هل بات لبنان خارج الأولويات الإماراتية؟
حكمت عبيد – خاص
لا شك أن سفير دولة الإمارات العربية المتحدة في بيروت حمد بن سعيد الشامسي يبذل قصارى جهده في الحفاظ على المستوى المتقدم للعلاقات اللبنانية الإماراتية بين الدولتين الشقيقتين وبين الشعبين اللبناني والإماراتي.
وقد دلت المبادرات الكبيرة والصغيرة التي يحرص على إطلاقها بشكل متواصل على قربه من لبنان وقضاياه الاقتصادية والإنمائية، لكن مجمل هذه المبادرات تبقى دون الحاجة الفعلية للبنان ولا تلامس أولوياته لاسيما في هذه الظروف المالية والنقدية لمصيرية.
لا تتحمل دولة الإمارات العربية المتحدة مسؤولية ما بلغه لبنان من تدهور بلغ حد الإفلاس، بل العهود السابقة والحكومات السابقة التي انتهجت سياسات استندت الى الودائع وتراكمها والى "جزرة" الفوائد العالية وأهملت بذلك القطاعات الإنتاجية والصناعية التي ترتبط مباشرة بالدورة الاجتماعية وبالمستوى المعيشي لغالبية اللبنانيين.
لكن العلاقات اللبنانية – الإماراتية التاريخية تستحق مبادرة إنقاذية تتصدرها الإمارات كدولة رائدة في العمل العربي المشترك وصاحبة مبادرات إنسانية عالمية، كان آخرها من أعلنته وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي ريم الهاشمي في مؤتمر اثيوبيا.
الهاشمي أشارت إلى حرص دولة الإمارات "على عهدنا بالتواصل وبناء الشراكات… ومع اقتراب دولة الإمارات العربية المتحدة من الاحتفال بمرور 50 عاماً على تأسيسها، في يوبيلها الذهبي، فإنني أشعر بالفخر وأنا أرى العمل المتواصل الذي يقوم به صاحب السمو الشيخ عبد الله بن زايد بن سلطان آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي بدولة الإمارات لم يتوقف عن هذا التواصل، بل عمل على تطويره، وسعى – كوالده طيب الله ثراه – للوصول إلى الإمكانيات المثيرة للإعجاب لدى رواد عصره، واقتفى أثر القادة الأفارقة الذين وضعوا اللبنات الأولى لتحرر أفريقيا ووحدتها. هؤلاء الذين نحقق رؤيتهم اليوم.
وتابعت الهاشمي:"على مدى السنوات الخمسين الماضية، كانت دولة الإمارات العربية المتحدة شريكاً فاعلاً في القارة، متجاوزةً بذلك الحدود الجغرافية لتستثمر ما يزيد على 100 مليار دولار. في 2016، كنا ثاني أكبر مستثمر في أفريقيا، ولا تزال استثماراتنا متواصلة في تشييد البنية التحتية الفعلية من طرق وجسور وموانئ ومدارس وعيادات ومستشفيات.
وبينما نحن مستمرون بالاستثمار في مستقبل أفريقيا، فإننا في مستقبلنا المشترك، نملك يقيناً راسخاً سيكون دافعنا لنظل أكثر تأقلماً وأبعد تأثيرا.
ويسعدني ويشرفني أن أعلن اليوم عن إطلاق كونسورتيوم الإمارات العربية المتحدة من أجل أفريقيا. سيدمج الكونسورتيوم من أجل أفريقيا أولويات حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة والقطاع الخاص الإماراتي، باستثمار أولي يبلغ 500 مليون دولار أمريكي.
حتى كتابة هذه الأسطر لم يكن الوزير الشامسي قد طلب موعدا للقاء رئيس الحكومة الجديد، في وقت تبدو الأولوية التي أعلنتها الوزير الهاشمي في مكان آخر، فهل خرج لبنان من أولويات دولة الإمارات العربية وهل لذلك أبعاد سياسية تتصل بلعبة المحاور الإقليمية؟
لبنان يتطلع الى اشقائه من أجل تجاوز هذه المحنة التي تسببت فيها سياسات لم تعر الإنتباه للأفخاخ السياسية الإقليمية، فهل ستساهم دولة الإمارت بالإنقاذ أم بإحكام الحصار؟
الدور التاريخي الذي ارتضته الدبلوماسة الإمارتية يدفعنا للتفاؤل!