رأي

عاش الحزب.. مات الوطن !(جورج القارح)

 

بقلم جورج القارح* – الحوار نيوز

 

ضروريةٌ هي… الأحزاب السياسية…

تعجّ بالأنصار… تضج بالبرامج خدمةً للمواطن والوطن.

 

غنيّةٌ هي… الحياة الحزبية…

مشاركة في الشأن العام، تنافس للمصلحة العامة، مداورة في القيادة.

 

طائفيةٌ، عائليةٌ، توريثيةٌ هي… أحزابنا اللبنانية.

يموت المؤسس، يخلفه ابنه

أو يترفّع المؤسس فيعيّن صهره.

وكل ذلك تحت شعار محاربة الإقطاع السياسي واقتلاع التوريث السياسي.

ونحن كأنصار… مثقّفين، ثوريين، تغيريين… نصفّق وكأنّ شيئاً لم يكن.

 

في دول العالم… الراقي

تتواجد الأحزاب لخدمة الناس… لبناء أوطان أفضل.

في لبناننا… تتكاتف الأحزاب

تتحاصص الأحزاب…

والناس يخدمونها.

 

أحزابنا تعتاش من سرقة الوطن.

 

نعم أريد حزباً…

أنتسب إليه.

 

أريد حزباً…

لا يبقى رئيسه رئيساً لمدى الحياة.

 

أريده حزباً…

لا يكون رئيسه… النائب والوزير ورئيس الكتلة النيابية

 

أريد حزباً…

تعمل قيادته التي لا نعرفها… على إيصال النخب الحزبية إلى مراكز القرار.

 

أريد حزباً…

تتغيّر قيادته بانتخابات ديمقراطية ولا تتغيّر ثوابته…

أصل فيه بكفاءتي…

أطرح أفكاري، أناقش مواقف قيادته

أوافق على ما يتماشى مع قناعاتي ومبائي

وأرفض ما يتعارض معها، من دون الحاجة إلى التبرير

تحت ستار “الزعيم يعرف ماذا يفعل”

 

لا، الزعيم ليس إلهاً

نحن ألّهناه.

الزعيم يخطئ ويخطئ ويخطئ…

ولكن من أين له أن يعترف بأخطائه

ما دام أنصاره يسارعون إلى تبرير كل أخطائه؟

 

سامحني يا وطني…

كيف أبنيك وأنا أفرح إذا انتصر زعيمي وحزبي

وأحزن إن خسر أو تراجع

غير آبه بعذاباتك، نجاحاتك أو إخفاقاتك؟

 

سامحني يا وطني…

عوض أن أبنيك… صرت أبكيك…

لأن حزبي وزعيمي ربحا…

ربحا المحاصصات والمناصب والصفقات

وأنا خسرتك وخسرت دولة القانون والمؤسسات…

وبحسرة أقول: ماذا ينفع الإنسان… إن ربح حزبه أو زعيمه… وخسر وطنه؟

#الوطن-أولوية

 

 * خير(جورج) القارح.أستاذ جامعي (مواد قانونية، تلفزيونية، صحفية).مترجم ومعدّ برامج تلفزيونية، مدرّب ومطوّر تلفزيوني

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى