سياسةصحفمحليات لبنانية

قالت الصحف: لقاء بكركي يتجنب البحث في الرئاسة وجرائم العدو المتمادية!

 

الحوارنيوز – خاص

وسط تصعيد سياسي وعسكري غير مسبوق للعدو في غزة ولبنان، انعقد أمس لقاء سياسي ماروني في بكركي بحث في عدة قضايا وطنية عامة ليست ضمن ما يمكن اعتباره أولويات المرحلة إقليمياً وداخلياً، إذ أنها بحثت في ضرورة تطبيق اتفاق الطائف مثلا وتجاوزت أمرين يتسمان براهنية ملحة: رئاسة الجمهورية وجرائم العدو في غزة ولبنان وما يعكسانه من نوايا تمس مصير المنطقة والسيادة اللبنانية..

 

  • صحيفة النهار عنونت: اجتماعات بكركي تتأنى: مسلّمات بطابع وطني

وكتبت تقول: خلافا للانطباعات والمعلومات التي سبقت وسابقت اجتماع ممثلي الأحزاب والتيارات المسيحية في بكركي أمس، لم يخرج بنتيجة هذا الاجتماع ما اصطلح على تسميته مسبقا “وثيقة بكركي”، الجاري العمل على إنجازها والتي يبدو انها لا تزال في حاجة الى مزيد من التدقيق لتأتي في صيغة شاملة وتحظى بطابع وطني لدى عرضها على مختلف الافرقاء والشركاء في الوطن. وتكتسب هذه المحاولة دلالات ان على المستوى المسيحي او على مستوى البعد الوطني الشامل اذ على رغم العمل منذ مدة غير قصيرة على بلورة وثيقة تجمع مختلف الاتجاهات المسيحية، بدا واضحا ان الازمة الرئاسية كما التطورات الدراماتيكية الجارية في الجنوب أوجبت تسريع الخطى نحو انجاز هذه المحاولة لتشكل دفعا نحو انهاء الازمة الرئاسية.

واللقاء ترأسه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي وحضره عن “القوات اللبنانية” النائب فادي كرم وعن “التيار الوطني الحر” النائب جورج عطالله ومستشار رئيس “التيار” انطوان قسطنطين وعن حزب الكتائب مستشار رئيس الحزب ساسين ساسين وعن “حركة الاستقلال” إدوار طيون، بالاضافة الى حبيب شارل مالك ممثلا النائب نعمة افرام والمطارنة بولس مطر وبولس صياح وانطوان بو نجم . مع الإشارة الى أن الطرف المسيحي الوحيد الذي تغيّب عن لقاء بكركي كان “تيار المردة”.

واكد نائب شارك في الاجتماع لـ”النهار” ان الاجتماعات ستكون مستمرة مع جولات إضافية في المرحلة المقبلة وسط أجواء إيجابية بعدما حصل التطرق الى الأمور في عمقها فيما الهدف ان تكون بمثابة وثيقة وطنية لا مسيحية فقط، ومع التفاؤل في امكان ان تصل الى نتائج تعرض في مرحلة لاحقة على كل المكونات السياسية.

وعلمت “النهار” ان الاجتماع ناقش وثيقة أعدها المطران بو نجم بناء على مشاورات سابقة مع الاحزاب المسيحية، وابدى كل طرف ملاحظاته عليها.

واتفق الحاضرون على ان تشمل بنودا وطنية، كحياد لبنان وعدم ربطه بأي محور او اي ساحة من الساحات المشتعلة، حصرية السلاح، المحافظة على الدستور والعمل حرفياً بمندرجاته، واعتماد اللامركزية الموسّعة، بالإضافة الى تطبيق القرارات الدولية لاسيما القراراين 1701 و1559.

وعند الوصول الى بحث القرارات الدولية حصل نقاش مع ممثلي “التيار الوطني الحر” اللذين اعتبرا ان ذكر القرار 1559 يثير حساسية كبيرة لدى الطائفة الشيعية، و”حزب الله” بالتحديد، كما يتعارض مع اعلان الامم المتحدة في العام 1996 الذي نادى بحق الشعوب بتقرير مصيرها ومقاومة الاحتلالات، الّا ان باقي الممثلين اصروا على ذكره وخصوصاً انه قرار دولي اتى بعد اعلان الامم المتحدة بسنوات عديدة وهو ينادي بقيام الدولة السيدة ومن غير المنطقي التحفظ عليه .

ولم يتطرق الحاضرون الى عملية انتخاب رئاسة الجمهورية او الدخول في التفاصيل والآليات باعتبار انها بند دستوري ولا يخضع للنقاشات.

 

  • صحيفة الديار عنونت: «ترتيب» المنطقة على «نار حامية» وجبهة الجنوب تفرض لبنان «لاعباً رئيسياً»باريس مرتاحة للرد اللبناني على «المبادرة» وخطة هوكشتاين تحتاج «للتنقيح»
    ماذا بعد زيارة صفا الايجابية الى الامارات؟… تعديلات حول السلاح في وثيقة بكركي

وكتبت تقول: يبدو الايقاع الداخلي اللبناني بطيئا، ولا يسير على موجة واحدة مع الاحداث والتطورات الاقليمية المتسارعة، وحدها الجبهة الجنوبية تضع لبنان على “الخريطة” وتجعله لاعبا رئيسيا في “لعبة” تشكيل المنطقة، واعادة ترتيبها على وقع التطورات الميدانية في غزة، وموازين القوى الجديدة، حيث تتصاعد وتيرة التحركات الدبلوماسية لبلورة هدنة يحاول رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو التنصل منها بشتى الطرق، علما انه رضخ للضغوط بالأمس واعلن ارسال رئيس الموساد الى الدوحة اليوم لإجراء جولة جديدة من التفاوض غير المباشر مع حركة حماس، فيما عقد في القاهرة اجتماع سداسي عربي مع وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن حيث تم البحث في جهود وقف الحرب، وحتمية تحقيق وقف إطلاق النار.
داخليا، عاد مسؤول وحدة التنسيق والارتباط في حزب الله وفيق صفا من الإمارات بأجواء ايجابية حول ملف المعتقلين اللبنانيين، فيما شهدت بكركي جولة جديدة من “العصف الفكري” بين القوى المسيحية الاساسية، في غياب “تيار المردة”، في اطار وضع اللمسات الاخيرة على “وثيقة” تعبر عن الهواجس المسيحية في ظل الفراغ الرئاسي وما يلحق بالمسيحيين من “غبن” في الدولة. ووفقا للمعلومات، تبقى بعض النقاط بحاجة الى صياغة، ومنها ما يتعلق بكيفية مقاربة سلاح حزب الله حيث خضعت النقاط حوله لتعديلات بعد تحفظات من التيار الوطني الحر، فيما اعلنت كتلة الوفاء للمقاومة ان ردها على المبادرات الرئاسية بات قريبا، مع تسجيله ملاحظة واضحة حيال البطء في معالجة الفراغ في بعبدا.

ايجابية بلينكن؟
وفيما تقصد الوزير الاميركي اشاعة اجواء ايجابية حول اقتراب التوصل الى اتفاق هدنة، عبر الاعلان ان مفاوضات الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة والإفراج عن المحتجزين تقترب من  الوصول الى الاتفاق، مؤكدا أن الفجوات تضيق، واصفا الاتفاق بأنه أصبح ممكنا جدا، تحدثت مصادر دبلوماسية عن نقاش معمق اجراه بلينكن في السعودية قبل يومين بشأن تصور عربي لخطة سلام إقليمي شامل، تبدأ بإنهاء الحرب على القطاع ثم إطلاق مسار يقود إلى إقامة دولة فلسطينية، مقابل تطبيع مع “اسرائيل” استنادا الى مبادرة السلام العربية، وهو امر لا تزال امامه عقبات كبرى في ظل رفض اليمين الاسرائيلي الحاكم لأي مفاوضات تفضي الى قيام دولة فلسطينية.

تهديدات بايدن لنتانياهو
من جهته، كشف محلِّل الشؤون العسكريّة عاموس هارئيل النقاب عن أنّ الرئيس الأميركيّ جو بايدن أوضح لرئيس وزراء الكيان، بنيامين نتنياهو، أنّ واشنطن ستمنع أيّ عمليةٍ عسكريّةٍ في رفح. ونقل عن مصادر امنية رفيعة في تل ابيب تأكيدها ان بايدن أوضح لنتنياهو في المكالمة الهاتفيّة التي جرت بينهما الثلاثاء، أنّ “إسرائيل” مرتبطة عضويا بالولايات المُتحدّة في جميع النواحي، وفي مقدّمتها العسكريّة، وذلك في تهديد مبطن حيال احتمال وقف المساعدات العسكرية إذا لم يستجب لموقف الادارة الاميركية حيال الهدنة!

خسارة الحرب
وفي اقرار بخسارة الحرب قالت صحيفة “معاريف”، أنّ الأشهر الأخيرة أثبتت بما لا يدعو مجالاً للشكّ أنّ الحرب على غزّة كانت إخفاقًا مطلقًا. في المقابل، عبّرت الصحيفة عن إيمانها العميق بأنّ صفقة تبادل الأسرى لن تخرج الى حيّز التنفيذ، لأنّ نتنياهو يرفضها، ذلك أنّ رئيس الوزراء، يريد حربًا، ولهذه الحرب لا يوجد أيّ هدفٍ سوى أنْ يبقى في الحكم، ولا يلوح في الأفق أيّ حديثٍ عن إنهاء هذه الحرب.

جهود وارتياح فرنسي
وبانتظار الاجوبة التي سيتلقاها بلينكن من نتانياهو اليوم، وكذلك مسار التفاوض الصعب في الدوحة، اعلنت الخارجية الفرنسية العمل على كل الجبهات لتجنب التصعيد بين لبنان و “إسرائيل”، ولفتت إلى أن فرنسا تعمل لتجنب التصعيد الإقليمي خصوصا على الحدود في الجنوب، وكان لافتا الاعلان الفرنسي عن الارتياح لما اسمته الجواب الايجابي للسلطات اللبنانية حول مقترح التهدئة الفرنسي عند الحدود. وقد اشارت مصادر سياسية بارزة الى ان جبهة الجنوب تجعل من لبنان طرفا اساسيا في اي محادثات ستجري مستقبلا، بعد ان نجح حزب الله في فرض قواعد اشتباك جديدة لا يمكن لأي من الاطراف ان يتجاوزها بسهولة. وهذا الامر سيكون على بساط البحث بعد وقف الحرب على غزة.
المبادرة “مجمدة”
ووفقا لمصادر مطلعة، فانه في ظل عدم وجود وقف لإطلاق النار في غزة، الشرط الأساسي الذي وضعه حزب الله من أجل وقف النار، فليس لدول الوساطة، ما يمكن أن تطرحه في هذه الأثناء، ولفتت الى ان المبادرة الفرنسية تتحدث عن وقف منفصل لإطلاق النار بين لبنان و “إسرائيل”؛ وسحب قوات حزب الله مسافة 10 كم عن الحدود؛ وانتشار 15 ألف جندي لبناني على طول الحدود؛ وتعزيز قوة الأمم المتحدة “اليونيفيل”. لكن هذه المبادرة تحتاج الى”التنقيح” وستبقى مجمدة حتى لأنها مشروطة بوقف إطلاق النار في قطاع غزة.

 

  • صحيفة الأنباء عنونت: لبنان رهينة الجنون الإسرائيلي… والفرص الدبلوماسية مستمرة لفرملة الحرب

وكتبت تقول: يستمر الملف الرئاسي قابعاً في حالة المراوحة، فاللجنة الخماسية جمّدت لقاءاتها إلى ما بعد الأعياد، في حين انتكست مختلف المبادرات المحلية مع استمرار العقبات التي تعيق أي اندفاعة. الملف الرئاسي لم يكن طبقاً أساسياً أيضاً في لقاء بكركي، امس، الذي خسر الإجماع المسيحي الكامل بعد غياب تيار المردة.
الاجتماع بحسب المعلومات حاول خلق مساحة مشتركة على عناوين عريضة تتعلق بالاستراتيجية الدفاعية والشراكة الوطنية لا سيما في الدولة، حيث كان هناك جهد من أجل الاتفاق على “طرح وطني” يُعرض على أطراف سياسية أخرى، بينها “المردة”، والهدف منه الوصول إلى “ثوابت وطنيّة جامعة”، في مسعى سياسي جديد لتقليص حجم الهوّة بين الأطراف السياسية وبدء إنجاز الاستحقاقات، وعلى رأسها انتخابات رئاسة الجمهورية.
وأشارت المعلومات التي رشحت إلى توجه لدى المجتمعين لعدم حصر اللقاء بإطاره المسيحي، بل عرض الوثيقة، التي سيتم الاتفاق على نصها بعد اجتماعات لاحقة، على مختلف الفرقاء في البلد.
في غضون ذلك، فإن الوضع الميداني في الجنوب لا زال على حاله، لكن وتيرة القصف تراجعت نسبياً، وانحسر ميدان القصف في القرى الحدودية، بعدما كانت إسرائيل قد بدأت باستهداف العمق اللبناني خلال الشهر الماضي، دون معرفة ما إذا كان ذلك بسبب تقدّم المساعي الدبلوماسية لوقف إطلاق النار.
في هذا السياق، قدّم الخبير العسكري العميد ناجي ملاعب موجزاً عن الوضع الميداني في الجنوب بعد مرور 166 يوماً من المواجهات العسكرية، فأشار إلى أن “حزب الله” لم يستخدم طوال هذه المدة من قوته سوى المدفعية المباشرة القريبة المدى، وما زال لديه احتياط كافٍ من الصواريخ لاستكمال أهدافه.
وفي حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية، قال ملاعب “حتى اليوم سُجّل نزوح 82 ألف نسمة من مستوطنات الشمال، ما يعني أن لدى إسرائيل مشكلة اقتصادية باعتبار الشمال منطقة سياحية، إضافة إلى أنها تحتوي على مخازن السلاح، فإذا اتسعت الحرب قد تتضرر هذه الشركات التي تصدر السلاح الى الخارج”.
وعن تراجع حدّة الاشتباك، قال ملاعب: “لم نعد نشهد توتيراً باتجاه بعلبك وصيدا والنبطية، ولعل اجتماعات الدوحة تمكّنت من الوصول الى هدنة في غزة ولبنان والتمكن من الوصول الى الحل الدبلوماسي”، مستبعداً قيام إسرائيل “بحرب شاملة، لأنها في النهاية سترضخ إلى حل دبلوماسي تقوده الولايات المتحدة عبر الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين”، لكن ملاعب اعتبر في الوقت نفسه “أننا أمام معادلة جديدة، طالما أن إسرائيل تنعم بدعم أميركي غير مسبوق، وطالما أن الاستراتيجية التي أعلنها الرئيس الأميركي جو بايدن تقول إنّه لن يبقي إسرائيل تحت التهديد مستقبلاً، فذلك يعني أن إسرائيل قد يكون لديها النية لتنفيذ تهديدها في الشمال طالما انها تنعم بهذا الدعم”. 
ورأى ملاعب أن “النية لإنهاء التهديد شمالاً موجودة لكن القدرات الحالية تجعلها غير مستعدة لذلك، وفي المقابل فإن حزب الله الذي رسم تدخله في الحرب بجبهة مساندة لا يريد التوسّع في المواجهات، لكن مشاغلته لإسرائيل أعطت النتائج المرجوة منها، علماً أنه لم يستخدم من قوته العسكرية سوى 10 في المئة”.
إذاً، فإن لبنان رهينة “الجنون” الإسرائيلي، والقرار بتوسيع الحرب مع “حزب الله” من عدمه، لكن لا بد من الإشارة إلى الجهود الدبلوماسية الجارية لتجنيب لبنان كأس غزّة، والأنظار تتجه إلى هذه المساعي ونتائجها، قبل صيف يتوقع أن يكون حاراً على المنطقة بشكل عام، لا لبنان فحسب.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى