قالت الصحف: وقف إطلاق النار رهن موقف مجلس وزراء العدو اليوم
الحوارنيوز – خاص
ابرزت صحف اليوم المؤشرات الإيجابية الصادرة عن معظم الجهات المعنية والمتابعة لملف مفاوضات وقف إطلاق النار الجارية بين لبنان ودولة الاحتلال من خلال الوسيط الأميركي، واجمعت الصحف على أن القرار الأخير رهن مجلس وزراء العدو الذي سيعقد اجتماعه عصر اليوم للإعلان عن قبوله أو رفضه للورقة الأميركية وما تضمنته من ملاحظات لبنانية…
ماذا في تفاصيل الموقف؟
- صحيفة النهار عنونت: من الأطراف كافة… مؤشرات اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان تتسارع بوتيرة “إيجابية“
وكتبت تقول: يشهد الحديث عن قرب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، تسارعاً وبوتيرة إيجابية، في الوقت الذي تستمر فيه العمليات العسكرية المتبادلة بين حزب الله والجيش الإسرائيلي.
في أبرز وأحدث التطورات بشأن الاتفاق، قال البيت الأبيض مساء اليوم الاثنين إن “المناقشات التي أجرتها الحكومة الأميركية بشأن وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل إيجابية وتمضي في الاتجاه الصحيح نحو التوصل إلى اتفاق”.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي: “نحن قريبون. كانت المناقشات… بناءة ونعتقد أن المسار في اتجاه إيجابي للغاية. ولكن… لن يتم فعل أي شيء حتى يتم الانتهاء من كل شيء”.
كما ذكرت الرئاسة الفرنسية أن “المناقشات بشأن وقف لإطلاق النار في لبنان أحرزت تقدماً كبيراً”، مضيفة: “نأمل أن تنتهز جميع الأطراف المعنية هذه الفرصة في أقرب وقت ممكن”.
ونقلت مراسلة “النهار” في باريس عن مصدر فرنسي مقرب من الأوساط الرئاسية ومطلع على مفاوضات وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، أن فرنسا والولايات المتحدة تنتظران إعلان المجلس الوزاري الإسرائيلي قبول الاتفاق رسمياً ليعلن الرئيسان الأميركي جو بايدن بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون غداً سريانه وتفاصيله.
ووفق ما نقلت “رويترز” عن 4 مصادر لبنانية وصفتها بـ”رفيعة المستوى”، فإن هناك خطة للرئيس الأميركي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون للإعلان عن اتفاق لوقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل خلال 36 ساعة.
اجتماع مجلس الوزراء الإسرائيلي
ومن المقرر أن يجتمع مجلس الوزراء الإسرائيلي غداً الثلاثاء للموافقة على اتفاق وقف إطلاق النار، في ما قال مسؤول لبناني إن واشنطن أبلغت بيروت بأنه يمكن الإعلان عن اتفاق “في غضون ساعات”.
وقال مسؤولون إسرائيليون في وقت سابق من اليوم إن التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب أصبح أقرب رغم وجود بعض المسائل العالقة، بينما عبر مسؤولان لبنانيان كبيران عن تفاؤل حذر، وذلك مع استمرار الغارات الإسرائيلية على لبنان.
ونقل موقع “أكسيوس” الإخباري عن مسؤول أميركي كبير لم ينشر اسمه قوله إن إسرائيل ولبنان اتفقتا على بنود الاتفاق، في ما قال مسؤول إسرائيلي كبير إن الاجتماع الذي ينعقد غدا يهدف إلى إقرار الاتفاق.
وتضغط الولايات المتحدة من أجل التوصل إلى اتفاق لإنهاء الأعمال القتالية المستمرة منذ أكثر من عام بين حزب الله وإسرائيل، والتي اندلعت بالتزامن مع الحرب الإسرائيلية على حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في غزة.
وتصاعدت الاشتباكات خلال الشهرين الماضيين، مما أثار مخاوف من حدوث حرب أوسع في الشرق الأوسط.
“لا عقبات جدية”
وقال نائب رئيس مجلس النواب اللبناني إلياس بو صعب إنه لم تعد هناك “عقبات جدية” أمام بدء تنفيذ هدنة اقترحتها الولايات المتحدة.
وأوضح بو صعب أن المقترح ينص على انسحاب عسكري إسرائيلي من جنوب لبنان ونشر قوات نظامية من الجيش اللبناني في منطقة الحدود في غضون 60 يوماً.
وأضاف أن إحدى نقاط الخلاف بشأن من سيراقب وقف إطلاق النار تسنى حلها خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية بالموافقة على تشكيل لجنة من خمس دول، منها فرنسا، ترأسها الولايات المتحدة.
وقال ديبلوماسي غربي إن هناك نقطة خلاف رئيسية أخرى تتعلق بتسلسل انسحاب القوات الإسرائيلية وانتشار الجيش اللبناني وعودة النازحين إلى منازلهم في جنوب لبنان.
وركزت الجهود الدبلوماسية على وقف إطلاق النار بناء على قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 الذي اعتمدته الأمم المتحدة في عام 2006 وأفضى إلى إنهاء حرب استمرت بين حزب الله وإسرائيل من خلال فرض وقف إطلاق النار. ونص القرار على حظر وجود أي قوات أو سلاح بخلاف قوات وسلاح الجيش اللبناني في المنطقة بين نهر الليطاني وحدود إسرائيل ولبنان.
- صحيفة الأخبار عنونت: الاتفاق وشيك… والعبرة في التنفيذ
وكتبت تقول: إذا لم نكن أمام مناورة جديدة من مناورات رئيس وزراء العدوّ، بنيامين نتنياهو، فإنّ اللبنانيين باتوا قريبين جداً من التوصل إلى نهاية للعدوان الإسرائيلي. ومهما يكن الأمر، فإن الثابت والواضح أن التسوية التي تقوم على تنفيذ القرار 1701 «بلا حرف زائد» لم تكن لتتحقق لولا الصمود الأسطوري لأبطال المقاومة الذين منعوا العدو على مدى نحو شهرين من تحقيق إنجاز ميداني باحتلال ولو قرية واحدة من قرى الحافة والتثبيت فيها، ولولا سرعة تعافي المقاومة وتماسكها وإعادة هيكلة قدراتها، بما مكّنها من فرض سيف القصف الصاروخي فوق رقاب أربعة ملايين إسرائيلي، ولولا الاحتضان، الأسطوري هو الآخر، من بيئة المقاومة لهذه المقاومة، ومن البيئة اللبنانية الأوسع للنازحين الجنوبيين والبقاعيين. وبعيداً عن حفلة السجال السياسي المتوقعة بعد انتهاء الحرب، و«الحساب» الذي ستفتحه بعض الأطراف التي خيّب العدوّ مجدداً آمالها وأحلامها، ورغم التدمير الواسع الذي تسبّب به العدو والمجازر التي ارتكبها، فإن «الحسبة» الأولى تشير إلى إفشال أهداف العدوان الأساسية بإقامة شرق أوسط جديد خالٍ من المقاومة، وبالقضاء على حزب الله، وبفرض نظام سياسي في لبنان يكون الحزب خارجه كما أعلن الإسرائيليون، وكما أوحى الأميركيون إلى بعض حلفائهم في الداخل. لم يكن نتنياهو ليذهب أساساً إلى التفاوض لو أن في إمكانه تحقيق أيٍّ من هذه الأهداف، مثلما لم يتمكن من إعادة مستوطن واحد إلى المستعمرات الشمالية من دون اتفاق، وهو ما أكدته المقاومة منذ اليوم الأول. الحصيلة الأولى لهذه الاتفاق الذي تبقى العبرة في تنفيذه، أن المقاومة باقية، وأن قدراتها كما أثبتت الأشهر الماضية لا تتعلق بتموضعها جنوب النهر أو شماله، وهو ما يمكن استخلاصه بوضوح من صراخ مستوطني الشمال ضد «اتفاق العار».
وفي أية حال، بدا في الساعات الماضية أن اتفاق وقف إطلاق النار بات في الأمتار الأخيرة الحاسمة، في ضوء تطوّرين تمثّلا أولاً باستمرار إطلاق التسريبات المتقاطعة عند أجواء تفاؤلية، وثانياً التصعيد الهستيري في الجنوب والضاحية ومشارف بيروت، وصولاً الى منطقة الشويفات، يوم أمس. ونقلت وسائل إعلام عبرية «أننا أصبحنا في الشوط الأخير ما قبل الاتفاق» بالتزامن مع ما تناقلته أوساط لبنان عن «أننا أصبحنا قاب قوسين أو أدنى من الإعلان عن الاتفاق»، من دون الإفراط في التفاؤل استناداً إلى التجربة مع العدو الصهيوني، علماً أن «لبنان أُبلِغ رسمياً أنه سيتم الإعلان عن الاتفاق خلال ساعات» وفقَ ما أعلن عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب قاسم هاشم. ونقلت وكالة رويترز أن إدارة الرئيس الأميركيّ جو بايدن أبلغت مسؤولين لبنانيين أن «وقف إطلاق النار قد يُعلن عنه في غضون ساعات». وأبلغ نائب رئيس مجلس النواب إلياس بوصعب وكالة «رويترز» أنه «لا توجد عقبات جدية تحول دون بدء تنفيذ الهدنة المقترحة من الولايات المتحدة». وأشار إلى أن «الهدنة التي ترعاها واشنطن ستراقب تنفيذها لجنة مكونة من 5 دول». وأضاف بوصعب «الهدنة تقوم على انسحاب الجيش الإسرائيلي من الجنوب وانتشار الجيش اللبناني خلال 60 يوماً».
وعلمت «الأخبار» أن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي تبلّغ أمس من الموفد الأميركي عاموس هوكشتين رسمياً موافقة العدو الإسرائيلي على وقف إطلاق النار، وبدأ الإعداد لعقد جلسة لمجلس الوزراء الأربعاء المقبل، في حال موافقة الحكومة الإسرائيلية اليوم رسمياً على الاتفاق. وكلف ميقاتي الأمين العام لمجلس الوزراء محمود مكية القيام بالترتيبات اللازمة لتأمين نصاب عقد الجلسة (16 وزيراً). وفي حال سارت الأمور كما هو متوقع، ستعرض آلية تنفيذ القرار 1701 بحسب الاتفاق على الوزراء خلال الجلسة لمناقشة بنودها، ثم أخذ القرار بالموافقة عليها. ولم يُعلم ما إذا كان وزراء التيار الوطني الحر سيحضرون الجلسة.
وفيما أشارت وسائل إعلام عدّة، إلى أن الرئيسين الأميركيّ جو بايدن والفرنسيّ إيمانويل ماكرون سيعلنان خلال الساعات المقبلة وقفاً للعمليات العدائية بين لبنان وإسرائيل لمدة 60 يوماً، أوضح المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، أن «وقف إطلاق النار في لبنان أولوية بالنسبة إلى الرئيس بايدن». وأوضح أن «الاتصالات بشأن التوصل إلى وقفٍ لإطلاق نار بين إسرائيل وحزب الله مستمرة، لكن لا تطوّر يمكن الحديث عنه»، مضيفاً أن هوكشتين «عاد إلى واشنطن بعد نقاشات بناءة، ونحتاج إلى مواصلة العمل للحصول على وقف إطلاق النار». وكشف «أننا وصلنا إلى نقطة في نقاشاتنا تدفعنا إلى الاعتقاد بأن المباحثات تسير في طريق إيجابي جداً».
وانسحبت الأجواء الإيجابيّة على تصريحات المسؤولين الإسرائيليّين، إذ صرّح المتحدث باسم الحكومة الإسرائيليّة، ديفيد مينسر، قائلاً «نتحرك في اتجاه اتفاق، لكن هناك بعض القضايا التي لا تزال عالقة وتحتاج إلى المعالجة» من دون تقديم تفاصيل إضافية. فيما أعلن السفير الإسرائيليّ في واشنطن، مايكل هرتسوغ، أن «إسرائيل قريبة جداً من التوصل إلى اتفاقٍ مع لبنان، مشيراً إلى أن ذلك قد يحدث خلال أيام». وأفاد موقع «واللا» الإسرائيلي بأن المجلس الوزاري الإسرائيليّ المصغّر للشؤون السياسّية والأمنيّة (الكابينت) سيجتمع اليوم للمصادقة على الاتفاق.
وعبّر رؤساء البلديات ومجالس المستوطنات الشمالية عن قلقهم حول مضمون الاتفاق، فقال رئيس المجلس الإقليمي في الجليل الأعلى، عميت صوفر، إن «كل منزل على الحدود الشمالية هو موقع إرهابي لحزب الله الذي سيعود بالتأكيد ويعيد البنى التحتية الإرهابية التي دفعنا دماء جنودنا لتفكيكها»، فيما اعتبر رئيس بلدية كريات شمونة أفيحاي شتيرن أن «اتفاقية الاستسلام (…) تجعل السابع من أكتوبر أقرب إلى الشمال أيضاً، وهذا يجب ألّا يحدث. لا أفهم كيف انتقلنا من النصر الكامل إلى الاستسلام الكامل». وسأل: «لماذا لا نكمل ما بدأناه؟ بدلاً من الاستمرار في سحق حزب الله وانهياره نقوم بحقنه بالأوكسيجين».
ولفتت القناة 12 العبرية إلى أنه «لن تكون هناك منطقة عازلة في جنوب لبنان، وسيعود سكان الجنوب إلى جميع القرى اللبنانية وهو ما يقلق سكان الشمال». أما قناة «كان» فاعتبرت أن «الاتفاق الذي توقّع عليه إسرائيل ليس له إلا اسم واحد، هو اتفاق حصانة حزب الله». فيما رأى وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير أن «التوصل إلى اتفاق مع لبنان يعدّ خطأً كبيراً وتفويتاً لفرصة تاريخيّة لاجتثاث حزب الله». واعتبر رئيس حزب معسكر الدولة بيني غانتس أن أيّ «تسوية في لبنان يجب أن تسمح بحرية العمل للجيش الإسرائيلي هناك». وشدد غانتس على أن «حرية العمل العسكري يجب أن تكون ضد التهديدات المباشرة أو ضد تعزيز حزب الله قوته من جديد».
في المقابل، كتب المحلل السياسي نداف أيال، المقرّب من نتنياهو إن «من يعتقد بأن الاتفاق مع لبنان هو خضوع وعار، من المهم أن نسمع منه كيف ينبغي باعتقاده أن تنتهي هذه الحرب؟». ونقلت القناة 14 العبرية عن نتنياهو قوله خلال المحادثات الماراثونية التي يجريها لتمرير اتفاق التسوية مع لبنان إن «اتفاق وقف إطلاق النار ليس مثالياً، لكنْ هناك خطر حقيقي من أن تفرض الولايات المتحدة قراراً أحادياً علينا في مجلس الأمن لوقف الحرب، وعندها ستكون هناك عقوبات ضدنا، ولن يكون لدينا تفويض مطلق في حالة حدوث أي اختراق من الجانب اللبناني. إذا حدث ذلك، فسيكون هناك وقف إطلاق نار إلزامي من دون التوصل إلى اتفاق، وهذا ليس جيداً». ونقلت شبكة «سي إن إن» الأميركية عن مصدر مطّلع أنّ نتنياهو وافق خلال الاجتماع الأمني الأحد على اتفاق وقف إطلاق النّار مع حزب الله من حيث المبدأ. وقال المصدر إنّ إسرائيل «لا تزال لديها تحفّظات على بعض تفاصيل الاتفاق» إلا أنّه توقّع أن يتم نقل هذه التحفّظات إلى الحكومة اللبنانية اليوم (أمس)». ونقلت القناة 12 العبرية عن جهات مقرّبة من نتنياهو أنّ «اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان أقرب من أيّ وقت مضى والجيش يدعم إبرام الاتفاق لأسباب عديدة، من بينها استراحة القوات وتجديد مخازن السلاح».
وذكرت صحيفة «إسرائيل اليوم» أنه «بعد توقيع الاتفاق، سيكون على الجيش الإسرائيليّ أن يكمل انسحابه من جميع الأراضي اللبنانية خلال 60 يوماً. خلال تلك الفترة، ستكون هناك قوّة عسكريّة أميركيّة في المنطقة لفرض انتشار الجيش اللبناني في الجنوب وضمان بقاء حزب الله في منطقة ما وراء نهر الليطاني». وزعمت القناة الـ 12 الإسرائيليّة أن مسوَّدة الاتفاق تتضمّن فترة انتقالية مدتها 60 يوماً ينسحب خلالها الجيش الإسرائيلي، بينما ينتشر الجيش اللبناني في المناطق القريبة من الحدود، وينقل حزب الله أسلحته الثقيلة إلى شمال الليطاني. وتتضمن المسوّدة أيضاً لجنة إشرافية بقيادة الولايات المتحدة لمراقبة التنفيذ ومعالجة الانتهاكات. ونقلت صحف إسرائيليّة أنّه «بموجب الاتفاق، وافقت واشنطن على تقديم ضمانات لإسرائيل تتضمن دعمها العمل العسكريّ الإسرائيليّ ضدّ التهديدات الوشيكة من الأراضي اللبنانيّة، واتخاذ إجراءات لتعطيل إعادة تأسيس الوجود العسكري لحزب الله بالقرب من الحدود. كما يتضمن الاتفاق إجراءً إسرائيلياً بعد التشاور مع الولايات المتحدة في حال عدم تعامل الجيش اللبنانيّ مع التهديد».
- صحيفة الديار عنونت: نتانياهو يرضخ لمعادلات الميدان: وقف النار خلال ساعات؟!
لبنان يفرض باريس في اللجنة ولا تعديلات على الـ 1701
التدمير العشوائي مستمر…» ربع الساعة» الاخيرة الاكثر خطورة
وكتبت تقول: ربما تكون الساعات الاكثر خطورة منذ بدء العدوان الاسرائيلي الوحشي على لبنان. فاذا صحت كل التسريبات الرسمية وشبه الرسمية من واشنطن وتل ابيب، ولبنان، بان الاتفاق قد انجز والاعلان عنه سيحصل يوم الاربعاء بحسب زوار رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي تمنى على رئيس حكومة تصريف الاعمال ان يعلن الاتفاق من السراي الحكومي لان الحكومة تمثل حاليا صلاحيات رئيس الجمهورية، فان «الربع الساعة» الاخيرة تبقى الاكثر دموية وتدميرا وفق التجارب السابقة مع اسرائيل. وهذا ما يفسر عمليات التدمير الممنهجة في البقاع والجنوب والضاحية، لأهداف مدنية، وتراثية، في عملية انتقام واضحة من البيئة الحاضنة للمقاومة، مع انتفاء اي بعد عسكري يبرر هذا الفعل البربري، فيما تقهقرت دبابات العدو في القطاع الغربي بعد مجزرة الدبابات في البياضة ولم تتوقف الخيام عن القتال.
نكسة لإسرائيل
ويبقى القلق كبيرا من اقدام العدو في الساعات الفاصلة على عمليات اغتيال لتحقيق انجاز معنوي في ظل شبه اجماع في الاوساط الاسرائيلية على اعتبار الاتفاق المفترض نكسة لإسرائيل لانه برأيهم يمنح حصانة لحزب الله الذي سيعيد حتما بناء نفسه من جديد، وقد أبدى وزير الامن القومي ايتمار بن غفير، معارضته للتسوية، معتبراً أن وقف إطلاق النار في لبنان هو «خطأ فادح وفشل تاريخي في القضاء على حزب الله، كما دعا رئيس حزب «اسرائيل بيتنا» المعارض افيغدور ليبرمان سكان الشمال الى عدم العودة لمنازلهم. فيما اكدت قناة «كان» ان الاتفاق ليس له الا اسم واحد وهو اتفاق حصانة حزب الله. اما العقيد في الاحتياط غابي سيبني، فقد أكد ان حزب الله سيعود وهذا امر محسوم والبنى التحتية التابعة له حتى جنوبي الليطاني ستبقى ولا أحد سيفككها.
متى حصل التحول؟
وقد لفتت مصادر مطلعة الى ان التحول الجدي في مسار التفاوض حصل يوم الاحد اثر قلب حزب الله «للطاولة» ميدانيا مخرجا بعضا من اوراقه المستورة في الحرب بضرب تل ابيب بصواريخ نوعية، بعدما اتخذت قيادة المقاومة القرار بـ«لي ذراع» رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتانياهو الذي اعتمد المماطلة في المفاوضات وواصل التفاوض «بالنار» رافعا من سقف المواجهة من خلال استهداف بيروت، فكان الرد دون سقوف في «رسالة» على ان المقاومة مستعدة للدخول في حرب شاملة، مع ما يعنيه ذلك من استعداد لقصف المواقع الاستراتيجية داخل الكيان بعدما نجحت الصواريخ في تجاوز القبة الحديدية والوصول الى اهدافها، الامر الذي دفع نتانياهو الى الاتصال بالمبعوث الاميركي عاموس هوكشتاين لإبلاغه بالقبول بخطة وقف النار، بعد تذليل عقبات بسيطة؟
ثوابت بري
وإذا صحت التوقعات الموغلة في التفاؤل ولم يتراجع رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو، فان الامور تبدو في خواتيمها وسط تضارب في التسريبات والمعلومات في عواصم القرار حول توقيت الاعلان عن الاتفاق، وحيال امكانية اعلانه من قبل الرئيسين الاميركي جو بايدن والفرنسي ايمانويل ماكرون اليوم او خلال 36 ساعة كما يرجح مسؤولون لبنانيون. وقد قطعت اوساط «عين التينة» الطريق على الكثير من الاخبار المغلوطة، واكدت ان لبنان لم يوافق على اي تعديل للقرار 1701، «ونقطة على السطر»، ولفتت الى ان الرئيس بري أصر على وجود فرنسا في لجنة المراقبة، وابلغ هوكشتاين انه ملتزم بما تم الاتفاق عليه خلال الاجتماعات الماراتونية في بيروت، وليس في وارد التراجع عنها. وقد ضغط المبعوث الاميركي على نتانياهو مبلغا اياه ان لبنان لن يتراجع عن موقفه ولا بد ان تكون فرنسا في اللجنة، وقد ازعن نتانياهو لذلك.
طريق نتانياهو «سالكة»
وقد أفادت هيئة البث الإسرائيلية أن «الاتفاق مع لبنان تم إنجازه ولم يتبق سوى المصادقة عليه في الكابينيت. ويفترض ان يحصل نتانياهو اليوم في اجتماع «الكابينت» على موافقة الحكومة، بحسب متحدث باسمه، ابلغ قناة «سي ان ان» الاميركية بذلك. ولن تكون معارضة الوزيرين بن غفير وسموتريتش مؤثرة في القرار، لأنها لم يهددا بفرط الحكومة. كما أعلن وزير التراث الإسرائيلي معارضة التوصل إلى اتفاق مع لبنان قائلا انه يجب كسب الوقت حتى تولي ترامب منصبه ليكون الاتفاق صحيحاً.؟!
التصديق اليوم؟
واشارت القناة 13الاسرائيلية الى ان الهدف من اجتماع الكابينت اليوم هو التصديق على اتفاق وقف إطلاق النار. نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مسؤولين بأن الاتفاق مع لبنان أصبح تحصيلًا حاصلًا. كذلك، نقلت وكالة «رويترز» عن مسؤولين قولهم إن «إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أبلغت مسؤولين لبنانيين بأن وقف إطلاق النار قد يعلن عنه في غضون ساعات. كما نقلت عن وزيرة الخارجية الألمانية قولها إن «التوصل لاتفاق بشأن وقف إطلاق النار في لبنان يبدو قريبا عما كانت عليه الأمر قبل أيام أو أسابيع قليلة.
ضغط هيئة الاركان
بدورها، أفادت القناة 14 الإسرائيلية أن «هيئة الأركان العامة الإسرائيلية تضغط لتعزيز وقف إطلاق النار من أجل إعادة إنعاش القوات والحفاظ على اقتصاد التسليح». وأضافت أن «الهيئة تعتبر دعم الجيش للهدنة في الشمال منطقياً، خاصةً في ضوء الحاجة لتسليح القوات وتعزيزها». كذلك، أكدت «التوصل إلى اتفاق مع حزب الله بمشاركة فرنسا، التي ستكون جزءًا من آلية مراقبة التفاهمات»، مشيرة الى أن «الاتفاق يشمل انسحاب حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني. واكدت هيئة البث الإسرائيلية ان إدارة بايدن وعدت إسرائيل برفع الحظر عن شحنات الأسلحة في حال التسوية مع لبنان.
معارضة اسرائيلية
من جهته قال رئيس مجلس «مفؤوت حرمون» بيني بن موفخار» مع مثل هذا الاتفاق مع لبنان لن يعود الإسرائيليون إلى منازلهم في الشمال. كما دعا افيغدور ليبرمان سكان الشمال الى عدم العودة لانه لا توجد قوة قادرة على منع حزب الله من اعادة ترميم قوته.كذلك أعرب مستوطنون شمالي فلسطين المحتلة عن غضبهم تجاه رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، في ظل حديث عن اتفاق عند الجبهة مع لبنان.وانتقد المستوطنون تصريحات نتنياهو، التي يدّعي فيها تحقيق «نصر مطلق»، بينما نشروا مقاطع فيديو يظهر فيها مقاتلو حزب الله في الخلفيّة.وتوجّه المستوطنون في انتقاداتهم إلى نتنياهو بالقول: «تخلّيتم عنا بوعود فارغة، دماء سكان الشمال ستكون على يديك.