رأي

هوكشتاين يعود حاملا “صك استسلام ” ..وهذه هي الشروط!(نسيب حطيط)

 

كتب د. نسيب حطيط – الحوار نيوز

بعد اغتيال “السيد الشهيد ” وتحت القصف الجوي الاسرائيلي وتدمير كل جغرافيا يسكنها اللبنانيون “الشيعة” ،سيزور الموفد الاميركي والجندي الاسرائيلي “هوكشتاين” لبنان،حاملا “أمر مهمة” للسياسيين اللبنانيين، طالباً تنفيذها بدون نقاش، وعلى رئيس مجلس النواب ودون تأخير الدعوة لجلسة إنتخاب شكلية (دون حضور نواب المقاومة) والا سيتحمل الشيعة المسؤولية وتستكمل اميركا واسرائيل ،حربهما الشاملة والمتوحشة التي بدأت منذ 17 ايلول لاستكمال المشروع الاميركي ،بالقضاء على المقاومة واهلها و تحقيق الحلم الاسرائيلي بإبعاد “الشيعة” عن جنوب الليطاني ،لتأمين الحدود واستبدالهم بجيران مسالمين ومتحالفين او مستوطنين يهود.

   استنسخ “هوكشتاين” طريقة العدو الاسرائيلي ،بتوجيه انذارات قبل دقائق من قصف المباني، ،فبدأ “هوكشتاين” هجومه ،بمقابله صحفية، حدّد فيها بنود الاستسلام للمقاومة وللبنانيين، سواء كانوا مؤيدين او مخالفين، فلم يحترم احداً، بل أذاع القرار الاميركي وطلب من رئيس مجلس النواب التنفيذ ومن القوى السياسية ، المشاركة في المسرحية الديمقراطية تحت النار الإسرائيلية ووجوب تنفيذ ما يلي :

–  انتخاب رئيس جمهورية، تُرشّحه اميركا (قبل وقف النار).

–  تعيين رئيس حكومة  وترشيح الوزراء وفق القرار الأميركي .

–  منع المقاومة عن المشاركة في الحكومة .

– إعطاء حصة المقاومة للمعارضين الشيعة.

– تنفيذ القرار (1559) لنزع لسلاح المقاومة وكل المليشيات اللبنانية .

– إلغاء القرار (1701) وإستبداله ،بقرار جديد يؤمن كل الشروط الإسرائيلية التي تحفظ أمن إسرائيل ولا تُلزم إسرائيل بأي تعهد.

–  تعديل مهام القوات الدولية الى قوات “متعددة الجنسيات” في كل لبنان وعلى الحدود السورية_اللبنانية، لتصبح الجيش البديل وينحصر دور الجيش والقوى الأمنية ، بمهام داخلية كما أجهزة السلطة الفلسطينية .

– إلغاء اي دور سياسي او اقتصادي او اجتماعي، لقوى المقاومة، بما يشبه فترة الاجتياح الاسرائيلي والمتعددة الجنسيات حتى انتفاضة 6 شباط 1984.

 – القبول بتوطين الفلسطينيين الموجودين في لبنان (بقي سكان المخيمات في الجنوب) بينما نزح أهل الجنوب من قراهم .

– القبول بدمج النازحين السوريين، لتغيير الواقع الديموغرافي في لبنان وتهميش المسيحيين ،مقدمه لتهجيرهم وفق الخطة التي كانت عام 1975 عندما جاءت السفن الأمريكية لترحيلهم الى كندا!

تحاول اميركا وإسرائيل، سرقة كل هذه الشروط قبل استعادة المقاومة زمام المبادرة وإرغام الحكومة اللبنانية ،لطلب المساعدة الخارجية عبر مجلس الامن، ويصبح الوجود الاميركي شرعياً وتصبح سفارة “عوكر” ، “المنطقة الخضراء” لإدارة لبنان، وتحويل القصر الجمهوري والسرايا الحكومي ومكاتب الوزراء والنواب ،مكاتب تنفيذية لقرارات السفيرة ،كما هوا الحال الآن على طريق المصنع والمطار وغيرها!

يكرر “هوكشتاين” مهمة الوزير الاميركي “كولن باول” بعد غزو العراق والرسالة التي حملها للرئيس بشار الأسد، لأن العراق قد سقط …وستسقط سوريا اذا لم تنفذ…رفضت  سوريا، فكان عقابها “الربيع العربي الذي ما يزال مستمرا…

ان أحلام اميركا واسرائيل والعرب هي “أضغاث أحلام”، فالمقاومة واهلها لم ينهزموا بعد ولن ينهزموا ،مهما طالت الحرب ولا يخدعنّ احد نفسه ويحلم  بتشتيت “الشيعة” من لبنان وتهجيرهم وبقاء لبنان ومن يتآمر عليهم سالماً معافى، فإما ان يكون لبنان لكل اللبنانيين حراً غير محتل ومستقلا غير مُستعمَر ،وإلا فلن يرتاح المحتل الاسرائيلي ولا المستعمر الامريكي ولا كل عملائه وادواته، ومن يعتقد انه سيعود على ظهر الدبابات الإسرائيلية كما العام 1982 ويستعد لارتكاب المجازر، فإنه يشعل النار في لبنان وسيحترق مع المقاومة وحتى المحايدين ،فالنار لن تستثني احداً، وكما اجبرنا اسرائيل على الانسحاب عام 2000 بعد 18 عاما من الاحتلال نستطيع ان نخرجها ولو بعد خمسين عاما…

الى بعض المسيحيين الذين لم يتعظّوا من ترك إسرائيل لجيش “لحد” وعائلاتهم على بوابة “فاطمة” بعد انسحابها…وتركتهم في الجبل بعد انسحابها…وكل ما فعلته لهم ،أنها أخرجتهم من دير القمر:لا تخطئوا ثانية…تواضعوا في فرض الشروط ،فالحرب لم تنته بعد ولم نستسلم ولن نسلّم سلاحنا الذي يعطينا الأمل بالانتصار ..

الحرب ليست على “الشيعة” فقط، وان كانت في مرحلتها الاولى تستهدفهم وحيدين، لكن الحرب على كل اللبنانيين الوطنيين ،مهما كانت طوائفهم ،ثم ستتوسّع لإسقاط المنطقة لإعلان “إسرائيل الكبرى” و “الديانة الابراهيمية” ..فلا تفرحوا بموتنا…فلم يبق مسيحي في فلسطين ،وغزة من اهل السنة وليست شيعية…!

سَيُهزمون… وننتصر!

 

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى