رأي

إغتيال “السيد الشهيد” …لم تنته الحرب!(نسيب حطيط)

 

كتب د. نسيب حطيط – الحوارنيوز

 

استطاع العدو الاسرائيلي توجيه ضربة قاسية ومؤلمة واستراتيجية للمقاومة في لبنان ولمحور المقاومة وايران مباشرة، بعد نجاحه باغتيال “السيد الشهيد” لموقعه واستثنائية شخصيته القيادية ومؤهلاته الشخصية ،كخطيب بارع، استطاع ان يجذب الناس اليه، سواء كانوا مؤيدين او محايدين او حتى أعداء وخصوماً.

يمكن القول ان العدو الاسرائيلي الامريكي استطاع ان يغتال رئيس اركان محور المقاومة الموثوق والمحبوب والمحترف، شريك قائد أنصار الله وشريك قادة الحشد الشعبي وشريك القيادة السورية، والاهم انه استطاع اغتيال الممثل الحصري الموثوق للثورة الإسلامية خارج إيران ،فكانت ضربة استراتيجية لا يمكن تجاوزها او التقليل من خساراتها الفادحة، لأنها استطاعت ان تغتال شخصا تحول رمزاً، لجمهور متعدد الجنسيات وربما متعدد المذاهب والطوائف والانتماء الحزبي ويمكن اعتبار الاغتيال بمثابة اجتياح 2024 للمشروع المقاوم..

لكن السؤال الأساس هل نجح العدو باغتيال المقاومة ومشاريعها ؟

هل استطاع العدو تفكيك محور المقاومة؟

هل استطاع العدو ان يربح بالضربة القاضية ؟

هل استطاع العدو فتح الطريق امام فرض مشاريع أميركية-إسرائيلية، لإقامة المنطقة العازلة وابعاد المقاومة الى شمالي الليطاني سواء بالقوة او بالقرارات الدولية ؟

للوهلة الاولى ،يظن البعض ان العدو انتصر وسيفرض مشاريعه وان المقاومة ستنهار وتعلن استسلامها وبعدها ستعلن المقاومة في غزه استسلامها وقبولها بالشروط الإسرائيلية، وان مرحلة جديدة على مستوى الشرق الاوسط تتمثل بعودة السيطرة والقرار الامريكي وإعلان انتهاء مرحلة المقاومة والاستنهاض العربي والاسلامي لتكرار مشهد خروج المقاومة الفلسطينية من بيروت عام 1982، وأن لبنان سيتجه لاتفاقية سلام مع اسرائيل بشكل غير مباشر بعنوان القرارات الدولية  والتمهيد لذلك عبر الأمور التالية :

-     سيزيد العدو الاسرائيلي ضغطه العسكري مستغلا فترة فقدان القيادة واغتيال القادة المركزيين والعسكريين ،بالتزامن مع النزوح القصري لكل شيعي في لبنان،  حيث صار كل شيعي مطارداً في محل اقامته وتحرّكه .

-     سيطيل العدو فترة النزوح حتى يستطيع تحشيد النازحين بمواجهة المقاومة وسيكون اكثر توحشا في المجازر.

-      سيغتال العدو  كل  مسؤول في المقاومة مهما كانت رتبته التنظيمية العسكرية .

-      إرسال المبعوثين الغربيين وبعض العرب لفرض شروطه مقابل وقف اطلاق النار مع التهديد الدائم بالاجتياح البري.  

-     إنقضاض  البعض في لبنان على المقاومة، لإغتيالها سياسيا، بعضهم كخصم ظاهر وبعضهم كمحب يرجو السلامة للمقاومة واهلها وينصحها بان تقبل الان ما هو متوفر من شروط، لان التأخير بالموافقة سيسلبها اشياء تمتلكها وكلما تأخر التوقيع زادت خسائرها!

لا شك ان ما تعيشه المقاومة واهلها صعب ومؤلم وخطير وسيضغط على المقاومة ويربكها لأنها حريصة على اهلها وكرامتهم وأمنهم والعودة الى بيوتهم، لكن ليس بالتضحية، بكل الانجازات التي استطاعت تحقيقها ولن تتخلى عنها !

لقد اعتاد هذا الشعب المقاوم على التضحيات وتقديم قياداته فداء للدفاع عن الكرامة وعن الدين وعن الوطن، ولذا لن يقايض التضحيات، ولمواجهة هذا الإجتياح الأميركي-الإسرائيلي على محور المقاومة  العمل وفق مايلي:

 – عدم ترك جبهة لبنان وحيدة في المواجهة، بل وجوب شراكة الجبهات اليمنية والعراقية بشكل فاعل، وكذلك الجبهة الإيرانية حتى لو أدت الى الحرب الشاملة على مستوى المنطقة، لان استفراد الجبهة في لبنان وهزيمتها ،سيؤدي الى تساقط حجارة قلاع المقاومين وصولا الى العاصمة طهران !

–  المقاومة السياسية التي تبدأ من لبنان وعدم الخضوع للتهديدات والخوف على المصالح، وعدم طعن  المقاومة في ظهرها ،عبر الموافقة على القرارات الدولية او طلبها بما يلبي الشروط الإسرائيلية تحت عنوان حفظ سلامة المدنيين وعودة النازحين والحرص على المقاومة بشكل مخادع !

 – تامين مقومات الصمود للنازحين، بشكل يحفظ كرامتهم عبر تامين مساعدات مالية نقدية، بديلا عن المساعدات الغذائية وتعميم أماكن إيواء شرعية وآمنة ،تحسبا لأن تكون الحرب طويلة وان تتجاوز الايام الى الاسابيع والاشهر ونحن على ابواب فصل الشتاء!

– دعوة كل الوطنيين في لبنان للمشاركة في المواجهة والاستفادة من امكاناتهم وخبراتهم الإعلامية والاقتصادية والاجتماعية، لمواجهة الاخطبوط الامريكي وتغيير وسائل واساليب المواجهة لمرحلة أكثر صعوبة وسخونة وتوحشاً.

–  الانفتاح الوطني و”تصفير” المشاكل او تجميدها على الاقل والعمل لإعادة احياء المؤسسات الدستورية، لانتظام العمل الحكومي والإداري، لمواجهة التفكك والشلل ومعالجه القضايا الاقتصادية والاجتماعية كجبهة إسناد داخلية للمقاومين في الميدان.

نحن الان امام مرحلة تشابه اجتياح عام 82 ومحاولة إسقاط لبنان باليد الأمريكية_الإسرائيلية، ومن ثم اسقاط سوريا وبقيه الدول التي تواجه المشروع الامريكي .

لا مكان للخوف او الهزيمة او اليأس، كما قدمنا التضحيات وانتصرنا…علينا ان نتابع لحفظ ما انجزناه ولتحقيق ما عمل له الشهداء ومن اجل ما استشهد من اجله “السيد الشهيد” واخوته …وما النصر الا من عند الله..

 

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى