سياسةصحفمحليات لبنانية

قالت الصحف: مفاوضات غير مباشرة مع العدو.. وتعيينات عسكرية متوافق عليها

 

الحوارنيوز – خاص

موضوعان استحوذا على افتتاحيات صحف اليوم:

  • المعلومات عن مفاوضات غير مباشرة بين لبنان والعدو للبحث في القضايا العالقة، لاسيما رفض دولة الاحتلال الإلتزام بوقف اطلاق النار وتنفيذ القرار 1701، واشتراطها على ما يبدو مفاوضات غير مباشرة مع لبنان في محاولة لاستدراج لبنان الى مفاوضات مباشرة لاحقا!
  • التعيينات العسكرية كدفعة أولى من سلة التعيينات وقد أبرزت الصحف عنوان التوافق حيال هذه التعيينات.

ماذا في التفاصيل؟

 

  • صحيفة النهار عنونت: رصد الدفعة الأولى من التعيينات بمعيار “الإصلاح” لبنان لم يتبلّغ أي طلب أميركي لمفاوضات مباشرة

وكتبت تقول: على الاهمية الكبيرة واللافتة التي اكتسبتها مقدمات عملية المفاوضات التي ترعاها الولايات المتحدة الأميركية بين لبنان وإسرائيل، بشراكة الأمم المتحدة وفرنسا، من أجل استكمال تنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية وانسحاب إسرائيل انسحاباً تاماً من المواقع التي لا تزال تحتلها في المنطقة الحدودية الجنوبية والشروع في التفاوض على النقاط موضع النزاع على الحدود البرية، فإن الأنظار ستتجه اليوم لترصد الدفعة الأولى من التعيينات العسكرية والأمنية التي صار في حكم المؤكد أن مجلس الوزراء سيقرها في جلسته اليوم في قصر بعبدا. وليس خافياً أن التدقيق في هذه التعيينات ينطلق من قياس المستوى الإصلاحي عليها باعتبار أن معظم القوى الداخلية والأعين الديبلوماسية ستحكم على هذه الدفعة من التعيينات من زاوية ما إذا كانت نتيجة “محاصصة” رئاسية ثلاثية أو سياسية كما كانت “العادة” غالباً، أو أن اعتبارات تتصل بطبيعة السلك العسكري والأمني حكمت الترفيعات وعامل الأهلية القيادية، وأن معايير أخرى قد تتّبع في التعيينات الإدارية والمصرفية والمالية والقضائية. ومعلوم أن اتفاقاً بين رؤساء الجمهورية ومجلس الوزراء ومجلس النواب أدى الى إنجاز التعيينات التي ستصدر اليوم دفعة واحدة وتشمل كما بات معروفا تعيين العميد الركن رودولف هيكل قائداً للجيش، العميد حسن شقير مديراً عاماً للأمن العام، العميد ادغار لاوندس مديراً عاماً لأمن الدولة، والعميد رائد عبد الله مديراً عاماً لقوى الأمن الداخلي. وفي إطار آخر للتعيينات أشارت معلومات أمس إلى أن تغييرات كبيرة ستحصل في تغيير المسؤوليات في مطار رفيق الحريري الدولي تقضي في أبرزها بتعيين أمين جابر رئيساً للمطار، وكمال نصر الدين مديراً عاما للطيران المدني بدلاً من فادي الحسن الذي يشغل المنصبين.

ويفترض أن يبحث مجلس الوزراء في التطورات المتصلة بملف الجنوب عقب إطلاق إسرائيل خمسة أسرى لبنانيين وانطلاق الوساطة الأميركية في التحضير لمفاوضات غير مباشرة بين لبنان وإسرائيل لاستكمال تنفيذ الالتزامات العائدة إلى اتفاق وقف النار بينهما. ولوحظ في هذا السياق أن إسرائيل سارعت غداة إطلاقها الأسرى الخمسة اللبنانيين إلى ربط مجريات المساعي لاستكمال تنفيذ اتفاق وقف النار وإطلاق مفاوضات غير مباشرة للتوصل إلى حل للنزاع البري الحدودي، إلى الحديث عن “تطبيع” مع لبنان، علماً أن الحديث عن التطبيع تكرّر أخيراً إن على ألسنة مسؤولين أميركيين وإسرائيليين وإن عبر ارتفاع التحذيرات من أطراف وجهات لبنانية وإقليمية مناهضين بقوة لأي اتجاه مماثل. وقد أعلن أمس مصدر سياسي إسرائيلي للقناة 12 الإسرائيلية، على خلفية المفاوضات التي افتتحت مع لبنان على الحدود، أن “المحادثات مع لبنان هي جزء من خطة واسعة وشاملة، وأن سياسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قد غيّرت بالفعل الشرق الأوسط، ونحن نريد أن نواصل هذا الزخم ونصل إلى التطبيع مع لبنان، وكما أن للبنان مطالبات بشأن الحدود، فإننا أيضاً لدينا مطالبات بشأن الحدود. سوف نناقش الأمور”.

موقف وتحركات

وقد رحب أمس المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك بالتقارير التي تفيد بأن لبنان وإسرائيل سيبدآن محادثات تهدف إلى حل ديبلوماسي لقضايا عالقة بينهما.

لكن المعلومات المتوافرة لـ”النهار” تناولت الموضوع من زاوية أخرى، اذ تنفي تبلّغ لبنان الرسمي أي طلب أميركي من لبنان إجراء مفاوضات مباشرة، وقد نفت وزارة الخارجية هذا الأمر. وتؤكد المعلومات أن لبنان الرسمي متمسك بتطبيق القرار الدولي، وهو يعي أهمية إطلاق مسار التفاوض حول تثبيت الحدود البرية على غرار ما حصل بالنسبة إلى ترسيم الحدود البحرية، لما في ذلك من تأكيد لسيادة لبنان على أراضيه وبما يعزز موقعه في الضغط لانسحاب إسرائيل من النقاط التي لا تزال تحتلها. ولكن هذا لا يعني أن المفاوضات غير المباشرة على الحدود لن تؤدي في نهاية المطاف إلى فتح مسار التطبيع مع إسرائيل أو الذهاب إلى توقيع اتفاق سلام، ولكن لا يزال من المبكر جداً التحدث عن ذلك. وهذا يعني أن المسؤولين اللبنانيين ليسوا في وارد الرفض المطلق لهذا المسار، ولكنهم لن يسيروا بأي مقترحات أو مفاوضات في هذا الشأن قبل ضمان مصالح لبنان الاستراتيجية، وتحرير أرضه طبقاً للقرار الدولي. وحتماً لن يتم ذلك قبل أن يتضح هذا المسار مع دول الخليج، أو قبل أن يحصل نقاش داخلي حول موقع لبنان من احتمال كهذا.

وفي متابعة للتطورات الجنوبية، إلتقى أمس رئيس مجلس النواب نبيه بري، المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس بلاسخارت وتابع معها الأوضاع العامة والمستجدات السياسية والميدانية في ضوء استمرار إسرائيل احتلالها لأجزاء من الأراضي في الجنوب اللبناني وخروقاتها للقرار 1701 ولاتفاق وقف إطلاق النار. كما عرض رئيس المجلس هذا الملف مع كبير مستشاري وزارة الدفاع البريطانية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الأدميرال إدوارد ألغرين والوفد العسكري المرافق. بدوره اجتمع رئيس الحكومة نواف سلام في السرايا مع بلاسخارت وتم البحث في آخر التطورات السياسية والوضع في الجنوب، واستكمال تطبيق اتفاق وقف اطلاق النار والقرار 1701.

وفي لقائه مع نائبة مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط ناتاشا فرانشيسكي والسفيرة الأميركية لدى لبنان ليزا جونسون، أكد وزير الخارجية يوسف رجي “وجوب انسحاب إسرائيل الكامل من الأراضي اللبنانية التي تحتلها، وتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701. وشكر الولايات المتحدة الأميركية على الوساطة التي قامت بها للإفراج عن أسرى لبنانيين لدى إسرائيل، وعلى المساعدات التي تقدّمها للجيش اللبناني. وشدّد على عزم الحكومة اللبنانية على القيام بالإصلاحات الاقتصادية والمالية والادارية الضرورية.

لبنان وصندوق النقد

في موازاة هذه التحركات والمواقف برزت الانطلاقة الجديدة للمفاوضات واللقاءات بين المسؤولين اللبنانيين وصندوق النقد الدولي التي يجري التعويل عليها للتوصل إلى اتفاق جديد بين لبنان وصندوق النقد. وفي هذا السياق اجتمع رئيس الجمهورية العماد جوزف عون مع وفد بعثة صندوق النقد الدولي برئاسة رئيس البعثة ارنستو راميرز ريغو الذي عرض رؤية الصندوق لخروج لبنان من أزمته المالية والاقتصادية عبر الدخول في خطة لبرنامج إصلاحي مالي واحد مبني على التنسيق بين المؤسسات اللبنانية مع الصندوق، لإعطاء إشارة عودة الثقة بلبنان، معتبراً أن مثل هذه الخطة الموحّدة تساعد على الإسراع في البدء بعملية النهوض الاقتصادي في البلاد. بدوره، شكر الرئيس عون رئيس البعثة على الاهتمام الذي يبديه صندوق النقد الدولي لمساعدة لبنان، مؤكداً العمل على تنفيذ الإصلاحات التي هي مطلب لبناني قبل أن تكون مطلب المجتمع الدولي. ومن بعبدا انتقل الوفد الى عين التينة حيث اجتمع مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ومن ثم زار السرايا واجتمع مع رئيس الحكومة نواف سلام وتم البحث في ملفَيّ الإصلاحات والحَوكمة. وأعلن وزير المال ياسين جابر عقب استقباله وفد الصندوق: “عرضنا الأولويّات ألا وهي تعيين حاكم مصرف لبنان والذي سيتولّى دوراً مهمّاً في العمل مع صندوق النقد والتحضيرات والإصلاحات ستكون من أجل تمكين لبنان من الخطّة ونحن مع إجراء بعض التعديلات في قانون النقد والتسليف بانتظار حاكم للمصرف وعلى الجميع أن يقوم بدوره من أجل الوصول إلى هذا البرنامج”.

وليس بعيداً من هذا الملف رأس الرئيس سلام بعد ظهر أمس اجتماعاً خصص لبحث مشروع إعادة إعمار البنى التحتية المقدم من البنك الدولي. وقدم البنك عرضاً للمنهجية المعتمدة لمشروع إعادة إعمار البنى، وشدد سلام على إيلاء المناطق الحدودية التي تعرضت لتدمير قاس الأولوية لتسهيل فتح الطرق وعودة المواطنين إلى مناطقهم. وتبلغ قيمة المشروع نحو مليار دولار، منها نحو250 مليون دولار على شكل قرض على أن يتم إيجاد التمويل المتبقي من المساعدات الدولية. ويتضمن المشروع معالجة الردم، وإعادة بناء البنى التحتية بناء لمنهجية تعتمد القياس الاقتصادي.

 

 

 

  • صحيفة الأخبار عنونت: إسرائيل تشرح خطة أميركا: نحو التطبيع مع لبنان

وكتبت تقول: تردّدت أمس أصداء كلام نائبة المبعوث الأميركي للشرق الأوسط مورغان أورتاغوس عن «إطلاق المسار الدبلوماسي، عبر ثلاث مجموعات عمل على ثلاثة ملفات متوازية عالقة بين لبنان وإسرائيل»، وطفت على السطح أسئلة محورية حول ما إذا كان لبنان على أعتاب مرحلة جديدة تقوده إلى تطبيع العلاقات مع كيان الاحتلال، إضافة إلى طبيعة المسار الذي تتحكّم به الولايات المتحدة لتعبيد الطريق أمام حل مستدام لربط لبنان بخط «السلام» الذي يطوّق دول المنطقة. وزاد منسوب القلق ممّا يُحضّر للساحة اللبنانية لما قد ينتج عنه من تداعيات في الداخل اللبناني، خصوصاً مع بدء الإعلام العبري الترويج لهذه الخطة.

وبعد بيان مكتب رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو حول الموضوع نفسه، بدأت الخطة المُعدّة لملف الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة تتكشّف تباعاً، ليظهر أنها جزء من خطة أوسع بين تل أبيب وواشنطن، وفق ما نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصدر سياسيّ إسرائيلي أشار إلى أنّ «سياسة نتنياهو غيّرت الشرق الأوسط، ونحن نريد مواصلة هذا الزخم كي نصل إلى التطبيع مع لبنان».

وأضاف المصدر (الذي تردّد في الكيان أنه نتنياهو نفسه): «كما أن للبنان مطالب بشأن الحدود، هناك مطالب لإسرائيل أيضاً، وسنناقش هذه الأمور»، مشيراً إلى أنّ «المحادثات مع لبنان جزء من خطة واسعة وشاملة».

وأوضح أن «المباحثات في الناقورة (أولَ أمس) أجريت مع ممثلين عن الجيش الإسرائيلي، لكن اتُّفق أن تكون المحادثات المقبلة مع ممثل دبلوماسي إسرائيلي. هذا اختراق دبلوماسي دراماتيكي. من ناحية الرئيس اللبناني الجديد، هذا أمر من الصعب تمريره سياسياً، ولذلك أفرجنا عن اللبنانيين الخمسة، والهدف هو دعم الرئيس أمام حزب الله وأمل اللذيْن يعارضانه، وسعياً للتطبيع مع لبنان.

هذا هو الطموح، ولهذا السبب أنشأنا فرق العمل وسنواصل المحادثات». وعلى صعيد متصل صرّح الكولونيل احتياط في الجيش الإسرائيلي موشيه العاد خلال مشاركته في برنامج عبري قائلاً: «أعتقد بأن الرئيس عون يريد مرحلة جديدة من العلاقات بين لبنان وإسرائيل».

ما كشفته أورتاغوس والإعلام العبري، وكل ما سيلي من تصريحات بشأن هذه الخطة، يؤكّد أن واشنطن وتل أبيب تتشاركان الهدف ذاته من العدوان الصهيوني على لبنان، وهو التأسيس لحقبة جديدة من خلال إنتاج سلطة موالية لا ترفض طلباً للأميركيين، وتكون أداة مساعدة ومسهّلة لانضمام لبنان إلى اتفاقيات أبراهام.

ويستند الجانبان، وفقَ ما تقول أوساط سياسية بارزة، إلى قناعة لديهما بأن «الحرب أتاحت لخصوم المقاومة في الداخل تجاوز التعقيدات الداخلية، وأبرزها قوة المقاومة التي كانت ستقف في وجه هذا المشروع، خصوصاً مع انتخاب سلطة جديدة تتماشى مع المصالح الأميركية».

وعليه تريد الولايات المتحدة، بالتعاون مع العدو، استغلال الوضع اللبناني الحالي لتعزيز مصالحهما، خصوصاً أن الجميع يتعامل مع حزب الله على أنه في «حالة ضعف»، وحيث يقود تقييم الأميركيين للوضع الجديد إلى قناعة بأنهم باتوا يستطيعون الانخراط في كل تفاصيل الملف اللبناني من بوابة الجنوب، وفرض شروط سياسية، يدّعي المسؤولون اللبنانيون أنهم يرفضونها، ويؤكّدون أنّهم يتمسّكون بتطبيق اتفاق الهدنة وترسيم الحدود وفق اتفاقية نيو كامب في عام 1923، بينما تطلب إسرائيل اعتماد الخط الأزرق والاحتفاط بنقطة رأس الناقورة العالقة منذ اتفاق الترسيم البحري»، وهي الشروط التي أشار إليها المسؤول الإسرائيلي.

حتى اللحظة، لا تزال الرواية الخاصة بملف التفاوض «محكيّة» من الطرفين الأميركي والإسرائيلي، بينما يختفي في المقابل صوت لبنان الرسمي. فحتى يوم أمس، لم يصدر عن الجانب اللبناني ما يثبت العكس، باستثناء مواقف منقولة عن مصادر هنا وهناك، حاولت نفي الأهداف الإسرائيلية، مع علم الأطراف اللبنانية المعنية بمدى خطورة الخطة المُعدّة سلفاً للبنان والتي لا يمكن أن تمرّ بسلاسة مهما تبدلّت التوازنات.

 

 

 

  • صحيفة الديار عنونت: لبنان تحت المجهر الدولي… قرارات حاسمة في الأفق

حرب الساحل السوري تنعكس توترا في طرابلس ــ عكار ــ الهرمل ــ القصير

وكتبت تقول: رغبة «اسرائيل» بالتطبيع مع الدول العربية من بينها لبنان، رغبة قديمة، لأنها تهدف الى انهاء القضية الفلسطينية حيث لا يعود هناك دولة عربية تلتزم قضية فلسطين ايديولوجيا عبر ضم لبنان الى لائحة الدول المطبعة، مع الاخذ بعين الاعتبار سقوط سورية كدولة تواجه الكيان الصهيوني. عندئذ تكون «اسرائيل» قد انهت صراعا تاريخيا مع العرب، اهم ما فيه هو محوها لفلسطين حتى من الذاكرة. ومع سقوط نظام الاسد في سورية، ازدادت رغبة الدولة العبرية باتفاق تطبيع مع لبنان، بخاصة ان الاخير لن يفاوض من موقع قوي، بل ضعيف، فضلا عن الضغوطات الكبيرة التي يتعرض لها لبنان الرسمي، سواء من دول عربية مطبعة مع العدو او من دول اوروبية تحاول «اغراء» الدولة اللبنانية بتقديم المساعدات المالية واعادة الاعمار وتعزيز الاقتصاد اللبناني، شرط قبوله التطبيع مع الكيان العبري.

وتزامنا مع ذلك، تظهر بعض ادبيات المسؤولين اللبنانيين متناغمة مع سياسة الدول العربية المطبعة مع العدو الاسرائيلي. وعليه، لم يعد خافيا على أحد ان خطر التطبيع يتعاظم، بخاصة ان المسلسل المتصاعد بالتنازلات تجاه «اسرائيل» الى جانب تصريح نائبة المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط مورغان ارتاغوس بان لبنان يجب ان يسلك مسارا سياسيا لحل النقاط المتنازع عليها مع الجانب «الاسرائيلي»، هو كلام حق يراد به باطل. وهنا، قال مصدر ديبلوماسي رفيع المستوى للديار ان هناك توجها اميركيا لتوريط لبنان في مفاوضات تطبيع غير مباشرة، لتجد الدولة اللبنانية نفسها غارقة في وحول التطبيع مع الكيان الصهيوني. ووفقا للمصدر الديبلوماسي، ان احتمال حصول ما ذكرناه مرتفع حاليا، بعد ان أصبح لبنان ضعيفا بخسارته دعم سورية بوجه العدو، دون ان يكون له اي مساندة من دول عربية اخرى. ويطرح الديبلوماسي السؤال: كيف يمكن ان ينجر لبنان الى التطبيع مع العدو؟ فيجيب بنفسه انه بحجة التفاوض على 13 نقطة المتنازع عليها وبحجة تحرير الاسرى اللبنانيين في السجون الاسرائيلية وبحجة التفاوض على النقاط الخمس التي تحتلها اسرائيل»» وبحجة استثمار الغاز في البحر، قد تبدي الدولة العبرية تعاونا مقابل اتفاق ينهي حالة الحرب والعداء مع لبنان.

انما في الوقت ذاته، أكد الديبلوماسي ان هذا الامر سيؤدي حتما في حال حصوله، الى تفجير الوضع اللبناني داخليا والى تداعيات لا تحمد عقباها.

ما هو تأثير التغييرات السورية على لبنان؟

وتوازيا، يتصاعد التوتر في طرابلس، عكار، جرد الهرمل، القصر والقصير حيث تقول المعلومات ان هناك حشودا من الطرفين، طرف يؤيد سورية الشرع، وطرف يؤيد محور المقاومة. أضف الى ذلك، تقوم جماعات سلفية بالتحريض، وهي متمركزة في طرابلس، وانضم اليها سلفيون من حمص تزامنا مع لجوء علويين من الساحل السوري الى جبل محسن. وفي هذا السياق، هناك تخوف كبير من حصول عمليات انتقامية بين العلويين والسلفيين.

كل العوامل جاهزة لانفجار الوضع داخليا، انما هناك جهات خارجية تعمل على تبريد الاجواء لانه في حال حصول تصادم داخلي، حينئذ سيضطر حزب الله الى الدفاع عن مناطق الشيعة، وفي المقابل ستشن التنظيمات الاصولية عمليات انتقامية، وبالتالي هذه المعركة ستلهي الدولة اللبنانية بأزماتها الداخلية، ويصبح احتمال التطبيع بعيدا جدا.

هل الاعمار والاصلاح يشكلان الباب الخلفي لمسار التطبيع؟

في غضون ذلك، اجتمع الرئيس جوزاف عون مع ممثلي صندوق النقد الدولي في إطار مساعدة لبنان للخروج من أزمته الاقتصادية والمالية. وهنا تساءلت مصادر مطلعة إذا كانت مساعدة صندوق النقد لأي بلد تأتي دون اي ثمن سياسي؟ وفي هذا السياق، قالت هذه المصادر انه طبعا هناك شروط يجب على لبنان ان يطبقها مقابل المساعدة المالية، وفي الحالة اللبنانية الثمن هو التطبيع مع «اسرائيل».

كما لفتت الى ان الدول العربية قد ترغب بمد اليد الى لبنان ومساندته في محنته الاقتصادية والمالية، وانما سيكون ضمن شروط مسبقة ليس كلها مرتبطا بتنفيذ اصلاحات في مؤسسات الدولة.

اهالي قرى جنوبية: العدوان الاسرائيلي لم يتوقف يوما

من جانبها، تحدثت الديار مع بعض اهالي قرية جنوبية حول ما يجري مؤخرا، فقد استغربوا ان تطرح مسألة التطبيع ودماء شهدائهم لم تجف بعد وقراهم مدمرة وبيوتهم ركام. واضاف بعض الاهالي الجنوبيين ان العدو الاسرائيلي يعلن عن رغبته بالتطبيع مع الدولة اللبنانية، وهو ينتهك سيادتها يوميا بإرسال الطائرات المسيرة فوق الجنوب وبيروت وضواحيها، ناهيك بتحليق طيرانها الحربي فوق مناطق لبنانية عديدة، ومن بينها العاصمة بيروت؟

كما اكد جزء كبير من اهالي قرية جنوبية انهم يقفون وراء الدولة اللبنانية ويعلقون امالهم بصون حقوقهم من هذا العدو، وبالتالي يعتبرون انه مسار مستحيل بان تتبعه الدولة اللبنانية مع كيان قصف وقتل بشكل وحشي مواطنيها ومقاوميها وصحافييها واعلامييها وحوّل قراها وبلداتها الى دمار شامل؟

ما هو هدف لبنان من المفاوضات البرية مع العدو الاسرائيلي؟

اكدت اوساط سياسية ان هدف لبنان من خلال هذه المفاوضات ان تكون حدوده مرسمة وفقا لاتفاقية بوليه نيوكومب لعام 1923، والمودعة لدى الأمم المتحدة عام 1924. على هذا الاساس، ستتمحور المفاوضات من قبل المجموعات الثلاث التي ستعمل على معالجة النقاط المختلف عليها، وضمان انسحاب «إسرائيل» من الأراضي اللبنانية التي تحتلها، تطبيقًا للقرار 1701.

اوساط شعبية مقربة من حزب الله: حالة ترقب للتطورات الداخلية والاقليمية

من جهة اخرى، قالت اوساط شعبية مقربة من حزب الله للديار ان المقاومة في حالة ترقب لكل التطورات التي تحصل في لبنان وحوله، فضلا عن انها تواكب سياسة الدولة التي تعتمد الديبلوماسية لدحر العدو من الاراضي اللبنانية. وفي الوقت عينه، اكدت هذه الاوساط ان حزب الله اعلن انه يقف وراء الدولة في صون وحفظ سيادة لبنان ومواطنيه، اما اذا اتجهت الدولة نحو التطبيع، فعندئذ حزب الله قد يلجأ الى عدة خيارات لاحباط التطبيع.

هل حزب الله قادر على مواجهة العدو الاسرائيلي الان وإيلامه؟

في سياق متصل، رأى خبير عسكري في حديثه للديار انه صحيح ان حزب الله تعرض لضربات قاسية جدا، سواء من استشهاد امينه العام السيد حسن نصرالله وقادة مهمين اخرين الى جانب تفجيرات البايجر، الا ان هذه الضربات لم تؤد الى إنهائه او تصفيته عسكريا. ذلك ان المقاومة حررت الجنوب عام 2000 ضمن قدرات متواضعة في السلاح والعتاد. واوضح الخبير العسكري ان اليوم قوة المقاومة شبيهة بالقوة التي كانت تتمتع بها عام 2000، وليس بعام 2024 ولا بعام 2006، ولذلك ان حزب الله قادر على تحرير ارض الجنوب وطرد الجيش الاسرائيلي من الاراضي اللبنانية المتمركز فيها، علما ان قدراته وسلاحه اقوى من عام 2000.

المحقق العدلي بيطار سيستدعي سياسيين وقضاة وقادة امنيين

على صعيد التحقيق في انفجار مرفأ بيروت، قالت اوساط قضائية ان المحقق العدلي القاضي طارق بيطار سيستدعي عددا من الشخصيات، من بينهم سياسيون وقادة امنيون وقضاة، ابرزهم مدعي عام التمييز السابق غسان عويدات، دون ان تعرف الاجراءات التي سيتخذها البيطار بعد الاستماع اليهم. في الوقت ذاته، علمت الديار، وسط همس في كواليس العدلية، باتفاق بين البيطار ورئيس مجلس القضاء الاعلى سهيل عبود ومدعي عام التمييز جمال الحجار على عدم توقيف اي من القضاة الذين يحقق معهم.

التعيينات في مرافق الدولة

وفي ملف التعيينات، علمت الديار ان المدير المساعد لامن الدولة سيكون مرشد سليمان، حيث سيتم نقله من مديرية العامة للامن العام الى ملاك امن الدولة.

كما علم ان الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء ستشمل تعيين اعضاء المجلس العسكري في الجيش، اضافة الى تعيينات في الجمارك»، حيث يبرز اسم العميد مصطفى بدران قائد منطقة الشمال في قوى الامن الداخلي لتولي منصبٍ في الجمارك واسم اخر لم يكشف عنه حتى اللحظة.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى