قالت الصحف: تحرك مفاجئ للسعودية.. وتمسك برد سيادي على الورقة الأميركية – الإسرائيلية

الحوارنيوز – خاص
تابعت افتتاحيات صحف اليوم ما توصلت اليه الحوارات الداخلية بشأن الجواب اللبناني ردا على ورقة الشروط الأميركية – الإسرائيلية، مهما بلغت الضغوط والتهديدات المباشرة وغير المباشرة، بالإضافة الى عدة مواضيع مطروحة كإقتراع غير المقيمين..
ماذا في التفاصيل؟
- صحيفة النهار عنونت: تحرّك مفاجئ لبن فرحان و”الخماسية” في بيروت… تصعيد إسرائيلي يسابق الديبلوماسية ويبلغ خلدة
تعتقد جهات معنية أن الساعات المقبلة ستشكل اختباراً مفصلياً لأركان السلطة الثلاثة في حسم وجهة الردّ الرسمي على الورقة الأميركية
وكتبت تقول: اذا كانت مطاردة المسيّرات الإسرائيلية هدفاً من كوادر “حز.ب الله” (يتبع فيلق القدس الإيراني) في عمق أوتوستراد خلدة وعلى مقربة من مطار بيروت عصر أمس، شكلت عنواناً متقدماً للضغط الميداني الإسرائيلي على لبنان، فيما يخوض أركان السلطة فيه اختباراً صعباً لتقديم تصوّر عملي لنزع سلاح “حز.ب الله”، فإن ما لم يقلّ إثارة للقلق هو التحركات الديبلوماسية الاستثنائية التي برزت تباعاً وبتزامن لافت فجأة في الساعات الأخيرة. فقد بدا واضحاً أن الاندفاعة الديبلوماسية المفاجئة التي تمثلت في وصول الموفد السعودي الأمير يزيد بن فرحان إلى بيروت من دون إعلان مسبق، والذي تلاه اجتماع للجنة سفراء المجموعة الخماسية المعنية بمتابعة الوضع في لبنان، والتي تضم سفراء الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر في السفارة الأميركية في عوكر مع غياب السفير السعودي لوجوده في بلاده، إنما عكست تحركاً دولياً بارزاً لمواكبة الاهتزاز الذي يخشى أن ينجم عن تعثر حركة إعداد لبنان لردّه الرسمي على الورقة التي قدمها الموفد الأميركي توم برّاك في زيارته الأولى لبيروت. واتخذ وصول بن فرحان كما اجتماع اللجنة الخماسية دلالات بالغة الأهمية، لجهة ما تردد في الكواليس السياسية اللبنانية من أن هذه الحركة تهدف إلى “إسناد” الاتجاه اللبناني عبر اجتماعات لجنة المستشارين للرؤساء الثلاثة لإنجاز تصوّر جاد وملتزم ومبرمج زمنياً بهدف إتمام بسط سيادة الدولة على كل أراضيها واحتكار السلاح ونزعه من “حز.ب الله” وكل الفصائل غير اللبنانية أيضاً. وبرز توقيت هذه الحركة قبل أيام قليلة من عودة الموفد الأميركي إلى بيروت الاثنين المقبل، بما عكس وفق المعطيات التي ترددت في الكواليس السياسية تنامي الخشية، وتالياً التحذيرات الدولية من معالم تصعيد “حز.ب الله” لرفضه تسليم سلاحه الى الدولة اللبنانية بما تعين بازائه إطلاق حركة ديبلوماسية تهدف إلى تنبيه لبنان من مغبة المحاذير التي يرتبها هذا الرفض. وتعتقد جهات معنية أن الساعات المقبلة ستشكل اختباراً مفصلياً لأركان السلطة الثلاثة في حسم وجهة الردّ الرسمي على الورقة الأميركية بعد أن يكون رئيس مجلس النواب نبيه بري قد تلقى الردّ النهائي المفترض من “حز.ب الله” على مضمون التصوّر الرسمي الذي وضعته اللجنة الرئاسية. ويأتي هذا التطور وسط انطباعات قاتمة أثارها، أولاً التاخر المتعمّد من جانب الحز.ب في إبلاغ بري موقفه من التصور الجاري وضعه كردّ على ورقة برّاك، ومن ثم تالياً التصعيد المتدرج المتعمّد للأمين العام للحز.ب الشيخ نعيم قاسم لمواقفه الرافضة تسليم سلاح الحز.ب من دون تمييز أو تفرقة بين تسليمه إلى الدولة اللبنانية أو إسرائيل، كأنه يساوي بينهما لتكبير حجر الرفض وتبريره.
وكانت معلومات أفادت أن بري استقبل موفداً من الحز.ب وتبلّغ منه جواباً غير كامل ضمن مجموعة ملاحظات للحز.ب ونقلت الملاحظات إلى اللجنة الرئاسية وتمت مناقشتها على أن يتبعها جواب رسمي. وتحدثت المعلومات عن أنه يفترض أن يكون الحز.ب أبلغ في الساعات الماضية إجابته النهائية على التعديلات اللبنانية على ورقة برّاك إلى الرئيس بري، وحينها تجتمع اللجنة الرئاسية مجدداً لمناقشته تمهيداً لإنجاز الرد اللبناني الرسمي.
ووسط هذه المناخات سجل وصول الموفد السعودي مستشار وزير الخارجية الأمير يزيد بن فرحان إلى بيروت مساء الاربعاء، وذُكر أنه قد يمكث في لبنان أياماً عدة وقد يلتقي المبعوث الأميركي إثر وصوله. وأعلن قصر بعبدا أن رئيس الجمهورية العماد جوزف عون استقبل بن فرحان بعد ظهر أمس من دون أي تفاصيل عن اللقاء.
تزامنت هذه التحركات مع أجواء نقلتها مراسلة “النهار” في باريس عن الأوساط الفرنسية النافذة، التي رأت أن إسرائيل ستستمر في استهداف مواقع سلاح “حز.ب الله” أو عناصره وكوادره في لبنان. وبالنسبة إلى التجديد للقوة الدولية في الجنوب في نهاية آب، تجري باريس مشاورات مع الشركاء في مجلس الأمن وترى أن لا سبب لتغيير مهمة اليونيفيل، وتطالب بانتشار الجيش اللبناني طبقا للقرار 1701 والإسراع بذلك وتطالب بالانسحاب الإسرائيلي من النقاط الخمس من الجنوب، علماً أن الأنطباع السائد في الأوساط الفرنسية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لن ينسحب من النقاط الخمس. أما عن آلية وقف إطلاق النار الثلاثية، فهي معنية بالإشارة للجيش اللبناني إلى المواقع التي يجب معالجتها في الجنوب، والتي تمكن بالفعل من تحقيق أهداف القرار الذي ينص على السيطرة الكاملة للجيش اللبناني وأنه من الضروري الالتزام بما تنصه قرارات مجلس الأمن. وتضيف الأوساط الفرنسية في شأن ما طلبه المبعوث الأميركي توم برّاك من القيادات اللبنانية بتجريد “حز.ب الله” من سلاحه في مهلة لا تتجاوز تشرين الثاني، أن باريس تنسّق مع برّاك ولكنها ترى أنه إذا أمكن تحقيق تجريد “حز.ب الله” من سلاحه بحلول تشرين الثاني، فذلك أمر جيد جداً، لكن التجربة تجعل الجانب الفرنسي حذراً جداً إزاء هذا الموعد. أما عن موعد عقد مؤتمر لإعادة الإعمار في لبنان، فترى باريس أنه قد يتم في الخريف.
وفي المواقف الداخلية البارزة، حضر أمس موضوع حصر السلاح في يد الدولة اللبنانية في لقاء صحافي موسّع عقد في معراب، وتحدث فيه رئيس حز.ب “القوات اللبنانية” سمير جعجع عن ملف انتخاب المغتربين أولاً ثم عن ملف السلاح، فقال إنّ “نزع السلاح يشكّل مطلباً لبنانياً قبل أن يكون مطلباً دولياً وهذا ما يجب التركيز عليه”، مضيفاً أنه “في الجانب العملي إن سلاح “حز.ب الله” لا يشكّل توازناً استراتيجياً إنما عامل جذب لاعتداء إسرائيل على لبنان”. وشدّد على أن “قصة سلاح “حز.ب الله” أخذت حدّها ويجب متابعتها والتعاون لإيجاد حل”. ولاحظ أن رئيس الجمهورية “ليس مع التسبب بمشاكل في الداخل اللبناني لكن نزع السلاح يحتاج قراراً. لسنا ضدّ أن يحاولوا إقناع “حز.ب الله” في تسليم سلاحه لكن متى سيسلّمه؟ الحلّ في أن تضطلع الدولة اللبنانية بدورها”. في محصلته، “الحوار مع “حز.ب الله” عظيم لكن مضى 5 أشهر والحوار الذي لم يعطِ نتيجة في 5 أشهر لن يعطي نتيجة”.
في غضون ذلك، سجل تطور ميداني لافت تمثل بإغارة مسيّرة إسرائيلية عصر أمس على سيارة على طريق عام خلدة وإعلان الجيش الإسرائيلي فوراً عن الغارة. وأعلن المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي، أن الغارة استهدفت “مخرباً كان يعمل في مجال تهريب الأسلحة والدفع بمخططات إرهابية ضد مواطنين إسرائيليين وقوات جيش الدفاع نيابة عن فيلق القدس الإيراني”.
وأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة، أن الغارة الإسرائيلية على سيارة في خلدة، أدت في حصيلة أولية إلى سقوط قتيل وإصابة ثلاثة بجروح.
كما شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية مساءً غارات على منطقة النبطية وتلال بين يحمر وزوطر وصولاً إلى العيشية وجبل صافي.
- صحيفة الاخبار عنونت: شخصية لبنانية على خطّ واشنطن: حوار حول ضمانات لطمأنة حز.ب الله
وكتب وفيق قانصوه في الافتتاحية يقول: علمت «الأخبار» أن شخصية لبنانية على علاقة وثيقة بالإدارة الأميركية تخوض نقاشات مع حز.ب الله حول ملف سلاح المقا.ومة، تتضمّن ما يمكن تقديمه من ضمانات مقابل تسليم السلاح.
الشخصية التي تحدّثت إليها «الأخبار» أكّدت أن أجواء «الحوار» مع الحز.ب «إيجابية، وهم منفتحون على أيّ بحث هادئ بعيداً عن الاستفزاز»، مؤكّدة أن رئيسَي الجمهورية جوزيف عون والمجلس النيابي نبيه بري يحيطان بأجواء اللقاءات.
وأوضحت أن الهدف من الاتصالات هو محاولة «تكوين قناعة لدى حز.ب الله بأن السلاح أصبح عبئاً، وأن يبادر هو إلى تسليمه للدولة، لا أن تحاول أي جهة نزعه بالتهديد أو بالقوة أو بالخطابات الشعبوية»، وفي المقابل، «على الجهات الدولية والعربية والدولة اللبنانية المبادرة إلى إعطاء تطمينات لبيئة حز.ب الله، وضمانات عسكرية وأمنية لكوادره، وضمانات سياسية لمسؤوليه وقياداته قبل الحديث عن آلية تسليم السلاح والجدول الزمني المطلوب لبنانياً ودولياً».
وأوضحت أن الضمانات التي يجري الحديث عنها، «دولية وأميركية وعربية وداخلية»، وهي تتعلق بانسحاب العدو الإسرائيلي من النقاط التي يحتلها في الجنوب، ووقف عمليات الاغتيال والغارات، وضمان عدم شنّ حرب جديدة، وإطلاق عملية إعادة الإعمار، إضافة إلى ما يتعلق بموقع الحز.ب في الحياة السياسية، ومشاركة أكبر للبيئة الشيعية في السلطة التنفيذية، عبر استحداث مواقع دستورية جديدة أو تثبيت أعراف قائمة في توزّع السلطة.
وأكّدت الشخصية التي زارت الولايات المتحدة أخيراً والتقت مسؤولين كباراً في واشنطن ونيويورك، إضافة إلى السفيرة السعودية لدى واشنطن ريما بنت بندر بن سلطان، أنها تلقّت تشجيعاً على المضي في الخطوة. ونقلت عن المسؤولين الأميركيين «أننا مع كل ما من شأنه أن يفضي إلى حل مسألة السلاح، وحريصون على عدم فتح مشكل داخلي، لكننا جديّون جداً في أنّ أي تحسن لن يطرأ في لبنان قبل حل هذا الأمر».
ونقلت الشخصية أن هناك شعوراً لدى الإدارة الأميركية بأن «لبنان يسوّف» و«يسير بخطى سلحفاتية» في ما يتعلق بسلاح حز.ب الله. في المقابل، أشار هؤلاء إلى أن «سوريا الجديدة»، بالمقارنة، تمكّنت من القيام بخطوات استدرجت دعماً أميركياً وسعودياً وخليجياً، فضلاً عن استعداد «دمشق الجديدة» لـ«علاقات تعاون» مع إسرائيل، ما يعطي الأولوية اليوم، سعودياً وأميركياً، للملف السوري على حساب لبنان «الذي سيبقى رهن قطيعة دولية وعربية، ولن يشهد أيّ ضخّ للأموال ليس لإعادة الإعمار فحسب إنما لإطلاق العجلة الاقتصادية التي لم يطرأ عليها أيّ عامل إيجابي منذ انتهاء الحرب»، ناهيك عن «استمرار الاحتلال الإسرائيلي والغارات اليومية ومسلسل الاغتيالات مع خطر تجدّد نشوب الحرب».
ولفتت الشخصية المعنيّة إلى أن إعطاء واشنطن الأولوية لسوريا «لا يعني بالضرورة تلزيم لبنان لسوريا»، إلا أنها أشارت إلى أنّ هذا سببه أن الدولة السورية لم تستعد بعد قوتها السابقة، «ولكن في حال ثبّت أحمد الشرع قوته في سوريا وحقّق استقراراً، فيما لبنان يراوح مكانه، فإن تلزيم لبنان لسوريا، كما في عامَي 1976 و1990، يصبح احتمالاً كبيراً، خصوصاً أن تعيين توم برّاك موفداً أميركياً لسوريا ولبنان، هو بمثابة تلازم جديد للمساريْن اللبناني والسوري».
- صحيفة الديار عنونت: بارّاك يعلن سياسة «العصا والجزرة» لإخضاع لبنان لخطة واشنطن
وكتب إبراهيم ناصر الدين في الافتتاحية يقول: توافق بين عون وبري على الرد اللبناني… وسلام أكثر تشدداً!
كما كان متوقعا، انضمت قوات الاحتلال الاسرائيلي ميدانيا الى «جوقة» الضغط على الداخل اللبناني عشية العودة المفترضة للمبعوث الاميركي توم بارّاك الى بيروت يوم الاثنين المقبل، فشنت سلسلة غارات جوية عنيفة على مجرى نهر الليطاني، كما استهدفت مسيرة سيارة مدنية بغارة على مدخل العاصمة الجنوبي في خلدة في «رسالة» دموية واضحة لفرض وقائع ضاغطة على اللجنة الثلاثية التي تعد الرد على «الورقة» الاسرائيلة-الاميركية . ولم تتاخر السعودية في الدخول على الخط فعاد مسؤول الملف اللبناني يزيد بن فرحان دون سابق مواعيد، حاملا رسائل، ناصحا بالتعامل بايجابية مع المطالب الاميركية كي لا تذهب الامور نحو الاسوأ، باعتبار ما يحمله الاميركيون يعتبر الفرصة الاخيرة قبل ترك لبنان لمصيره. اما بارّاك، فكان اكثر وضوحا في الكشف عن استراتيجية بلاده، واشار في مقابلة مع صحيفة «نيويورك تايمز» الاميركية الى ان مسالة سلاح حز.ب الله سيتم حلها عبر مزيج من سياسة «العصا والجزرة»، مراهنا على فصل بين الحز.ب وبيئته، واذا كان المبعوث الاميركي لم يكشف عن ماهية «العصا» الا انه كشف بان واشنطن تتواصل مع السعودية وقطر لكي تساهما في اعادة الاعمار، لانه وبحسب اعتقاده فان منح الشيعة مساعدات مالية سيؤدي الى تبديل خياراتهم؟!.
حز.ب الله والموقف الحاسم
اما من ينتظر جواب حز.ب الله على «ورقة» بارّاك، فهو يتوهم ان يكون الجواب مغايرا لما يقوله مسؤولو الحز.ب يوميا، لجهة رفض الاذعان الى صك الاستسلام المعروض على «الطاولة»، وبات واضحا ان الحز.ب يرفض نقاش ملف السلاح الا ضمن حوار وطني داخلي يناقش استراتيجية الدفاع الوطني، وذلك بعد انسحاب قوات الاحتلال، واعادة الاسرى، ووقف العدوان، والافراج عن اموال اعادة الاعمار، وهو بحسب مصادر مطلعة على موقفه، لن يرضخ لأي ضغوط داخلية او خارجية تريد ان تكشف البلاد امام التغول الاسرائيلي، دون اي ضمانات جدية يمكن الركون اليها في ظل التواطؤ الاميركي –الاوروبي مع اسرائيل. ولا يوجد في هذا السياق اي خلاف جدي مع رئيس الجمهورية ومجلس النواب اللذين يدركان خطورة المرحلة ويعملان على تدوير الزوايا للاستفادة من مرونة شكلية اظهرها بارّاك خلال زيارته الاخيرة لجهة عدم الضغط بوضع جدول زمني، وتحدث عن افكار يجب مناقشتها، لا فرضها، وهو هامش قد يتيح ايجاد قواسم مشتركة لإدارة المرحلة بعيدا عن موجة الضغوط الحالية التي تتولاها جهات لبنانية وخارجية، باعتبار ان «الورقة» تعتبر اتفاقا جديدا سيبنى عليه للمرحلة المقبلة، ولا يجب التسرع في صياغته. اما رئيس الحكومة نواف سلام فمع ابداء مرونة أكبر في صياغة الرد اللبناني.
ماذا تتضمن «ورقة» بارّاك؟
وكان مصدر رسمي، اكد إن المقترح الذي قدمه بارّاك إلى بيروت يتمحور حول 3 عناوين أولها حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، وثانيا إنجاز الإصلاحات المالية والاقتصادية، وضبط الحدود ومنع التهريب وزيادة الجباية الجمركية وتشديد الإجراءات على المعابر والمرافق العامة، والعنوان الثالث إصلاح العلاقة مع سوريا على المستويات المختلفة الأمنية والسياسية وضبط الحدود وصولا إلى ترسيم الحدود وتعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية. وأضاف أن المقترح الأميركي مكون من خمس صفحات، وأنه لا يتضمن مهلة زمنية لتطبيقه.
الرد اليوم او غدا؟
واذا كان الرؤساء الثلاثة يجهدون لكي يكون الموقف اللبناني موحدا، عبر تكثيف اجتماعات اللجنة الثلاثية التي عقدت بالأمس اجتماعا جديدا، ويفترض ان تعقد لقاء آخر اليوم، بانتظار تسلم موقف المقا.ومة اليوم او غدا. الا ان الكثير من النقاط الاساسية باتت واضحة وتم وضع اطارها العام خلال العشاء الذي جمع رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري في بعبدا مساء الاربعاء، حيث حضر ملف الرد على الطروحات الاميركية، وكذلك حضر ملف التعيينات المالية والقضائية.
لا تسليم للسلاح
فالاجواء التي رشحت حتى الساعة، تدل على ان حز.ب الله لن يفتح ملف تسليم السلاح في المدى المنظور، وهو يضع رزمة من الحقوق اللبنانية قبل البحث في هذا الطرح، كالانسحاب الإسرائيلي الكامل من الجنوب واطلاق الاسرى وصولا الى ضمان اعادة الاعمار، كل ذلك قبل طرح ملف السلاح على الطاولة. ويبدو، وفق المصادر، ان الحز.ب، نجح الى حد كبير، في اقناع لبنان الرسمي بهذه الصيغة، حيث يتجه في ورقته الجوابية، نحو مطالبة إسرائيل والمجتمع الدولي بكل هذه الامور، على ان تُحل بعدها مسألة السلاح، بحوار داخلي تطبيقا لاتفاق الطائف وخطاب القسم والبيان الوزاري.
قناعات عون لن تتغير
وفي هذا السياق، بات رئيس الجمهورية أكثر اقتناعا بان المجتمع الدولي غير معني بمنح عهده اي فرصة للتقدم، وهو لم يحصل على اي مساعدة جدية من الخارج على رغم كثير من الوعود التي اطلقت، ولم يُسجل اي تقدم في مجال الدعم الخارجي، وهو لا يقبل بان يضعه احد امام امر واقع يشير الى ان لبنان اليوم امام الفرصة الاخيرة والا سيكون امام «العاصفة». فهو متمسك بخطاب القسم بحذافيره، لكن التطورات الاقليمية والدولية واجواء الحرب في المنطقة لا تساعد لبنان على المضي «بخارطة طريق» تحتاج الى الوقت والظروف المناسبة، وكل من لا يتفهم هذا الامر يدفع البلاد الى «الانتحار» وهو امر لن يقبل به الرئيس عون.
بري والفبركات الاعلامية
وكان رئيس مجلس النواب نبيه بري نفى بالأمس ما روجت له بعض وسائل الاعلام «المغرضة» حول نصائح من قبله اسديت لحز.ب الله، واشار الى انها فبركات اعلامية لا صحة لها، وكان قد استقبل الحاج حسين خليل موفداً من حز.ب الله يوم الثلاثاء وتبلغ منه مجموعة ملاحظات، وقام ممثل بري في اللجنة علي حمدان، بنقل الملاحظات الى اللجنة الرئاسية وتمت مناقشتها في الاجتماع الاخير على أن يتبعها جواب رسمي اليوم او غدا.
وغداة تأكيد امين عام حز.ب الله الشيخ نعيم قاسم ان الحز.ب لن يسلّم سلاحه للعدو الاسرائيلي، قال عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي فياض ان «حز.ب الله، ابدى على الدوام، استعدادا إيجابيا للتعاون في كل ما يتصل ببناء الدولة وإصلاح مؤسساتها وتطوير قدراتها التشغيلية، والدفع باتجاه تحقيق الاستقرار المنشود، بما في ذلك مؤازرة الدولة لبسط سلطتها على كامل أراضيها، وأن تكون قادرة على تأدية كل وظائفها، وفي طليعتها وظيفة الحماية والدفاع عن الشعب والسيادة». وتابع «لكن، كل ذلك سيبقى غير ممكن، بل متعذرًا، ما لم تتضافر الجهود الوطنية للضغط باتجاه تحقيق شرط أساسي، وهو انسحاب الاحتلال الإسرائيلي من المواقع الخمسة التي لا يزال يحتلها، ووقف الاعتداءات المستمرة، واحترام السيادة اللبنانية». وختم: من وجهة نظرنا، هذا هو المدخل الطبيعي والمنطقي لإطلاق مسار الاستقرار والتعافي، ومعالجة أية عقبة تحول دون أن يستكمل الجيش اللبناني انتشاره، وأن تبسط الدولة سلطتها على كامل أراضيها، وتتولى شؤون المواطنين كافة.
الرياض تواكب الضغوط
وفيما عقدت اللجنة الخماسية اجتماعا «مفاجئا» في عوكر بدعوة من السفيرة الاميركية ليزا جونسون ، وغاب السفير السعودي الوليد البخاري بداعي السفر، تمحورت الاتصالات السياسية امس بعيدا من الاضواء مع وصول بن فرحان الى بيروت مساء امس الاول حيث التقى المسؤولين اللبنانيين وبعض الشخصيات السياسية، وهو يمكث في لبنان اياما عدة وقد يلتقي المبعوث الاميركي اثر وصوله الاثنين، ولفتت مصادر مطلعة الى ان حضوره جاء مواكبا للضغوط الاميركية في ملف السلاح، الا انه يعمل على مهمة اخرى عنوانها التسريع في التواصل مع العهد السوري الجديد خصوصا في ملف ترسيم الحدود، والتعاون الامني.
تحذيرات سعودية
ووفق مصادر مقربة من المملكة، فان زيارة بن فرحان تأتي في سياق التحذير من اعادة اطلاق يد الإسرائيليين عسكريا في لبنان، للتصرف ضد حز.ب الله، اذا لم يتم التعامل مع «الورقة» الاميركية بجدية، وانه من مصلحة لبنان اليوم الاستفادة من الفرصة الممنوحة له اميركيا ودوليا» فاذا سرّع في عملية حصر السلاح، سيضغط العالم على إسرائيل للانسحاب من الجنوب وسيساعد لبنان في اعادة الاعمار، اما اذا لم يفعل، فهو سيخسر على الصعد كافة وقد يجد نفسه امام جولة حرب إسرائيلية جديدة عليه»؟!
تصعيد اسرائيلي
امنيا، شنت الطيران المعادي سلسلة من الغارات العنيفة على مجرى نهر الليطاني بدءا من زوطر في قضاء النبطية وصولا الى مرتفعات العيشية، وبلدة زلايا في البقاع الغربي، وزعمت القناة العاشرة الاسرائيلية استهداف منصات لاطلاق الصواريخ التابعة لحز.ب الله، علما ان ثمة اجماعا على اعتبار تلك الغارات مواكبة ميدانية للضغوط السياسية على لبنان. وفي هذا السياق، استهدفت مسيرة عصر امس، سيارة على طريق عام خلدة، ادت الى استشهاد مواطن وجرح 3 آخرين، وزعم جيش الاحتلال انه استهدف نقل اسلحة، لكن مكان وقوع الغارة يحمل دلالات كبيرة وواضحة على النوايا الاسرائيلية بتوجبه «رسائل» على البوابة الجنوبية لبيروت. وكانت مجموعة من جنود الاحتلال تسللت فجر امس، إلى منزل المواطن عباس بدير الواقع عند أطراف بلدة كفركلا، وعمدت إلى تفخيخه وتفجيره، ما أدى إلى تدميره.
المزيد من العقوبات الاميركية
وفي سياق رفع سقف الضغوط على حز.ب الله أعلنت وزارة الخزانة الأميركية، أن مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأمريكية قام امس بفرض عقوبات على سبعة مسؤولين كبار وكيان واحد مرتبط بمؤسسة القرض الحسن، وشغل هؤلاء المسؤولون مناصب إدارية عليا في «القرض الحسن»، وسهّلوا بحسب زعم واشنطن عمليات التهرب من العقوبات الأميركية، مما مكن حز.ب الله من الوصول إلى النظام المالي الرسمي. والمشمولون بالعقوبات، نعمة أحمد جميل، عيسى حسين قصير، سامر حسن فواز، عماد محمد بزي، علي محمد كرنبي، علي أحمد كريشت، ومحمد سليمان بدير. أما شركة تسهيلات ش.م.م. فقد تم تصنيفها أيضاً بموجب نفس الأمر التنفيذي لكونها مملوكة أو مدارة من قبل جميل ويزبك والشامي، أو تصرفت بالنيابة عنهم.


