه اجماع على اشباعها انتقادات وتحفظات ورفضا، علما ان معظم الكتل ساهمت في وضعها وصياغتها ان عبر الحكومة وان عبر لجنة المال والموازنة. وتاليا تحولت مناقشات المجلس في الغالب الى منبر للمزايدات باعتبار ان كل المؤشرات تؤكد ان الاكثار من الانتقادات والتحفظات والاعتراضات لن يمنع مرور الموازنة في نهاية الامر.

 ووسط هذه العراضة المجلسية، لم يكن غريبا ان يتحول الحدث الأهم الى التعهد غير المسبوق الذي قيد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي نفسه به من خلال إعلانه من قصر بعبدا ان زيارته المقبلة للقصر، بعد عودته من زيارتيه للندن ونيويورك، لن تنتهي الا بطلوع الدخان الأبيض إيذانا بتأليف حكومة جديدة. بدا هذا التطور كأنه يخفي معطيات مهمة بعضها معلوم وبعضها مستتر. ولكن ثمة انطباعات تؤكد ان التعهد الجازم بتأليف حكومة وعلى الأرجح من طريق تعديل موسع بعض الشيء للحكومة الحالية تمليه أولويات واخطار ملحة وضاغطة وداهمة ابرزها أولا قطع الطريق على افتعالات دستورية بدأ العهد يهول بها، وثانيا التحسب لتطورات بارزة في ملف ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، وثالثا التحسب الأكبر لفراغ رئاسي يفضل ان تكون حكومة كاملة الجهوزية مستعدة لمواجهة احتماله، يضاف الى ذلك رابعا تسارع تداعيات الازمات الحياتية والاجتماعية بما ينذر بواقع بالغ الخطورة .

 وبدا لافتا في هذا السياق تزامن التعهد بإنهاء ازمة الاستحقاق الحكومي مع ما أفادت به وكالة “رويترز” من ان فريقا من صندوق النقد الدولي سيزور لبنان في 19 أيلول الجاري، لمناقشة تنفيذ اتفاق على مستوى الخبراء. وقال صندوق النقد: “نتطلع إلى دعم لبنان لكن تنفيذ الإصلاحات ضروري لإنهاء الأزمة”.

  • صحيفة الأخبار عنونت: تردد إزاء متطلبات خط هوكشتين

تقول: يواصل لبنان الرسمي درس المقترح الشفهي الذي حمله الوسيط الأميركي في ملف الترسيم البحري عاموس هوكشتين، وتستمر المداولات عقب اجتماع اللجنة السياسية – العسكرية – التقنية في قصر بعبدا الثلاثاء الماضي.

وكما بات معلوماً فإن «الخط المقترح» وفقاً لإحداثيات «الخط 1» الإسرائيلي يطلب من لبنان الموافقة على «منطقة أمنية عازلة» بين النقطة 31 التي تشكل بداية الخط 1 (خط الطفافات)، ونقطة «رأس الناقورة» بعمق يبلغ نحو 6 كلم، ووضعها تحت سيطرة «اليونيفيل»، مقابل منحه كامل «حقل قانا» المحتمل. علماً أن «الخط الجديد» قد يستدعي تعديلات على نقاط ذات تأثير في رسم الحدود البرية في ما بعد. وقد قدّم الوسيط الأميركي «لوائح إحداثيات خط الطفافات» مؤجلاً الاقتراح المكتوب إلى ما بعد الرد على «ورقة الإحداثيات».

وقد أحيلت «ورقة الإحداثيات» إلى «اللجنة التقنية» التي سبقَ أن شكلت لدرس الاقتراح، وأوكلت إليها مهمة إصدار توصيات. وقد التأمت «اللجنة» في قصر بعبدا الثلاثاء الماضي بحضور نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم ومستشاري رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب، ووفد تقني – عسكري مثل قيادة الجيش رأسه المقدم عفيف غيث. ما سُرب عن الاجتماع يشير إلى عدم مطابقة الإحداثيات المسلّمة لـ«خط الطفافات» مع وضعيته الحالية، إذ تبين وجود فوارق. وقد فُسر ذلك بالتأثيرات التي تشكلها حركة المد والجزر على موقع «العوامات»، وأنها ليست ذات تأثير بالغ ومن الممكن حلها مقارنة بأساس المشكلة المرتبطة في ما يطالب العدو الحصول عليه، وأبرزه إجراء تغيير على نقطة انطلاق الخط ما يسهل خلق «منطقة عازلة».

عملياً وضعت اللجنة في صورة المخاطر الناجمة عن تبديل نقطة انطلاق الخط بما فيها استبدال رأس الناقورة، ما يمثل سابقة قانونية تفقد لبنان عناصر قوة وتأثيراً بالغاً في الترسيم البري. وهو ما أثار نقاط استفهام جعلت لبنان يتردد في الموافقة السريعة على طلبات هوكشتين. وجرى اقتراح تسوية العقد الحالية من خلال تقديم اقتراح لربط «خط الطفافات» بنقطة رأس الناقورة بدلاً من اعتماد النقطة 31 التي تشكّل بداية للخط 1 الإسرائيلي.
وقالت مصادر متابعة لـ«الأخبار» إن «تعقيدات بالغة دخلت على خط التفاوض تقنياً وقد تؤدي إلى تجميده» ربطاً بالرفض اللبناني المتوقع للأسس المعتمدة لرسم «خط هوكشتين» الجديد وأسبابه، ولرفض نقل نقطة B1 شمالاً ما يفقد التأثير لرأس الناقورة في أي ترسيم برّي مستقبلي. في المقابل، سيرفض العدو طلب لبنان باعتماد «رأس الناقورة» منطلقاً للترسيم ورفض «المنطقة العازلة» وسيشدد على المطالبة في نيل «ثمن» يُبرّر ما يسميه «المنطقة الآمنة» لضمان حدوده.
لماذا يصر العدو على «المنطقة الآمنة»؟

تمثل B1 التي تعد النقطة ما قبل النهائية في الترسيم البري المعينة بموجب اتفاقية بوليه – نيو كامب عام 1923 والمعاد تثبيتها في اتفاقية الهدنة الموقّع عام 1949 نقطة استراتيجية مهمة. فإلى جانب تأثيرها على مسار رسم الحدود البرية، تتمتع بميزة الارتفاع على شكل «تلّة» تشرف على ساحل «روش هنكرا» الإسرائيلي ومستعمرة «كفار روش هنكرا» (قرية البصة الفلسطينية) وسهولها وأراضيها الزراعية ومحيطها الدائري سهلاً، مع موضع رؤية مريحة، يخشى معه العدو من تأثيرات عسكرية وأمنية في ما لو تقرر نصب أبراج مراقبة تقنية فوقها.
وإضافة إلى أهمية «خط الطفافات» لناحية تأثيره في ترسيم الحدود البرية، يوفر ربط الخط عند آخر «طفافة» مع الخط 23 نزولاً إلى الجنوب، منطقة تفيد الإسرائيلي في حجب الرؤية عن كامل خليج عكا حيث حقل «كاريش» وحقول أخرى غير مكتشفة، ويسقط سمة «خط النار المباشر» التي تطاول من B1 كامل ساحل عكا السياحي، كما أنه يضمن سلامة الشريط الساحلي لعكا وسلامة الملاحة ضمن خليجها.
ويشكل الشريط البحري المقابل لرأس الناقورة، عند حصول الانحناء في الخط 23، مساحة مائية تبلغ 2.5 كلم مربع، توفر رؤية سهلة ومتاحة للشاطئ الفلسطيني وصولاً حتى مستعمرة «نهاريا».

 

  • صحيفة الجمهورية عنونت: تصميم على حكومة مَطلع تشرين.. ينطلق بعدها انتخاب الرئيس

وكتبت تقول: رقص استعراضي لبناني في نيويورك أوصَل لبنان الى الصدارة الفنية العالمية، قابله رقص سياسي تحت قبة البرلمان تحوّلَ في جانب كبير منه عراضات واستعراضات ومزايدات كالت لحكومة مستقيلة وموازنتها ذات «الارقام الوهمية» كما وصفها البعض، انتقادات وصلت حد اعلان نواب (من الجيل الجديد) وكتل رفضهم التصويت عليها، فيما كان يدور استعراض شعبي مطلبي حول مقر المجلس النيابي رافعاً صوت الجوع الذي اصاب اللبنانيين، سبقته زيارة رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي الصباحية المفاجئة لرئيس الجمهورية ميشال عون ليخرج من اللقاء متعهداً بتأليف الحكومة في زيارة لاحقة بعد عودته من لندن ونيويورك حتى لو اضطرّ الى النوم في القصر الجمهوري.

وقالت مصادر واسعة الاطلاع لـ»الجمهورية» انّ اللقاء بين عون وميقاتي تجنّب البحث في الصيغة النهائية للحكومة العتيدة، وتركز على ثلاثة ملفات أساسية: أوّلها زيارة لندن التي سيقوم بها ميقاتي للمشاركة في وداع الملكة اليزابيت، وثانيها يتعلق بزيارته لنيويورك حيث يترأس وفد لبنان الى الدورة الـ 77 للجمعية العمومية للأمم المتحدة وكلمة لبنان التي يلقيها من على منصتها. اما الملف الثالث فكان مصير المساعي المبذولة في عملية الترسيم في ضوء النتائج التي انتهى إليها اللقاء الذي عقد امس الأول الأربعاء في قصر بعبدا وجمع الى فريق التقنيين في الجيش اللبناني المكلف إنزال الإحداثيات التي تسلمها لبنان من الموفد الاميركي عاموس هوكشتاين في شأن الطفافات الإسرائيلية على الحدود البحرية كما تراها اسرائيل ويعترض عليها لبنان منذ العام 2000، تاريخ الانسحاب الاسرائيلي من جانب واحد، أعضاء الوفد اللبناني المكلف من رئيس الجمهورية بمتابعة هذا الملف وما يمكن ان يكون عليه الموقف اللبناني. وتقرر ان لا ينتظر لبنان تقرير هوكشتاين الأخير الذي يوجهه الى الجانب اللبناني ترجمة لتحرّكه الأخير وما هو مطروح من الجانب الاسرائيلي ردا على مجموعة الأسئلة التي تلقاها من جانب لبنان في زيارته الأخيرة الجمعة الماضي والتوضيحات المطلوبة حول العرض الاسرائيلي الجديد.

الملف الحكومي مؤجّل
ثم تناول اللقاء الملف الحكومي عَرَضاً في انتظار مجموعة الاتصالات الجارية حول الطرحين الأساسيين اللذين ما زالا قائمين. فطرح إحياء الحكومة كما هي من 24 وزيرا ما زال قائماً في مقابل اقتراح عون اضافة 6 وزراء دولة من السياسيين اليها، ولم يتم التوصل بعد الى توافق في هذا الصدد على ايّ من الطرحين، فكل منهما ما زال عند موقفه.
وفي نتيجة اللقاء اتفق الرجلان على اهمية العودة الى البحث الجدي في ملف تشكيل الحكومة فور عودة ميقاتي من نيويورك بحيث يصار الى البت النهائي بصيغة يمكن أن تحظى بثقة مجلس النواب.
وفي حين قالت مصادر اطّلعت على ما دار في اللقاء لـ»الجمهورية» انّ اجواءه «كانت جيدة»، واكدت انّ دوامه نصف ساعة ينفي صحة ما نقل عن رئيس الجمهورية من ان ميقاتي كان يحضر الى القصر الجمهوري لدقائق ثم يغادر. واكدت «ان ميقاتي كان دوماً يطيل مثل هذه اللقاءات». وكشفت هذه المصادر «انّ عون تخلى عن فكرة توزير ستة وزراء دولة من السياسيين، وان البحث بعد عودة ميقاتي سيتركز على ايجاد صيغة من ضمن تشكيلة الحكومة الحالية».
وكان ميقاتي قد قال، على الماشي، لدى مغادرته القصر الجهوري: «هالمرة قعدنا نص ساعة، المشوار الجايي رح إجي وضَلّني قاعد حتى تشكيل الحكومة، وما رح روح، رح نام هون». ولمّا سئل عن الموعد المقبل، اجاب: «بعد عودتي من السفر».

حكومة مطلع تشرين
على انّ مصادر سياسية مطلعة توقعت عبر «الجمهورية» تشكيل حكومة جديدة في الأسبوع الأول من تشرين الأول المقبل، على أن تليها دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري الى عقد جلسة او جلسات لانتخاب رئيس الجمهورية.
ورجّحت المصادر «ان يُبدي ميقاتي في نهاية المطاف مرونة حيال ما يطرحه الرئيس ميشال عون، وصولاً الى الموافقة على ضَم ستة وزراء دولة سياسيين الى الحكومة، خصوصا اذا كان هناك اتجاه دولي ضاغط لتشكيل حكومة قبل نهاية عهد عون».
وأشارت المصادر إلى أنّ ميقاتي «قد يقبل بتعيين وزراء الدولة لتسهيل ولادة الحكومة، تفادياً لخطر الفوضى الدستورية والسياسية التي ستترتّب على تَولّي حكومة تصريف الأعمال صلاحيات رئيس الجمهورية في حالة الفراغ الرئاسي المتوقع، وإن كان هو شخصيا مقتنع بأن مثل هذه الحكومة تستطيع ملء الشغور».
ولفتت المصادر إلى أنه «بين المر والأمَرّ منه فإن ميقاتي سيفضّل الخيار الاول المتمثل في تشكيل حكومة أصيلة ولو تطلّب ذلك بعض التنازلات، لأنّ حكومة التصريف ستكون عاجزة عن اتخاذ اي قرار اساسي وعن مواجهة التحديات الكبيرة التي ستتفاقم اذا وقع الفراغ». وشددت المصادر على أهمية ولادة حكومة جديدة بالنسبة إلى ميقاتي وبعض الجهات الدولية، حتى تملك القدرة على توقيع اتفاق ترسيم الحدود البحرية الذي ربما يتم التوصّل اليه عقب نهاية ولاية عون، إضافة إلى احتمال توقيع الاتفاق النهائي مع صندوق النقد الدولي.
وقال المتحدث باسم صندوق النقد الدولي جيري رايس أمس «إنّ فريقاً من خبراء الصندوق سيزور لبنان الأسبوع المقبل، لمناقشة أسباب التأخير في تنفيذ الإصلاحات المتفق عليها والمطلوبة للحصول على قرض من الصندوق، في ظل تدهور الأوضاع المعيشية في البلاد»، بحسب وكالة «رويترز». وأضاف: «نتطلّع إلى دعم لبنان بأقصى قوة ممكنة لدينا، إنه وضع صعب». وتابع: «كان هناك تقدم بطيء في تنفيذ بعض الإجراءات الضرورية التي نعتقد أنها لازمة للمضي قدماً في برنامج القرض».

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى