سياسةمحليات لبنانية

إلعب معهم مكشوفة يا دولة الرئيس !!


سقطت التعبئة العامة وذهل منظرو فكرة "خليك بالبيت"، حركة الناس في بيروت كانت أمس شبه طبيعية ،بينما في بعض المدن الاخرى كانت الحركة اعتيادية ، خرجت الناس من منازلها من دون قرار جَماعي، خرج كثيرون لعملهم اليومي بهدف البحث عن الرزق، وحدهم موظفو الدولة والاساتذة  التزموا بيوتهم، لن تستطيع دولة اقناع الناس بالتزام بيوتها والدولار في الشارع لامس ال3000 ليرة، ما عادت الخمسون الف ليرة تكفي  كالسابق في ايام العمل العادي لإطعام عائلة من 5 اشخاص، فكيف الحال اليوم من دون عمل ومع "لأمنة " مصارف قذرة؟ …
ان لا ترتفع اعداد الكورونا في لبنان ليس بانجاز صحي ،بل انجاز امني-اجتماعي بابقاء الناس في بيوتها اراديا والزامياً لكن الى متى؟
الى اجل غير مسمى، لأن لحظة موت آخر فيروس في آخر جسد مريض لن تحصل ابداً، الرهان على الشمس والطقس الدافىء كعادة كل موسم انفلونزا وكعادة ابناء عم الانفلونزا من سارس الى ميرس الى كوفيد .
لا زمن غير لحظة لطف الهي فقط.
انتصارنا سنة 2006 كان الهيا حتما، وحتما سيكون انتصارنا على القائد كوفيد التاسع عشر الهيا، نحن لا ننجح بالدعاء فقط.
لم يترك لنا الطغاة غير الله لنتكل عليه في الازمات الوجودية.
وزارة الصحة في ورطة لأن الاسباب التي دعتها لاتخاذ اجراءاتها ستستمر، ما يجعلها بعد اسابيع غير قادرة على دعوة الناس للخروج لمزاولة عملها، اللافت للانتباه ان اعداد المصابين بالفيروس لم تتخط ال500 بينما الاحتياطات المتخذة من الوزارة وبعض الاحزاب والجمعيات المدنية من حجز ابنية وفنادق وتأهيل مستشفيات تشير لاحتمالات ارقام مرتفعة جدا…!
إما أن ارقام وزارة الصحة غير مطابقة للواقع الصحي في لبنان، وإما أن الاحتياطات مبالغ فيها لسبب نجهله او لمعرفة المستفيدين بمساعدات دولية ما.
ما شاهدناه اليوم من عصيان مدني على أوامر وزارة الصحة والاجهزة الامنية يوشي بأن الناس رضيت بأقدارها في ظل دولة مستسلمة امام تعجرف مصارف وامام جشع صرافين وامام احتيال تجار المواد الغذائية  . الناس بدت اليوم وكأنها انساقت مع فكرة مناعة القطيع كمحاولة منها للافلات من احتمالات العوز والجوع ومد اليد لعطاءات محسنين ما كانوا يوما الا اسباب افلاس الدولة.
حسنا فعل رئيس الحكومة باصراره على عدم الرضوخ لترشيحات الاحزاب والطوائف ولمحاولته التقاط الانفاس في معركة الابتزاز السياسي وفي معركة شد عصب شبيحة الشارع…
يختلف تجارالسياسة وامراء الطوائف في كل شيء الا انهم يتفقون يا سبحان الله على تقاسم المناصب وتوزيع الاسماء…
حسنا فعل رئيس الحكومة ، انما المطلوب الهجوم وعدم الاكتفاء بالدفاع.
يا دولة الرئيس يبتزونك في الشارع وبالسياسة ، أبتزهم في انشاء محكمة" من اين لكم هذا"؟
ابتزهم في محاكمة ناهبي الاموال العامة!
ابتزهم في فضح منشأ ثرواتهم!
لا تخفهم، يريدون اللعب على الطاولة بورق الشدة "مستورة" ..العب معهم "مكشوفة" وإنّا لأكيدون انك ستربح "بكانت فلوش".
على سبيل الاحتياط، ان قررت ان تصبح بطلا وطنيا وقررت ان تلاعبهم مكشوفة ، التزم السراي الحكومي و"خليك بالبيت" ،نحن نخشى عليك من كورونا ملغومة عند مرور موكبك على احد المفارق.
حماك الله.
في الحرب،نحن لا نثق بغير بندقيتنا ونحن اليوم في حرب…
قاتل الله الاحزاب والطوائف والمصارف والصرافين!.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى